شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لسعادة الدكتورة فارسة هذه الاثنينية على هذه الإضاءة الجميلة وعلى هذه الكلمة التي أفادتنا بها كثيراً، والآن نبدأ بتقديم الأسئلة والفرصة متاحة لقسم الرجال فليتفضل الأخ الأستاذ محسن العتيبي بطرح السؤال الأول.
عريف الحفل: لقد شُنِّفت آذاننا بحديث الأستاذة الفاضلة الدكتورة فاطمة الوهيبي، نشكر لها هذه التجربة التي تنم عن علم ثاقب وفكر وقاد، نتمنى لها التوفيق في حياتها وأن يجزيها الله خيراً على ما قامت به اتجاه والدتها أولاً ثم اتجاه بنات جيلها ثانياً، شكراً للدكتورة نورة.
والسؤال أولاً وهو في الحقيقة ليس سؤالاً وإنما تحية كما أسماها مقدّمها، تحية من المغرب، من الدكتور سعيد يقطين من المغرب الشقيق، يقول فيها: فاطمة الوهيبي صوت نقدي عربي متفرِّد يؤكد أن المرأة العربية في المملكة العربية السعودية حين تتاح لها الفرصة للعطاء يمكن أن تتألق لتتجاوز المحلي إلى العربي فالعالمي، فاطمة صوت يغرّد خارج السرب ولا يمكنها إلاّ أن تحلّق بعيداً في سماء النقد العربي.
الدكتور سعيد يقطين من المغرب الشقيق وهو بيننا الآن، وهو أحد ضيوف ملتقى قراءة النص في النادي الأدبي كما أخبرني الدكتور عبد المحسن القحطاني رئيس النادي.
عريف الحفل: الأستاذ خالد المحاميد من جريدة الوطن يقول:
لاحظنا انفراجاً في كتابة الرواية في السنوات الخمس الأخيرة والكثير من هذه الروايات تم وصفها بأنها "إيروتيكية" إيروتيكية الطابع، فهل كانت هذه الروايات كاشفة عن ما هو خفي في المجتمع، خاصة إذا صدقت مقولة الروائي المكسيكي "كارلوس كونز" التي تقول: الرواية ما يحجبه التاريخ؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: لا أدري بالنسبة للإيروتيك هل هو متعلق فقط بالرواية. أنا أعتقد كل أنماط الكلام بما فيها النكتة والسهو وسقطات الكلام تحمل أو تطرح جانباً من هذا سواء بوعي أو بغير وعي، لكن فيما يتعلق بالرواية ربما لا، المسافة فيها أكثر والاشتغال على قطاع معين منها يظهرها أكثر من هذا، لا أدري ولا أجد في هذا السؤال مطلباً أو سؤالاً وإنما هو مجرد تعليق.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة إيمان التونسي، عضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين السعودي ورئيسة اللجنة النسائية بجمعية الثقافة والفنون، ويمكن نحن نغتنم هذه الفرصة ونبارك للدكتورة إيمان تونسي هذا المنصب الجديد، ألف مبروك لك يا دكتورة، عرجت الدكتورة فاطمة الوهيبي على مجالات متنوعة في الآداب، فقد تناولت النثر والشعر والمسرح والأسطورة والنقد أيضاً.
ما هو في رأيك الخيط الذي يربطها جميعاً بعد أن قطعت باعاً في هذا المنجز الإبداعي؟ شكراً لك.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: فيما يتعلق بالشعر هو شغفي الأول، أما فيما يتعلق بالمسرح فقد بدأت به كعملية فدائية في البداية لأنه كان أول عمل يكتب عن تاريخ المسرح في المملكة العربية السعودية، وكان بُحيثاً صغيراً قبيل مرحلة الماجستير، ثم زكّاه أستاذي الدكتور نذير العظمة (الله يذكره بالخير)، وقال لي هذا البحث جيد ويؤسّس وحصلت على درجات عالية عنه مع الدكتور نذير، ثم لأنني فضلت أن أنشره ثم تحول إلى هذا الكتيب، لكن للأسف فقدت اهتمامي بالمسرح مطلقاً بعد ذلك للظروف التي نعرفها جميعاً وخاصة المآزق التي يعرفها مسرحنا وخاصة مع وضعية المرأة، فأنا في اعتقادي الشخصي لا يمكن أن تقوم للمسرح قائمة في ظل هذه الظروف ولكن يمكن أن يكون أدباً مسرحياً ولكن ليس على باب الدور المسرحية أو التمثيل المسرحي أو الفرق المسرحية، أما فيما يتعلق بالأسطورة وهو السؤال عن علاقة الأسطورة والنقد والشعر، أنا أعتقد أن كل هذا مرتبط وهو عمل النقد، الشعر، المسرح، التنقيب أو الحفر تحت الأسطورة هو جزء من مهام النقد وطبعاً تختلف مناهج أو رؤى الدارسين، وأنا شخصياً أهتم كثيراً بقطاعين، هما الفلسفة والأسطورة، وأحاول قدر الإمكان أن أوسع قراءاتي فيهما وأن أستثمر ما يمكن وأعده أدوات يمكن أن تساعدني في التعرف أو في الحوار مع النص الذي أمامي.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ الدكتور عاصم حمدان أستاذ الأدب بجامعة الملك عبد العزيز يقول:
يشكل كتاب القرطاجنّي في النقد نقلة كبيرة في تطور المفاهيم النقدية في تاريخ الأدب العربي، والسؤال هو: هل كان للتراث الفلسفي اليوناني أثره عند حازم القرطاجني كما هو الشأن في كتابيّ نقد النثر ونقد الشعر كما ذكر ذلك الأديب الكبير طه حسين؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: لا شك أن ثمة دراسة أكاديمية أجريت عن كتاب "منهاج البلغاء" لحازم القرطاجني، وتتبع فيها الدارس، وثمة دراسات أو مقالات متنوعة وصل فيها إلى نتائج قد نتفق أو نختلف معه ولكن ثمة دراسات دلت على آثار واضحة، ولكن من يقرأ كتاب "منهاج البلغاء" لا شك يلمس هذا الأثر المنطقي سواء أكان من طريق التأثير اليوناني أو غيره. والحازم القرطاجني يستند إلى أرسطو ويذكره في أكثر من موضع في كتابه والذي خلصت إليه من دراستي لكتابه "منهاج البلغاء" أن هذا التأثير وطبعاً أنا لم أتحدث عن التأثير اليوناني بشكل مباشر ولكنني كنت ألمس هذه العقلية المتفرّدة في تاريخ النقد العربي كيف وصلت إلى بناء هذه النظرية الأجناسية وكيف استطاع أن يضعها على مستوى من التجريد العالي، وهذان أمران قلّما يتوفّران لكاتب أو باحث مثلما يعرفه الكثيرون في نقدنا العربي القديم وأقصد عمل النظرية الأجناسية وفي الوقت نفسه إعطاؤها هذا البعد النظري أو التجريدي.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سهام القحطاني الكاتبة والناقدة:
في رأيك دكتورة هل استطاعت المثقفة السعودية على المستوى الأكاديمي أو الميدان الثقافي أن تحقق تأثيراً على مستوى التغير الثقافي بالتعديل أو بالإضافة أو لم تحقق أي تأثير، وفي كلتي الحالتين ما هي شواهد التغيير في كلتي الحالتين؟ وشكراً لك.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: في اعتقادي أن التأثير لا يأتي من المثقفين، ولا أقلل من دور المثقفين. نحن نحتاج إلى النظر الأكثر شمولية ووضع الأشياء في شكل منظومة، كيف يمكن أن نتحدث فعلاً عن تأثير على المستوى الاجتماعي وتغيير للمثقف يأتي من خلال مقالة أو كلمة أو بحث أو عمل منبري، ما لم تأتِ هذه التغييرات طبيعية وعضوية من بناء المجتمع نفسه، من الأسرة أو من المدارس، فهي تحتاج إلى عملية صعبة وطويلة وأعتقد أن كل ظاهرة اجتماعية وكل تغير اجتماعي يحتاج إلى هذا الحراك البطيء، ولذلك لا أقلل من دور الثقافة ولكن أحياناً يكون الدور عكسياً، نريد التغيير ويفعل المثقف شيئاً آخر معاكس للتغيير الذي نرغب فيه، فأنا لست متفائلة كثيراً على هذا المستوى.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور عرفة حلمي عباس من جامعة الملك عبد العزيز يقول فيه:
في ضوء كتابيك "نقد النثر في القرنين الرابع والخامس الهجريين" و "نظرية المعنى عند حازم القرطاجني"، هل ترين أن الآراء النقدية حول النثر عند القدماء يمكن أن تتشكل منها نظرية لنقد النثر تقابل نظرية نقد الشعر؟
أيضاً هناك سؤال مشابه من الدكتور محمد عبد الفتاح عطوي يقول:
في كتابك "نظرية المعنى لحازم القرطاجني"، ماذا يقصد بالمعنى أهو المعنى اللغوي الذي هو اعتمال ذهني ينتج عنه اسم الشيء أم للمعنى عند النقاد دلالة أخرى؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: فيما يتعلق بالجزء الأول من السؤال، في كتاب "نقد النثر في القرنين الرابع والخامس الهجريين" كنت قد طرحت مشكلة وهي أن اتجاه الدراسات العربية الحديثة حول النقد كانت تركز على نقد الشعر وتظن -وهو ظن اتضح لي من الدراسة أنه ظن خاطئ- أنه ليس لدينا أية آثار أو نصوص تتعلق بنقد النثر، الدراسة كشفت عن هذه المغالطة. أولاً، علمياً لكن لا شك أن التراث العربي مليء بعدد من النصوص والكتب وربما المخطوطات التي نعرفها وربما المخطوطات المفقودة، ولذلك سيكون نوعاً من المجازفة أن أجيب عن مثل هذا السؤال نعم هناك في المدونة التراثية ما يمكن أن يشكل نظرية في نقد النثر، لكن هذا كله مرهون بمزيد من الدراسات، نعم أنا أحسب أنه لا يمكن أن يكون هناك نظرية موازية لكن مثل هذا القول إذا قلته لن أكون أكاديمية ولن أكون علمية دقيقة لأن هذا عمل كبير ويحتاج إلى كثير من الدراسات حتى تفصح أو تكشف عن ما في التراث من أشياء ما زالت طي الكتمان أو ما زالت غير مدروسة.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة أفنان الريس:
ما رأي الدكتورة فاطمة في الحوافز الأخيرة التي منحت للأكاديميين وهل ستؤدي إلى تكبيل الأستاذ الجامعي بساعات أكثر وتعطيل مخططاته البحثية من أجل زيادة دخله؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: لا أظن ذلك، الحوافز تكشف عن سعي جاد وحقيقي ومخلص من الجهات التي أقرت أو اللجان التي أقرت مثل هذه الحوافز وهي بالتأكيد تركز على الجانب المادي. لكن فيما أعلم لم يكن ربطها لها بعدد نصاب مرتفع، بل كان هناك حديث حتى عن لو كان النصاب أقل فإن العمل في اللجان أو البحوث العلمية يوازي، المهم أن ثمة إحساس بما يبذله الباحث والأستاذ الجامعي أكاديمياً من جهود جبارة في التعليم من جهة وفي البحث العلمي. وهناك خلط كبير في جامعاتنا للأسف بين معنى أن يوظف الأستاذ فيحصل على درجة ثم يبقى على هذه الدرجة من دون أن يطور نفسه وبين المشاغل البحثية، والذي أتمناه أن تكون الحوافز في الجامعات لا تتعلق فقط بزيادة الرواتب وإنما بإشاعة جو علمي ثقافي صحيح يخلق لنا كثيراً من الفرص للتحاور مع العلماء والباحثين كأن تكون ورش عمل أو مؤتمرات دائمة أو مفتوحة أو تنظيم أسابيع للبحث، أعتقد أن هذا سيكون أكثر جدوى للتطوير البحثي ولدعم الباحث، لأنني أعتقد أن كل باحث حقيقي لا يهمه أن ينتفخ جيبه بقدر ما يهمه أن يزدهر عقله وأن يجد من يحاوره، مأساة كبيرة في جامعتنا العربية وفي جامعتنا وفي أماكن مختلفة في الجامعات السعودية أن الباحث الحقيقي ينطوي على نفسه لأنه يخجل أن يجلس مع زملائه أو مع زميلات ويطرح أفكاراً ثم يكتشف أن هؤلاء الذين يحاورهم لم يقرءوا كتاباً أو قرءوا كتباً قبل أربعين أو خمسين سنة ووقفوا عند ثوابتهم، أعتقد أن الأهم من زيادة الرواتب هو زيادة الوعي بأهمية أن تزدهر هذه العقول وأن تجد من يحاورها بطريقة لائقة محترمة.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي، يقول:
هل من المفضل ترك مهمة زرع القيم وحب الوطن دون تخطيط وحسب الأهواء وكيف يمكن القيام بهذه المهمة بشكل مرضٍ وكيف يتطور الحس الوطني عند الفرد في المجتمع، وما الذي يجعل الفرد يشعر بالحب لوطنه إلى درجة يصبح لديه الاستعداد التام للتضحية بحياته لو أن وطنه تعرض للخطر؟ شكراً.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: شخصياً أعتقد أن قضية وضع مبدأ حب الوطن في الدروس وفي المناهج شيء مهم ولكنه حقاً لا يكفي في ظني أن زرع القيمة، حب القيم بحد ذاتها، حب الخير حب الحق حب الجمال بالمعنى الأبعد إذا ما وضع فعلاً في نفوس الأطفال وفي نفوس المراهقين واستطعنا أن نوجد هذا النوع من الحب لمثل هذه القيم، أنا متأكدة أن كل شخص أياً كان في أي مكان في بقعة في العالم سيحب أرضه لأنه سيحب الأرض الأخرى وسيحترم وسينشأ مبدأ احترام الآخر وحب الآخر والتعاون معه، لا يمكن أن أحب وطني دون أن أحب هذه الكرة الأرضية كلها وأحب الناس الموجودين عليها وبالتالي في معنى مفهوم الوطن، لا يمكن أن أحب وطني دون أن أحب هذا العالم ودون أن أحب القيم الخيرة التي منحنا الله إياها وطلب منا أن نكون خلفاء في هذه الأرض، فقد تكون فكرة رومانتيكية أو فكرة مبالغ فيها أو بعيدة ولكن هذا معتنقي.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة مدرِّسة اللغة العربية عطية ناشد تقول:
تعتبر مادة النقد العربي مادة جافة وصعبة، تجد الطالبات صعوبة في دراساتها كيف أحببتيها؟ وهل من نصيحة تقدميها لنا لنحبب الطالبات في هذه المادة وحبذا لو تؤلف كتب مناسبة لتدريس الطالبات في الثانوية وشكراً لك.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: كيف أحببت، حقيقة كان النقد هو الشغف الأول إجمالاً، فأستاذي الدكتور محمد الهدلق، تحية خاصة له في هذه الليلة، لأنه أول من درّسني مادة النقد في مرحلة البكالوريوس وأعطانا إياها بطريقة جذابة ومحببة، فعدد كبير من الزميلات اللائي كن موجودات معي تحولن إلى هذا الاتجاه، لكن الطلبة لا يحبون مادة النقد العربي القديم خاصة، وأظن أن طريقة التدريس المتبعة هي أوّل ما يفاجئون بها في الجامعة، نحن لا ندرّس نقداً عربياً في المرحلة المتوسطة أو الثانوية، بل ندرِّس شيئاً من البلاغة، ولكن لا يوضع مادة تتعلق بما هو النقد وأدواته وصوراً منه وشواهد في هذا الباب لذلك يتولّد عندهم نوع من الصدمة، أنا شخصياً اتبعت في تدريس هذه المادة وهي تجربة ناجحة في ظني، لأني أرى الطالبات اللواتي مررن علي في أكثر من فصل دراسي لا أعطيهم ما يشبه الحصص أو التلقين وإنما أعرّفهم على النصوص العربية القديمة بلغتها ونبدأ بأخذ جملة أو نص ثم يبدأن بالتدرّب على القراءة والتحليل والاستنتاج والربط والنظرة الشمولية، فإذا تحققت الطالبة بأنها امتلكت هذه القدرات العقلية التي لا تعتقد أنها تملكها لأنها بالطرق القديمة تنصرف إلى الحفظ فتكره نفسها وتكره هذه المادة ولكن إذا درِّبت بأن لها طاقات وتستطيع أن تستخرجها وتطبِّقها بمنتهى البساطة بنص أو نصيّن من خلال محاضرتين أو ثلاث تبدأ الطالبة بأخذ قدر كبير من الثقة بالنفس وترغب في مواصلة قراءة الكتب، هذه الكتب والتي ربما تكرهها الأستاذة أيضاً وليس الطلبة.
عريف الحفل: سؤال من يحيى باجنيد الكاتب والأستاذ المعروف:
أعجبتني يا دكتورة فاطمة عبارة منسوجة بإبداع واضح (أيتها المترحِّلة بلا محطات، لأن للمحطات ثبات أراك تستروحين الترحال وتجدين فيه الراحة هل هو في رأيك موسم انبعاث الأنثى الذي تأخر رغماً عنها وكم بقي على سباق اختراق الضاحية الذي استأثر بها أشقاؤك الرجال).
الدكتورة فاطمة الوهيبي: مثل هذا الكلام لا أملك أي كلمة أقولها، شكراً.
عريف الحفل: سؤال من محمد أيمن مراد يقول للضيفة الكريمة:
مع كل ما أثريت من عطاء وتقديم للساحة الأدبية ومع كل ما أنيط بكِ من واجبات ومسئوليات تشكرين عليها، ما هو الرأي الموجه للفتاة المسلمة كي تتصدى لمكانتها الحقيقية والمرجوة منها أدباً أو نثراً أو مسرحاً أو غير ذلك؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: أنا شديدة الضيق بالتصنيفات وأنا ضدها وهذا يلائم شخصيتي، أنا ضد التصنيفات أياً كانت لذلك إذا لاحظت في إجابتي عن مفهوم الوطن أيضاً هو معنى بعيد، لكن أنا أعتقد أن المرأة أو الرجل أياً كان عليه أن يستمع بحق لما هو حقيقي في داخله إذا استطاع الإنسان أن يؤدي دوره في أفضل ما يمكن وعليه أن يحب هذه الذات، فإذا أحبها استطاع أن يقدم ما هو أجمل وأفضل بالنسبة للآخرين بغض النظر عن التصنيف أهي امرأة مسلمة أو غير مسلمة.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سميرة سمرقندي:
ما رأيك يا دكتورة بما نشر الآن في الساحة الأدبية السعودية مثل بنات الرياض وبنات جدة إلى آخره، هل هذه الإصدارات تثري الأدب أو كما يقال في الانتقادات الصحفية هي نشر لسلبيات لا تخدم أحداً؟ شكراً لك.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: يؤسفني أن أقول إنني غير مؤهلة للإجابة على مثل هذا السؤال، لأنه يعتبر أمراً غير أكاديمي أو علمي أن أحكم على الأشياء جزافاً هكذا، التجربة الروائية في المملكة العربية السعودية في السنوات العشر الأخيرة أو في العشرين سنة الأخيرة تحتاج إلى فرق عمل تدرسها وتصفّي الجيد منها وتعطي مقولة علمية صحيحة أم أنها مجرد عرض سلبيات، للأسف هذا لا أستطيع أن أخوض فيه، لأنه يجب علينا إذا أردنا أن نقول وقد سئلت مثل هذا السؤال في حوار صحفي سابقاً، أنا أقول لدينا تجارب روائية جيدة ورائعة مثل تجربة الأستاذة رجاء الصانع أقل أو أكثر ولا أن تجربة فلان أو سين أو صاد من الناس، مثل هذه الأحكام أنا أتحرج منها لأنها غير علمية، حتى عمل مقارنات هو عمل متسرع وأعوج ما لم يقم على دراسة أكاديمية جامعة تقارن بين هذه المعطيات وما هي الإنجازات التي تحققها الرواية السعودية على مستوى الشكل والمضمون.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ خالد الأصور الباحث في مركز الدراسات المعلوماتية بجريدة عكاظ يقول:
إنه برز خلال السنوات الأخيرة بعض المنتسبين والمنتسبات إلى فن الأدب والرواية كثير منهم ومنهن يفتقدون الموهبة الأدبية ويلجأون إلى الحل السهل للرواج والانتشار من خلال الإثارة وكسر مفردات التابو الثلاثي في الأدب وهو (الدين والسياسة والجنس) وخاصة المفردة الأخيرة، وقد صدرت مؤخراً مجلة بعنوان الجسد، والسؤال هو ما هي قيمة هذه الأعمال الأدبية التي تسرف وتفتعل تصوير ودغدغة المشاعر لدى القارئ، إذا كان لديك من إضافة؟.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: أنا ذكرت قبل قليل في الإجابة على السؤال السالف، وأنا أريد أن أقول كلمة فيما يتعلق بالروايات والشعر، لماذا يكون كلما جدّت رواية أو ديوان شعر ينهال الناس باللوم على هؤلاء بالانتقادات أليس في كل حقل معرفي في الطب وفي الفيزياء وفي الجانب الأكاديمي وأساتذة الجامعة، أليس في كل حقل ثمة مزيفون، لماذا نركز فقط على المزيفين في حقل الرواية والشعر والصحافة، المزيفون يملأون كل الأماكن.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة ثريا بيلا، عضو اللجنة النسائية بنادي مكة الأدبي الثقافي تقول:
سعادة الدكتورة فاطمة، ما رأيك في دور المرأة في الأندية الأدبية الثقافية هل قامت بالمهمة المناطة بها داخل الأندية وهل تؤيدين أن تكون عضوة في مجالس الأندية الأدبية؟ شكراً لك.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: من ناحية أؤيد أن تكون ويجب أن تكون ليس فقط عضواً بل يجب أن تعطى أدواراً قيادية ويكون لها دور في صناعة القرار وألا تكون مجرد أن تدير ملتقى أو أمسية ثقافية ولكن هل قامت بالدور، أعتقد أن هذا سؤال تصعب الإجابة عليه، إذاً ما هي القنوات التي أعطيت لها حتى تقوم بهذا الدور؟ ما لم تصدر أنظمة ولوائح تضع دور المرأة على المحك حتى نستطيع أن نجيب على مثل هذا السؤال، أين هي هذه الأنظمة والقوانين واللوائح حتى نستطيع أن نقول قامت أم لم تقم.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور محمد الدحيم مدير عام مؤسسة التجديد الثقافي والذي نشرف بتقديمه لبرنامج لدينا في الإذاعة السعودية.
كيف تقرأ الدكتورة فاطمة المشهد الثقافي في الواقع العربي والخليجي على الخصوص وذلك في ظل الحراك الثقافي في واقع المتغيرات العالمية والتحولات التي تعمل في الممتنع قبل الممنوع، الجيل الصاعد الذي يختلف عن ماضيه في كل شيء، هل نحن أمام مفاجأة ثقافية نحن فيها، مفاجأة ثقافية تحترم وجودنا في هذا العالم ينتهي بها القلق من الاستلاب الثقافي من الغرب الذي حوّله البعض إلى شماعة يعلقون عليها الكسل الذهني والعجز الثقافي أم أننا أمام مرحلة من الطوارئ تنتهي حين ينطفئ الحريق بأي قرار؟.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: إنني أطلق آهة طويلة قبل أن أجيب، ولا أعتقد أنني أستطيع أن أجيب، على مثل هذا السؤال، لكن من وجهة نظري أنا الشخصية المتواضعة جداً ولا أزعم أنني أستطيع أن أجيب ولا على جزء من هذا السؤال لأنه سؤال ضخم جداً، وأعتقد أن من يستطيع أن يجيب عليه يجب أن يكون على قدر كبير من المسؤولية التاريخية والثقافية ليستطيع أن يتفوّه بكلام من هذا القبيل، ولكن أريد أن أقول شيئاً واحداً فقط: نحن في آخر الطابور الحضاري، للأسف نحن كعرب ومسلمين في آخر الطابور الحضاري. كنا أسياد الدنيا وما زلنا نعيش على تلك الأحلام، وما زلنا نفكر في مشاكلنا الحديثة بذلك المنطق القديم ونعيش على تلك الأحلام ونعتقد مثل النعامة التي تدس رأسها في التراب، ما هي الحلول، ما هي المخارج، لا أعرف لكن أظن رأينا في حالات كثيرة وفي قراءات لبعض الشخصيات التي استطاعت أن تعمل شيئاً من الحراك وستثبت الأيام أن في تاريخنا العربي تقوم التغيرات على قامات أفراد يأتون مرة كل قرن أو مرة كل قرنين، التغييرات دائماً تأتي على مستوى الأفراد، لا نملك خططاً ولا نملك رؤىً، لا نملك أشياء منظمة، تأتي الأشياء هكذا، ويأتي الأشخاص فيحرقون المراحل ثم تنطفئ النيازك والشهب.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من المعلمة شذا حكيم:
على مدى تجربتك النقدية والأدبية المتميزة، هل دعمك الرجل لتكوني ناقدة إلى جواره أم حاول أن يضع العراقيل أمامك؟ شكراً لك.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: سئلت في مجلة دارين: ألا أشعر بالظلم؟ أبداً أحمد الله أنني ما إن يصدر لي كتاب حتى يتلقفه أساتذتي وزملائي من المثقفين والأكاديميين ويشبعونه قراءة وبحثاً ودراسة وأتلقى تعليقات، أبداً بالعكس كان الدعم الأقوى من الزملاء بدء من أساتذتي الكرام ومروراً بالزملاء وعدد من المثقفين، لا أظن أبداً أنه وضعت عراقيل أمامي، بالعكس وضعت حوارات ذكية أغنتني وفتحت أمامي منافذ تفكير ورؤى أخرى جديدة، لاقيت تكريماً كثيراً والحمد لله، وحصلت على جوائز وهذه الجوائز لا تأتي هكذا، فهي تدل على أن هناك من يقرأ ويقدِّر، وهذه من نعم الله عز وجل أحمده وأشكره عليها.
سؤال من عبد المجيد الزهراء يقول:
الدكتورة فاطمة، مساء البارحة كنت أحاول قراءة قصيدة لشاعر الرسول (صلى الله عليه وسلم) حسّان بن ثابث وعانيت في ضبطها وفهم معانيها وأنا الذي يزعم أن ثقافتي لا بأس بها، والسؤال: ماذا عن الأجيال القادمة وكيف نضِّيق الفجوة بين أبنائنا وبناتنا وبين لغتنا وتراثنا؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: أخي الكريم أنا أخشى أن يأتي وقت وليس ببعيد أن لا نعود نقرأ حروفاً وإنما نقرأ رموزاً. في الجوّال هذه اللغة التي يتحدث بها الأطفال والمراهقون، نحن لا نقرأ كلمات، ثمة رموز تتحرك على شاشة الكمبيوتر ورموز تتحرك على شاشة الجوال ومع مرور الوقت سنسمع لغة خليط فلا شك حقاً لا نعرف ماذا سنجد.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت آمال عبد المقصود خوجه من جامعة الملك عبد العزيز تسأل:
ما رأي الدكتورة في دور المرأة السعودية أو ما وصلت إليه الآن في الأدب والشعر العربي؟ شكراً لك.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: ليس من باب الكلام الخطابي أن يقال بأن المرأة السعودية -ونحن نتحدث عن أسماء على مستوى الطب وعلى مستوى الشعر- لدينا قامات على مستوى الرواية ولدينا قامات تذكر على مستوى العالم العربي، فعلى مستوى العالم العربي نجد أن الأستاذة رجاء عالم فازت بجوائز على مستوى المسرح ومشهود لإنتاجها الروائي في الأدب والمسرح، وعلى مستوى الشعر عندنا شاعرات جميلات جداً أستطيع أن أعدّ أسماء كثيرات، وربما كتابي (المكان والجسد والقصيدة) الذي هو أول كتاب عن شعر المرأة السعودية أحصيت فيه بيبلوغرافيا لعدد كبير منهن ولكنني اعتمدت على عشر أو إحدى عشرة شاعرة وفق موضوعة معينة تناولتها في الكتاب وهذا مؤشر إلى مدى تأثير هؤلاء الشواعر في خارطة المشهد الشعري العربي إجمالاً، فأنا أظن أن المرأة السعودية في كثير من الميادين أثبتت جدارتها ووضعت بصمتها الخاصة وهذا شيء مشرف جداً مشرف في المجال الإعلامي وفي المجال العلمي وفي المجال الأكاديمي ورغم الفرص القليلة أو الضيقة المتاحة لها لأنها استطاعت أن تثبت ذاتها وهذا شيء يسر النفس.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني أستاذ الأدب بجامعة أم القرى يقول:
الدكتورة فاطمة الوهيبي أقدم لك خالص التحية ليلة تكريمك في الاثنينية المباركة وأود أن أسأل فيما يخص اهتماماتك بالفلسفة والميثولوجيا هل أثرَّت في كتاباتك مع العلم بحساسية الفلسفة والأساطير الميثولوجية وخاصة اليونانية؟ وشكراً.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: كل الأساطير سواء اليونانية أو غيرها والعرب عندهم أساطيرهم وقد ذكر القرآن جزءاً منها والفلسفة لا أستخدمها لأن شغفي بالقراءة فيها فقط للاستضاءة واستخدام ما يمكن استخدامه من أدوات تنير النص، سأعطيك مثلاً، في كتابي الظل، هذه الكلمة التي حفرت تحتها كان مذهلاً بالنسبة لي أن كلمة في المعجم لابن منظور فتحت أمامي أبواباً من المعرفة لم أكن أتخيل أن تفتح لي، كلمة صغيرة حول كلمة (ضحا ظله) كيف يمكن أن تكون مرتبطة بالأسطورة، بأسطورة الموت وبأسطورة الهامة، وكيف يمكن أن تكون مرتبطة بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء، كما تقول بعض المرويات بلا ظل، كيف يمكن أن تربطها أيضاً بما يقال عن الأسرة وفق التعليم المسيحي، الأسرة المقدسة، كيف أنهم يصورون في الرسومات والأيقونات بأنهم أشخاص بلا ظلال، فكرة النورانية أو هؤلاء الناس الذين يظهرون بلا ظل كل هذه الأمور لم يكن بالإمكان لو لم تكن مرتبطة أيضا بفلسفة اللغة وعلاقتها بميتافيزيقية وما وراء الميتافيزيقا، كيف يمكن أن نصل تحديداً في مثل موضوعة الظل، إلى كل هذا لو لم تكن الفلسفة حاضرة ولو لم تكن الأسطورة حاضرة سواء في طرحها اليوناني أو في غير اليوناني، أنا تعرفت إلى أساطير عربية وإلى كتب عند الشيعة وبعض الفرق الدينية تتحدث عن أساطير تتعلق بالظل وبدء الخلق، فمثل هذه الأمور أعتقد أنها مهمة على المستوى الأكاديمي، أنا لا أروِّج الآن وإنما أستضيئ بها في القطاع بحيث نكشف جانباً كان غائباً أو مظلماً وأعتقد أن من يقرأ في مثل هذا يعرف أنه ليس ثمة ترويج لا لأسطورة يونانية أو أسطورة عربية أو لغيرها ولا لكاتب أو لفيلسوف أو مفكر لأنه هكذا، وإنما تؤخذ الموضوعة أولاً ثم يستفاد من عدد من المناهج والعلوم للمرور بها لتحكيكها، للحفر من أمامها ومن خلفها ومن تحتها لتبرز أمام القارئ في ضوء معرفي متعدد الجوانب.
عريف الحفل: سؤالان متشابهان تقريباً من منصور السيد أكرم وعلي أحمد النجار يقول السؤال الأول:
القامات الأدبية النقدية في عالمنا المعاصر مثل الرافعي، محمود شاكر، عبد السلام هارون، محمد حسين، ماذا كان دور هؤلاء الأساطين العمالقة في الحياة الأدبية للدكتورة فاطمة ومنصور يسأل مَن مِن الشاعرات السيدات السعوديات تحب أن تقرأ لهم؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: كان لمصطفى صادق الرافعي تأثير كبير جداً في قراءاتي الأولى في مرحلة المتوسط ومرحلة الثانوية، قرأت معظم كتبه قبل أن أصل لمرحلة الجامعة، والمنفلوطي إلى حد ما، لكنني فتنت فعلاً بطريقة مصطفى الرافعي في الكتابة وبأسلوبه الذي يقرأ نثراً لكنك تطير مع روح الشعر، فكتابه "السحاب الأحمر"، و "أوراق الورد"، هذه كتب ما زلت حتى الآن أتذكر تلك الآثار بشكلها الضبابي وبشكلها الدخاني الذي يتركه في النفس ولكن لا شك أنه كان للرافعي أثر بعيد في نفسي في بداية قراءاتي، أما بالنسبة للشاعرات لأنني اشتغلت بجمع مادة كبيرة للشاعرات أثناء عملي في كتابي (المكان والجسد والقصيدة) فلا أستطيع أن أسمي شاعرة معينة وببساطة أستطيع أن أقول أن خديجة العمري في قصائدها الأولى تتميز بنفس حار ولذعة كاوية حينما نسمع شعرها، أشجان الهندي تعجبني في بداياتها الأولى قصائدها الأخيرة في السنوات الخمس أو الست الأخيرة أعتقد أنها مختلفة. وشخصياً لا أتذوقها بمثل قصائدها الأولى في مثل بداياتها الأولى.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة باحثة محمود ومن أم كلثوم:
الأستاذة باحثة تدعوك وترغب منك لو تزورين الكليات والثانويات وتدعوك لزيارة ثانوية الواحة النموذجية وتفتح أبوابها لكي تتعرفين على الطالبات وأيضاً المعلمات من أقسام الأبحاث الخاصة وأن الطالبات ترغبن دائماً في الأقسام العلمية لأجل الوظائف، والمراكز تسهل طبعاً أهمية البحث أو البحوث الأدبية، وفي سؤال لأم كلثوم، لماذا لا تقيمين محاضرات في المدارس والجامعات للفتيات والناشئات وهل سبق وأن وضعت بحوثاً أو مؤلفات مصغرة؟ شكراً لك.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: بالنسبة لسؤال الأخت باحثة محمود فقد سرني كثيراً ولامس نفسي مثل هذا الكرم وأتمنى ذلك ولم لا؟ إن أتيحت الفرصة فلكم الفضل وسأكون سعيدة بهذا، أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني لماذا لا أعطي المحاضرات للفتيات والناشئات في المدارس والجامعات، بالتأكيد سيسرني هذا إذ كنت سأجد مدخلاً يعتقد أنه سيكون مثمراً للطالبات في موضوعة معينة، أما هل سبق وأن وضعت كتيبات مصغرة؟ لا لم أفعل، وأنا بالنسبة للتدريس تحديداً أنا ضد الكتاب الجامعي وضد أن تُعمل كتباً أو ملازم. يعني كفانا إذا أردنا أن نتطور من وجهة نظري علينا أن نعلم الطلبة كيف يقرؤون أولاً ثم كيف يفكرون ويحللون ويستنتجون لا أن نضع بين أيديهم كتباً نعتقد أن هذا كتاباً جامعياً أو كتاباً مصغراً ثم نشغلهم بحفظه ثم نطالبهم بعد عقد أو عقدين أو نتباكى بعد مئات السنين أننا لم نتحرك.
عريف الحفل: سؤال من معالي الوزير الدكتور مدني علاقي يقول:
الدكتورة فاطمة كيف يمكن أن نعمق فهمنا واحتياجنا لدعم لغتنا العربية، هل يتم ذلك من خلال التعلم أم التعليم العام أم التعليم الجامعي، مسؤولية مَن ضياع لغتنا ومسؤولية مَن إنعاشها؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: على من تقع المسؤولية وعلى من تقع التهمة لا أدري، ولكن أظن أن المخرج يكمن في أن نجد لغة غير قاموسية تحبب أبناءنا فيها وتحببنا فيها، في الوسط الجامعي نحن نتكلم لغة عامية مفصحة وقريبة إلى الفصحى، وليست عامية متخصصة وليست فصحى ثقيلة جداً، تجربتنا نحن في الجامعات السعودية لأننا نستقبل عدداً من الزملاء والزميلات من بلاد عربية مختلفة حتى نستطيع أن نتواصل مع بعضنا سعياً لردم هذه الفجوة بين اللهجات، نقرب أو نترجم لهجاتنا إلى طريقة مخففة ومبسطة حتى نستطيع أن نتواصل، أنا أظن أن بالإمكان فعل شيء من هذا لطلبتنا في المرحلة الأولى ولأطفالنا الصغار وما يوجه إليهم في القنوات وفي الأفلام وفي أفلام الكرتون وفي أشرطة الفيديو التي تقدم لهم، لو قدمت لهم اللغة العربية بطريقة محببة غير قاموسية وغير تاريخية وغير مشحونة بأشياء مزعجة تتعلق بالتصنيفات أعتقد يمكننا أن نصل بنجاح في أن يستطيع الطفل أن يحب هذه اللغة وفي أن يتكلمها وأن يدافع عنها هو بنفسه، يعني لا يحتاج إلى أن يستثمر أو يدافع عنه هو.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال مني:
أيهما يضيف للآخر الأكاديمي أو الناقد؟ وأين تجدين نفسك أكثر؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: هذا سؤال يصب في قلب أحد اهتماماتي، وكنت أعمل في حوالي سنة لكن هذا المشروع، توقف للأسف حيث كنت أعد معجماً للناقدات السعوديات والأكاديميات المشتغلات بالنقد، لأن في جامعاتنا العربية يوجد للأسف خلط بين من يدرس الأدب وبين من يدرس النقد، بينما في أقسام اللغة الإنجليزية لا زال هذا التفريق قائماً، يعني هناك تخصصات، تخصص في نقد وتخصص في الأدب وتخصص في اللغويات أو النحو، لكن في أقسام اللغة العربية في معظم جامعات اللغة العربية لا يهتمون بهذا الفصل، النتيجة أن أي شخص يدرس شعر المتنبي مثلاً دراسة أدبية يمكنه بسهولة أن يصنف نفسه ناقداً حتى ولو لم يدرس النقد نفسه ومناهج النقد، مثل هذه المشكلة أطرحها في هذا الكتاب الذي هو معجمي في الأساس، يشيد بجهود الناقدات السعوديات والأكاديميات ويصنف مثل هذه ويطرح رؤى ويسأل في استبيان حول ما هو الفرق بين الأكاديمي والناقد، لأنه لدينا أساتذة في الجامعة هم مدرّسون فقط، يعني مؤدون، لكن النقد عملية أخرى مختلفة قد يستفيد من الجانب الأكاديمي وثمة نقاد كبار خارج الوسط الأكاديمي وبالتالي العملية تحتاج إلى تمحيص أكثر.
عريف الحفل: سؤال من عبد الله الحربي يقول:
بعد انتهاء كلمة الضيفة كنت أود أنها لم تتوقف فعباراتها حالمة وأسلوبها مسبوك بشكل متفرد، آمل من الدكتورة فاطمة تسليط الضوء على مفهوم الظل وتلخيص المحاور في كتاب (الظل، أساطيره وامتداداته المعرفية والإبداعية)؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: الأستاذ عبد الله في مقدمة الكتاب وفي خاتمته ذكرت أن الظل بنية زئبقية أتعبتني، كما هو الظل بطبيعته، قد يصعب الإحاطة بجوانب من هذا القبيل، لكنني أستطيع أن أقول إن شرارةٍ أو ومضته الأولى كانت فلاش كاميرا وهذا الفلاش الذي كان يلي دوراً مشرفاً أدى إلى أن تكون الصورة ممحية وكأن هذا السؤال العجيب أوقفني على مفارقة، إن الضوء يمحونا، يعني كلما زاد الضوء وأسرف تخلى في المحو وهذه المفارقة الأولى أدت بي إلى البحث حول ما هو الضوء أصلاً؟ وما علاقته بالظل؟ وأيهما الأسبق؟ وما علاقته بالميتافيزيقيا؟، إذا كان المحو على مستوى الصورة هو انمحاء دخول في البياض، والموت هو اضمحلال محو لوجود الكائن على مستوى الجسد والدخول في العالم الآخر مثل هذه الأسئلة يا أستاذ عبد الله هي التي طرحت في الكتاب وكان مدخلها على هذا النحو، وتحدثت في هذا الكتاب على مدى عشرة فصول أو أبواب عن عدد من القضايا إذا كنت تحب أن أسرد بعض العناوين للفصول فقد تكون مضيئة، في الفصل الأول كان الحديث عن الظل في الميثولوجيا، والفصل الثاني عن الظل في المدونة التراثية والدينية في جزئيات مختلفة عن الظل في القرآن الكريم وفي التفسير والظل في الحديث الشريف والظل عند بعض الفرق الدينية في عدد من نصوصها وكتبها وأسطورة البدايات وتحديداً في كتاب الهوفت والأظلة، وكتاب أم الكتاب وأسطورة الخلق والظلال وفي ما يسمى رؤيا جابر، أما في الفصل الرابع فقد كان عن الظل.
في المدونة الكلامية والصوفية توقفت عند التوحيدي وعند ابن عربي وعند مصطلحات الظل عند الجرجاني وغير ذلك، ثم في الفصل الثالث تحدثت عن الظل في الفلسفة وقضية كهف أفلاطون وبعد ذلك انفصلت من هذا الجذر البسيط وتحدثت عن الظل في الفلسفة الحديثة عند ميتشو وعند باشلر وغيرهم، ثم في الفصل الرابع تحدثت عن الظل وفلسفة الهوية الثقافية في الكتابين اللذين هما (مدى الظل ومكينة الإبصار) ثم في الفصل الخامس تحدثت عن الظل ومفهوم الظل في علم النفس واخترت يونغ نموذجاً، ثم تحدثت في الفصل السادس عن الظل واللغة والكتابة يعني مفهوم الظل وعلاقة الظل باللغة، في التراث العربي، عن جسد الحقيقة والحروف الهجائية في الموروث الشيعي والصوفي والفلسفي، عن نص المغيرة بن سعيد وقصة الحروف الهجائية وبدء الخلق، عن رمزية الحروف والظل عن جابر بن حيان وميزان الحروف، عن ابن خلدون وموقفه من مسألة تجلي الأسماء وعلم أسرار الحروف، في الجزء الثاني منه تحدثت عن الظل واللغة والكتابة في الغرب ووقفت عندما يسمى "سيمو لاكروم" وعلاقته بقضية الجوهر والعرض وقضية الحقيقي والمزيف، وربما عالم الشبكة العنكبوتية، هذا العالم الذي يتحدث كثيرون يدخل في هذا العالم الافتراضي الوهمي المزيف، الفصل السابع عن الظل كما يتجلّى في الأدب الروائي في عدد من الروايات وكيف استغلت موضوعة الظل في عدد من الروايات العالمية وتوقفت عند رواية سعودية ضمن هذه المجموعة. ثم الظل في الشعر سواء أخذت نماذج في الشعر العربي القديم نماذج بسيطة ثم انتقلت إلى نماذج من الشعر الأجنبي ونماذج من الظل في الشعر العربي. وربما الأكثر أهمية الإشارة إلى أن الظل في الشعر الحديث عند (الظل والصوت والصدى) في شعر أدونيس، الخروج من الظل ومنادمته عند حجازي، الجسد والشمعة والظل عند الشاعر السعودي أحمد الملا، ظل السماء وظل الجسد في ديوان سيرة العشب لزهير أبو شايب، عن الظل وهاجس الموت في شرفات الخريف لإبراهيم نصر الله، عن الظل والشعر والشكل والهوية في شعر محمود درويش، أما في الفصل التاسع فقد تحدثت فيه عن بعض الثنائيات المتعلقة بالظل، أحياناً نربط الظل بالشبح وأحياناً نربط الظل بالروح وأحياناً نربط الظل بالصدى، وتوقفت عند صورة وقضية الظل والصدى ثم ربطتها مباشرة وأعتقد أن هذا من أهم الفصول التي أتمنى لو أتوفر فيما بعد على توسيعه، وهو علاقة الظل والماء والمرأة، علاقة المرأة بالظل والأساطير المتعلقة بالمرأة والظل ثم تحدثت عن الظل والشبحية وفكرة الزمن والأثر على المستوى الفلسفي، أما في الفصل العاشر فحاولت أن أحدد هوية للظل من خلال هذه المعطيات كلها، من خلال تلك القراءة أو السياحة في عدد من النصوص والتخصصات فحاولت أن أضع ملامح لهذا في قسمين، الأول الوعي بالظل وهويته، والثاني البنية والملامح، طبعاً هذا الكتاب ضخم جداً وأنا أسميه كتاب "الأكورديان"، كل باب منه حسب ما أزعم يستطيع أن يكون كتاباً وكل باب يمكن أن يتحول إلى كتاب بل إني أزعم أنه في عدد من المواضيع في هذا الكتاب على شكل جمل، يمكن أن تتحول بنفسها إلى كتاب، يعني جملة عن علاقة المرأة بالظل والأنوثة أظن أن هذا صالح لوحده لأن يكون كتاباً، لذلك أخي عبد الله أعتقد أنه يصعب علي أن أقول بمثل هذا التنوع والبعد الأخطبوطي في طبيعة الظل وأن ألخصه، لا يمكن تلخيصه.
عريف الحفل: سؤال من الأخت سهير محمد علي:
ما هو المقطع أو بيت الشعر الذي أعجبك سواء في العصر الماضي أو في العصر الحالي، هل لو سمحت أن تسمعيننا بعض هذه الأبيات التي أعجبتك؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: للشعر موقعة خاصة ولكن من المؤسف أنني لا أحفظ الكثير ولكن لبعض الأبيات مواقع خاصة في نفسي، بيت لامرئ القيس قديم جداً، وأنا لا أدري أن هذه الروح التي كانت غريبة جداً هي روح الشعر التي لا يمكن أن تربط بعصر جاهلي أو بلغة جاهلية أو قاموسية صعبة، البيت يقول:
فلو أنّها نفسٌ تموتُ جميعةٌ
ولكنها نفس تَساقطُ أنفسا
بيت عجيب جداً وأعلقه أمامي على المكتب، وبيت أيضا آخر جميل جداً لأبي سلمى يقول فيه:
كيف ولم يزل للشعر ماء
يرف عليه ريحان القلوب
من الأبيات طبعاً لعبد الرزاق عبد الواحد، لمحمود درويش، للسياب، والسياب عنده أبيات عجيبة في قصيدته التي يقول:
لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبد الألم
لك الحمد إن الرزايا عطاء
وإن المصيبات بعض الكرم
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ شريف المغازي يقول فيه:
لا شك أنه توجد بعض الأعمال التي لا ترقى لدرجة الأدبية فما السبب في ذلك هل هو قلة النقاد؟ أم طبيعة العصر الذي يتسم بالانفجار المعرفي والأدبي.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: ربما الشق الآخر من السؤال هو الإجابة، فلا شك ثمة انفجار معرفي وأعتقد أن ثمة محاولات للكتابة تريد أن تظهر وأن ترى النور، ولكن الناقد ليس معنياً بكل هذا وليس من مسؤوليته أن يكون عنده عملية جرد، فالناقد يحتاج أن يختار وأن يتذوق وأن يقرأ، وبالتالي ليس معنياً بعملية المحاسبة والجرد، وأعتقد أن الناقد من وجهة نظري أنا ليس وفياً، لا يمسك عصا المحكم ويقول هذا جيد وهذا رديء، أنا ضد هذا تماماً.
نازك الإمام: سؤال من الأستاذة منيرة تقول:
هل يمكننا الوصول إلى جيل يبحث عن الدراسة والثقافة أكثر من اهتمامه فقط بتحصيل الشهادات دون معرفة والاهتمام بموضوعات الأزياء وأمور أخرى تافهة والتي تبعد هذا الجيل من الوصول إلى مستوى أفضل وإعادة تراثنا الثمين والاهتمام به؟ شكراً لك.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: نعم يمكن وأعتقد أن في أجيالنا النبتة الواعدة ولكن يحتاجون إلى من يستطيع أن يثير فيهم هذه الشهية فعليهم أن يجدوا أستاذاً أو أباً أو معلماً أو أمًّا أو مربياً يستطيع أن ينظر إلى هذه الطاقات وإلى هذه القدرات العقلية وإلى هذه الجوانب النفسية لينميها وليعطيها هذه الحرية لتتفتح، ما دام لدينا أساليب الإسكات والعيب والقمع والضرب وأساليب التلقين، فلن نجد إذاً متفتحاً إذا وجدنا المربي والأم والأسرة التي تعطي الحريات للسؤال وتثير الذهن وتفرح بالجدل وبالمشاغبة الفكرية، وأعتقد أننا يمكن أن نعمل الكثير، فقد خطرت على بالي طالبة في الفصل الماضي، كنت أدرِّس مادة مشروع البحث التطبيقي وكنت أدرس هذه المادة بطريقة مختلفة ولا أطلب من كل طالبة بحثاً فتذهب وتبحث وتعمل وسألتها ثم ناقشتها، فقد كنت أدربهن على نوع من العمل الجماعي واخترنا موضوعاً واحداً للعمل واشتغلنا عليه وتدربت الطالبات على كثير من المهارات التي لم يسبق لهن أن تدربن على مثلها، فاجأتني طالبة سألتني فقالت لي: أريد أن أسألك، من هي الشخصية التي تعتقدين بأنها مثال أو رمز أو نموذج تحتذين به، وفوجئت بالسؤال ولم أسأل نفسي هذا السؤال مرة وقلت لها أنا ضد الرموز وأريد من نفسي وقد تكون هذه الإجابة مغرية، ولكن أريد من نفسي أن أتحدى نفسي لأنني لو وضعت رمزاً فسأكمل وسأقلد وأنا أريد من الرمز أن يكملني وأن أكمله وما دام هذا غير موجود في معنى الرمز وفي معنى التصميم للشخصيات التي نختارها فأنا أعترض على مثل هذا السؤال، ففهمت مني الطالبة أنني لا أريد أن أضع شخصية تاريخية كصلاح الدين أو من الشخصيات الكبيرة أو أستاذة أو أستاذ، لا يعني هذا أنني أقلل من قدر القامات العظيمة جداً في تاريخنا، الرسول عليه الصلاة والسلام، والدتي، أبي أساتذتي، ولكن أقصد كلما خف مع أن ثمة من ينادي بأننا أمة بلا رموز، أظن نعم إن هذا كان مطلباً صحيحاً في فترة معينة ولكن علينا أن نكتشف الرمز في داخلنا كلما اكتشفنا الطاقات الموجودة عندنا وكيف يمكن أن نطورها ونكملها ولا نعتقد أننا وصلنا أعتقد أنه بإمكاننا أن نعطي أجيالنا نموذجاً جيداً للتفكير بهذه الطاقات وبمحبة ذواتهم وباكتشاف هذه الطاقات وبإطلاقها لخدمة من تريد أن تنطلق إليه.
عريف الحفل: سؤال من سمير خوجه بكه يقول:
أيتها الرائعة فاطمة الوهيبي كل الذين سألوك انحسرت أسئلتهم عن حازم القرطاجنّي وعن النقد وفنونه وبعض الأسئلة اقتصرت على الضاحية واختراقها، ولكن ماذا عن قضايا المرأة التي تناقش اليوم بشكل كبير، هل ترى السبب في أن الرجل ما زال يعتقد أن التأنيث لاسم الشمس عيب، ولذلك هو لا يسأل المثقفة عن هذه القضايا؟
الدكتورة فاطمة الوهيبي: لا أدري ماذا أقول، السؤال عن وضعية المرأة وتحديداً عن دورها في المجتمع أو كيف ينظر إليها الرجل؟، أنا أعتقد أن الرجل في مجتمعاتنا مظلوم كالمرأة، فنحن نتاج ظاهرة وثقافة واحدة، فإذا أردنا تغييراً وتطويراً لوضعية المرأة فعلى التغيير والتطوير أن يطال إحساس الرجل وعقلية الرجل ليس لأنه هو الذي سيدفع لهذا بل لأنهما منظومة كيف يتطور أحدها والآخر لم يتطور، وهذه معضلة أظنها اجتماعية وليست ثقافية بالدرجة الأولى إذا لم يتم النظر إلى المرأة بطريقة مختلفة والمرأة تنظر إلى الرجل بطريقة سوية فلن نجد مخرجاً مما نحن فيه من مآزق.
عريف الحفل: سؤال:
هل تعتقد الدكتورة فاطمة الوهيبي أن إجازة التفرغ التي تمنح للأكاديمي التي تمنح كل خمس سنوات كافية لإنجاز مشاريعه البحثية؟ وشكراً.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: ليست كافية، مع الأعباء الدراسية والتدريسية والجدول المتضخم مع ما أسميه سوء المناخ، سوء مناخ ثقافي في الجامعة بالتأكيد. إن هذا يجعل الكثير من الباحثين يتلكأون أو يمرضون أكاديمياً فلا يستطيعون أن ينجزوا ولكن ليست العبرة فقط بالأشهر أو السنوات وإنما خلق هذا المناخ وأعتقد لو كان فيه خلق مناخات جيدة علمية صحيحة في جامعاتنا السعودية لأمكن صنع كثير من الإنجازات البحثية حتى في ظل هذا الجدول المرهق والأعمال المرهقة، لأنه لا ترهق الأعمال وإنما يرهق هذا الوهن الفكري الذي يمكن أن يصيب الباحث في وسط معمعة من التدريس اليومي مع خلو الجو من المناخ.
قبل أن نختم هذه الأمسية وأن نصل إلى مرحلة التتويج هناك كلمة وبعدها إعلان عن مناسبة، والآن أعطي الكلمة للشيخ عبد المقصود خوجه.
الشيخ عبد المقصود خوجه: أنت رائعة، قامة ثقافية بين مثقفاتنا، كنت بك سعيداً مع جمعنا الكريم هذه الأمسية أنت في القمة نظرنا إليك بكل الإكبار والاحترام بكفاحك، لأن من يحمل المخزون المعرفي لا يمكن أن يحمله إلا بعد كفاح طويل، هنيئاً للوطن بك وهنيئاً لنا بهذه الأمسية، عشنا في الظل المعرفي والثقافي، بارك الله فيك وحماك الله، وطبتم وطابت لكم الحياة.
الدكتورة فاطمة الوهيبي: أريد فقط أن أقول إن هذه الليلة هي من أسعد الأيام التي مرت بي في حياتي الأيام السعيدة قليلة في حياتي، شكراً لكم وشكراً لمعالي الشيخ عبد المقصود خوجه الموقر ولمجلس أمنائه الموقر، لجميع هؤلاء الحاضرين والتي أعدها من أجمل اللحظات التي مرت بي في حياتي، ألف شكر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1086  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 114 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج