شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صفحة من تاريخ الوطن (1)
بقلم: عبد الله عمر خياط
احتفلت جامعة أم القرى قبل حين بتكريم الأديب والمفكر الراحل الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه. وعلى امتداد أربع ساعات ظل المتحدثون يتكلمون عن الأستاذ الخوجه تغمده الله برحمته، وكيف كان نشطاً في المجتمع، وكيف احتل مكانة سامقة بين الروّاد.
وبهذه المناسبة طبع الأستاذ الأديب عبد المقصود محمد سعيد خوجه إصداراً خاصاً بمناسبة تكريم جامعة أم القرى لوالده الذي كتب عنه الأستاذ عبد الله عريف -رحمه الله- كلمة مؤثرة في جريدة ((صوت الحجاز)) العدد 573 بتاريخ 18/4/1360هـ أقتطف منها: كان رحمه الله حياة في الحياة، وكان نسيج وحده في الشباب وما أريد بهذا -والله- أن أذم الأحياء لحساب الأموات، ولكن محمد سعيد -كما يعرفه كل أحد- كان أمة وحده في هذه البلاد:
كالبدر من حيث التفتَّ رأيته
يهدي إلى عينيك نوراً ثاقباً
وخلة واحدة تلمسها واضحة في حياته، تفسر لك كل حقائق حياته وأخلاقه، تلك هي ((منطق الحيوية القوية في نفسه)) فهي مصدر كل ما عرفه فيه الناس، من توفز وتوثب، وحب وكره، وتوقد وإخلاص ووفاء ووطنية وشهامة، ونبل.. وأستطيع أن أقول -غير مبالغ- إن في كل حركة من حركاته بل في كل نأمة من نأماته، دليلاً على منطق الحيوية القوية في نفسه.
فلقد كان يعيش -رحمه الله- من أمانيه وآماله في كون حافل بالحركة، يحبب إليه الكفاح والجهاد، ويجدد في نفسه النشاط الدائم. ومن أجل هذا كانت حياته -رحمه الله- مليئة بالمشاريع، حفيلة بالأعمال، ولا أعرف -ولا يعرف الناس معي- مشروعاً قام في هذه البلاد، لم يكن محمد سعيد -رحمه الله- عضواً عاملاً فيه، فهو في الحق كان عصب المشاريع التي قامت في هذه البلاد، وبه كان قوام أغلبها، إلى أن قال: وما بي أن أعدد أعماله ومشاريعه، فأنكر عضويته في كل مشروع، أو عمل، وكيف خدم الحيوات المختلفة في بلادنا وكيف أخرج ((الأزرقي)) و ((وحي الصحراء)) وكيف أدار تحرير أم القرى أربع سنوات كانت فيها مثال القوة الصحفية العارمة، وكيف تسلم عمله بالمطبعة الحكومية، وفيها آلة طباعة واحدة تُدار باليد، فتركها وهي إدارة يحسبها الناس، دولة في وسط دولة كما عبر أحد كبار الموظفين، شغل بها الأفكار والناس، ثم كيف أرسل بعثة فنية إلى مصر وألحقها بأخرى، وبنى داراً للمطبعة حالت الظروف دون تمامها.
وباختصار شديد فقد قال عنه الأستاذ الكبير محمد حسين زيدان: ((كان حظياً في جريدة أم القرى ومن العجيب أن تكون الحظوة من يوسف ياسين ورشدي ملحس، فقد سد المكان الذي سده حيث استمرت (أم القرى) جريدة رسمية وفاتنة الخطوة من الجرأة والصراحة)).
كما قال عنه الأستاذ عزيز ضياء: كان إنساناً، يملأ علينا حياتنا في تلك الفترة التي عشناها قبل الحرب العالمية الثانية، وعلى التحديد بعد أن أسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- المملكة العربية السعودية.
وقال عنه الأستاذ الكبير عبد القدوس الأنصاري: ((كان شعلة في الذكاء))، وكان طريقه إلى السمو فيما يقوم به من عمل هو الانكباب على الدراسة ((والعمل المتواصل إشباعاً لرغبات نفسه الطموح)).
كما قال عنه الأستاذ الشاعر فؤاد شاكر ما نصه: كان كاتباً اجتماعياً وسياسياً قوي التفكير، فكان يُغذي الصحافة في أوقات كثيرة بمقالات طريفة شائقة في شتى المواضيع، كانت موضع إعجاب القرّاء والأدباء ومحل اهتمامهم واستفادتهم، وقد شارك مشاركة كبيرة في الحركة الأدبية الحديثة.
رحم الله الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه وبارك في جهد نجله الأديب عبد المقصود خوجه الذي وهب وقته وجهده لخدمة الأدب وأهله من خلال (الاثنينية) وما أصدره من مطبوعات الروّاد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :492  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 143 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج