شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مسجد هذا
أم ((مسافرة خانه))!؟؟
قال لي: إذا اجتزت باب الملك عبد العزيز مصعِّداً في الشارع أمامك هل تستطيع أن تمد رجليك إلى الباب الذي يسامت الطبقة العليا من المسجد لترى في أروقته الطويلة أعجب الخانات المكتظة بسكانها؟
قلت: ولكني لاحظتُ في مروري من يومين أن البواب يمنع أي داخل يحمل أثاثاً إلى الباب الذي ذكرت.
قال: ما عليك إلاّ أن تمد رجليك إذا كان هذا لا يعجزك.. وسترى بعينيك مبلغ الصدق فيما أدّعي.
وهكذا دلجت حتى وقفت بالباب، وأشهد أني شهدت البواب يمنع طائفة كبيرة من دخول الباب؛ لأنهم مثقلون بأحمالهم من المتاع والأثاث حتى كدت أرتاب في صديقي الراوي.
ولكني ما كدت أخطو إلى الرواق حتى فاجأني ما أذهلني!!
كانت أرض الرواق مكتظة بالمئات من الحجاج احتلت كل جماعة منهم قطعة واسعة، فرشوا فيها وسائلهم وتجمعوا حول قدورهم و "دوافيرهم".
رأيت بعضهم يجهّز قِدر اللَّحم و (دافوره) مشتعل إلى جانب هياكل من الخشب تركها النجارون. فقلت ألا تخشى أن يلتهب الخشب؟ فلم يعرني لفتة. ومضيت إلى غيره.. فإذا (الدافور) يشتعل تحت إبريق الشاي، وإذا جماعة إلى جانبه يحتسون الشاي، وآخرون مدّوا سماطهم وشرعوا يأكلون وإلى جانبهم رجل يدخن لفافته في لذاذة واطمئنان.
كان منظر الرواق على مد البصر يزدحم بالمتكتلين حول أمتعتهم وأثاثهم وأواني طبخهم في صورة تعيد إليك ذكرى (خانات) المسافرين التي كان الرحالون القدامى يذكرونها في كتبهم.
وعجبتُ للأمر كيف تهيأ لكل هؤلاء أن يقتحموا المسجد بكل هذه الأمتعة، ويتوسدوا أرضه بهذا الشكل رغم صرامة البواب التي شهدتها.
ولم يطل عجبي كثيراً لأني ما كدت أتقدم خطوات في الرواق حتى واجهني فوج يتسلل من أحد أطراف الرواق يئن تحت أحماله من المتاع ونظرت فإذا ممر يصعد من باب الصفا، وإذا الممر آمن (لا يراقبه حارس ولا بوّاب).
وهكذا امتلأت الأروقة في أعلى المسجد بفضل الأبواب الخلفية، وربما اعتقد المسؤولون في قرارة نفوسهم أنهم لم يهملوا ما داموا قد شددوا الرقابة على أبواب الواجهة ودعموها بحراس صارمين.
وبعد فما قيمة هذه الملايين التي أنفقناها لحساب الطبقة العليا من المسجد.
لا أعتقد أنه كان يدور بخلدنا أننا نعد بما ننفق (مسافر خانة)!! يتخذها فقراء الحجاج سكناً ومأوى لأثاثهم وأمتعتهم وأوساخهم حتى إذا ضاق المسجد، وعنّ لبعض المصلين أن يتوسعوا فسوف لا يجدون مصلى نظيفاً يؤدون فيه فريضتهم.
لا أريد أن أقول أكثر من هذا.. وعيون المسؤولين عنه كلها نظر!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :382  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج