شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(وحي الصحراء) (1)
((صفحة من الأدب العصري في الحجاز))
عرض: عبد المحسن محمد الرشود
صدرت مؤخراً الطبعة الثانية لكتاب ((وحي الصحراء))، الذي مضى على طباعته الأولى ثمانية وأربعون عاماً.. وهو يرسم صورة الأدب العصري في الحجاز.. قام بها الأديبان الأستاذ الأديب الراحل محمد سعيد عبد المقصود ومعالي الأستاذ الشاعر عبد الله عمر بلخير.
- والواقع أنني قد عزمت على عرض محتويات هذا الكتاب بإيجاز قبل قراءة الزميلة مجلة المجلة التي عرضت له بشكل سريع جداً، ومما جعلني أعتزم مواصلة تنفيذ الفكرة هو أن المجلة لم تفصل في تبيان وضع الأدب الحجازي عبر القرون ابتداء من العصر الجاهلي إلى يومنا هذا!
والكتاب يتناول دراسة أدباء الحجاز في العصر الحديث وبعض آثارهم الأدبية وترجمات لهم من حيث حياتهم الاجتماعية والأكاديمية ومن ثم الأدبية كما يتابع الكتاب أوضاع الأدب الحجازي سلباً وإيجاباً منذ العصر الجاهلي، فعصر صدر الإسلام مروراً بالدولة الأموية والأدب العباسي بعصريه الأول والثاني ثم عصر القلاقل والفتن -والقرن العاشر- والمعاصر لقيام الدولة العثمانية ثم القرن الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر فعصر الملك حسين وانتهاء بالعصر الحاضر.
قام بتقديم الكتاب ((الطبعة الأولى)) الكاتب المصري الدكتور محمد حسين هيكل ولقد أبدى هيكل بعض الآراء النقدية تجاه أدباء الحجاز حيث وصف الحركة الأدبية الحجازية آنذاك بأنها متأثرة بالحركة الأدبية الحديثة في سوريا ومصر والعراق كما رأى أن النهضة السياسية وظفت الشعر لبعض أهدافها وخلفت حركة أدبية مملوءة بأغراض جديدة. بالإضافة إلى أن شعراء الحجاز متأثرون بالبيئة الطبيعية، وهذا التأثر واضح في نظر الدكتور ((هيكل)).. وهكذا يستمر هيكل في إلقاء الأضواء حول أدب الحجاز.. إلى أن يقول -فيما يتعلق بالنشر- إن مرماه وهدفه الأساسي الإصلاح الاجتماعي بعد التقديم.. تأتي دراسة ((الأدب الحجازي والتاريخ)).. للأستاذ الراحل محمد سعيد عبد المقصود.. وهي متابعة موجزة للأدب الحجازي منذ العصر الجاهلي حتى مرحلة أدبنا العصري.
العصر الجاهلي:
في هذا العصر -يبرز الأدب الجاهلي الحجازي على غيره من الآداب العربية -ويسجل تفوقاً أدبياً- ممثلاً في الأدباء الجاهليين وفي الأسواق العربية القديمة، كعكاظ وذي المجنة وذي المجاز.. ومرد هذا بطبيعة الحال لعوامل جغرافية ولغوية وتجارية فموقع مكة الديني وموقعا مكة والطائف التجاريان لهما أبلغ الأثر في تطور الحياة الاجتماعية والأدبية فاختلاط أهل الحجاز -مكة والطائف والمدينة بصنوف اللهجات واللغات خلال الحج والمواسم الأدبية كان له أبلغ الأثر في تطور حياتهم الثقافية، وخلاصة القول إن الأدب الحجازي في هذا العصر بلغ السيادة والشأن العظيم.
عصر صدر الإسلام:
نزل القرآن الكريم -ضيفاً على الساحة الأدبية العربية الحجازية.. ولساناً جديداً في الحياة الثقافية والفكرية فأضاف للأدب الإسلامي والحجازي على وجه التحديد -إطاراً مميزاً مليئاً بالرقة والعذوبة يفوق الآداب الأخرى المعاصرة، ثم إن هناك أسباباً ومناخات دينية خلقت حركة جديدة ظهرت وتجلت في المنافسة بين الفرق المسلمة الدينية التي واكبت حلول الدين الإسلامي ضيفاً مؤثراً. فهناك أنصار للإسلام وهناك من هم معادون له. فحدثت منافسة أدبية قوامها الشعر المليء بالحجج والبراهين التي تدحض بها كل طائفة الفئة الأخرى وقد تجلى هذا في شعر شاعري الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وغيرهما..
والشعر في هذا العصر لم يتغير تركيبه وبنيانه.. عما كان سائداً في العصر الجاهلي.. بل تغير المعنى والمادة التي تملأ تلك التراكيب.. وهكذا استمرت الحال -حتى اعترى السوق الأدبية- كساد أدبي، شعري -ومرده انشغال المسلمين عن الشعر والأدب بالغزو والفتح والتوجه إلى تطور الأمر إلى النظر إلى الشعر كعامي يسود، بين القبائل والأجناس.
العصر الأموي:
أصاب الحياة العربية إبان قيام الدولة الأموية في دمشق تطور اجتماعي وأدبي فالسياسة الجديدة لدى الأمويين فتحت مصاريع أبوابها للأمم المغلوبة من موالي ورقيق وسبايا وغيرهم والذين يحملون الكثير من المتغيرات الفكرية والمعطيات الأدبية الحديثة. ناهيك بالفنون الغنائية.. دخلت أغراض جديدة للشعر على الرغم من ثبات بنيان العقيدة وتركيبها.. واستغلت السياسة الشعر في تثبيت دعائمها.. ولا أعتقد أن هناك داعيٍ للإطناب في ترجمة أعمال زياد بن أبيه والحجاج بن يوسف الثقفي كخطباء.
ثم إن للعصبية القبلية -الحجازي منها والشامي- دوراً كبيراً في إبراز التنافس الأدبي من شعر ونثر.
كما دخل الحجازيون على حياة اللهو والترف فنظموا في الغزل وبرعوا فيه -كعمر بن أبي ربيعة- وهو سيد الغزليين. كما نظموا في أغراض جديدة كالسياسة، ومع دخول الفرس والموالي دخل الغناء على الساحة الأدبية والفنية -فظهر طويس ومعبد وابن مسجح وغيرهم.
العصر العباسي الأول:
في هذا العصر -تحول شعراء الحجاز وأدباؤه ومغنوه إلى العراق (طلباً للترف وللهو) والحرية الكاملة وترك انطباعاً ملموساً على أدبهم من خلال اختلاطهم بعناصر غير عربية.. فابتعدوا عن الفطرة الحجازية الأصلية.. وفي أواسط هذا العصر وقف دور الأدب الحجازي الذي يؤدي واجبه على الوجه الأكمل ليبدأ مرحلة التفكك والتقهقر والهبوط.
العصر العباسي الثاني:
يبدأ من 219هـ وينتهي بسقوط الدولة العباسية (2) ، وفي هذا العصر دخلت العناصر التركية نيابة عن الفرس فأخذ الحكّام يستقلون بالدويلات -مما يسبب النزاعات فتنشط السوق الأدبية حيناً وتبعاً لهذه النزاعات إلاّ أن الحجاز أصبح في معزل عن الحركة الأدبية السائدة.
ثم إن لكثرة الثورات وتعدد الدول الإسلامية وعلاقاتها بالحرمين الشريفين لتدعيم مركزها السياسي أثر بالغ في موت الحركة الأدبية الحجازية.
عصر القلاقل والفتن:
ويبدأ في القرن السادس بحكم الأشراف -((الهواشم)) ويستمر حتى القرن الثامن.. الذي ضعفت فيه الثقافة العربية وماتت الحركة العلمية والأدبية في العالم العربي عموماً.
القرن العاشر ((قيام الدولة العثمانية)):
أهملت الدولة العثمانية الحياة الفكرية والثقافية فكان لهذا الإهمال دور في هبوط المستويين الأدبي والعلمي وفي ركود الحياة الأدبية إن لم نقل إنها ازدادت هبوطاً.
القرن الحادي عشر:
من خلال كتاب -علي صدر الدين المدني- ((سلافة العصر)) والمتحدث عن أدب هذا القرن -نستطيع التعرف على بداية حياة جديدة للأدب الحجازي والذي بدأ يتكوّن من جديد يسيطر في أدبه السجع المتكلف الذاهب بجودة المعاني وسمو الأفكار، وذلك يعود لهدوء الحالة السياسية في الحجاز.
القرن الثاني عشر:
عادت القلاقل والفتن في الحجاز وتنامت فوضى متناهية فعلى سبيل المثال حكم الحجاز في هذا القرن ثلاثة وثلاثون حاكماً وهذا يعطي مؤشراً سيئاً لوضع الحالة السياسية المنعكسة على الوضع الأدبي الحجازي. ومما يزيد الأمر سوءًا أن اللغة التركية هي لغة المخاطبات الرسمية -فتدهورت اللغة العربية، وظهرت المؤلفات الحجازية التي تحمل في طياتها كلمات تركية.
القرن الثالث عشر:
نستطيع أن نقول بأن الحركة الأدبية قد ماتت تماماً في هذا القرن.. فالحروب والغزوات والمشاكل قضت على أي تطور أو -على الأقل- بقاء أدبي أياً كان -فالمعارك بين الأشراف ((مكة)) والسعوديين ست وخمسون غزوة ثم كانت هناك نزاعات بين الأشراف أنفسهم.. كما أصبح الحجاز قاعدة لحرب محمد علي باشا مع الدعوة المصلحة الوهابية.
عصر الملك حسين:
يعتبر هذا العصر حياة جديدة للأدب الحجازي -فحركة التعليم نشطت في المدارس الأهلية والأميرية وساعدت على تكوين النهضة الفكرية المعاصرة.
العصر الحاضر:
في هذا العصر ظهرت الأفكار في كتاب أدب الحجاز.. وعلى صفحات صوت الحجاز -وما أنعش الحركة الأدبية رفع الحواجز المفروضة في العصر السابق، وهكذا تدرجت هذه الحركة إلى يومنا هذا..
هذا -وتناول الكتاب ترجمة لأهم روّاد الأدب الحجازي وبعض آثارهم وهم: أحمد إبراهيم الغزاوي، أحمد السباعي، أحمد العربي، أمين عقيل، أحمد قنديل، حسين خزندار، حسين سرحان، حسين سراج، عبد الوهاب آشي، عبد القدوس الأنصاري، عبد الحق النقشبندي، عبد الله عمر بلخير، علي حافظ، عمر صيرفي، عزيز ضياء، محمد سرور الصبان، محمد حسن فقي، عبد السلام عمر، عمر عرب، عبد الحميد عنبر، محمد سعيد العامودي، محمد حسن كتبي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :311  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .