شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ مشعل السديري))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصلاة والسلام على نبينا المختار، لست من المتهافتين على ارتياد المحافل، لكنني في هذه الليلة أتيت بطوعي وعلى أقدامي لأكون أول المتهافتين للاحتفاء بسيد العشاق بدر بن عبد المحسن، وهذه التسمية أنا الذي وصفته بها في مقالة سابقة كتبتها في "عكاظ" (مشكلتي أنني قلما أكتب وأمدح، أنقد وأهاجم، نعم، وبالفم المليان، فهذه من شيمي التي جُبلت عليها، وإنما أمدح فاسمحوا لي أن أقول أن وراء ذلك من خرط القتاد، وبدر يستحق الإشادة، لأنه فتح مجالات أمام الشعر الشعبي من الصعب أن تفتح، وأتى بمفردات اعتقدنا أنها جديدة، رغم أنها متداولة وليست جديدة، لكن الصدأ الذي كوّش على عقولنا هو الذي أغفلنا عنها، كما أنه هو كذلك الذي أتى بصور وجدانية وطبيعية ومادية تخيلنا أنها آتية من كوكب آخر، رغم أننا نعيشها ونحياها ولكن كأن على عيوننا غشاوة، وهذا هو الفرق بين الإنسان المبدع، والإنسان الذي هو على باب الله، يعيش لكي يأكل ويتناسل فقط، فالإنسان المبدع يستطيع أن يخلق عوالم رائعة من أبسط العناصر والتجارب، والمثل القديم يقول (الشاطرة تغزل برجل حمار)، أما الرفلة البليدة الجاهلة فإنها لن تستطيع أن تغزل حتى لو أعطيتها مغزلاً من الذهب.
إن الشعر مادته الحياة بكل ما فيها، من إنسان، وطبيعة، وحب، وكراهية، وأمل، ويأس، وانتصار، وإخفاق، ومن المفترض أن أجمل ما في الحياة هي المرأة، لكن هذا الافتراض ليس دقيقاً، فالمرأة أنواع، فهناك ملكة الجمال، وهناك الجميلة، وهناك المملوحة، وهنالك المقبولة، وهناك القبيحة، بل هناك من أنك لو رأيتها لأطلقت ساقيك للريح فراراً، وهذا النوع الأخير يدعى باللهجة الدارجة "الشيفة العنيفة"، وما أكثرهن والعياذ بالله، غير أن جمال الشعر يختلف عن هذا الجمال، لأنه لا يقبل الحلول الوسط، فهو يا أبيض يا أسود، أو مثلما تقول المطربة لطيفة يا أبيض يا إسود إسود، على أية حال وباختصار، فالشعر إما أن يكون جيداً أو لا شيء، ولأول مرة تصدق الاستفتاءات العربية التقليدية، وأستطيع أن أقول وأنا مرتاح الضمير أن 99% من الشعر الشعبي المتداول اليوم إنما هو يؤلم ويمغص القلب والوجدان.
منذ ما يقارب من أربعة عقود وطائر الشعر الراقي المتجدد يطير بجناحيه، صحيح أن بعض الخشاش وبعض العصافير تحاول أن تحلق غير أن إمكانياتها وأنفاسها قصيرة، لهذا فسرعان ما تتساقط.
أرجو ألا يظن الأمير بدر أنني أمدحه بهذا الكلام، فهو فوق المديح في مجاله، غير أنني ولله الحمد لم أذمه يوماً، ولا أظن أن هذا سوف يحصل على الأقل في المستقبل المنظور، لهذا فأنا خارج عن سياق هذين البيتين من الشعر عندما قال بدر:
البارحة والقلوب أصحاب.. كنت القمر وأنت تمدحني
واليوم لي مخلبين وناب.. ومشاهد الدم يفرحني
كذاب هذا المدح كذاب.. وكذاب لمن يجرحني
إنسان ما لي نجم وشهاب.. وليتك ملاك وتصلحني
وأختم كلمتي هذه وأقول لبدر أنك نجم ثابت، ولست شهاباً محترقاً وآفل، وآه يا ليتني أنا كنت ملاكاً، لكنني للأسف بالعكس، وينطبق علي المثل القائل "ربي عارف الشوكة وداقمها"، وسلامتكم).
عريف الحفل: كعادته دائماً يدخل البهجة على نفوسنا من خلال حديثه أو كتابته، شكراً للأستاذ مشعل السديري، أيها الأخوة والأخوات الكلمة الآن لراعي الأمسية هذه الليلة سعادة الدكتور هاشم عبده هاشم الإعلامي والصحفي المعروف رئيس تحرير جريدة عكاظ الأسبق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :767  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 200 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.