شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أصحاب المعالي، أصحاب السعادة، الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولاً نهنئكم بترشيحكم لعضوية مجلس الشورى الذي فزتم به مؤخراً، ولكن أعتبرها ثقة كبيرة تلك التي وضعت فيها والتي هي نبات من خلال الخبرة الثقافية الطويلة المليئة بالمحطات الواضحة المعالم في مجال الأدب والثقافة خاصة وأنكم توليتم سابقاً منصب الملحق الثقافي في كثير من الدول في العالم. وحالياً تتولون منصب المستشار والمشرف العام على الإدارة العامة لشؤون الملحقيات الثقافية، والتي نعلم ما لأهمية تواجد التبادل الثقافي بين الشعوب في إظهار الصورة الحقيقية بين البلدان وما لأهمية دوركم خلال تلك الفترة التي عملت بها أثناء تواجدكم في تلك الدول، بإحياء وتطوير وتوضيح صورة المملكة العربية السعودية والتي برز فيها دوركم ومسؤوليتكم في تلك الملحقيات، فمرحباً بسعادة الأستاذ عبد الله بن محمد الناصر الأديب والباحث والصحفي وعضو مجلس الشورى في رحاب أمسيتنا الليلة، ولدينا العديد والعديد من الأسئلة ولكن سوف نبدأ بداية.
سؤال من الأستاذة فريدة فارسي تقول:
سعادة الأستاذ عبد الله بن ناصر عملتم ملحقاً في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفي كلا البلدين كنت مشرفاً على الطلبة السعوديين المبتعثين هناك، في رأيك ما هي أهم المشكلات التي يعاني منها الطلبة السعوديين وتقصد المشكلات العائدة للمناهج وطرق التعليم بالمملكة وما وجه القصور الواضحة في هؤلاء؟ شكراً لكم.
الأستاذ عبد الله الناصر: شكراً للأخت المقدمة وشكراً للسائلة الأخت فريدة ولتصحيح المعلومة أنا لم أعمل ملحقاً ثقافياً، في الولايات المتحدة الأمريكية، إنما عملت مشرفاً على الشؤون الثقافية ورئيساً لتحرير مجلة المبتعث آنذاك، مشكلة الطلبة وما يعانيه الطالب السعودي أنا أعتقد أن السؤال هذا يحتاج إلى جواب طويل جداً جداً، أعتقد أن الطالب عندما يذهب يقال أنه يصاب بصدمة حضارية، وأنا أقول لا هو يصاب بصدمة تعليمية، هناك فرق شاسع جداً بين التعليم والتعلم لدينا والتعليم والتعلم في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فالفرق شاسع وكبير جداً ومن ثم فإن الطالب أحياناً أو في كثير من الأحيان يحتاج إلى فترة طويلة من التأقلم سواء كان من طالب اللغة أو طالب الدراسات العليا يحتاج إلى كثير من التأقلم والصبر والمثابرة وفي الواقع أنا لست متشائماً من مستقبل أبنائنا الدارسين، لأنه من خلال تجربتي عندما يأتي الطالب المبتعث ويعاني ما يعانيه في البداية، ويجد من يدعمه ويساعده وينير له الطريق ويشجعه ويأخذ طريقه بشكل جيد الكثير بحمد الله تفوقوا ونجحوا وأثبتوا جدارة هائلة أنا أعرف أن عدداً كبيراً من الطلاب السعوديين في بريطانيا نالوا جوائز عليا في البحوث العلمية وفي اكتشاف بعض النظريات الجديدة، وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا، نحن الحقيقة نعاني من بداية مجيء الطالب في تعامله مع اللغة أو في تعامله مع أستاذ الجامعة أو في تعامله مع الكورسات وأن نعوده الحقيقة على الانضباط التعليمي والانضباط الدراسي واحترام الذات واحترام الآخر واحترام الزميل واحترام مهنة العلم والمعرفة وأرجو أن يكون هذا كافياً وشكراً لك.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ سامي خميّس رئيس تحرير مجلة (جدة) يقول:
في هذه المسيرة الحافلة وهذا العطاء المميز الذي لمسه الكثير وأشاد به الكثير أين وجدت نفسك ولماذا لا نجد كتبك بالمكتبات.
الأستاذ عبد الله الناصر: والله أنا أجد نفسي في ندوة الأستاذ الكبير عبد المقصود خوجه الطيبة الآن، أما الكتب التي لا توجد في المكتبات هذا خبرها عند غيري، يعني في كتب غير موجودة لكن عدم نشرها أو عدم وجودها، أنا في تصوري أنها موجودة في بعض المكتبات.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الإعلامية منى مراد من جريدة البلاد ومجلة "اقرأ":
ما هو الدور الذي ستقومون به من خلال الرسالة المعنية بالثقافية في مجلس الشورى، وإلى أي حد تلعب هذه اللجان دوراً في حماية السقف الثقافي للمجتمع السعودي دون أن يساء فهمها بطريقة مغلوطة من قبل جهات أخرى، وما هي القضية التي تشغلك بعد حصولك على عضوية الشورى شكراً لكم.
الأستاذ عبد الله الناصر: شكراً للسائلة نعم السؤال مثل ما قال الدكتور مناع كبير:
أولاً أنا لست وحدي في مجلس الشورى، ولكن هناك زملاء لهم حق الوجود والفضل والمشاركة ومساهمات منهم الشعراء والمثقفون والأدباء وأرجو الحقيقة من مجلس الشورى أن يعمل سوية على أن يكون فضاء الثقافة فضاءً جميلاً فضاءً واسعاً مستوعباً للأفكار والآراء تحت ظل أيضاً أعراف وأخلاقيات يتميز بها هذا الشعب وتتميز بها هذه الأمة أرجو أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى إلى ذلك.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ غياث عبد الباقي الشريقي يقول:
سعادة الأستاذ عبد الله الناصر حفظه الله قبل سنوات كان هناك مشروع وبرنامج لمعهد الترجمة العربي بتونس، وكنتم رئيساً لهذا البرنامج فماذا قدم هذا البرنامج وأين وصل هذا المشروع الآن؟
الأستاذ عبد الله الناصر: هذا المشروع بكل أسف أنا الذي أذكره عندما غادرت الجزائر بعدما جاءت الأحداث المؤسفة في الجزائر تأثر هذا الموضوع يبدو لي أنه لم يستمر في نهجه ولا في برنامجه وسألت كثيراً من الإخوان المعنيين بهذا الأمر فقيل لي أولاً أنه كان من المفترض أن يكون مقره في الجزائر فنظراً للظروف التي مرت بها الجزائر والأحداث فقد أجل النظر فيه من ناحية أخرى أنا أذكر في ذلك الوقت الميزانية غير مكتملة، وهناك بعض الدول العربية منعت المشاركة المالية، وقالت على دول النفط أن تتبنى وكانت دول النفط قادرة على أن تتبناه آنذاك ولكن يبدو لي أن المشاكل التي حدثت في الجزائر هي التي أعاقت وجود هذا المعهد.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة أفنان الريس:
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تغيرت صورة المملكة العربية السعودية أمام أمريكا والعالم، فهل لعبت الملحقيات الثقافية بأمريكا دوراً في توضيح الصورة المشوهة للمملكة والتي رمتنا بالإرهاب خاصة وأن الملحقيات الثقافية تعتبر المسؤولة عن إظهار هذه الصورة أمام العالم؟ شكراً لكم.
الأستاذ عبد الله الناصر: للحقيقة بريطانيا لم تتأثر كثيراً ولم يتعرض أبناؤنا في بريطانيا لمواقف، هناك مواقف بسيطة جداً وتعد على الأصابع وهذا طبيعي ومع هذا في الواقع كان لأندية طلاب السعودية مشكورة الذين الحقيقة الطلبة السعوديون يشعرون دائماً بأنهم في مستوى المسؤولية وعلى أهبة الاستعداد لخدمة الوطن والدفاع عنه، الإخوة لم يقصروا في إبراز الصورة الجيدة عن المملكة من خلال الندوات والأيام والأسابيع الثقافية التي كانت تقام في بريطانيا ولا تزال، وأذكر في آخر سنة أقمنا بجهود هؤلاء ومن بينهم معنا رئيس النادي الدكتور أحمد الزهراني وزملائه علي اليامي وبقية الإخوان الذين ساهموا مساهمة كبيرة في إبراز الحقيقة الدور الإيجابي والخلاق للمملكة، حيث أقيم ما لا يقل عن ثلاثين يوم في ثلاثين جامعة ومدينة بريطانية، وكان آخرها في اليوم الثقافي الرائع الذي أقيم في جامعة أكسفورد وكانت مدينة إكسفورد حضرت هذا المنتدى، وشارك فيه من الإخوة والسفارة ومعنا أيضاً الزميل الدكتور طه الحاضر كان له أيضاً دور مهم في هذا الجانب، وكنا نعمل أيضاً بشكل جميل ورائع وأطمئن أختي السائلة بأن الأمور جيدة ولله الحمد.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ هاني عبد الحميد يقول:
هل لنا في إيجاز شديد لمعنى ومغزى "سيرة نعل"، وما الدافع وراء كتابة "أمريكا العقلية المسلحة"؟.
الأستاذ عبد الله الناصر: "سيرة نعل" يعني سيرة واحد جالس في غرفته يتحدث وعنده نعل يريد أن يرميه ويفكر ليش أرميه ما أرميه، ويمكن أن يستفيد منه وهكذا. ثم دخل هذا النعل وجد صحفي من الصحفيين، تعرف كثير من الصحفيين يثيرون بعض القضايا الغير مهمة ويجعلونها مهمة، وقال هذا يمكن أن يذهب ويباع في سوق الأثريات، كما هو موجود مثلاً في لندن، وقد أثير حول هذا النعل جدل وهذا الرأي في وادي كان يمشي حافي، لأنه لم يعد ينفعه ومع هذا تكاثر الصحفيون وتكاثر الشراؤون من أجل الحصول على هذا النعل وأن يكون ضمن موجوداتهم وطبعاً لها بلا شك مغزى وأتركها للقارئ يفسرها أيضاً. بالنسبة لأمريكا العقلية المسلحة نعم أنا أرى في الواقع أن أمريكا هي مثل ما قلت في البداية هي دولة عظيمة دولة نحبها ونحب شعبها ونتمنى أن نعيش في سلام مع أمريكا ومع غير أمريكا. هذا بلد مفتوح بلدنا تستقبل الأمريكان ونستقبلهم وليس بيننا وبينهم أي عداء ولكن أمريكا عاثت في الأرض الفساد مثل ما ترى تدعم إسرائيل واحتلت العراق أمام الملأ وحرقت أبناءه حرقاً مدينة بغداد تخيل ترى مدينة التاريخ مدينة الإسلام مدينة التاريخ الإسلامي تحرق هكذا، أين الثقافة وأين الحضارة وأين الخلق وأين حقوق الإنسان بلا شك أنا أتصور أن أمريكا تفكر بعقلية مسلحة تختلف مثلاً حتى في غزواتها وحتى في سياستها تختلف عن بريطانيا وتختلف عن بعض الدول الأخرى، أنا أتمنى من أمريكا أن تكون محبة ومحبوبة بين الشعوب، وهي أمريكا تدعو إلى أن تحبها الشعوب يعني لا إكراه في الحب، إذا أردت من أحد أن يحبك فعليك أن تحبه.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة فوزية السحيمي من الإشراف التربوي:
كيف الحصول على الدراسات المطولة التي كتبت عن أدبك، وهل هذه الدراسات تم جمعها في كتاب واحد؟ شكراً لكم.
الأستاذ عبد الله الناصر: بكل أسف لم تجمع هذه الأشياء وأرجو أن أتمكن من جمعها شكراً لك.
عريف الحفل: سؤال من علي أحمد النجار يقول:
"المعاندة بالفصيح" لماذا هذا العنوان ولمن هو؟
الأستاذ عبد الله الناصر: أولاً الكتابات المعاندة هي أن لا تعاند الناس ولا تعاند السياسة ولا تعاند الأخلاق وإنما تعاند ضعف الناس، تعاند الاستسلام تعاند الارتخاء تعاند عدم الصمود أمام المشاكل يجب أن تكون قوياً في طرحك وفي فعلك وفي رؤيتك نحن نعاني في الواقع في العالم العربي من السلبية والاستلاب ومن الضعف ومن قبول الهوان الاستكانة والقبول بالأمر الواقع كلما ضربنا واحتللنا نقول نرضخ للأمر الواقع، يعني أنا أرى لكي يبقى الإنسان لا بد أن يقول لا في لحظة قولة لا.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة بثينة شاكر تقول:
هناك فرق كبير بين دور الملحقيات الثقافية والتعليمية، فهل يمكن توضيح ذلك وهل صحيح أن الملحقيات التعليمية مسؤولة عن حماية الطلبة المبعثين الدارسين في الخارج وشكراً.
الأستاذ عبد الله الناصر: هو لا يوجد فرق الحقيقة بين الملحق التعليمي والملحق الثقافي، كانت أسماؤه في الماضي المكاتب الثقافية ثم غيرت للمكاتب التعليمية لأن بعض البلدان أرادت أن تفتح مكاتب ثقافية في المملكة، فقيل تعليمية ثم غيرت مرة أخرى وسميت بالمكاتب الثقافية وفق ما هو متعارف عليه عالمياً، المكتب الثقافي الأمريكي المكتب الثقافي البريطاني الموجود في المملكة، وهكذا المكتب الثقافي أشمل في تصوري من التعليمي لأن دوره ليس فقط في الإشراف على الطلبة وإنما دوره أن يعمل على نشر الثقافة العربية والثقافة السعودية بالذات نحن كنا في المكتب الثقافي إلى جانب المكتب الإعلامي آنذاك، عندما كان زميلنا وصديقنا الأستاذ الصبيحي موجود، كنا نعمل سوية على نشر الوعي من خلال بعث الكتب المترجمة إلى اللغة الإنجليزية للمراكز العلمية والجامعات ومراكز البحوث وأيضاً نبعث إلى الصحف وهكذا نحاول قدر الإمكان أن نوصل صوتنا إلى هذه الأماكن نعم المكاتب الثقافية بالنسبة لشق سؤالك معنية بالطالب وبحماية الطالب، طبعاً هي لا تقف جندياً على كل طالب هذا مستحيل، لكن لا قدر الله لو تعرض الطالب بأي شكل من الأشكال لأي موضوع حساس يتعلق بصحته أو بدراسته أو بصحة أبنائه، أو بوضعه المالي بلا شك أن هذا من واجب المكاتب الثقافية هذه قضية بالتعاون مع السفارات السعودية طبعاً تجند نفسها في هذا الموضوع والحمد لله لا أذكر أن مرنا حالات سيئة إلا فيما ندر، وكانت السفارات الحقيقة تتعاون معنا، ووضع الطلبة الحمد لله مطمئن ودائماً مطمئن وهم صفوة الحقيقة من أبناء البلد، ودائماً ينظر إليهم نظرة إكبار وتقدير، ما عدا بعض التجاوزات والهفوات الموجودة عند البشر كلهم، ونتمنى لأبنائنا في الخارج العودة الحميدة والسليمة، وأن يكونوا بعد تحصيلهم للعلم والمعرفة.
عريف الحفل: سؤال من السيد خالد الأصور باحث بمركز الدراسات والمعلومات بجريدة عكاظ، يقول:
للمفكر الأمريكي الرائع نعوم تشومسكي، دراسة بعنوان: أمريكا دولة خارجة عن القانون وشهد شاهد من أهلها ودراسته تلك تؤكد ما ورد في كتابكم الرائع أمريكا العقلية المسلحة، هذا الخروج عن القانون وتلك العقلية المسلحة ضحايا غالباً من العرب والمسلمين والسؤال كيف السبيل إلى تشكيل لوبي عربي إسلامي قوي في أمريكا يؤثر في الرأي العام الأمريكي الجاهزة تماماً لقضايانا التي تقدم له مشوهة؟
الأستاذ عبد الله الناصر: سؤال صعب الحقيقة وطويل إننا لا نحتاج الآن في هذه المرحلة إلى أن نعمل نوع من اللوبي في أمريكا يعني أتمنى على أولئك الكتّاب العرب الذين يؤيدون اجتياح أمريكا للوطن العربي وإيذاء الوطن العربي وتدمير الوطن العربي، يعني نريد أقلاماً شجاعة تقول الحق، أنا قلت أمريكا لا نعاديها ويجب ألا نعاديها، أمريكا تظل صديقة وصاحبة لا ننكر أن دولة عملاقة والغرب كل صاحب فضل على حضارة اليوم، الميكروفون الذي أتحدث منه هو صناعة غربية الطائرة التي نركبها هي صناعة غربية، نحن لا نريد أن نعادي أحداً ولا نكره أحداً ثقافة الكراهية نرفضها تماماً، ولكننا نريد للطرف الآخر أن يعطينا حقنا في العيش في الحياة على أرضنا على أن نعيش، نريد لأبناء العراق أن يذهبوا إلى مدارسهم، يذهبوا إلى قراهم ومزارعهم وفلاحتهم وتفتح أبواب الجامعات وتفتح أبواب المساجد، وأبواب المحبة نريد لأخواننا في فلسطين أن لا يذهبوا ويتفحموا أمام العالم ولا أحد يستنكر وأن يحاصروا هكذا وهناك أقلام بكل أسف يعني لا تمتلك من الشجاعة أن تدافع على هذا الوضع، مرة أخرى نحن لسنا أعداء هذا الوطن، وهذا البلد المملكة العربية السعودية وشعبها ليسوا أعداء لأحد وليسوا أعداء لا أمريكا ولا غير أمريكا، ونحن نحب الناس وفي ديننا تأكيد على محبة الآخر لكننا نريد فقط أن نرفع السكين عن رقابنا.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت حنان العقاد تسأل:
سعادة الأستاذ ما هي المشكلات التي مرت عليكم من خلال عملكم بهيوستن للطلبة المبتعثين هناك وما يعانيه هؤلاء الطلبة من الناحية الفكرية والمادية والاجتماعية، وبماذا تنصح الطلاب المبتعثين بشكل عام هناك؟ خاصة ما نسمع به عن معاناتهم المادية في جميع البلاد التي ابتعثوا إليها وما هي النصيحة التي تقدمها للطلبة المبتعثين الذين يودون أهلهم بالمملكة بالوقت نفسه يخشون عدم منحهم الفيزا للعودة.
عريف الحفل: اسمح لي أستاذ عبد الله قبل أن تجيب على هذا السؤال لأن لديّ سؤال مشابه لهذا السؤال فمن باب أولى أن نقرنهم ببعض الأستاذ محمد علي محمد من مجموعة رؤيا المالية يقول:
لعل من بين الحضور أن له طالب مبتعث أو سيكون له مبتعث في يوم من الأيام بحسب خبرتك المالية في هذا المجال، ما هي أهم النصائح التي يمكن لهم تزويد أبنائهم وبناتهم بها للاستفادة القصوى من فرصة الابتعاث؟
الأستاذ عبد الله الناصر: أولاً أنا أشوف أن برنامج الابتعاث برنامج جميل وبرنامج رائع ونحتاج إليه والوطن الحقيقة يحتاج إلى عقول مستنيرة وعقول مثقفة وعقول نستقي المعرفة من مظانها ومن مصادرها لكي نعمل في المستقبل لأن هؤلاء هم صنّاع المستقبل المبتعثون وإخوانهم في الجامعات السعودية هم الذين سيصنعون الأجيال القادمة، بمشيئة الله ونريد أن تكون صناعة جيدة وليست صناعة رديئة ومن ثم فالمبتعث والطالب الجامعي عليه مسؤولية كبرى في الاهتمام باستقاء المعرفة والتعلم من أجل العلم والمعرفة، أما الذين يذهبون فأنا أشوف الأمور جيدة بمشيئة الله، وبالنسبة لأوروبا وبريطانيا وشرق آسيا لا يوجد فيها مشاكل وأما بالنسبة للولايات المتحدة فأعتقد الذين هناك ويخشون على أن يضلوا هناك وعودتهم لا يعودوا مرة أخرى أن يظلوا ووسائل الاتصال والحمد لله مريحة، وهم هناك في مأمن وليس عليهم خطر على الإطلاق فأرجو أن تحل هذه المشكلة مع الجهات الرسمية في المملكة مع القنصلية والسفارة، وأعتقد أنهم إن شاء الله سيجدون لها حلول، نصيحتي للطالب أن يذهب طالباً وألا يذهب سائحاً، الطالب يجب أن يدخل إلى المطار ويجب أن يشعر بأنه يعتمد على الله ثم على نفسه، أنا لا أريد أن يتكئ على غيره يستفيد من زميله يذهب إليه يقول له ساعدني في الحصول على سكن ساعدني في الذهاب إلى المشرف ساعدني بالذهاب للمعهد كيف أذهب هذه من البداية أنا أقول لكل الطلبة المبتعثين عندما تدخل إلى المطار وتخرج منه فقد قطعت نصف المرحلة لأنك اعتمدت على نفسك بعد الله، وهذه تكسب الشخص من البداية الثقة الصلبة بأن يعتمد على نفسه، نحن يجب الدراسة في حد ذاتها هي مغامرة، ما في شيء مضمون والنجاح غير مضمون، وجميل وأجمل ما في المغامرة أنها هي حوار مع النفس وتحدي مع النفس ونحن نحتاج إلى هذه الصلابة وإلى هذه القوة وإلى هذا التحدي، وأن نكتشف حضارة الآخر حضارة الآخر مهمة جداً بالنسبة لنا، نعم أصبح العالم قرية واحدة من خلال الإنترنت من خلال التلفاز من خلال وسائل الثقافة والحضارة الجديدة يستطيع أن يتعرف على العالم ولكن عندما تعيش مع المجتمع وتراه كيف يفكر هذا المجتمع وكيف يبني هذا المجتمع نفسه بنفسه، نريد أن تحتدي حدودهم في هذا الجانب الإيجابي الخلاق، لا خوف على طلبتنا بمشيئة الله.
الأستاذة نازك الإمام: هو سؤال كتبت عن أدب بعض الكتاب والكاتبات أمثال الدكتور غازي القصيبي وأمثال الدكتورة سلمى الجيوسي:
إلى أي من هؤلاء الكتاب وجدت في أدبهم ما يستحق الحديث عنه في أمسيتنا الليلة؟ هذا السؤال مني وآخر سؤال.
الأستاذ عبد الله الناصر: أما عن كيف أتحدث عن الدكتور غازي القصيبي كيف أتحدث عن الدكتورة سلمى الجيوسي، كيف أتحدث عن الأستاذة غادة السمان، كل واحد من هؤلاء أو واحدة من هؤلاء عالم مستقل، وكل كاتب في حياته عالم مستقل ويجب أن يكون كذلك وإلا فإنه ليس بكاتب وليس بمفكر وليس بأديب، غازي القصيبي له صورته وله عطاؤه وله إبداعاته الكبيرة الذي نحبه ونحترمه ونقرأه، غادة السمان أستاذة أجيال وبالذات في المجال النسائي رواياتها العظيمة ورواياتها الجميلة ولغتها الراقية، الدكتورة سلمى الجيوسي في شاعريتها وفي بحوثها وهي دائماً ودائماً تثني على أستاذنا عبد المقصود خوجه تتحدث عما قدمه لها وتعتذر منه من عدم نضوج كتابها حتى الآن وخروجه، فقد أيدها هو وساعدها في أن تخرج كتاباً مهماً جداً للعالم العربي والعالم الإسلامي، وهي تشتكي دائماً من خجلها تقول أنني قصرت في جانب هذا الرجل، ولكنها بحاثة جيدة وعظيمة ومشكلتها أنها كبرت في سنها ونتمنى لها صحة جيدة، كل هؤلاء رموز ونماذج للعالم العربي الراقي وأنا أشيد الحقيقة بهؤلاء وأعتقد أنهم رموز للمثقفين المكافحين في الواقع والذين استطاعوا أن يصلوا بأصواتهم إلى عقول وقلوب الناس.
عريف الحفل: سؤال من خالد المحاميد من جريدة الوطن يقول:
في كل محفل يتحدث الناس عن أخلاقك ويكاد يغيب أدبك في هذه المحافل أمام أخلاقك، فما هي العلاقة في اعتقادك بين الأدب والأخلاق، هل يكتمل الأدب في الأخلاق أم العكس، وهل نقص الأخلاق نقص في الأدب؟.
الأستاذ عبد الله الناصر: شكراً جزيلاً إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، بلا شك مع أن الأدب للأدب ولكن يا أخي الأمة بلا خلق هي أمة فقدت توازنها فقدت بوصلتها، كل الأمم عندها أخلاق وشعوب تهتم وترتقي بالأخلاق وهناك علم مستقل علم الأخلاق، التفلت ليس من طبيعة الإنسان حتى الحيوان عنده حدود دنيا من الأخلاق فما بالك بالبشر، بلا شك أن الإنسان بلا خلق أنا أعتقد أنه تجرد من إنسانيته ويتحول إلى أقرب إلى ما يكون إلى المتوحش في فكره وفي إبداعه أنا لا أعتقد أن هناك إبداعاً منسلخاً عن قيم الإنسان هناك قيم للشعوب هنا قيم للمدن هنا قيم للقرى ولكن هناك قيماً خاصة يتفق الشعوب عليها قيم القتل المحرم عند كل الشعوب السرقة الفساد الظلم الإجرام، لا بد أن يكون عند الإنسان عندما ينام وعندما يتحدث عندما يأخذ قلمه لأجل أن يكتب أن ينطلق من ضوابط داخلية تحكمها وتصنعها قيم، بلا شك أن الناس في قيمهم مختلفون ولكن أرى أن الإنسان بلا قيم هو إنسان بلا قيمة أيضاً.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور عرفه حلمي عباس يقول:
من جملة مؤلفاتك ذو الرمة الشاعر السينمائي فما مرادك بالشاعر السينمائي وأين تم نشر هذا الكتاب؟
الأستاذ عبد الله الناصر: هو الكتاب أولاً تحت الطبع لم يخرج حتى الآن لأن فيه تصحيحات وتعديلات، أنا في تصوري أن لدينا شعراء ولدينا نماذج رائعة لم يتحدث عنها، ومن بين هؤلاء هو الشاعر الكبير ذو الرمة وهو معشوق الأدباء والشعراء، الطيب صالح كان من المغرمين بهذا الشاعر، الدكتورة سلمى الجيوسي كذلك، الكثير إلى درجة أن متخصص فرنسي درس حياة هذا الشاعر، هذا الشاعر جميل جداً وهو محب للحياة، ويختلف تماماً عاش في فترة غلب فيها النفاق والهجاء والمدح بينما هو ظل يتغزل في محبوبته، وصور الصحراء من أجمل ما كتب عن الصحراء أو ما قيل عن الصحراء وبهذه المناسبة لا بد أن أشير إلى صديقي وأستاذنا الكبير الأستاذ عبد الله المعطاني فقد ترافقنا سوية في بريطانيا وأيضاً في الصحراء، ذهبنا سوية إلى حزمة البلد أو المنطقة التي كان يتحدث عنها ذو الرمة وقد ذهبت قبلها مع الطيب صالح رحمة الله عليه إلى هناك، هذا شاعر عظيم استبكى واستنطق حتى الحجر، يقول:
وقفت على ربع لمية ناقتي
فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبثّه
تكلمني أحجاره وملاعبه
هذا الرجل استنطق الحجر، ويصف أيضاً وصف للطير الصقر أو العقاب هو يشبه نفسه بالعقاب يريد أن ينطلق يقول في الصبح عندما خرج النور يقول:
نظرت كما جلّى على رأس رهوة
من الطير أقنى ينفض الطل أزرق
طراق الخوافي واقع لينة
لدى ليله في ريشه يترقرق
يعني صورة سينمائية لا تلتقطها إلا عين حساسة وصادقة وقادرة على التقاط الصورة ومن ثم فأنا ذهبت وجمعت هذه الصور ذهبت إلى كثير من المناطق التي صورها حتى في المناطق الرملية، يعني التي أشار إليها وصورتها كما هي صورتها بالفيديو كاميرا، وصورتها بالتصوير العادي، وهذا ما جعل الكتاب يتأخر سترونه بمشيئة الله الحي القيوم.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
ماذا يتوقع العرب من أوروبا في ظل غياب دور عربي فاعل ومؤثر، وكيف يعمل العرب على تطوير الدور الأوروبي ليصبح دوراً مناصراً حتى للقضايا والحقوق العربية المشروعة في مواجهة الظلم الأمريكي اليهودي؟
الأستاذ عبد الله الناصر: والله أنا أشوف أنه لا يوجد أحد في هذا العالم يرحم أحداً إذا لم تحترم نفسك وتحصن نفسك إذا أصبحت أبوابك مشرعة فما أكثر المجرمين سيدخلون إلى بيتك ويفتشون، ويقتلون أبناءك ويسرقون مقتنياتك إذا لم تحترم نفسك لن يحترمك أحد، نحن في زمن لا يحترم إلا القوة وعقلية القوة والدفاع عن النفس بكل ما نستطيع، أتمنى أن أوروبا إن شاء الله تنظر إلينا نظرة مختلفة، وتتعامل معنا بما نريد أن تعاملنا به، لكن بالعلم والمعرفة اليوم الحقيقة الصراع والصراع معرفي أيضاً لا بد والعلم والمعرفة لم تعد حكراً على أحد لقد تساوت الرؤوس يا أبا عمر كما يقال نحن نتعلم العلم كما هي أبواب الجامعات الأمريكية مفتوحة لأبنائنا والبريطانية والأوروبية وشرق آسيا، فلن نستطيع في الحقيقة مزاحمة هؤلاء الناس، والسير في ركابهم إلا بالعلم والمعرفة، إذا ظللنا أمة مستهلكة تأكل وتشرب وتنام فقل علينا السلام.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الله الحقيقة بقي لدينا أحد عشر سؤالاً، والوقت لم يتبق منه سوى اثنتي عشرة دقيقة، على كل سؤال من محمود أبو ضحى يقول:
هل قابلت في الجزائر المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد؟
الأستاذ عبد الله الناصر: نعم قابلت الأستاذة جميلة بوحيرد وزرتها أكثر من مرة وكان بعض الأصدقاء أذكر منهم كنا ذهبنا إليها وآخر مرة حددنا موعداً معها، وكان الزميل حمد القاضي يريد أن يلتقي بها ولكن أنا بكل أسف كنا خارج المدينة فتأخرنا في الطريق فما وصلنا إليها ونعم قابلتها أكثر من مرة.
عريف الحفل: الدكتور أشرف سالم يقول:
العلاقات الثقافية بيننا وبين الغرب ضرورية ومهمة لتحديد التفاهم المشترك من منطلق مفهوم حضاري لكنها للأسف غير متواصلة ولا متوازنة لأنها تخضع لمد وجزر الظروف السياسية، لهذا فهي لا تلقي ثمارها نرجو إلقاء الضوء.
الأستاذ عبد الله الناصر: علينا أن نعمل نحن كأمة لنا سلبيات كثيرة جداً سواءً على مستوى الشعوب أو على مستوى الأفراد، عندما نذهب إلى أوروبا في الواقع خاصة في قضايا السياحة لا نعطي الصورة المثلى للإنسان المسلم... تجعل الناس يجدون هذه الثغرة الواسعة فينفذون منها وهذا ما كنا نقوله دائماً للطلاب، فيجب أن يكون الطالب على مستوى من الوعي ومن الرقي في الأداء وفي التعامل مع الآخر، وحتى في اللبس وفي المظهر يجب أن يكون راقياً، في تعامله وفي سلوكه اليومي مع الآخرين، فنحن نتعامل مع بشر ونحن نقدر البشر من خلال سلوكهم، في علم النفس الاجتماعي وفي علم النفس السلوكي لا بد أن الإنسان مؤثر وحتى ولو كان فرداً، أنتم تعرفون الذين كتبوا عنا هم أفراد من المستشرقين الذين جاؤوا إلى هذه البلاد بعضهم من جاء حقيقة، وبعضهم من كتب مثل بلجريف الذي نعتبره أحد رواد ومكتشفي الجزيرة العربية وهو لم يصل إليها، كان يستقي المعلومات وهو في بيروت، على كل حال أنا أشوف أننا يجب أن نجابه هذه الحالة أولاً بثقافة من داخلنا لا بد أن نلقي كثيراً من اللوم على أنفسنا نحن يا إخوان مقصرون في حق أنفسنا وفي حق أمتنا يجب أن نتعلم، يجب أن نصبر، يجب أن ندافع عن هذه الأمة، أصحاب القبور لن يقوموا ويتحدثوا عنا مرة أخرى، والناس لن يقرأوا تاريخنا، نحن لا نقرأ تاريخنا اليوم، فعلينا لكي نخاطب الآخر أن يكون لدينا من الوعي ومن العقل ومن المادة العلمية ما نستطيع بأن نقنع به الآخر، ومن السلوك أيضاً.
عريف الحفل: سؤال سبق أن أجبت عليه يا أستاذ عبد الله من منصور السيد أكرم يسأل:
عن كتاب أمريكا العقلية المسلحة ما هي دار النشر التي نشرته وأجبت أنه لم ينشر بعد؟
الأستاذ عبد الله الناصر: نشر وطلعت الطبعة الثانية -دار الريس.
عريف الحفل: سؤال من عبد الرزاق صالح الغامدي، يقول:
من خلال سماعنا لبعض من سيرتك الذاتية وإنتاجك الأدبي ومحاضراتك فلماذا العرب أمة شاعرة كما ذكرت هل من بين الأسباب هو الفراغ، نريد معرفة مزيد من الأسباب؟
الأستاذ عبد الله الناصر: أنا أتصور يعني تاريخياً الأمم لها حضارات مختلفة يعني حضارة الصين مختلفة كانت في بناء الأسوار، الحضارة المصرية كانت مختلفة أيضاً كانت في بناء الأهرامات الحضارة الآشورية الحضارة الهندية كل حضارة لها طابعها، الحضارة العربية في الواقع أنا أتصور أن فيها بناء حضاري عربي حقيقة، لم يكن بناءً مرئياً وإنما كان من بناء القصيد، ولذلك سميت القصيدة بيت، البيت سمي بيتاً، لأنه يبنونه بناءً، العرب بنوا أجمل ما يستطيعون أن يبنون لأن العرب في الواقع ما عدا المنطقتين المكرمتين مكة المكرمة والمدينة المنورة، التي كان بها استقرار، أما الجزيرة العربية فلم يكن فيها استقرار في الواقع، كانت رحيل الإنسان يحمل بيته على ظهر مطيته، وجواده أمامه ويقاتل من يقاتل ويعادي من يعادي ويكرم من يكرمه، هذه الثقافة الحقيقة، لأن الصحراء هي في الواقع تعلم، أكاديمية فخمة جداً، تعلم الصبر تعلم الشدة، تعلم الشجاعة، تعلم الشعر، تعلم الرجولة والفروسية فكل هذه الأشياء في الواقع خلقت هذا الفكر أو هذا العطاء الراقي ومن ثم فهي أمة شاعرة، فأنت لا تستطيع.. ولأن القرآن نزل بلغة تتحدى هذه الأمة وتتحدى شاعريتها.
عريف الحفل: سؤالان متشابهان يقول السائل الأول شمس الدين موصلي:
لقد تعبت حقائبك من عناء السفر، أما آن للناصر أن ينصر وينتصر للكلمة ويزيل عنها غبار الغربة التي طمست عيون الشباب هذا اليوم حتى يتذوقوا عبق مذاقها وجمال زخرفها؟
أيضاً شريف المغازي يقول:
إنها لغة الماضي والحاضر من أرادها بضر فهو خاسر ومن هنا فهي تحتاج لكل ناصر، الأستاذ المكرم لا يغبى على غائب ولا حاضر، ما تتعرض له لغة الضاد من مخاطر فمن خلال صولاتك وجولاتك فما واقع لغتنا المعاصر وما الذي تتعرض له من مخاطر؟
الأستاذ عبد الله الناصر: حقيقة اللغة العربية تعرضت لهجمات كثيرة جداً من المستعمرين وكان في مصر التي تعرضت لحملات هائلة كثيرة جداً ومن يريد أن يقرأ هذا التاريخ فليذهب إلى كتاب نفوذ زكريا وهذا جمعت فيه الحقيقة الهجمة وبالذات الشعر العامي وجود الشعر العامي في مصر واستبداله لكي يكون بديلاً للغة العربية وأنتم تعرفون من كان يتحدث ومن كان يريد أن يحول الحرف العربي، ثم امتد هذا السيل الجارف من الأمية إلى العالم العربي وإلى صحافتنا، وبلا شك فإن هذا سيشكل خطراً ويهدد هذه اللغة تهديداً مرئياً ومعروف إلى اليوم، لا أحد ينكر بأن العربية يضيق عليها الحصار، وهناك طبعاً من المستشرقين ومن أعوان المستشرقين قصر اللغة العربية لكي لا تتطور، وأن ما يسميه بالعامية إنما هي تهديد لهذه اللغة وتنفيس لها وأنَّ على اللغة العربية أن تتخلص من هذه القيود التي فرضها عليه القرآن، وفرضها عليه الشعر القديم لعلكم ترون اليوم ما يدور في القنوات الفضائية من لهجة أمية بغيضة وإقليمية ضيقة، نحن في الوطن العربي ماذا يجمعنا إلا هذه اللغة إذا اندثرت وتبعثرت فقل على هذه الأمة السلام، نرجو من المخلصين وهم كثر أن يدافعوا عن هذه اللغة كل الأمم تعتز بلغاتها الفرنسي يعتز بفرنسيته، والألماني يعتز بألمانيته، نحن عندما نذهب إلى ألمانيا أو إلى فرنسا وعندما ندخل إلى الفندق، نتحدث مع الآخرين لا يتحدثون إلا بلغتهم، نحن في بلادنا، أولاً من يتحدث معك يتحدث باللغة الإنجليزية، طبعاً هذا نوع من الاستلاب ومن الضعف ومن الخنوع، لأن الأمة دائماً إذا ضعفت في جوانبها السياسية وجوانبها الاقتصادية وجوانبها الصناعية، فتضعف ثقافتها مثل ما تضعف ثقافتها، ولكن ما دام في هذا البلد رجال وفي البلدان العربية أيضاً ينافحون عن لغة الضاد، ولغة هذه الأمة، فإن شاء الله لا خوف عليها وهناك من يقف في الحقيقة مدافعاً عن هذه الأمة، ولغة هذه الأمة وأعتقد أن مثل هذا الاجتماع ومثل هذه الندوة هي ندوة رائعة كل ما فيها فصيح مبين وشكراً على اهتمامك.
عريف الحفل: سؤال نرجو الإجابة عليه باختصار، من الأخ فايد السلمي، طالب ماجستير في جامعة اليرموك يقول:
ما رأيك في حرمان طالبي اللغة العربية من الالتحاق بالبعثة؟
الأستاذ عبد الله الناصر: هو في الحقيقة ليس طالب اللغة العربية، بعض البلدان العربية وزارة التعليم العالي وجدت أنه من الأفضل أن تبتعث إلى أوروبا أو إلى آسيا بعض البلدان المتقدمة، وألا تبتعث إلى بعض البلدان العربية التي بها ضعف أو جامعاتها ضعيفة، بلا شك أن هناك نوعاً من التسيب ونوعاً من الضعف في بعض الجامعات العربية، أنا طبعاً أصبحت خارجاً عن هذا الموضوع، ولكن زرت الأردن وزرت القاهرة ورأيت بعض الجامعات ليست الحقيقة في المستوى، جامعاتنا متقدمة عليها بعشرات المراحل، أتمنى للأخ الكريم السائل أن يجد نصيبه في وزارة التعليم العالي إذا كان جاداً، أنا لا أعتقد أن هناك ما يمنع الحقيقة من التحاقه بالبعثة إذا توفرت فيه الشروط اللازمة للابتعاث وأعتقد أن هذا التفوق أو أن فيه بعض الساعات المحددة، وربنا سبحانه وتعالى يعينه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :452  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 105 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.