شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في سَبيل قضيّتنا
قال صاحبي: ألا ترى أننا أخطأنا الطريق بالأمس ونحن نعالج قضيتنا مع العدو الغاصب في فلسطين؟
قلت: لا ينكر هذا إلاّ مكابر. فقد عشنا مع قضيتنا غير موضوعيين، عشنا نتقد حماساً، ننذر بالويل ونتوعد بالثبور بينما عاش أعداؤنا يبكون ويستبكون ويسجلون علينا خطب الحماس وعبارات الوعيد في براعة لا تتوفر إلاّ لدهاة يعرفون كيف تؤكل الكتف.
عشنا لا نركّز على الجهود الشعبية بقدر ما نضللها ونُعمّي عليها ونزوغ عن الحقائق عندما نواجهها.
عشنا ندّعي إفلاس أعدائنا وجوعهم وما يكابدون من أزمات اقتصادية وسياسية وعسكرية ونحن نعلم باطل ما ندّعي كما نعلم أنهم يجندون من سائر طاقاتهم البشرية والآلية والعقلية والدبلوماسية ما تكشفت حقائقه الأليمة بأفظع ما كنا نتخيل.
تُرى هل يعني هذا أننا فهمنا مبلغ أخطائنا فيما سلف منا؟ وهل استطعنا أن نهضم بوعي كل هذه الدروس التي امتحنا بها؟ وهل تبين لنا أننا كنا في أحد الأيام مخدوعين بمن يدّعي صداقتنا؟ ويستغل سذاجتنا ليوجهها كما يشاء ويحقق لنفسه منها ما يخدم مصالحه ويلوّن خارطته بالصورة التي ترسمها سياسته.
إننا في سبيل أن نتابع ما يزيف علينا لمصالحه خسرنا الرأي العام في أكثر بلاد العالم، وارتبك علينا عرض قضايانا بالأسلوب الواضح الذي يقرر الحقائق ويتركها تنطق بحقوقنا في لغة سليمة مؤثرة تضمن إضاءة الطريق أمام كل مستفيد.
قال لي شاب عاد حديثاً من بلاد حرة إننا كنا نتوارى عن وجوه القوم في ذلك البلد على أثر حوادث النكبة المريعة، ذلك لأن العدو الماكر استطاع أن يوطّئ لعدوانه بأسلوب بارع ضلل به على كل مستفيد، واستطاع أن يظهرنا بمظهر الطغاة، وأن يذيع كل ما سجّله علينا مما كنا نتبجح به في عتوٍ ليبكي ألماً ويستبكي كل مَن يرجو عطفه ويؤمل رفده.
إن كسب الرأي العام في أهم بلاد العالم من أهم النقاط التي يجب أن نرتكز عليها في تحقيق قضيتنا، ولا يكفي فيما أرى أن نكون أصحاب حق عادل ونحن لا نحسن تصوير وتجنيد الرأي العام لمشايعتنا.
عسانا اليوم نقتنع بسوء ما فعلنا ونثيرها من جديد جذعة تنير طريقها المشاعل الوهاجة التي تبصر العالم بأحقيتنا فيما نفعل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :324  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 116 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.