إن في وقائع القصة ما يدلل على تفاهتها.. فنحن لم نصادف إلى اليوم إنساناً يستخذى للحب في مثل ما استخذى صاحبنا المجنون في قصته المشهورة، ولم نستمع إلى مثل حكايته من رأي شاهد موثوق عاين مثلها في جميع ما نسمع من أخبار الحياة.
إنهم أرادوا أن يعطوا فكرة الحب لمعة رائعة.. فاخترعوا لها قصة المجنون، وبذلك أساءوا إلى حقيقة الحب في نظر الحياة، كما أساءوا إلى سمعة الجنون إن كان للمجنون حقيقة، وتركوه يعيش عاراً بين المجانين..
إنني أفهم الحب كفكرة يخفق بها قلب رقيق، فيهفو في تشوُّق وصبابة إلى هدف أضفى عليه ألوان الجمال.. أمّا أن يستخذى لهذا الهدف ويترك شخصيته تتحلل إلى عناصر لها قيمة التراب.. فهذا ما لا ينتظم مع المعاني السامية التي يتصبب إليها القلب الرقيق.
لحى الله المختلقين بما أساءوا، وجزاهم بما شوهوا من سمعة المجانين.