شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مطوِّفو صحن المسجد
نشرت عام 1381هـ في جريدة الندوة
يعجبني من أدلاّء المدينة المنورة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يعرفون للمقام الطاهر حرمته، ويقدرون نسبتهم إليه خير تقدير.
فهم بين سواري المسجد سواء كانوا قائمين أو قاعدين مجتمعين أو متفرقين في بقعة تكاد أن تكون معينة بجوار باب السلام، يهيمن عليهم هدوء مؤدب.. فهم فيما بدا لي قل أن يتزاحموا أو يشاغبوا أو يلاحقوا الزائر في إلحاح.
قد يهيب بك أحدهم وهو جالس: هل تزور؟.. دون أن يلحق بها كلمة أخرى، وربما صادفك غيره واقفاً في طريقك فلا يزيد على كلمة زميله حرفاً فإما أن يتبعك إذا وافقت، أو يتركك إذا أشرت إليه بغير الموافقة.
وهم قبل هذا وبعده يحترمون سمتهم فأزياؤهم نظيفة محترمة يبدو فيها معنى الاحتشام.
وأنت تقارن بين ما تشاهده من هؤلاء الأدلاّء في مسجد المدينة وبين رصفائهم في مسجد مكة وأسميهم مطوِّفي الصحن، فتجد البون شاسعاً. فإخواننا هنا يتوازعون أكثر الأروقة والمشايات وأبواب المسجد وصحنه ولا يتورعون عن المزاحمة والملاحقة والإلحاف.. وربما تجمعوا فإذا لأصواتهم ضوضاء أو تفرقوا فتسمع لنداءاتهم جلبة.. أما سمتهم أبرزه الجبة السوداء وهي الرداء العجيب الذي لا يعرف إلى اليوم وظيفته الصحيحة عند الكثير منهم، فهي إما عالقة بكتفه أو مجموعة تحت إبطه لجلوسه أو مسحوبة بإحدى يديه على الأرض أو مفروشة لجلوسه أو ملبوسة إلى ساقه كما لو كانت روتيناً سخيفاً لا بد من تطبيقه.
إن قربي بهم يجعلني أهتم بمناقشة شؤونهم وأحوالهم، فلا عجب أن تأخذني الغيرة لهم أو عليهم من بعض هذه المظاهر التي لا تتفق ونسبتهم إلى المهنة التي يحترفونها بجوار الكعبة.
كنتُ من سنتين قد كتبتُ أشكو من بعض المجاورين الدخلاء عليهم الذين كانوا يستقبلون السيارات خارج المسجد ليطاردوا ركابها وهم حفاة في صور مزرية، فاستجاب المسؤولون لما شكوت، وأمروا بمنع الدخلاء فامتنعوا وبذلك امتنعت مطاردة السيارات خارج المسجد كما يبدو لي، وهي عناية نقدرها للمسؤولين فما يمنعهم اليوم وقد صفا لهم الجو أن يتفقوا على وضع يشرف مركزهم! فالجبة يجب أن تكون ملبوسة في سمت محترم.. ما يمنعهم أن يتجمعوا في مكان معين قرب صحن المسجد، حيث ينوي الطائف بالبيت ثم يتقدم منهم فوج صغير ليبحث عمّن يطوِّفه حتى إذا وجد لحقه فوج آخر وتبعه بعده في أسلوب منظم ييسر لهم سبيل الارتزاق ويهون عليهم مشاق التسابق والتزاحم والإلحاف.
ليت المسؤولين عنهم يستطيعون إقناعهم ليجتمعوا على رأي كهذا أو ما يشبهه، ليتهم ينظمون لهم قاعدة تحفظ لهم مراكزهم كريمة مصونة ويندبون من يشرف على تحقيقها، ويفرضون عليهم زياً موحداً يشرِّف حرفتهم!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :387  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج