شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
10- علي حسن فدعق
يشارك الأستاذ (الفدعق) صديقه الأستاذ محمد حسن فقي القول بأن (محمد سعيد عبد المقصود) كان (فَلْتة) من فلتات هذا البلد، ويقول (بكل صراحة) إنه كان ظاهرة عظيمة، لديه طاقة إنسانية عظيمة، وكان مخلصاً وعلى خلق وطني، ثم يواصل حديثه قائلاً (1) :
(كان -رحمه الله- يتعشق الأدب والأدباء، ويتعرف عليهم ويرعاهم بحكم وظيفته كمدير مطبعة وجريدة (أم القرى). أنا كنت صغيراً بالنسبة إليه، يعني من أدباء الدرجة الثالثة، وهو يعتبر من الرعيل الأول.
إنّ ذكرياتي معه قليلة بسبب فارق السن الذي بيننا، وهذا لا يمنع أن أحب الأديب محمد سعيد خوجه، وأحبه كثيراً لأن له مواقف وطنية وأدبية مشرفة. والرجل موقف، أي إنسان يؤرخ له أو يكتب عنه شيئاً يبحث عن موقف له، أما الحياة الروتينية فلا قيمة لها بالنسبة إلى ذلك الإنسان..
من جملة الأشياء التي أعجبتني في (محمد سعيد) أنه كان وطنياً رائعاً صادق الإجراء، فمثلاً: عندما فكر هو والأستاذ عبد الله بلخير في إنشاء كتابهم (وحي الصحراء) كنا من الرعيل الثاني، فكرنا أن ننضم إليهما، وحاولت من باب الطموح أن أدخل مجلسهما لأقنعهما أنا والسيد هاشم زواوي وعبد السلام الساسي أن يضمانا إليهما. لم يكن (محمد سعيد) رحمه الله ليُسمعني كلمات قاسية فقد أتى وجلسنا في مكان منفرد، وأقنعني بأننا لم نصل إلى مستوى الرعيل الأول (أولاً)، وثانياً أنه إذا قُدِّر واستطعنا أن نثبت أقدامنا في مسرح الأدب والمحيط الأدبي فإنه سوف يساعدنا.. وخرجت وأنا مقتنع بأننا لسنا في مستواهم فكرياً وأدبياً. هذا موقف..
وفي موقف آخر، أذكر أنه كان يوجد في حارتنا (حارة الباب) رجل اسمه ((خليل جيزاني)) تربطه صداقة مع عائلتي. ذهبت لزيارته في مطبعة (أم القرى) وكانت عنده ممارسة أدبية، وهناك قابلت الأستاذ محمد سعيد خوجه في مكتبه وكان حديثه رائعاً معي، لا أنساه مطلقاً، يدل على عمق أدبه وإخلاصه. وبعد ذلك سافرت إلى الخارج كي أتعلم، وبلغني هناك نبأ وفاته رحمه الله، وقد حزنت عليه كثيراً.
أمَّا الجانب الأدبي فقد كان رحمه الله يكتب مقالاً أسبوعياً في النقد والاجتماع والأدب، تحت إمضاء (الغربال)، وكان الكل يقرؤه. وفي الواقع كانت مقالات لطيفة فيها نقد اجتماعي وأدبي وأشياء لا تصدق أن كاتبها موظف حكومي. وكان الناس يرتاحون لكتابته ويتحدثون في مجالسهم عن (الغربال): اليوم كتب كذا، وقال كذا، لأنه يتناول قضايا الناس ومعاناتهم، ورغم مركزه الرسمي كمدير لجريدة ناطقة باسم الدولة، فإنه كان يكتب بما يمليه عليه ضميره، وهذا جانب مهم في شخصية الشيخ محمد سعيد عبد المقصود رحمه الله.
- كنا نحبه لأنه ذو أخلاق رفيعة، وكان ودوداً مع أصحابه ولا يعرف الكبر، كان يزورهم ويتفقد أحوالهم. وقد ورث ابنه البار الأستاذ عبد المقصود خوجه منه هذا الحب للأدب والأدباء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :361  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج