شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
8- محمد حسين زيدان
- ويقول الأديب الأستاذ محمد حسين زيدان (1) : ((نبغ في مكة المكرمة شباب أمثال: عمر عرب، عبد الوهاب آشي، حسين عرب، محمد سعيد عبد المقصود، أحمد السباعي، إسحاق عزوز، حمزة السناري. وفي جدة محمد حسن عواد وأحمد قنديل)).
ويؤرخ لمحمد سعيد عبد المقصود على أنه أحد الذين نهضوا من تأثير القومية العربية، وكثرة الأدباء، ومن تأثير مدرسة الفلاح.
هو لا يعتبر من الرعيل الأول مثل: عمر عرب، وأحمد إبراهيم الغزاوي، بل من الجيل الثاني، حتى إذا نبغ كان هو جيلاً أول.
- مزاجه مزاج الغاضب.. سريع الغضب، شديد التعب، لذلك تعب كثيراً، وكثير من الشباب يريد أن يكون من أصحابه وأصدقائه، لكنه كان يتخير الأصحاب والأصدقاء، لأنه يضيق بكثير من الناس، لهذا لا أعرف له أصحاب سوى أحمد ملائكة والقدسي، ثم أحمد سباعي وعبد الله بلخير. وأول ما عرفته كنت في المدينة المنورة، وكان مدير المطبعة ورئيس تحرير جريدة ((أم القرى)). كان يكتب تحت إمضاء ((الغربال))، ووقعت بيني وبينه مشادَّة. كان متحمساً للأدب الحجازي. أنا قلت: لا يوجد (أدب حجازي) أو (نجدي) أو (مصري).. الأدب هو أدب اللغة العربية وأدب العرب، وقد ردَّ في (الغربال)، ولم أردّ عليه.
- كان رحمه الله موضع ثقة (يوسف ياسين)، وهذا موضع ثقة الملك عبد العزيز، حماه من أن يزاح عن المطبعة، أو يمنع من الكتابة..
كُلِّف مع الشباب بالاحتفال بأعيان الحجيج.. يقيم الحفل في بيت (ماجد كردي) أمام الجمرة الوسطى.. كنت حاجاً (سنة 1353هـ أو 1355هـ)، وكنت مدعواً للحفل. جلست على كرسي، ليس في الصفوف الأولى وليس في الأخيرة بل في الوسط. قال لي السباعي: المكان للضيوف! قلت: يا أحمد، (خليني جالس)، أحفظ لك الكرسي، حتى إذا جاء شخص ولم يجد كرسياً قمت أنا. (لا تقوِّم أخوانك.. خليهم ماسكين الكراسي). جاء الدكتور أحمد فريد رفاعي صاحب (عصر المأمون) يبحث عن كرسي.. أنا لا أعرفه ولكن أعرف صورته، فقد قرأت كتابه (عصر المأمون)، كتاب ضخم وموسوعة. قلت له: دكتور فريد.. دكتور فريد.. اتفضَّل. وقمت من فوق الكرسي وجلس هو..
أكبر محمد سعيد هذا العمل مني، وكان واقفاً مع محمد سرور الصبان. قال لي محمد سعيد: أشكرك. قلت له: ما أقبل. قال: ليش. قلت: لأنك تتصور أن هذا المحل (حقك وحَقَّ السباعي).. هذا المحل للمكيين، محل البلد.. محلنا جميعاً، أنا وأنت فيه سواء. قال: طَيِّب، أنا أشكرك، قلت: هذه أقبلها -وكان محمد سرور يسمع، (ثم جابو كرسي) -ومحمد سرور رجل ذوق ومحترم- قدموا له الكرسي فقال: هذا لي ولاَّ للشيخ محمد؟ (عشان أنا محمد وهو محمد)، قلت: لا للشيخ محمد، ضحك محمد سعيد عبد المقصود وضحكنا جميعاً، ثم جلس على الكرسي، وحسنت العلاقة بيني وبين الشيخ محمد سعيد خوجه، وأحمد السباعي منذ ذلك الوقت.
- نأتي لنقطة كتاب (وحي الصحراء) الذي جمعوه. كان الحماس عن الحجاز وأدب الحجاز أساس ذلك الكتاب. وأظن أن الكتاب لم يكن اسمه (وحي الصحراء) ولو ترك الاختيار لمحمد سعيد لسمَّاه ((أدب الحجاز)) (2) . إن تسمية ((وحي الصحراء)) ليست من وحي عبد الله بلخير أو محمد سعيد خوجه، وأظنها من حصافة (يوسف ياسين)، كان رجلاً مهماً، وكان قوة لمحمد سعيد ولإصدار كتاب (وحي الصحراء).
- وفي ختام حديثه يقول الأستاذ محمد حسين زيدان: ((الواقع لا نعرف عن (محمد سعيد عبد المقصود) إلاَّ طهارة العِرْض، وطهارة القرض، لأنه كان في جو طهارة.. وعندما بدأ الريال (يهرج) وصار عند الناس فلوس صارت قذارة!. لقد تعب (محمد سعيد) وتعبت صحته، ومرض، وكنت أتصل به، وأزوره. رحمه الله وأسكنه الجنة)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :291  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.