شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آل بيته وأصحابه ومن والاه.
الأستاذات الفضليات، الأساتذة الأكارم، السلام عليكم ورحمة الله.
على غير عادتي، سأتكلم الليلة من وحي الخاطر، وأترك ما كتبته عن ضيفنا وعن إبداعاته، الدراسة التي أقدمها عادة للتعريف بإنتاج الضيف، ومن هو مقتعد كرسي التكريم، ولماذا هو على هذا الكرسي.
أعرف الجميع كما تعلمون بأحقيته ومعرفته، وعلمه وفضله، "الاثنينية" كما تعلمون لا تقعد أحداً على كرسي التكريم، هو الذي يقتعد هذا المقعد بما قدم وبما أعطى.
لأستاذنا أو أميرنا وبدرنا الليلة رسالة من خالتي خديجة، ليست خديجة التي كتب عنها أستاذنا الكبير أحمد السباعي (خالتي كدرجان).
خالتي خديجة سيدة بلغت 84 عاماً، عرفت أننا الليلة نكرم "بدرنا"، فاتصلت بي، وقالت لي يا ابني بلغ تحياتي لأميركم وشاعركم الأمير بدر، كانت مكان استغراب، أنت ما الذي عرفك بالأمير بدر؟ قالت والله "البناي" يجوني هنا، واضاربوا "عنديكم" مرة علشان هذا "اللي" يسمونه بدر بن عبد المحسن، فأنا عرفته من هنا، وقلتلهم "قولولي إيش" يقول، والله يا ولدي قال كلام يشرح الصدر، فأنا أحب تقوله أنه فيه واحدة "بتدعيلك".
هذه أهم تحية جاءتني يا سمو الأمير.
الأسبوع الماضي، كلكم تعلمون قصة جائزة مكة للتميز، فوجئت بها، الحقيقة الجائزة ليست جائزة لعبد المقصود خوجه، الجائزة لكم، ويسعدني أن أقول مقطعين، يسمح لي سمو الأمير أن أقتطع الليلة زمناً من احتفائك، وأحب أن أقول لك هذه أول مرة أخرج فيها عن النص.
قلت كلمة بما يرتضيه الموقف ليلتها، وقلت عن الأمير خالد الفيصل يد معطاءة، لكنها لا تهدر العطاء، إلا بعد تمحيص وتدقيق في الأوراق الثبوتية، وما تهمه الألوان، يهتم بالعمل وهندسته، بمعايير وتوصيات من لجان علمية وخبرات أكاديمية، لا يفوتني أن أسجل شكري لجهودهم وحياديتهم.
وفي نهاية الكلمة قلت "الاثنينية" كانت شركة ذات مسئولية محدودة أدت لمساءلتي بشدة، وانتهت بمباركة ومؤازرة دائمة حتى شرفت بكتابة خادم الحرمين الشريفين والمسئولين، واليوم هي شركة تضامنية، "عبد المقصود خوجه وشركاؤه"، كل من أعطانا فرصة التكريم، وكل من كرمنا بحضوره، وكل أفراد مجلس الرعاة، هم شركاء بالأصالة، ولهم أسهم في هذه الشركة، متضامنين غارمين ليسوا غانمين أولهم كبيرنا محمد عبده يماني، مع حفظ الألقاب عبد الوهاب أبو سليمان، محمود سفر، رضا عبيد، مدني علاقي، غازي مدني، عبد المحسن القحطاني، أنور ماجد عشقي، جميل مغربي، عبد الفتاح أبو مدين، عبد الله مناع، محمد سعيد طيب.
أهنئ الزملاء الذين حازوا على الجائزة، وأتكلم عن الشيخ صالح كامل الذي نال جائزة التميز للاقتصاد، وللأمور الاجتماعية الشيخ محمد عبد اللطيف جميل، وللأمور البيئية الشيخ عبد الرحمن فقيه في مشروع تشجير "عرفات".
الأمير خالد الفيصل لا يعرف الكلل والملل، وأينما يذهب ينصب خيمة الثقافة.
وانتهيت من الكلام هذا، هذه ناحية.
الشعر النبطي ما كنت أستسيغه كثيراً، وآسف سمو الأمير أقول لك أنني من أنصار الشعر الموزون إلى أن استوقفتني بعض صوره أيقظتني من النوم، الشعر صحيح ما هو شعر قافية ووزن، لكنه شعر صور ولوحات، وأول ما لفت نظري شعر الأمير خالد الفيصل، وجدت نفسي أمام صور لها ظلال وارفة، وصور جمالية، وبدأت أتعامل مع هذا الشعر النبطي.
الذي أصّلني بالشعر النبطي أستاذنا العظيم عمر أبو ريشة، في يوم طلب من معالي السيد أحمد عبد الوهاب أن يتعرف على الأمير خالد الفيصل، لماذا؟ الأستاذ عمر أبو ريشة رجل كان معتزاً بنفسه كثيراً جداً، رافقته 25 سنة ليس لديه سوى عمنا المتنبي، والباقون كلهم متسولون، أحمد شوقي، البياتي، يقول لك هؤلاء مضيعة وقتك.
لأول مرة أرى الأستاذ عمر أبو ريشة يقول أن هنالك فيه بيتاً أعجبه، وكان يتمنى أن يكون هو قائله، أرى الرجل الذي أعرفه من زمان أول مرة، يحني هامته، ويقول كلام كهذا، الراجل قال كلاماً لا يعرفه، الرجل لسانه شادي، وقال البيت إياه.
وتلفتت رؤوس المخاليق، وين أنت، وين العظيم، وعاد الشوف مطعون.
قال والله تمنيت أن أكون صاحب الشوف، الذي عاد مطعوناً، لم يقلها أحد، وفعلاً تعرف على الأمير خالد الفيصل وقال له، وهذه أول وآخر مرة يعترف عمر أبو ريشة بريادة الشعر النبطي.
طبعاً نحن لدينا بيتان مهمان، بيت الرصافي:
وما الشعر إلاّ كل ما رنح الفتى
كما رنحت أعطاف شاربها الخمر
والبيت الثاني:
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه
فليس حرياً أن يقال له شعر
هناك أمراء، ليسوا أمراء النسب، يعنيني الليلة أن أتكلم عن أمراء الحسب، في القرن الماضي أمير الشعراء أحمد شوقي، أمير البيان شكيب أرسلان، أمير الحرمان عبد الله الفيصل، أمير الكلمة الشعرية خالد الفيصل، أنا أترك لكم تكملون ما تودون، وتسمعوني ماذا نقول في أمارة الشعر للأمير بدر بن عبد المحسن.
هناك أمير للشعر الحلمنتيشي بيرم التونسي، هناك أمراء غيرهم لم يأخذوا لقب أمير، لكن هم أمراء في النثر، أظن نسيتم واحداً اسمه محمود السعدني، موجود لكن مع الأسف نسيه الناس، أعظم قلم في القرن الماضي كتب كلمة ساخرة، شاعر ساخر أقام الدنيا وأقعدها محمد مصطفى حمام، شاعر ضارب الدنيا وضارب نفسه أديب.
عندنا اليوم واحد "يخوّف" إنّه مشعل السديري، هذا الذي تقرؤه من الآخر، لا أدري كيف عرّفنا نقرأ من الآخر، كنا نقرأ من الأول، هذا رجل غريب، وله فصول غريبة فيها يكتب، ويشرّق ويغرّب، ويطلع وينزل، ويغزك في عينك حتى، لكن تحبهم، "روح يا شيخ" الله يسامحك.
الأمير بدر صائغ، جوهرجي عظيم، يوظّف الكلمة، لؤلؤة من هنا، ألماسة صغيرة من هنا، ثم يعطيك عقداً يلمع جيداً، وتتمنى كل ست تلبسه.
له قراءة خاصة، ونكهة خاصة، وإذا قرأت بدر بن عبد المحسن، أتكلم عن نفسي، أجده قصيدة "محلقة"، من أصعب ما يمكن أنه تكتب عن الوطن، استطاع أن يكتب ويوجز، ويعطي المختصر المفيد للتعبير، له ريشة تعرف طعم اللون، شكل اللون، تستعملها، وتستعمل كيفية وجود الأطياف في اللوحة، وإشراقاتها، وجمالياتها، والكلمة الحلوة في قصائدك يا سمو الأمير ما يسعدنا أنها تجاوزت المحلية إلى الإقليمية، اليوم أنت هنا، اليوم في البلد الفلاني، اليوم سفير، هذا نحتاجه كثيراً، نحن نحتاج إلى سفراء، يفهّمون الناس أننا فعلاً أمة اقرأ، لدينا بضاعة نقدر نصدِّرها، ونقدَر نقولها في زمن رديء، وكلمات مع الأسف لا تسر ولا تعطي.
المقاصد عنده موسومة، وليست موصومة، الصورة العرجاء استطاع أن يصلح منها، بحيث بدأت تمشي ولو بعكاز، المعوقون الذين هم على الكراسي بدأوا يقفون على أقدامهم، نحن بحاجة إلى هذه البوتقة.
عزيمتك ودرسك يا سمو الأمير تجعلنا نعلم ونتعلم ونعلن.
الليلة يرعى الأمسية زميلنا وصديقنا العزيز الأستاذ الصحفي المعروف دكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير عكاظ الأسبق، عضو مجلس الشورى والأكاديمي المعروف.
أنا أشكر كل من أشار إلى جائزة التميز في الإعلام، وكل من تلقينا منه تهنئة، وهذه الجائزة منكم ولكم، وما أنا إلا سبب فيها لا أكثر ولا أقل.
نرحب بضيفنا الكبير الأستاذ أحمد الجار الله صاحب اللقاءات المميزة، وهل تعرفونه أم لا!! ما أظن أن أحداً أجرى لقاءات مع الملوك مثل الأستاذ أحمد الجار الله، وآخره اللقاء الذي جرى مع خادم الحرمين الشريفين ونشرته جميع الصحف المحلية، وطبعاً أنا أشدت بالأستاذ أحمد الجار الله، وأحب أقول لكم أنه رجل "يخوِّف".
الدكتور عاصم حمدان الأكاديمي المعروف له كتاب صدر عن المدينة المنورة قديمها وحديثها، من الكتب المميزة عمل عليه عشر سنوات، "الاثنينية" اشترت منه ألف نسخة، تعطى النسخة لمن يطلبها، لأنها ليست بضاعة مزجاة، وللجامعات التي تحتاجها، ولكل من يتعامل مع الكلمة.
أطلت فلا تآخذوني، طبتم وطابت لكم الحياة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، الذي تحدث إلينا من وحي الخاطر، وأضفى الكثير من اللمسات على هذا الجو الإبداعي.
الكلمة الآن أيها السيدات والسادة لمعالي الدكتور محمد عبده يماني المفكر الإسلامي المعروف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :760  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 198 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج