شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة معالي الدكتور محمد بن إبراهيم السويل رئيس "المدينة"))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام على المستمعات والحاضرين.
من الصعب جداً أن أقارن الأدب الرفيع والشكر بشكر يماثله ولكنني أشكركم شكراً جزيلاً على هذه الدعوة، وأجدها فرصة للتعريف بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وخصوصاً أن ما قيل في المقدمة يعطي انطباعات أحب أن ألقي الضوء عليها ولا أقول أن أصلحها حينما شرفني الشيخ عبد المقصود ووضعني بموقف صعب لأنني استعرضت كثيراً من المحاضرات التي ألقيت ووجدت أغلبها شيقاً لا يسبب عسر الهضم بعد العشاء ولا يسبب كوابيس في النوم، فكيف بي أن أعرض أموراً علمية جافة؛ لذلك حاولت أن أعرض بعد مقدمة بسيطة وأن أعرّج على الفجوة الرقمية والفجوة المعرفية ثم موضوع الاستثمار في البحث والتطوير وخصوصاً في منطقة دول نامية مثل المملكة، ثم موضوع التخطيط والعلوم والتقنية وهذا بحمد الله حصل، وسوف أتحدث عنه قليلاً ثم أنتقل من العام إلى الخاص ثم نبذة عن مدينة الملك عبد العزيز ونماذج من برامج بحوث علمية تطبيقية نفذتها وأنا أقصد بـ (تطبيقية) وبـ (نفذتها) ليس كلاماً نظرياً ولا برامج على ورق ولكن إن شاء الله تجدون أشياء تبرهن أن هناك أعمالاً تمّت ويلمسها المجتمع أيضاً، وأعرّج على خدمات للمجتمع البحثي وأتكلم عن بعض شركاء "المدينة" في داخل المملكة وفي الخارج، ومن المعروف عن الأكاديميين أنهم أناس يسبحون في فلكهم وأكثرهم شارد الذهن بمن فيهم باحثو مدينة الملك عبد العزيز وبعض الأساتذة في الجامعة. ولكن أؤكد للحضور أننا نسعى الآن وفي نصب أعيننا المملكة ومما أوردته من معلومات عامة، لدينا 60% من السكان والأعمار الشبابية (25 سنة) أو أقل ونرى أن من مهمتنا في "المدينة" توجيهها إلى العلوم التطبيقية. وما يساعد في موضوع التنمية في هذا البلد أيضاً نعمل مع 130 مركزاً للبحث والتطوير في المملكة، منها الكبير جداً مثل مراكز بحوث "أرامكو" و "سابك" السعودية وفيها مراكز بحوث صغيرة، نستعرض المدن الرئيسة والصغيرة في المملكة، ولكن الهدف منها أن نسعى إلى أن يحوّل اقتصاد المملكة إلى اقتصاد مبني على المعرفة، فاقتصاد المملكة الآن مبني على الثروات الطبيعية، وهذا لن يدوم ولكن إذا تم تكوين اقتصاد مبني على المعرفة فهذا الاقتصاد والتنمية المستدامة بعينها. نعلم أن المملكة أنجزت عدداً من الخطط، وكل منها على جوانب مختلفة للتنمية، والحالية الآن خطة التنمية تركز على الاقتصاد المبني على المعرفة وتركز داخل هذا الإطار على تطور التعليم العام والخطة الوطنية للمعلومات والاتصالات والخطة الوطنية للعلوم والتقنية.
انطلاقاً من هذه المقدمة أريد أن أتكلم عن الاقتصاد المبني على المعرفة ونعرِّف بالاقتصاد المبني على المعرفة، فالكثير قد يعطي تعريفاً نظرياً ولكني قد وجدت تعريفاً قد يقرب المفهوم للأذهان، وهو المعروف أنك إذا أعطيت شخصاً ما سمكاً فقد أطعمته يوماً كاملاً، وإذا علمته كيف يصيد أطعمته طوال حياته، ولكن إذا ابتكرت له طريقة أفضل لصيد السمك مثل استزراع السمك أو التحوير الوراثي أو ترشيد صيد السمك وتسويقه فأنت أطعمت شعباً كاملاً بدلاً عن يوم واحد وشخص مدى العمر. فأنت الآن تطعم شعباً كاملاً، هذا هو مفهوم الاقتصاد المبني على المعرفة، المعرفة التي نتجت عن تعظيم الاستفادة من الأسماك واستزراعها. وهذا كمثال فقط ينتج عنه إطعام شعب كامل. أرجو أن يكون في هذا مثال عن الاقتصاد المبني على المعرفة، حينما نتكلم عن الاقتصاد المعرفي هنالك أربعة أركان رئيسة له، فهو يعتمد على نظام تحفيز المعرفة بكفاءة عالية ولا بد من يد عاملة ومدربة ومؤهلة تستطيع التعامل مع التقنيات الحديثة، وأن تكون هناك بنية قوية من الاتصالات والمعلومات للتواصل وأيضا منظومة إبداع وابتكار قادرة على استثمار نتائج البحث والتطوير، فالبحث إذا بقي طي أوراق المجلات أو المؤتمرات لن يفيد وإنما يجب أن يستثمر في ما يعود على الاقتصاد بالمعرفة، شريحة سريعة عن الفجوة الرقمية، فالفجوة الرقمية وأنا أوردها هنا كمثال والمملكة ولله الحمد قطعت فيه شوطاً جيداً وقلصت الفجوة الرقمية بينها وبين الدول كثيراً.
إن التباين بين الدول في استخدام التقنية في الاتصال، الفجوة الرقمية تقاس بتوفُّر بنية الاتصالات والمعلومات واستخدام تلك التقنيات مثل برامج التعامل الإلكترونية الآن المعروف ببرنامج "يسر" في المملكة خلال الخطة الوطنية لتقنية المعلومات والاتصالات وفتح أسواق الاتصالات، ففي السنوات الخمس -الماضية تمكنت المملكة من تقليص الفجوة الرقمية إلى حد كبير، ولعلّ الكثير منكم يشهد بذلك. فحينما يذهب خارج المملكة يجد أن شبكة الاتصالات وأنا لا أقصد دعاية لشركة الاتصالات العاملة هنا، فشبكات الاتصالات المحلية جيدة، كالخدمات الإلكترونية مثل الصراف الآلي، إلى آخره تقدمت بشكل كبير وأفضل مما نجد في كثير من الدول وهذا ما نقصده في سد الفجوة الرقمية. هنا أحب أن أتوقف قليلاً أمام ما ذكره الأساتذة الأفاضل عن موضوع الإنترنت و "المدينة"، حينما بدأ الإنترنت أو أُدخل قبل اثنتي عشرة سنة كان من الشروط الأساسية لولي الأمر أنها لا تُدْخل البلد إلا وتكون "المدينة" هي المشرفة عليها، والفقير إلى ربه لا بد له من الامتثال لولي الأمر ولكن كان رأيي في ذلك الحين أن تقديم خدمة الإنترنت هي تقديم خدمة بينما "المدينة" تهتم بالعلوم والتقنية والبحث والتطوير ولا يتفق هذا مع ذاك، ولكن بدأت خدمة الإنترنت وقُدِّمت وكان موضوع الحجب الذي سمعته كوني لم أرغب به في "المدينة" يقال إني انتقلت إلى هيئة الاتصالات ولكن بعد أن مكثت في هيئة الاتصالات أقل من سنة انتقلت الإنترنت إلى هيئة الاتصالات، فهي الآن ليست في "المدينة"، فالسنوات الأربع أو الخمس لم يكن للمدينة دخل في الإنترنت ولا تقديم الخدمة ولا الحجب، وبالتالي حينما انتقلت إلى الهيئة انتقلت الإنترنت وأنا عدت إلى "المدينة" بدون الإنترنت، أود أن أذكر أن موضوع الحجب لا عيب فيه، حجب الأمور الإباحية، القمار، المشاكل التي يعاني منها كثير من المجتمعات، فالحماس يأخذ بعض الناس أحياناً وقد تكون أخطاء ويمتد الحجب إلى أمور لا يجب أن تحجب، أنا أود أن أذكر أن هناك اتجاهاً عالمياً الآن ترونه، ترون دولاً أخرى بما فيها دول غربية بدأت تحجب مواقع سياسية يسمونها متطرفة من وجهة نظرهم، أوروبا بدأت تشكو من المواقع الإباحية وتسعى إلى التحكم في الإنترنت، الصين وما تعمله في الإنترنت، فيبدو أننا سبقنا العالم في هذا الموضوع وهم يلحقون بنا في موضوع الحجب، لا يجب أن نخجل من الحجب ولكن يجب أن نتصرف في الحجب بطريقة منطقية وهذا إن شاء الله هو المأمول.
أنتقل الآن إلى الفجوة المعرفية، الفجوة المعرفية هي عدم القدرة على توليد المعرفة وعدم القدرة على استخدامها في تنمية الاقتصاد، الفجوة المعرفية ليست بالأجهزة التي تمتلكها ولا في عدد الباحثين ولا في شهاداتهم، وإنما فيما ينتج عن ذلك من أمور محسوسة تمس المجتمع، الأمور التي تؤثر في الفجوة المعرفية بدون شك هي جودة التعليم وأمور أخرى ترونها في الشريحة لا أستطيع أن أراها لكن المملكة تسعى لتقليص الفجوة المعرفية من خلال تنفيذ السياسة الوطنية للعلوم والتقنية وعن طريق الاستثمار في التعليم والتدريب ورعاية الإبداع والابتكار وكما تعلمون فإن ميزانية هذه السنة ركزت على هذه الأمور بشكل واضح.
بالنسبة للاستثمار في البحث والتطوير، في المملكة، والدول النامية بشكل عام، فإن الحكومة هي الممول الرئيسي أو الممول الوحيد للبحوث وهذا لا يجب أن يكون، نجد أن القطاع الخاص في هذه الدول بما فيها المملكة لا يستثمر في البحث والتطوير لأن فيه مخاطرة والواقع أن هناك مخاطرة لأنه استثمار طويل الأمد، ولكن الدراسات بينت أنه بالرغم من وجود المخاطرة إلا أن العائد في البحث والتطوير يفوق بثلاثة أضعاف الاستثمار التقليدي فهو مجدٍ لمن لديه صبر، وأريد أن أورد هنا أمثلة كيف أن في بعض الدول يُنفق على البحث والتطوير من الجانب الحكومي والجانب الخاص، في اليابان تنفق الحكومة 20% والقطاع الخاص ينفق 80% يعني أربعة أضعاف ما تنفقه الحكومة، الولايات المتحدة الأمريكية تنفق الثلث والقطاع الخاص الثلثين، ألمانيا وضع شبيه بثلث إلى ثلثين. فالقطاع الخاص ينفق ثلثين، فرنسا 40% مقابل 60% قريبة من الثلث أو الثلثين، بريطانيا أيضاً تنفق حوالي الثلث والثلثين، الاتحاد الأوروبي بمجمله لا يبتعد عن الثلث أو الثلثين، فالقاعدة في هذه الدول المتقدمة أن القطاع الخاص ينفق ضعف القطاع الحكومي في الاستثمار الحكومي ولذلك الآن حينما بدأنا في السياسة الوطنية للعلوم والتقنية فإن الحكومة تنفق ويجب أن يسند هذا الإنفاق من القطاع الخاص وقد لا نصل إلى نسبة 2 إلى 1% من القطاع الخاص ولكن يجب أن ينفق القطاع الخاص وأحمد الله أن مؤسسات كبيرة مثل أرامكو السعودية بدأت تنفق على البحث والتطوير.
أهداف السياسة الوطنية كما تعلمون أقرت حديثاً، والهدف أساسي لها هو إيجاد منظومة متكاملة وفاعلة للإبداع والابتكار وتوجيه الحركة الاقتصادية إلى الاقتصاد المعرفي كما ذكرنا سابقاً، وإيجاد بيئة ملائمة لتوليد المعرفة لتدعم التنمية الاقتصادية وتحسين قنوات الاتصال بين الأطراف المستفيدة منفذين البحوث ومستفيدين من البحوث، فقد أقر مجلس الوزراء الخطة الوطنية للعلوم والتقنية عام 2002م وهي خطة طويلة الأمد تمتد لعشرين سنة ابتداءً من 2007م، ويتوقع أن يكون الإنفاق الحكومي لوحده خلال أربع سنوات من الآن حوالى 0.7%، فواقع الإنفاق على البحث والتطوير في المملكة متدنٍ جداً ويمثل أقل من 0.2%، وفي نهاية هذه الفترة إن شاء الله سيقفز إلى 0.7% ثم بعد خمس سنوات من ذلك يقفز إلى 1.6% من إجمالي الناتج القومي، ومن المتوقع إذا أسهم القطاع الخاص فيه فيكون الإنفاق على البحث والتطوير كنسبة من الناتج القومي في عام 2012م يصل إلى 1% وبعد ذلك إن شاء الله سيصل إلى ما يقارب 2%. هذا رقم محترم جداً وهذا رقم تقاس به الدول النامية، وأذكر أن معالي الأمين سألني قبل فترة عن نسبة الإنفاق وذكرت له إن شاء الله أن نسبة الإنفاق على البحث والتطوير القومي في هذا البلد سوف ترى أرقاماً تسر.
إن رؤية السياسة الوطنية للعلوم والتقنية تتلخص في أن تلحق "المدينة" بركب الدول المتقدمة، حفز التنافسية في مجال البحث والتطوير حتى العام 2027م، ونرجو أن تمتد هذه الخطة حتى عشرين سنة ولكن على أساس خمس سنوات لكل فترة، خلال الخمس السنوات الأولى تكون المملكة في مقدمة دول المنطقة في البحث العلمي. ونرى ولله الحمد مؤشرات لذلك ثم الخطة التي تليها الخمس السنوات التي تنتهي بعام 2017م على أن تكون المملكة مركزاً للبحث العلمي في منطقتنا، بعد ذلك تكون المملكة مركزاً لبحث رئيسي في آسيا، ثم في نهاية الخطة العشرينية تكون المملكة من الدول النامية التقنية في مجال البحث والتطوير. كثير من الإخوان حينما يرى هذا يقول لك إن هذه أحلام، لا بأس بأحلام من البداية ولكن هذه أحلام سوف تتحقق وأرى أن بدايتها تحققت ولله الحمد، الخطة الزمنية غطّت أموراً كثيرة وأنا وزعت نشرات على الإخوان عن الخطة الوطنية قد ترونها ولكن الخطة الوطنية تغطي ثمانية برامج، البرنامج الأول هو التقنيات الاستراتيجية والمتقدمة وسوف أتحدث باختصار عن هذه، أما البرامج الأخرى فسوف أسردها وتجدونها مكتوبة بتفصيل أكبر في برنامج قدرات البحث العلمي والتطوير التقني، برنامج نقل وتوطين وتطوير التقنية، برنامج العلوم والتقنية والمجتمع، الموارد البشرية العلمية والتقنية وتطويرها، تنويع وتعزيز مصادر الدعم المالي الحكومي مثل ما ذكرنا وهو دعم جزئي ولكن القطاع الخاص هو جزء مهم وأهم من الدعم الحكومي في هذا المجال. أنظمة العلوم والتقنية والابتكار والهياكل المؤسسية، هذه ثمانية برامج تغطيها وتنفذ هذه الخطة عشرات المؤسسات في البلد، مؤسسات حكومية وخاصة "المدينة" وغيرها كل اسم بدوره.
أحببت أن أذكر أولويات برنامج تقنيات الاستراتيجية، لأنها تمس أموراً تهم الجميع، وأول وأهم برنامج في البحث والتطوير، وخصوصاً في بلد مثل المملكة يتعلق بأقنية المياه، وهذا الأمر لا يختلف فيه أحد ولذلك هو من الأولويات، و "المدينة" والجامعات والمؤسسات الأخرى تعطي هذه الخطة الأولوية القصوى، ثانياً: كوننا بلداً يستخرج النفط ويصدّره من المهم جداً أن يكون من أولوياتنا تقنية النفط والغاز وتقنية البتروكيميائيات، والآن تقنية النانو هذه التكنولوجيا التي تسمع عنها، والتقنية الحيوية والهندسة الوراثية وتقنية المعلومات إلى آخره، حينما نصل إلى الرياضيات والفيزياء فهذا موضوع نظري وقد يكون الإخوان الذين عملوا على الخطة أرادوا أن يرضوا الفقير إلى ربه ولكن أرى أن هذا الموضوع مهم جداً، الوضع الحالي للسياسة الوطنية الآن هو للعلوم والتقنية، تم الانتهاء من العديد من برامج ومشاريع السياسة والإنفاق عليها من قبل أطراف متعددة، وقد اعتمدت الدولة مبلغاً يقارب الـ 800 بليون ريال لسنوات خمس ينتهي في العام 2012م. وعندما تكلمت مع وزير المالية -وأشيد بدوره وأشكره كثيراً- قلت له أنا لا تهمني ميزانية "المدينة" بمقدار ما تهمني ميزانية الهيئة للسياسة الوطنية للعلوم والتقنية، فقال لي: لا يهمك أنا أعرف أنه 7.9 بلايين ريال وسوف يصدر، وقد صدر منذ اثني عشر شهراً، ونجد سنداً كبيراً من وزارة المالية بتوجيهات من ولي الأمر يحفظه الله. لقد بدأ العمل على تنفيذ عدد من مشاريع الخطة الوطنية في "المدينة"، في الجامعات وفي مؤسسات كثيرة، والآن انتهينا من العموم، وأود أن أركز على مدينة الملك عبد العزيز وأعطيكم نبذة عنها وعن البرامج التي أرجو أن تجدوا أنها برامج تطبيقية لها نتائج قد بدأت تخرج إلى النور، وأعطيكم أمثلة على هذا: فـ "المدينة" كما تفضل الشيخ عبد المقصود وتكلم عن مهامها، فاتفق على أن الرؤية هي أن تكون "المدينة" مؤسسة رائدة في العلوم والتقنية ترعى الابتكار لتطوير مجتمع قائم على المعرفة، ومن مهام "المدينة" التطوير والاستثمار، في منظومة العلوم والتقنية عدة أمور منها صياغة السياسات، تنسيق أوجه النشاط الوطني للعلوم والتقنية، إجراء بحوث علمية تطبيقية -ونركز على تطبيقية- لأن البحوث في الأساس هي من صلب عمل الجامعات، توفير أوجه الدعم العلمي، الاستثمار في تطوير التقنية وتجهيزها التجاري، وبودنا في نهاية كل بحث أن نخرج بمنتج يخدم المجتمع ويعزز التعاون والشركات المحلية والدولية لرعاية وتعزيز واستثمار الملكية الفكرية وتقديم الاستشارات والحلول المبتكرة لأجهزة الدولة والأجهزة الخاصة.
وهذه لمحة سريعة عن اليد العاملة في "المدينة"، هناك 2017 شخصاً فيها، أنا أفتخر بأن الإداريين فيها هم 3% فقط لأنه يكفينا بيروقراطية. والجانب الإداري في كل مؤسسة يعظم نفسه على حساب المهمة الأساسية للمؤسسة، من الأشياء التي نسعى لها أن يخدم الإداري صلب مهام المؤسسة. وأنا لا أستطيع أن أقرأ الأرقام ولكن تجدونها في الشرائح التي ستوزع لاحقاً. ولكن من الأمور التي تزعجني أن ثلث منسوبي "المدينة" هم من أولئك الذين لديهم وظائف رسمية والثلثين الباقيين بموجب عقود. وهذان اللذان يتدربان من الممكن أن يتركا "المدينة" في أي لحظة. فـ "المدينة" فقدت طاقات مؤهلة تأهيلاً علمياً عالياً عندما فتحت أسواق الاتصالات وتقنية المعلومات، ولكن لا بأس فهذه إذا كانت خسارة "للمدينة" فهي مكسب للبلد وأرجو إن شاء الله عما قريب أن نضع للمدينة نظاماً جديداً يعزز البند الأول قدر الإمكان، ونحن نسعى في عملنا دائماً وهذا شعار أؤكد على الأخوة في "المدينة" أن يعوه وعياً تاماً وهو أن تكون "المدينة" قريبة من المواطن. ففي فترة مضت وللأسف لم يعرف عنا المواطن شيئاً في هذا في رأيي لسببين، أولاً: نحن مقصّرون في الإعلام بدون شك والآن بدأنا نصلح شيئاً من هذا، والشيء الثاني أن الباحثين والعلميين بدورهم لا يستطيعون أن يتكلموا عما يعملون فلا بد من جهاز إعلامي قوي لهم، الأمر الثاني الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا وهنا أرجع للموضوع الأمرّ، ماذا عملنا للمواطن؟، ماذا عملنا في هذا المجال؟
أنا سعيد جداً أننا قمنا بأعمال يمكن أن ألخص منها ثلاثة أمور:
أولاً: كوّنا مجلساً استشارياً من رجال الأعمال. وهناك من يقول مؤسسات تكوّن مجلساً استشارياً من حملة نوبل، أو حملة نوبل أكاديميون شاردو الذهن مثلنا، قبل أن يفيدوا مجتمعنا يفيدون مجتمعاتهم، ولكن وجدنا أن أفضل الملتصقين برجل الشارع هم رجال المال في هذا البلد الطيب فكونّا مجلساً استشارياً وأنا سعيد جداً بموافقة الإخوان وسوف أسرد أسماءهم ولو لم يأذنوا لي بذلك ولكن أنا شاكر لهم، من المنطقة الغربية الشيخ صالح كامل، الشيخ إبراهيم أفندي، الشيخ خالد الجفالي، من المنطقة الوسطى الشيخ عبد الرحمن الجريسي والشيخ العبيكان، ومن الشرقية الراشد والأخ خالد التركي، هؤلاء الأشخاص في الحقيقة أفادونا إفادة كبيرة لأنهم نظروا إلى خطة "المدينة" والخطة الوطنية وقالوا هذا جيد ولكن أنتم متجهون بعيداً عن المواطن ويجب أن تعدّلوا مسار كذا وكذا حتى يمس المواطن، وأنا أشكر لهم هذا الحماس ونجتمع معهم باستمرار. وهذا المجلس ممثل في مناطق الغربية والشرقية والوسطى وأرجو عما قريب أن تمثل فيه المناطق الشمالية والجنوبية، هناك ما يسمى أسبوع العلوم والتقنية ويقام في مقر "المدينة" في الرياض، أسبوع واحد في السنة وأعتقد أن هذا غير كاف والأسبوع الذي مضى قبل عدة أشهر رأيت أحد الطلاب من المتوسطة في المعرض، وهذا المعرض نعرض فيه الإنتاج البحثي والتقني للمدينة إضافة إلى أمور تقترب من أذهان المجتمع، فطالب من هؤلاء في الحقيقة سرني كثيراً عندما استعرض بعض المنتجات، يبدو جزاه الله خيراً أنها قد أعجبته، فقال: "أكيد أنكم أنتم الذين تصنعون هذه، السعودي يلبس غترة وشماغ، كنت أظن أن الغربيين فقط هم الذين يصنعونها"، أنا اعتقدت أنها شهادة منه طيبة ولكن هذا يحدونا بأن يجب أن نوسّع هذا الأسبوع ليكون طوال السنة. فالآن نسعى لأن يكون معرضاً طوال السنة، فنسعى لأن يكون معرضاً في الرياض طوال السنة وأسعى أن يكون في جدة معرضاً مشابهاً للتقنية إن شاء الله مع بعض رجال الأعمال هنا وأن يكون معرضاً تديره "المدينة" وتساهم فيه بنتائجها العلمية وتقريب العلوم لأذهان المجتمع ويكون في مدينة جدة بشكل دائم ومعرضاً مشابهاً. نحن نتكلم الآن مع جهتين في المنطقة الشرقية ولا أحب أن أذكر أسماءهم لأننا لم ننته في النقاش بعد ولكن سوف يكون "للمدينة" ثلاثة معارض دائمة طوال السنة في جدة والرياض والشرقية وهذا يقرّب "المدينة" من المجتمع، الشيء الثالث لكي نكون قريبين من المجتمع بدأنا "حملة أنت"، وقد تكونوا قد شاهدتم في الصحف في الأيام الماضية "حملة أنت". والقصد من هذه الحملة أن يكون 60% من الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وعشرين سنة أو أقل، هؤلاء الشباب نرغب أن يتوجهوا إلى العلوم والتقنية، فاتفقنا مع دار خبرة أن نقوم بحملة اسمها "أنت" تجذب عواطف الشباب الصغار ويستلهمون مما قدمه علماء المسلمين قبل ألف ومائتي سنة، ونقول لهم: هؤلاء صنعوا التاريخ، الكندي صنع التاريخ في كذا، ابن خلدون في كذا، وابن سينا في كذا، وأنت تصنع المستقبل، وهذه حملة بدأت حديثاً ولكن ولله الحمد كانت لها ردود طيبة، أرجو أن تفتح أذهان الشباب إلى موضوع العلوم والتقنية.
والموضوع الثاني هو أن ندعم التوجهات الوطنية وسوف أتكلم عن هذا في الشرائح الثانية وأن يكون "للمدينة" إسهام في المعرفة الإنسانية، والآن أنتقل إلى النماذج، وهذا هو الجزء المفضّل لديّ في هذا العرض وهو أنني أحب أن أري الحضور الكرام والمستمعات الكريمات أشياء ملموسة من نتاج البحث رأت النور ووصلت إلى المجتمع في مجالات كثيرة، فالمجالات الموجودة في "المدينة" لا أستطيع أن أعددها الآن، ففي مجال التقنية الحيوية إنتاج أدوية بالتقنية الحيوية دواء "الإرثرو بروتين"، فهذا دواء لبعض أمراض الدم والسرطان حمانا الله منها جميعاً ليس عملاً معملياً وانتقل من المعمل إلى إحدى شركات الأدوية المحلية وهذه الشركة تجهَّز للتصنيع على نطاق واسع انتهت من بناء أربعة مفاعلات حيوية وبعدها يأتي خط الإنتاج، فهذا دواء نتج من بحث في معامل التقنية بـ "المدينة"، تم الكشف عن أكثر من 20 ألفاً من جينات الجمل العربي، الجمل العربي من يهتم فيه غير المناطق التي هو موجود فيها. فالناس وضعوا خريطة للبشر وخريطة للحيوانات التي لديهم، والجمل لم ينتبه إليه أحد، والآن وضعنا دراسة لجينات الجمال فاكتشفنا 20 جيناً خاصاً بالجمال لا يعرف في غير الجمال. ومن هذا الموضوع أيضاً وجدنا أن هرمون الأنسولين في الجمل قد يكون له فعالية في مرض السكري حمى الله الجميع وشفاهم منه، والآن تصب بحوثنا على استخلاص أنسولين الجمل ثم تصنيعه بشكل يتبع طريق "الإرثروبروتين" وإن شاء الله يجد طريقه إلى إحدى شركات الأدوية، انتهى أيضاً موضوع التقنية إلى استنساخ وإنتاج "سيانوفرين" وهو دواء لمكافحة نقص المناعة ونرجو أن يكون هذا إسهاماً للبشر، أيضاً يتم إكثار بعض الأشجار وشجيرات الحطب بالمملكة باستخدام تقنية زراعة الأنسجة، الحطب مع الأسف قضى عليه كثير من الناس والرعي جار على بعض المنتوجات، وعن طريق الأنسجة استطعنا أن نطور طرقاً لإكثار الحطب من الأشجار المهددة بالانقراض وإن شاء الله هذا يرى النور ويلمسه المواطن.
ثم عملنا قاعدة بيانات لأعداد وأنواع النخيل بالمملكة باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد، فالنخيل مهم للمملكة وطبعاً عملنا دراسة على جينات النخيل وأمراضه ومنها سوسة النخيل الحمراء وهذه الدراسة شاملة لأنواع النخيل باستخدام التقنية الحيوية ثم اتفقنا مع وزارة الصحة ومدينة الملك فهد الطبية لإنشاء حاضنة التقنية الحيوية، الهدف منها أن بحوث التقنية الحيوية التي يمكن أن ينتج عنها منتج تجاري نستضيفها ونقدم لها دعماً مالياً وقانونياً وإدارياً ونحضنها لمدة ستة أشهر، وإذا كانت واعدة تتخرج وتذهب لتنشئ شركة خاصة وإن لم تنجح فلا بأس فهذا جزء من الاستثمار واستفدنا من أغلاطه، لكن هذه مفتوحة لكل من لديه فكرة عن التقنية الحيوية أن يأتي، والخطة الوطنية ركزت على أمور الحاضنات وحددت خمس حاضنات تقنية في مجالات مختلفة في "المدينة" وخمس خارج "المدينة"، والذي أنشئ منها الآن داخل "المدينة" اثنتان هما حاضنة التقنية الحيوية بالتعاون مع مدينة فهد الطبية ووزارة الصحة، وتقنية المعلومات والاتصالات لها حاضنة سنراها عما قريب، التقنية المتناهية الصغر، تقنية النانو كثير من الناس يقول: "مشوا الناس في النانو ونحن لم نعمل فيه شيئاً"، ولكن أبشركم أن عندنا شيئاً جديداً في النانو، ومن الأمور التي نعمل عليها تطوير جهاز لإنتاج السيليكون النانوميتري، والسيليكون النانوميتري هو مادة في غاية الأهمية من تطبيقاتها الكثيرة خلايا الوقود واستخدام الطاقة الشمسية، تقنية النانو واعدة في تطوير الطاقة الشمسية بشكل كبير جداً، والكثيرون منا يقولون إننا نحن بلد بترول فيجب أن لا ننظر للطاقة الشمسية، وهذا خطأ كبير فالبترول ينضب والشمس لا تنضب، ومهما استمر البترول، عشرين أو خمسين أو مائة سنة فيجب أن نستعد من الآن، لأن المملكة هي مصدِّر لبراميل البترول نرجو إن شاء الله أن تكون مصدِّرة لميجاوات الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الشمسية، وهذا هدف استراتيجي يجب أن نعيه ونعمل عليه، التشكيل المتناهي الصغر لخلايا الوقود ممكن كأمر أكاديمي لكن استخدام "الأخشونانوميتري" الدقيقة، وهي أمور واعدة في استخدام النانوتيكنلوجي في تحلية المياه، ونحن نعمل الآن مع المؤسسة العامة لتحلية المياه على تطوير هذه التقنية ثم تطوير مرشحات بالغة الدقة في موضوع تحلية المياه نفسه تطبيق أساسي، ثم طلاء المعادن لتقنية النانو لتقوية المعادن وإعطائها خواص مقاومة الحرارة والحرائق إلخ... طورناه في "المدينة" وهذا لم نستعرضه هنا باستخدام تقنية تشعيل كيبلات، وشركات الكيبلات الآن تأخذ تقنيات أنتجتها "المدينة" بإشعال الكابلات بحيث إنه لا قدر الله في حالة حريق، أغلب الوفيات أو الإصابات هي من الدخان المنبعث من الكابلات، هذه الكابلات التي طورت بتقنية التشعيل في "المدينة" لا تسبب غازات أثناء الاحتراق وعمرها أطول، في النهاية تكون تكلفتها أقل.
من الأمور التي يسعدني نقلها إليكم هي أنه تم تطوير كفاءة الخلايا الشمسية بتغطيتها بجزيئات السيليكوم متناهية الصغر الذي هو النانو بتقنية اكتشفها باحثون في "المدينة" بالتعاون مع جامعة إيلينوي في الولايات المتحدة الأمريكية وتم تسجيل هذا العمل في مكتب البراءات الأمريكية لحفظ حقوق الناس، وهنا أود أن أذكر قصة طريفة عن باحثين أحدهم من "المدينة" وواحد من جامعة الملك سعود وشخص آخر. فعندما كتبت الصحافة عن عملهم جاءهم مستثمر أمريكي وعرض عليهم أربعة ملايين دولار كحقوق تصنيع، وقال لهم أعطوني ستة أشهر لكي أفكر في هذا الأمر وإن وجدته مفيداً أمتلكه وإن لم أجده فالأربعة ملايين دولار لكم لا نريدها، وهذا لم يتم طبعاً لأنها لا تزال مسجلة بأسماء "المدينة" وجامعة الملك سعود وجامعة إيلينوي، هذا الموضوع أثار اهتمام الأوساط العلمية في جميع أنحاء العالم مع الأسف إلا في المملكة فلم يكتب عنه أحد، ويبدو لي أن الصحافة في المملكة تهتم بكم كلف هذا؟ ولماذا تأخر هذا؟، لكن إذا كان هناك شيء بارز لا أعتقد أنه سيثير الناس فلذلك لا ينشر، الصحفيون سيزعلون مني ولكن أرجو أن نصل إلى حل وسط بيننا وبينهم لنتفق على مواضيع الإثارة ومواضيع إبراز الشيء الإيجابي، الآن نتعاون مع شركة (آي.بي.إم) فيسعدني أيضاً في هذا المقام أن شركة (آي. بي. إم) لها مراكز بحوث معروفة في نيويورك وزيوريخ وغيرها، اتفقنا معها أخيراً على أن يكون مركز بحوث (آي.بي.إم) ومدينة الملك عبد العزيز في منطقتنا في الرياض لتطوير تقنية النانو لاستخدامها في خلايا الوقود، فالكثيرون يذكرون القرية الشمسية بالتعاون مع الأمريكيين وكسبنا منها تقنية عالية جداً، استفدنا منها في الأقمار الاصطناعية وسترونها بعد قليل، والآن وباستخدام تقنية النانو هذه التقنية التي طورت محلياً، فمن المأمول أن ترفع كفاءة الخلايا الشمسية إلى خمسة أضعاف، فتحاورنا مع شركة (آي.بي.إم) لإحياء القرية الشمسية وإمداد قرية سدوس والعيينة بكهرباء من الطاقة الشمسية نتيجة لهذا المشروع إن شاء الله. وبالنسبة لتقنية المعلومات فقد أكرمنا ولي الأمر حفظه الله الملك عبد الله بأن وافق على إطلاق اسمه على مبادرة الملك عبد الله على المحتوى العربي، فالمحتوى العربي على الإنترنت يعرف الجميع أنه متدنٍ جداً، ولا يصل إلى نصف 1% بينما الناطقين باللغة العربية 5% ولذلك فمحتوى الإنترنت بالعربي يجب أن يكون على الأقل 5% وقد لاقت هذه المبادرة ترحيباًً من أطراف كثيرة جداً ونرحب بأي طرف من هذه القاعة ومن غيرها من مؤسسسات عامة وخاصة أن يدخلوا معنا، وفي هذه المبادرة عدد من المحتويات، المحتوى الدعوي الإسلامي ووزارة الشؤون الإسلامية تشارك في هذا، المحتوى التاريخي تبنّته دارة الملك عبد العزيز، المحتوى العلمي التخصصي "المدينة" والجامعات، محتوى الخدمات الحكومية برنامج "يسر" وبرنامج "التعاملات الإلكترونية" المكتبة الرقمية "مكتبة الملك عبد العزيز" المحتوى الثقافي والإعلامي وزارة الإعلام، المحتوى التعليمي وزارة التربية والتعليم وهكذا، بدأنا أيضاً في مشاريع منها مشروع المدوّنة العربية، والمدونة العربية هدفنا. أن نبدأ على الأقل ببليون كلمة ليس مليون كلمة ولكن ألف مليون كلمة عربية تدخل وترقَّم وتصبح ثروة تبنى عليها قواميس ونصوص وتساعد في بناء أدوات ترفع المحتوى العربي على الإنترنت، هذا المشروع بدأ، ثم المعجم الحاسوبي التفاعلي، وهو مشروع بدأ وقد يكون فيه نموذج أولي يمكن استخدامه عن طريق الإنترنت، بوابة المبادرة، كتب التقنيات، ومؤشرات المحتوى العربي.
هذه واحدة من خمس حاضنات نصت عليها الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، حاضنة تقنية المعلومات والاتصالات، وهي الآن قائمة واستضافت عدداً من الأعمال الواعدة نتيجة لبحوث في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وتعاقدنا مع بيت خبرة من أستراليا له باع طويل في حاضنات التقنية، واستضفنا عدداً آخر ونرغب في استضافة أفكار جديدة. ومبدأ الحاضنة هو مثل ما ذكرت نستضيفه لفترة وندعمه مالياً وقانونياً ومعنوياً فإذا نجح يكون هذا جيداً وإذا لم ينجح نكون قد كسبنا من الفشل. عندنا أمور كثيرة في مجال تقنية المعلومات منها التعرّف على الكلام العربي آلياً بالمكالمات الهاتفية والتحقق من المتحدث عن طريق بصمته الصوتية، التوليد الآلي للكتابة التلفزيونية ونرغب أن نعمل تقنية خاصة بنا في هذا الموضوع، المعلّم الآلي لقراءة القرآن الكريم، التعرف الآلي على الحروف والأرقام العربية التي تسمى optical characteration))، محلل المعادلات الرياضية والتصنيف الآلي للنصوص العربية، وهذه مشاريع كثيرة اخترت بعضها فقط، ومن المشاريع أيضاً المشكل الآلي ومترجم الأسماء العربية، فكم منا الآن مثلاً يكتب كلمة محمد، فمنا من يكتبه (Moh- Muh- amm- am) ليست هناك وسيلة واحدة، فهذا المترجم للغة العربية انتهى وله تطبيقات كثيرة كمجال الرخص، الجوازات، الهوية الوطنية إلى آخره ونرجو أن يلقى القبول من الجهة التي تحتاج إليه ولكن هذا نتاج بحثي ممتاز، لدينا أيضاً فقرة الفضاء والطيران وقد يكون الكثير منكم قد سمع بموضوع الأقمار الاصطناعية وأود أن ألقي الضوء عليها الآن، ويوجد لدينا مشروع الإشراف على إنشاء نظم معلومات جغرافية لتطوير مكة المكرمة و "المدينة المنورة" والمشاعر المقدسة عن طريق الصور الفضائية ثم قواعد معلومات جغرافية للهيئة العليا لتطوير الرياض، قواعد معلومات جغرافية مع شركة الكهرباء ثم مع وزارة النقل ومشروع الاتصالات السعودية، خدمة تحديد الموقع، فهذا النظام مثلاً طور في "المدينة" والآن تستخدمه إدارة المرور، الهلال الأحمر، الدفاع الوطني، وذلك لتحديد موقع المتصل، وتستخدمه شركة الاتصالات السعودية وشركة موبايلي.
هذا أحد نتاجات البحوث في هذا المجال، ثم إنشاء الخارطة الأساس لأمانة العاصمة المقدّسة ومشروع حمى الوادي المتصدّع والذي هو مسح الصور الفضائية وتحديد كيفية انتشار المرض، ومشروع بناء نظام معلومات جغرافية كاملة للمملكة وهذا مشروع كبير ولكن إن شاء الله بدأ يرى النور، وفي الأقمار الاصطناعية، فقد أطلق أول قمرين سعوديين، سعودي سات (أ) و (ب). ففي العام 2000م كان الهواة يستخدمون أسكار 41 وأسكار 42 للاتصال وهذه بنيناها حتى نتعلم التقنية وهي ولله الحمد تمت بأيد محلية 100% تصميماً وتصنيعاً، وحتى التصنيع يتم في معاهد "المدينة" وفي المنطقة الصناعية في الرياض، ثم أطلق سعودي سات (1ج) في 2002م للاتصالات أيضاً وسمي "أسكار 50" وبعد ذلك تم إطلاق قمر سعودي (5 سات 2) لتجربة نقل المعلومات، وأطلق سعودي سات 2 في عام 2004م لأول مرة تم تصوير فيديو في الفضاء والناس تقول لماذا تصوير الفيديو في الفضاء؟ ولكن تصوير الفيديو في حد ذاته وإرسال الصورة للأرض هذه خبرة نكتسبها وتعلمناها، أطلق سعودي سات 3 في العام 2007م، والآن يعمل بكل نجاح حتى فاق توقعاتنا. ونسعى لتطوير أقمار استشعار عن بعد للتصوير وليس فقط لتصوير الفضاء ولكن لتصوير الأرض بالقمر الاصطناعي أيضاً، وسعودي سات 3 الآن وهي صور منه ليست مأخوذة من (Space Image) "سباس إيماج" الفرنسية والأمريكية، بل هذه أقمار صنعت بأيدٍ محلية وأطلقت عن طريق كازاخستان في "بايكنور". فهذه صورة ميناء جدة تحت عن اليمين، وفوق عن اليسار صورة الرياض من الأقمار المحلية.
تقنية البيئة: وهو موضوع ثانٍ وهو رصد تلوث الهواء في الأماكن المقدسة أثناء موسم الحج ولدينا عربات متنقلة لقياس تلوث الهواء وإعطاء فكرة للجهات التي يهمها مستوى التلوث وكيفية مكافحته وتجنبه في الأعوام القادمة، وأيضاً هناك محطة رصد لجودة هواء مدينة الرياض يتم التنسيق فيها مع رئاسة الأرصاد وحماية البيئة.
إعادة تدوير وإنتاج المخلّفات الغذائية: فكثير من الولائم ينتج منها مخلفات قد طوّر بعض الباحثين في "المدينة" طرقاً للإستفادة من المخلّفات لتقديمها كأعلاف للحيوانات والدجاج والأسماك، وهذا مشروع قد انتهى ونأمل أن يكون هناك قطاع تجاري كي نتبناه، ثم دراسات بيئية ونباتية لمناطق مختلفة في المملكة.
العلوم الذرية: إننا نعمل على تدريب وتطوير القدرات الوطنية في هذا المجال، ولدينا شبكة رصد إشعاعي لأكثر من 25 محطة على حدود المملكة الأربعة لرصد التلوث الإشعاعي أينما وجد وهذه متصلة في مركز التحكم بـ "المدينة" على مدار الساعة وتتصل بالدفاع المدني إذا كان هناك حوادث لا قدّر الله، هذا الرصد مكننا من تكوين ثروة معلومات عن الهواء والتلوث في هذه المناطق، ونحن نرخص لكل مصدر مشع يدخل المملكة، وهناك أكثر من 300 منشأة تستخدم مصادر مشعة منها المستشفيات، أرامكو السعودية، شركات البترول الأخرى، وأي مصدر يسجل ولم يعطِ ترخيصاً نأخذ أحد العاملين في "المدينة" ليكون ضابط اتصال ويتم تدريبه لمراقبة العاملين، فنحن نراقب 300 مؤسسة، و20.000 شخص يعملون على هذه المصادر المشعة، وهناك 500 ضابط إشعاعي رخِّص له من قبل "المدينة" ويعمل في المنشأة و 7.000 مصدر مشع تقريباً يدخل المملكة سنوياً وتلزم مراقبتها والتخلص منها بطريقة آمنة أو نعيدها إلى مصادرها بطريقة آمنة.
تقنية البترول والغاز: هناك دراسات زلزالية، دراسة سماكة وتركيب القشرة الأرضية في المنطقة الشرقية تخصصات جيوفيزيائية تحت سطحية لأودية جنوب مكة المكرمة، تحليل التراكيب الجيولوجية في مدينة الرياض وأيضاً دراسة زلزالية لجنوب شرق تبوك لأنها منطقة ذات نشاط زلزالي أكثر من بقية المناطق، وتقييم فعالية المسح الراداري المخترق للكشف عن التسرّب من شبكات المياه بالرياض وجدة والمدن الكبيرة وهذه مشكلة كبيرة جداً، ونحن نسعى لدراسة هذا التسرّب وأماكنه، وهذه خطوة أولى إن شاء الله لتلافيه، وهناك موضوع البتروكيميائيات ومشروع خفض الكبريت في وقود الديزل ليكون صديقاً للبيئة، مشروع معالجة تدوير المواد البلاستيكية وهذه ضارة جداً بالبيئة وهناك مشروع لمعالجتها وإعادة تدويرها لإعادة استخدامها في أمور أخرى ثم تطوير تقنية النانو وإنتاج أنواع جديدة من الطلاءات حسب الطلاء وهذا مبني على تقنية النانو ليكون قوياً، وتنظيفه سهلاً ويدوم طويلاً.
قاعدة معلومات عن المواد الكيميائية السامة في المملكة: هذه المعلومات في غاية الأهمية أعطيناها للدفاع المدني للاستفادة منها وكل جهة حكومية لها حق الدخول إليها لتعرف كيف تتعامل مع هذه المواد وكذلك معلومات عن الغازات المنبعثة من النفايات والمخلفات، هذا شيء خطير ونحن نراقبه ونرجو أن تكون هذه أول خطوات الحل.
الرياضيات والفيزياء: بودي أن أنتقل الآن مباشرة إلى الشريحة الثانية وهي الشراكة، قد تكونوا قد سمعتم أن المنظمة الأوروبية للعلوم النووية قد أجرت تجربة قبل شهرين، وكان بعض الناس متخوفاً من أن تحدث ما يسمى بالثقب الأسود وتبتلع الكرة الأرضية ومن عليها، لدينا تعاون مع هذه المنظمة وأنا سعيد جداً أننا وقعنا معها اتفاقية في العام 2008م (قبل شهرين)، وكوّنا لجنة مشتركة بين "المدينة" والمنظمة تشرف على المشاريع المشتركة بيننا للتعاون، ولكن "سيرن" لم ترغب في "المدينة" حبًّا في أعين "المدينة"، من حسن الحظ أن بعض الطلاب المبتعثين شارك في توسيع تجربة "سيرن"، وجزء من التجربة هو كما تعرفون مدار حوالى 27 كلم، و 100م تحت الأرض، فالجزء الذي يسمى حاقن الجزئيات كان من تصميم الطالب "نادر الحربي" وهو مبتعث من "المدينة"، درس هذا الحاقن واكتشف عيباً في التصميم وخطأ، وأعطي براءة وأشادوا به وانتشر الخبر في أنحاء العالم ما عدا (وتعرفون أين)، لكن هذا الطالب وأنا سعيد عندما قابلته وشكرته، "طيب ما هي الخطوة الثانية؟" كان من الممكن أن نصنع هذا الحاقن فصنعناه في معاملنا وبالمنطقة الصناعية بالرياض التي تصنع أجزاء من الأقمار الاصطناعية وأهدينا هذا الحاقن وهذه صورته معروضة، أهدي إلى "سيرن" فظننا أنفسنا أكرم منهم، فكانوا هم أكرم منا، فقد قبلوه بكل رحابة صدر وأجروا عليه تجارب وتيقَّنوا أنه يحقق النظرية بنسبة 100%، فأسموه "sern cakster injector" وقالوا نحن نرغب أن ننشئ معكم معهداً للفيزياء، ويكون معهداً مشتركاً بين "سيرن" و "المدينة" في الرياض، أنا سعيد جداً بهذا وإن شاء الله بدأنا نعمل، لكن التعاون معهم نتج عن طريق هذا، وهو الآن جزء من التجربة العالمية والمملكة الآن مشاركة في هذه التجربة العالمية.
المواضيع الأخرى المتبقية وقد أكون أطلت عليكم، الملكية الصناعية هي من الأمور التي ذكرت عن "المدينة"، والإنترنت، والحمد لله لم تعد موجودة.
مسألة البراءات، والكثير يشتكي أن "المدينة" تأخرت في إصدار البراءات وأطالت الإجراءات، في الواقع، هذه الإحصائيات تتكلم عن نفسها. فإلى نهاية ذي القعدة أطالت نسبة إنجاز البراءات والتصاميم الصناعية أكثر من 80% والوقت الذي يستغرقه من دخول تقديم طلب البراءة حتى منحها أو إسقاطها أو رفضها من سنتين إلى ثلاث سنوات والمعدل العالمي هو من سنتين إلى ثلاث سنوات، وسجلنا في هذا ليس سيئاً.
العلاقة بالمجتمع أيضاً، "فالمدينة" مسؤولة عن تقويم أم القرى وتقوم بالرصد الفلكي أيضاً، وعندنا مراصد للأهلّة ثابتة ومتنقلة.
وتشرف "المدينة" على المسابقة الوطنية للرياضيات والفيزياء وتكرّم أفضل عشرة طلاب في هذه المجالات وترعاهم بعد ذلك وتتابعهم وتنسق بين مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في هذا الأمر.
ذكر الأخوة موضوع دعم البحوث، وهذه إحصائية سريعة عن البحوث التي أنجزت في مجال الزراعة والطب وعلوم الأساس والعلوم الإنسانية والهندسة ففي العام 1400هـ حوالي 2440 تقريباً وبتكلفة بلغت حوالي 900 مليون ريال، ويعني هذا ما صرف في حوالي خمس وعشرين سنة، فالرقم ليس طيباً ولكن ولله الحمد، فإن الخطة الوطنية قررت 7.9 بلايين ريال منها 1.5بليون ريال للسنة الأولى، أي ضعف ما صرف في الخمس والعشرين سنة الماضية تقريباً على دعم البحوث، ولهذا أنا متفائل ولأن نسبة الإنفاق الحكومي للقطاع الخاص كجزء من الدخل القومي سوف تفوق 1% عام 2012م كجزء من الدخل القومي إن شاء الله.
العلاقة بالمجتمع، هناك قواعد معلومات كثيرة فيها سجل الأوراق والبحوث المنشورة داخل المملكة وخارجها، هذه إحصائيات قد ترونها في النشرات الموزعة.
نشر الوعي العلمي، هناك مجلة "العلوم والتقنية" وأصدرنا منها بعض الأعداد ووزعناها بالإضافة إلى إصدارات كثيرة.
الشركاء المحليون للمدينة: وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي، وزارة التجارة والصناعة، الداخلية، وزارة الزراعة، الصحة، الدفاع والطيران، المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، الهيئة العامة لحماية الحياة الفطرية، ثم الشركاء من القطاع الخاص وهم كثر وأنا سعيد بهذا التعاون العلمي بين "المدينة" أي بين المملكة ودول التعاون العلمي بين المملكة ودول أخرى، ولدينا اتفاقيات تعاون من دولة إلى دولة مع كل من ألمانيا، بولندا، النمسا، الدانمارك، تايوان، روسيا...إلخ
والشريحة الأخيرة التي ترونها، هي إحصاء سريع أنجزه "بيت الخبرة" Stanford University الذي نتعامل معه الآن لخطط "المدينة".
إن عدد البحوث المشتركة والمنشورة بين باحثي "المدينة" وهذه الدول مثلاً:
مع آسيا 411 بحثاً مشتركاً بين باحثي "المدينة" ودول في آسيا من عام 2002م، مع أوروبا 1001 بحث، مع أمريكا الشمالية 1240 بحثاً، مع أمريكا الوسطى 20 بحثاً، مع أمريكا الجنوبية 43 بحثاً، مع أفريقيا 242 بحثاً، مع أستراليا ونيوزيلاندا 73 بحثاً، ولله الحمد، زخم جيد من البحوث المنشورة في مجلات محكمة أو مؤتمرات محكمة بين باحثي "المدينة" وبقية أنحاء العالم.
في الختام أعتذر عن الإطالة وأرجو أن أكون قد نجحت في إيصال فكرة ليست نظرية وإنما أمور ملموسة تمس المجتمع ونتاج الأبحاث، وأكرر أنا أفتخر بها وهي قليلة في الواقع، ولدينا أكثر بكثير وبالطبع الدعوة موجهة للجميع أن يشرفونا ويتعرفوا على "المدينة" عن كثب، وشكراً لكم، وشكراً للأخوان والأخوات.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :701  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج