ما عرفتني قط -حتى في أيام غفلتي وصباي- كالمجنون أهيم في صبوتي هيام المفتون، لا يملكني ضابط من عقل، ولا يحد من غفلتي سلطان.
دعني أقل لك: ما علاقتي بفتاة لعلها لا تشعر بوجودي، وإن شعرت فليس هناك ما يعنيها بأمري، أو يحملها على التفكير في شأني؟
يقولون الحب.. وأنا لا أريد أن أفهم إلاَّ أنه استجابة تتبادل فيها العواطف أحاسيس متكافئة، وإلاَّ فهو الويل، مصبوغاً بألوان برّاقة، وهو الجنون مطوياً تحت أسماء شعرية فتانة.
طمئن أمي أني لا أزال فتاها المعتد برباطة جأشه، وأني في سبيل المعرفة والاطِّلاع سأطمئن نفسي على البقاء في منفاي المختار بين الجن مدة أطول ممّا بقيت إلى اليوم، وسأكتب إليك في أيامي التالية أهم ما يصادفني في دنيا الجن وحياتهم العقلية.