شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دراسَات جَديدة في عُلوم البحَار
قال صاحبي: أرى أن من روائع المبتكرات العلمية في القرن العشرين ابتكار تحلية الماء، ذلك لأن المشاهد في كثير من أقطار الأرض شدة حاجة الناس إلى ما يروي ظمأهم. وقد أحسنت حكومتنا صنعاً عندما بادرت للاستفادة من هذا الابتكار في بعض مناطقنا التي شعرت بحاجتها إلى الماء.
قلت: أما إنها أحسنت صنعاً فيما بادرت إليه فهذا ما يسجل لها ومبلغ علمي ممّا قرأت في الصحف أن ثمة خطوات ستترى في هذا المجال حتى يعمّ فيض الماء سائر المناطق المحرومة.
وإذا ذكرنا بالخير حكومتنا على صنيعها فيما بادرت إليه فلا يجب أن ننسى تقدير هذه الأدمغة الجبارة التي استطاعت أن تستخدم العلم لفائدة البشرية في مجال كهذا بلغت حاجة العالم إليه ما لم يبلغه أي مجال في آفاق العلم.
والطريف في الأمر أن الأدمغة الجبارة التي أعنيها لم تقتصر في مجال البحار على دراسة تحليتها فهناك بحوث واسعة أخذت تتناول كثيراً من الجوانب التي يؤمل العلماء أن تفيد البشر في كثير مما تفتقر إليه حياتهم. فهم يرون أن تزايد سكان العالم بهذه الصورة التي تتضاعف بتضاعف الأيام تحتم على العلم أن يواصل السعي لإيجاد الوسائل التي تغطي حاجة البشر وتضمن لهم حياة مطمئنة.
نشطت الدراسات بشكل واسع فاستبان لأصحابها أن في نباتات البحار مصدراً ثرياً لتزويد الصيدليات بأنواع من العقاقير كانوا لا يحلمون بمثلها، وأن فضلات بعض الحيوانات البحرية التي تعيش في مناطق ضحلة من البحار بالغة الفائدة كأفضل مركب كيميائي، هذا عدا الثروة السمكية التي يؤملون أن يبتكروا لصيدها وسائل جديدة يتضاعف بها الإنتاج إلى ما يزيد عن أمثاله اليوم عدة مرات.
ويتبارى أصحاب هذه الدراسات إلى أبعد من هذا، فقد جاء في أخبار أحدهم أنه زار أعماق كل محيطات العالم في رحلة استغرقت عدة سنوات، درس خلالها كل ما يهمه أن يدرسه وتابعه غيره وكان من هواة اكتشاف المعادن، فتبين له أن قيعان البحار زاخرة بخامات النحاس والفضة والذهب واليورانيوم، وأن بعض المناطق غنية بالزيت بشكل يفوق أمثالها على وجه الأرض وهو لهذا يقترح إنشاء معامل في قيعان البحار الغنية بالزيت ولا بأس في رأيه من إنشاء بيوت زجاجية يسكنها العاملون في مجال الزيت كما يرى أن العلم لا يعجز في المستقبل عن إنشاء حقول زراعية في القيعان تسد بعض حاجتهم إلى الغذاء.
حيّ يا صاحبي حكومتنا في مبادرتها إلى الاستفادة من تحلية مياه البحر، وحيّ العقول المفكرة التي لا تقف جهودها عند حد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :363  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 146 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج