يحزنني أن أنظر كل فراشة |
تتعانق في نور فراشة |
وأراني أتداخل في ظل المنفرد |
في ركن ليلي أغني أو أحلم |
أن أتملى من لمحة من يقف بباب القلب بشاشة |
في رقة قالت: |
هل تسمح أن نمضي هذا الأسبوع على البحر معاً في رفقة |
ومضينا.. |
كان الشاطئ يسرع في زمن اثنين التقيا في ماء البحر |
ولم يجتليا عمقه، |
تعرض عني، |
في فرح الطائر أو حزن العابر، |
في خيط مشدود |
تعرض عني.. فأبوء بأحزاني كالطفل المكدود |
كوني امرأة تأخذ من قلبي زهراً أو نهراً |
كوني امرأة تتفتق تترقرق تعبق عطراً |
ورأى في عينيها شيئاً كالومض |
ما هذا؟ |
قالت لا شيئاً.. وراحت تبكي |
يدها في يده والدرب الأخضر ممتد |
انعطفت حين رأت درباً آخر |
سقطت يده.. راحت تومئ للأفق الأبعد |
قبلها.. فأشاحت عنه |
وراحت تحلم بفضاء من ليلك. |
حدثها عن وحدته، |
حدثها عن أشواق زمان، |
حدثها ألطف عينيه بعينيها |
لم تتكلم.. صعدت درجات السلم |
أومأ بالحب لها ومضى |
في طوق الليل المبهم |
كان الطفل يجاذبها في ظل أبيه |
وكانت تتباعد.. تتباعد |
فبكى، وقف الطفل يحدق في أذيال خطاها |
ومضت تحت غبار الأيام. |
أنت الآن وحيدة |
تنتظرين يداً تحمل عقد جمان وبريقاً |
هل تلك يد منشودة؟ |
يرسم في دائرة الريح رغيفاً وينادي |
يا أمي أين أبي وبلادي؟ |
وقفت بالباب المفتوح ونادت يا عمر: |
أطفالي يتحرون قراك على نار القدر الليلي |
فهل ننتظر؟ |
إن هذا الصغير العليل سيحمل عبء البلاد |
أيقوى العليل على حمل عبء البلاد؟ |
ولماذا يبتهج العربي إذا بُشر بالذكر؟ |
وينتحب إذا بُشر بالأنثى؟ |
في ركن الخطباء - في الهايدبارك - |
في ركن الخطباء توقف يتأمل ذاك الحشد المتحلق حول الخطباء |
وحول الهتافين.. |
لم يفهم شيئاً مما قالوه سوى أن الأوطان تضيع بأيدي الخطباء |
وأيدي الهتافين.. |
في ميدان الجندي المجهول |
رأى غانية في حضن فتى أجعد |
ورأى امرأة تتجرد، وامرأة تتمرد |
فتداعت في خاطره الأشياء |
تضيق وتمتد.. |
قلب بين يديه الوَدَعَ وقال: |
كن حذراً ستموت غريقاً في كلمة |
وقفت تتأمل كل خطوط يديه وقالت قارئة الكف: |
أنت فتى مرهف.. |
كل خطوط يديك تدور تدور تلتف |
فتألف نفسك وتزهد في الضوء المترف |
وقف الشاعر يتغنى بجمال الممدوح.. وحين مضى |
أخرج في أذيال الممدوح لسانه.. |
يا فاروق لا تكتب إلاَّ ما يميليه عليك يراعي |
أو تتكلم إلاَّ بلساني |
يا قلب لم أتألف ألوان القلم الثاني |
يا فاروق كن رجلاً لا إمّعة |
وانظر ما بين يديك |
انثر من أقنعة الطاؤوس ومن غمغمة الصعلوك |
ما بين يدي سوى شمعة.. كلمة تصنع حرّاً |
أو تفتح باباً للريح |
نظرة.. تغني عن ثرثرة الكلمات.. |
في المرآة نرى أنفسنا من غير طلاء. |
وقف الطفل كالببغاء يعيد النشيد |
فقال المعلم أحسنت |
قال الصغير لماذا نردد هذه الأناشيد يا سيدي؟ |
لم يجبه وضاع السؤال |
في زمن الماء نغني |
ولكنا في زمن الصحراء نتجافى ظل الإباء |
الكلمة رؤيا أو حكمة |
حين يختلف النيرون يضيئون وجه الحقيقة |
أوصد الباب حين تباغتك الزوبعة |
وكن واحداً لا تكن إمعة. |