شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور حسن بَلَّه الأمين ))
- الحمد لله الوالي الكريم، والصلاة على رسوله مع التسليم، أيها الإخوة الكرام سلام الله عليكم ورحمة منه شآبيب وبركات.. وأسعدتم مساءاً.. أبدأ قولي بشكر الله ثم شكر الشيخ الفاضل عبد المقصود خوجه على دعوته الكريمة، وعلى سنته الحميدة في تكريم الرجال ولئن كرم الشيخ عبد المقصود الأستاذ الدكتور زهير السباعي فليس ذلك بمستغرب فلا يعرفُ الفضلَ إلا ذووهُ ولا يعرفُ الرجالَ إلا الرجالُ..
إنّ المكارم أخلاق مطهّرة
فالدين أَوَلُّها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها
والجود خامسها والصدق ساديها
والبر سابعها والصبر ثامنها
والشكر تاسعها واللين باقيها
 
ومضيفنا عرفت عنه كل هذه الصفات يسعدني أيها الإخوة الكرام أن أتحدث أمامكم في هذه الليلة المباركة، والحديث عن أخي وحبيبي وصديقي الأستاذ الدكتور زهير أحمد السباعي يطول، فهو من القمم الشوامخ في هذا البلد الطيب، وحين فكرت أن أقدم زهيراً لم أعرف من أين أبدأ، فهل أتحدث عن زهير العالم، أم عن زهير المفكر، أم عن زهير الأستاذ الجامعي، أم زهير الكاتب، أم زهير رجل الخير أم زهير الصديق..
يسعدني أيها السادة بل يشرِّفني أن أكلمكم عن زهير فقد سعدت برفقته، طوال عقد من الزمان وأكثر لا نكاد نفترق، وأتاحت لي الظروف الطيبة أن أصطحب زهيراً في حله وترحاله، فَخَبِرْتُهُ، ووجدت في رفقته سعادةً وصداقةً وأنا ممن يعتز بصداقة زهير، وهو رجل حبيب إلى كثير من القلوب ورجل حبب الله الناس فيه وحببهم إليه، الأستاذ الدكتور زهير من أصحاب الخير والبذل، والعطاء، وليس بمستغرب أن يُحَفَّ بالإجلال والإكرام أينما حلَّ وكان هذا شأني معه في رحلاتنا العلمية داخل المملكة وخارجها.
إذا عيش في خير امرئ ونواله
توالى عليه الحمد من كل جانب
 
الأستاذ الدكتور زهير صاحب الدار العامرة أبدأ بالأصدقاء وأفذاذ الرجال، تعدت شبكة علاقاته زملاء المهنة حتى لتجد بين جلسائه الأديب والفقيه وعالم الفيزياء، ومجلسه عامر بألوان العلم والأدب.. اسألوا تلاميذ زهير عنه..
من طلاب الطب والدراسات العليا، بجامعتنا وجامعات المملكة فهم أكثر الناس محبة له، يعاملهم كالشقيق الأكبر، ويحفزهم ويسندهم، في كل موضع للسند وكذلك نحن زملاؤه بكلية الطب جامعة الملك فيصل، ورغم علو مكانته فزهير بسيط متواضع رفعه الله بتواضعه ولمست ذلك من سفري معه خصوصاً خارج المملكة، وأذكر في إحدى رحلاتنا بهيئة الإغاثة أن خُيِّرنا بين استراحة متواضعة وفندق كما يقولون خمس نجوم فلم يتردد زهير في اختيار الاستراحة حيث ذهبنا وافترشنا الأرض ونحن في مهمة إنسانية، وزهير من أصحاب الوفاء والمعروف بمواقف الإباء، والرجولة، وقوة الشكيمة، وهو أشبه بمن وصفه شاعرنا السوداني إدريس جماع:
هين تستخفه بسمة الطفل
قوي يصارع الأجيال
 
زهير محب لكل العرب والمسلمين وله أيضاً محبة مع أهلنا في السودان، وذكر لي مرة أنه يحب السودان والسودانيين إلى أن زار السودان، فقلت ثم ماذا؟ فقال صرت أحبهم أكثر. لا يحسبن أحد أنني أبالغ في مدح زهير في وجهه فهو إنسان لا يخشى عليه من فتنة المديح أو المدح، اسمحوا لي أن أزيدكم من سيرته الذاتية مما يتيسر لي من معرفته عن قرب، بالإضافة إلى ما ذكر أخي فقد شغل دكتور زهير وتدرج في العديد من الوظائف والمواقع الهامة في الدولة، فكان مديراً للتخطيط بوزارة الصحة أواخر الستينات وأوائل السبعينات، ثم صار أستاذاً مساعداً بكلية الطب جامعة الملك سعود بالرياض في عام 1973، ثم أستاذاً مشاركاً ورئيساً للقسم في نفس الجامعة عام 78م ثم مؤسساً وعميداً لكلية طب أبها بين عامي 80 - 82م..
ثم عميداً للدراسات العليا في الخدمات الصحية بوزارة الدفاع والطيران، ثم انتقل إلى المنطقة الشرقية حيث صار أستاذاً رئيساً في قسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة الملك فيصل، عمل الدكتور زهير السباعي رئيساً للمجلس العربي لتخصص طب الأسرة والمجتمع وهذا كرسي رفيع، كرسي علمي متميز، بجانب عمله في مجلس الشورى، ما زال الدكتور زهير يواصل نشاطاته الأكاديمية والاجتماعية، فهو مؤسس وأول رئيس للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، وهو رئيس تحرير المجلة العلمية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، وهو رئيس مؤسسة التنمية الصحية الدولية، وهي مؤسسة تقوم على مشاريع تدريب الكوادر الصحية وتطويرها في المملكة والبلاد العربية، كما أنه مستشار لمنظمة الصحة العالمية..
يتمتع الدكتور زهير بعضوية عدد من المنظمات العلمية العالمية المرموقة، فهو عضو في مجلس أمناء الجمعية الدولية للصحة، وعضو في إتحاد الصحة العامة الأميركي، وعضو في اتحاد علماء الوبائيات العالمي، وعضو في الجمعية العالمية للجودة النوعية في الصحة، ونشر الأستاذ الدكتور زهير ما يزيد على خمسين ورقةً علميةً، الورقة العلمية تعني بحث علمي، ينتهي البحث العلمي إلى ورقة علمية في مجلات طبية عالمية وهي بحسابات العطاء العلمي إسهام عظيم وكبير لا يتأتى للكثير وكانت أغلب أبحاثه عن المملكة، وقد كان الدكتور زهير من القلائل الذين بدأوا في إخراج طلاب الطب والدراسات العليا خارج أسوار المستشفيات ومقاعد الدرس، إذ جعل المجتمع هو حقله في هذه الأبحاث فذهب للبادية وللمناطق الريفية لإجراء البحوث الميدانية الموجهة لترقية صحة المواطنين وشملت ميادين البحث للدكتور زهير: الكوليرا، أمراض المناطق الحارة، الأمراض الطفيلية، حوادث الطرق، التعليم الطبي، الرعاية الطبية الأولية، صحة الطفل، الملاريا، السرطان..
الدكتور زهير صاحب قلم وكاتب مرموق وقد ألف عدداً كبيراً من الكتب بعضها كتب منهجية وبعضها كتب لعامة القراء، من هذه الكتب: (الصحة العامة في المجتمع العربي، الصحة في المملكة العربية السعودية، خُلق الطبيب المسلم، الصحة في حفر الباطن، الرعاية الصحية الأولية عام 2000، القلق وكيف عالجه القرآن الكريم)، ثم كتب كتاباً رغم صغر حجمه إلا أنه كتاب قيّم أدعو كل من مهتم لقراءته، وهو بعنوان (تجربتي في تعليم الطب باللغة العربية)، الدكتور من المتحمسين لهذا الأمر ليس حماساً عشوائياً، إنه حماس العلماء، للدكتور عمود يومي أيضاً في صحيفة الجزيرة كما تعلمون، هذا غيض من فيض.. وقطرة من نبع زاخر، ألا حفظ الله أستاذنا الدكتور زهير قمةً شامخةً من قمم هذا البلد وحفظ الله من كرم زهير فجمعنا وإياكم في وقت من الزمان أرحب، فنجدد الود، والله يحفظكم ويرعاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
- نظراً لضيق الوقت نتمنى من بقية المتحدثين الاختصار حتى نسعد بالحوار الذي سوف نعقده مع سعادة الأستاذ الدكتور زهير السباعي..
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :687  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج