شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ماذا فعلنا لفِلسطين؟
قال صاحبي: تناقلت بعض الأخبار أن دويلة العصابات في فلسطين تبني مشاريع هامة لها حيويتها في الأرض التي احتلتها، فهل يفهم من هذا أنهم ينوون البقاء في الأرض العربية المحتلة إلى الآن؟؟
قلت: ما دمنا نترك للهيئات الدولية أمر البحث في مصير بلادنا المحتلة، فإننا بهذا نقدم لإسرائيل أوفى ضمان لبقائها آمنة فيما احتلت من بلادنا، وتعطيها أوثق أمان لتبني في بحبوحته ما تشاء من مشاريع ومؤسسات.. دون أن يخالجها شك في أنها بنت لنفسها حق البقاء المستمر..
ولو بدا لها أننا جادّون عملياً في استرجاع حقوقنا بأيدينا، وأننا على استعداد لأن نضرب بعرض الحائط جميع الحلول التي تحاولها أية هيئة دولية لا تتفق مع استرجاع حقوقنا لما وجدت من الجرأة ما يشجعها على صرف الأموال وبذل الجهود في سبيل لا تأمن نهايته ولا تضمن عواقبه.
ولقد جاء أن بعض الأخبار تناقلت أنهم يبنون فيما احتلوا من بلادنا مشاريع هامة، والذي أعرفه أن الأمر أبعد من هذا فهم يبنون في جبال الخليل مستعمرات وافية لاستقبال مهاجرين جدداً من شذّاذ الآفاق، ومستعمرات عند بانياس على الحدود السورية أنشأوا حولها مزارع بلغت مساحتها نحو 150 فداناً زرع أكثرها قمحاً ومدت بين أقسام المستعمرات خطوط الهاتف وأنابيب المياه وأقيمت في حواشيها مراكز عديدة لتربية المواشي.
وعلى بعد أميال من القنيطرة أنشأوا مستعمرة واسعة وهيأووها لسكنى عدد كبير من المزارعين وزوّدوها بكل ما يلزم لها من معدات زراعية وأضافوا لها عدة "كراجات" لصيانة المحاريث الآلية وآلات الحصاد وأتوبيسات النقل وعبّدوا لها طريقاً يصلها بأقرب المدن إليها..
وفي سيناء أقاموا مستعمرة وجعلوا منها مركزاً لصيد الأسماك، وتقع المستعمرة في منطقة واسعة تتوسط بين العريش وبورسعيد وزوّدوها بقوارب للصيد وهي اليوم بعد أن تغطي حاجة سكانها من السمك تستطيع تصدير ما قيمته ألف جنيه أسترليني يومياً إلى سوق عسقلان، كما جاء في نشرة رسمية لعسقلان.
إن في مثل هذه التصرفات الجريئة الواسعة ما يؤكد لمتتبعها مبلغ اليقين الذي يعتنقه الصهاينة في بقائهم الأبدي فيما احتلت جيوشهم من أراضينا.
وأحسب أننا بتراخينا وتواكلنا وتشبثنا بما لا يجدي من قرارات دولية بتنا نعطي أعداءنا الدليل تلو الدليل على أننا لسنا جادين فيما نولول أو نشنشن.
إن ما فعلناه إلى اليوم في سبيل فلسطين لا يتفق وما يجب أن يفعله شعب يقدر كرامته ويعرف قيمته بين الشعوب.
فإما أن ننظر إلى واقعنا نظرة جديدة لا تمت بصلة إلى كل ما نظرناه قبل اليوم وإلاّ فهو العفاء على كل ما له علاقة بنا كأمة كان لها مركزها في التاريخ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :294  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 101 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج