إن محمد سعيد خوجه لا يكتفي بالدعوة إلى الارتقاء بمستوى المعلم، بل يتطرق إلى (طرق التدريس) ووسائل الضبط والإلقاء، والأداء الفني، والنظام المدرسي، فكما أن مستوى المعلم يكون سبيلاً إلى حسن التحصيل، فكذلك طريقة التعليم، والتدريس يجب أن تحتوي على كثير من النظريات، وصنوف المعرفة والأساليب المقصودة لتوجيه الناشئة وضبطهم بالكلمة اللينة، وحسن الإلقاء، وإعداد أدوات التوضيح، والنزول إلى مستوى التلاميذ، وتحريك روح المناقشة والمنافسة بينهم.
وهنا يكون دور المربي الصحيح، والمعلم العظيم، فعلى الرغم من أنه ينبغي للمعلم أن يختار دائماً الطريقة، ونوع الأسلوب، ونوع أدوات التوضيح التي يستخدمها في ضبط الناشئين، وجذب انتباههم في كل موقف من المواقف التعليمية، فإن عليه أيضاً أن يدرك العلاقة بين هذه الطرق، وما يرغب فيه المجتمع، وترغب فيه البيئة في ضوء القيم الإسلامية، والمفاهيم الخلقية والاجتماعية.
ونستمع إليه وهو يقول: (إن إلقاء الدرس فن، والتدريس فن، ويجب أن يكون إلقاء الدرس بصورة فنية، لأجل أن نجني ثمراته، إن الإلقاء يؤثر في النفوس أثراً محسوساً، وبقدر ما يكون الإلقاء جيداً يكون التأثير أقوى وأعظم)(1) .