شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بحُوثُ الفَضَاء لا تقتصر على خِدمة الفضاء
قال صاحبي: ثمة فكرة لا تعجبني فلسفتها، تلك قصة أبحاث الفضاء التي باتت تستنزف مئات الملايين ليُقال إنهم وصلوا إلى القمر، تُرى ما هي النتائج العملية التي ترتبت على هذا الاستنزاف العريض؟ وما هي المكاسب الصحيحة إذا قيست بالمكاسب التي تظفر الإنسانية بها لو توفرت كل هذه الملايين لسد عوز المحتاجين والجائعين على وجه الأرض؟
قلت: إن الأمر في رأيي أبعد غوراً ممّا نرى.
هنا شيء اسمه التفوّق.. ولولا ميل الإنسان بغريزته إلى حب التفوق لما كانت حضارات، ولما تفاعلت مدنيات لتنتج سائر المبتكرات التي نتمتع اليوم بأفانينها في كل ضرب من ضروب الحياة.. إذن لعشت اليوم سطحياً بدائياً تستظل بأدواح الغاب، وتستر سوأتك بما يتناثر من أوراقها، وتعيش بصورة عامة في أسلوب لا يختلف عن أساليب عاشها أول إنسان دب على الأرض.
على أن الأمر في بحوث الفضاء لم يقتصر على ما ربح في حلبة التفوق فهم يهيئون هذه البحوث لخدمة المواصلات بشكل واسع الآفاق وهم يهيئونه لخدمة التلفزة في شتّى ألوانها، ويتّكلون عليه في تتبع سائر الحركات الاستراتيجية التي تعنيهم بالنسبة لعلاقاتهم بدول أخرى.
وتتناقل اليوم بعض الأخبار العلمية تفصيلات دقيقة تقول إنها ستدفع بالإنسان إلى ابتكار وسائل حديثة ستحقق كثيراً من القيم التي ستكون لها أحكامها في التقنين الجيولوجي.
وممّا يذكر في هذا الصدد أن مركباً فضائياً واحداً قد يدخل في تركيبه أكثر من خمسة ملايين قطعة وأن بعض هذه القطع التي اهتدت إليها بحوث الفضاء سوف يمكن استغلالها في مجالات حيوية لخدمة الإنسان. فهم يذكرون في مجال الطب مثلاً أن نظارة خاصة جهزت لملاحي الفضاء في استطاعتها أن تساعد في توجيه مقعد متحرك يستخدمه إنسان مشلول الأطراف، وأن جهاز التمركز الطردي في أي مركبة فضائية يمكن استخدامه لنقل رصاصة أصيب بها جريح في أي موضع دقيق من جسمه بصورة عاش الطب إلى اليوم الحاضر عاجزاً عن نقلها.
كما ذكروا أن مادة بلاستيكية مغطاة بالألمنيوم تعمل اليوم في مراكب الفضاء بمثابة عازل نادر المثال في قوته ويمكن استخدامه في مجالات علمية لم تطرق إلى اليوم.
لا عجب إذا ادّعت اليوم بحوث الفضاء أن خدمتها سوف لا تقتصر على مجالات الفضاء، وأنها ستخدم حاجة الإنسان على الأرض في آفاق لا يحصى عددها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :340  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 113 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .