شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين ))
- بورك ذاك الحب، حب العروبة الذي يبدأ من الآباء ويمتد إلى الأبناء.. الآن الكلمة لسعادة الأديب الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين رئيس النادي الأدبي بجدة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بسم الله الرحمن الرحيم
قل إن هدى الله هو الهدى، وأُمرنا لنسلم لرب العالمين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، ورحمة الله للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن أهدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد:
فإني أقول في البداية، كما قال الشاعر القديم:
نفس عصام سودت عصاما
وعلمته الكر والإقداما
 
وملتقى الليلة لتكريم رجل عصامي، وكان والده الأستاذ أحمد السباعي رحمه الله عصامياً. فلا غرابة أن يكون الدكتور زهير السباعي عصامياً، والعصامية تقود إلى النجح، بعون الله وفضله، أما الترف فقلما يوصل إلى شيء من التميز والرقي. والشظف والجد والعزم، سبل تحقق أحلام الطامحين، لأن لهم همماً عاليةً، تدفع بهم إلى المعالي وإلى عزائم الأمور، وأولو العزم قليل قلة الأصحاب الذين عناهم قول القائل: "ولكنهم في النائبات قليل".
إنني أركز دوماً.. على أن النجح في الأمور كلها.. مرده توفيق الله عز وجل، ثم العمل، لأنا أمرنا بأن نعمل.
والطبيب الناجح بعون الله ثم بجهده، الدكتور زهير بن أحمد السباعي، قوامُ نَجاحِهِ، تلك الإرادة القوية الصادقة، لأن الصدق يقود إلى البر، كما أن الكذب يقود إلى الفجور، نسأل الله العافية.
وعلاقتي بوالد الدكتور زهير، علاقة ود واحترام وتقدير، ولعل الصلة.. كانت ذلك العمل المشترك وهو الصحافة، وإقتناء صحف، أيام الصحافة ما قبل عهد المؤسسات، وكان الأستاذ أحمد السباعي، رجل عمل وأداء ووفاء وأمانة، وكان لا يأبه كثيراً بهموم الحياة وعنائها، لأن نفسه سمحة، وقد عرك الحياة وعركته، فلم تستعبده ولم تلوِ ذراعه، وقد كان فيها صابراً، وانتصر على نفسه، فهان عليه ما يشغله من هموم الحياة. وعني بتربية بنيه مستعيناً بالله. ولولا أن تطول الوقفة، لمضيت في الحديث عن الرجل العصامي الأستاذ أحمد السباعي رحمه الله، لأن الحديث عن الأبوة، حديث عن البنوة، وإني لواثق أنه ليَسرُّ الابن البار، والبنوة البارة الحديث عن الآباء بما يسر ويفرح ويرضى. والحديث عن أستاذنا أحمد السباعي.. عليه رحمة الله ماتع، ومحبب إلى النفس، وربما كان له مجاله في وقت آخر وفي مناسبة أخرى إن شاء الله.
ولقد عرفت الابنين العزيزين زهيراً وأسامة أحمد السباعي في وقت مبكر، وكان أسامة أكثر مصاحبةً لأبيه.. لاسيما في مجيء الأب إلى جدة، ونجحت التربية وتحققت الأماني، بما وصل إليه الدكتور الطبيب، والأستاذ دارس الصحافة، ورأيت بر الأبناء بالأب يوم جائزة الدولة للأدب، وهو محمول على كرسي، يدفع به ويقوده الابنان الباران بوالدهما، ليردا بعض الجميل، فسعدت وفرحت، لأنه وفاء البر، وبر الوفاء، وأي أب لا يفرح حين يرى هذا الأنموذج الكريم، في مناسبة كبرى، وهو تقدير أديب كبير بارز، صادق في أدائه ومعطياته نحو وطنه وأمته.
وكنت أتابع الطبيب الدكتور زهير عن بعد، ذلك أن اللقاء كان نادراً، فالحياة كثيرة التعب والهموم، وكثيرة الشواغل، واتسعت مساحات المدن وبعدت. لكن عبر التلفاز من خلال.. برنامج (الطب والحياة)، الذي كان يقدمه الدكتور زهير كل أسبوع، يعالج فيه الأدواء، ويرد على ما يُلقى عليه من أسئلة طبية. وأشهد وأنا أتابع.. أنه كان حكيماً في ردوده ومعالجته لما يعرض عليه.. بأناة ووعي وعلم وخبرة وخلق دمث. وكان يقدم في أجوبته الحلول الناجعة، والآراء الناضجة والفكر السليم. وكان الناس حراصاً على متابعة برنامجه الناجح المتقن والمتميز في طرحه ومعالجته للقضايا المَرَضيَّة.
ونجاحه قاده إلى أن يتولى مراكز في الشؤون الصحية في المنطقة الغربية، والجنوبية والشرقية، في سعي دائب، يؤدي دوره وواجبه، بعلمه وخبرته ودماثة خلقه وصدقه، إلى أن تبوَّأَ مكانه في مجلس الشورى، تقديراً لمكانته ونجحه، وسمعته في مجتمعه وخارجه، وهي سمعة لا تقدر بالمال. وتلك مكاسب الرجال، ونسق حياة الناجحين، الذين يرفعون رؤوس أمتهم، بأعمالهم وأخلاقهم وأسمائهم، حين يكونون بعيدي الصوت، يُحتاج إلى آرائهم، ويُسمع لأحكامهم.
الدكتور زهير السباعي حقيق بالتقدير، وخليق بالتكريم، وأقول في آخر هذه الكلمة القصيرة.. التي لا تفي بحق الصديق ابن الصديق وهما غاليان، حيث يحلو لي ترداد بيت أمير الشعراء رحمه الله.
إنما يُقدِّرُ الكرامَ كريمٌ
ويقيمُ الرجال وزنُ الرجالِ
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- أود أن أشير إلى أن للأستاذ الدكتور زهير السباعي ثمانية عشر كتاباً وبحثاً علمياً باللغتين العربية والانجليزية، وهو لم يكتف بكونه طبيباً كبيراً ولكن أراد أن يساهم في البحث العلمي الطبي وفي المجالات العلمية التي تساهم في تثقيف المجتمع طبياً، ولا غرابة في ذلك فالعرب تقول: خير العلم ما حوضر به.. الكلمة الآن لسعادة الدكتور حسن بله الأمين من كلية الطب بجامعة الملك فيصل بالدمام فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :567  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج