شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار ))
افتتح الحوار بسؤال من الأستاذ علي المنقري من ديوان المظالم بجدة، حيث يقترح أن تتعاون الرابطة مع شقيقاتها من الجمعيات الإسلامية المتناثرة في أركان العالم، لملاحقة كل من يسيء إلى الإسلام والمسلمين بإقامة دعاوى ضدهم.
وأجاب معالي الدكتور أحمد على السؤال بقوله:
- أعتقد أن هذا رأي صائب وسليم، لأنه في كثير من الحالات الطريقة الوحيدة التي نستطيع فيها أن نحمي حقوق المسلمين هي إقامة دعاوى، وهذا أمر أعتقد أنه ممكن فعلاً أن يكون ناجعاً في كثير من الحالات، ربما بعض الحالات تكون لها صبغة سياسية، مثلاً على سبيل المثال: الأسبوع الماضي كان هناك ندوة عن القدس، وتعلمون - طبعاً - خطورة الوضع في القدس في الوقت الحاضر، والهجمة الصهيونية على مدينة القدس، وتهويد القدس، والسعي إلى إزالة الطابع الإسلامي والعربي للمدينة المقدسة.
- من ضمن القضايا التي ذكرت كان هناك اتفاقية عقدت بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية على شراء قطعة أرض في القدس، لتكون مقراً للسفارة الأميركية مستقبلاً في القدس، طبعاً حتى الآن الولايات المتحدة سفارتها خارج تل أبيب، وهناك مساع صهيونية وضغوط صهيونية لنقلها إلى القدس؛ واتضح أنَّ الأرض التي باعتها إسرائيل للحكومة الأميركية أرض وقفية، فلذلك أقيمت دعاوى في الوقت الحاضر في الولايات المتحدة الأميركية ضد هذا العقد، ووجد هناك إخوان فلسطينيون بجنسية أميركية، وفعلاً أقاموا دعوى وهم لهم مصلحة، باعتبار أنَّ هذا وقف إسلامي، وأنَّه لا يجوز المساس بالوقف الإسلامي، وأقاموا - فعلاً - دعوى في المحاكم الأميركية ضد هذه العملية، وفعلاً في كثير من الحالات تحتاج إلى أن تقام دعاوى من أجل حماية المصالح والقضايا الإسلامية، وكذلك الهجمات التي قد نعاني منها في كثير من الحالات، فلذلك نؤيد كل التأييد الاقتراح الَّذي تقدم به الأخ علي.
 
وسأل الأستاذ عبد الحميد الدرهلي قائلاً:
- لقد نتج عن التعصب الديني الأعمى في البلاد الإسلامية الانحراف عن الدين الإسلامي، مثل الشعوذة، والولاء للأولياء، وصدور الفتوى للصالح الخاص، مما يتنافى مع العقيدة الإسلامية؛ وكذلك الخروج عن الدين الحنيف، فبرزت على الساحة: القاديانية، والإسماعيلية، والإباضية، والعلوية، والنصيرية، والدرزية، وأخيراً العلمانية؛ وقد حدث من جراء ذلك الصراع النفسي والاقتتال الدموي بين هذه الفئات، مما أصاب الإسلام في الصميم؛ هل سعت رابطة العالم الإسلامي لدعوة العلماء المسلمين لعقد مؤتمر عالمي لوضع الخطط من أجل إزالة هذه الاعتقادات الزائفة الخارجة عن الإسلام، وإبطال الشعوذة والتحريف من أجل العودة للإسلام الصحيح؟ وفقكم الله.
ورد المحتفى به قائلاً:
- طبعاً من المعروف أنَّ ظهور الفرق الضالة ليس بالأمر الحديث، وهذا أمر معروف منذ صدر الإسلام؛ طبعاً هناك وسائل عديدة لمقاومة مثل هذه الانحرافات، والأمر يتطلب التعاون الوثيق بين جميع الهيئات والمؤسسات الإسلامية، والحكومات الإسلامية، فعلى سبيل المثال: بالنسبة للقاديانية هناك جهود لمحاربتها من قبل المسلمين، ولكن للأسف الشديد هناك بعض العناصر ذات النفوذ على الصعيد الدولي، تؤيد وتساند مثل هذه الانحرافات، لكن بتضافر الجهود يمكن إضعاف هذه الانحرافات، وعلى سبيل المثال: عندما منعت المملكة العربية السعودية القاديانية، وفي نيجريا - مثلاً - أعلنت مثل ذلك اقتداءاً بالمملكة، وقد أدى ذلك إلى فعل كبير جداً، إذ نبه الناس إلى أنَّ القاديانيين ليسوا بمسلمين، وأعتقد إذا تضافرت الجهود يمكن - فعلاً - محاربة هذه الانحرافات، لكن المشكلة الحديثة في الانحرافات هي مشكلة الأحباش، هذه الفئة التي بدأت في لبنان، والآن تعمل بقوة - وبقوة كبيرة جداً - في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في أوروبا.
- أنا كنت في الدنمارك الأسبوع الماضي للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية الاجتماعية، فوجئنا بأن الأحباش قد أصبحت لهم مكانة بين عدد المسلمين في الدنمارك، حيث يشترون عدداً من المدارس بمبالغ كبيرة جداً، وعندهم مسجد إلى غير ذلك؛ وتظهر بين آن وآخر مثل هذه الفئات الضالة، وهذا يتطلب من المسلمين من رجال الإعلام توعية المسلمين بخطورة هذه الفئات الضالة؛ وشكراً.
 
وورد سؤال من فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني يقول فيه:
- أبالسة الأرض من المبشرين والمنصرين الَّذين يسعون لإطفاء نور الله، زعموا أنَّ أفريقيا في عام 2000 ميلادية سوف تصبح قارة نصرانية كلها تحت شعار الصليب، هكذا زعم أنصار الضلالة، فماذا ستفعل رابطة العالم الإسلامي تجاه هذه الحملة الشرسة؟ وشكراً.
وكان رد معالي الضيف ما يلي:
- لا شك أنَّ هناك حملة تنصيرية قوية جداً، ليس فقط في القارة الإفريقية، وإنما في جميع أنحاء العالم؛ وطبعاً الرابطة لا بد أن تتعاون، إذ لا يمكن أن تقوم لوحدها بهذا الجهد الكبير. لا بد أن تتعاون مع جميع الهيئات والمؤسسات والحكومات الإسلامية لمواجهة هذه الحملة التنصيرية؛ بالنسبة لإفريقيا: لا شك أن هناك تركيزاً خاصاً على القارة الإفريقية، وربما البعض يتوقع أنه ربما ينتخب بابا إفريقي في المستقبل القريب، وهم يهيئون شخصية أو كاردينال إفريقي يعمل في الفاتيكان في الوقت الحاضر، يهيئونه لأن يكون البابا المقبل، وبذلك يريدون أن يشددوا من حملتهم التبشيرية في القارة الإفريقية بصفة خاصة؛ لذلك فالأمر يستدعي أن نتعاون جميعاً، سواء رابطة العالم الإسلامي، أو المؤسسات الإسلامية الأخرى، أو الإخوان المهتمون بشؤون الدعوة في جميع المجالات، وعلى رأسها المجال الإعلامي، لا بد أن نكرس جهدنا لمواجهة هذه الحملة التبشيرية في جميع أنحاء العالم بصفة عامة، وفي القارة الإفريقية بصفة خاصة.
 
وسأل الأستاذ عبد المجيد الزهراء قائلاً:
- لقد عاصرتم فترة تأسيس البنك الإسلامي للتنمية، وعايشتم المصاعب التي واجهتكم في تلك الفترة؛ هل فكرتم في كتابة بعض خواطركم أو ذكرياتكم عن أهم الأحداث لتلك البدايات؟
وسأل نفس السؤال الأستاذ علي السبيعي حيث قال:
- إننا نرغب أن يكون هناك كتاب لذكرياتكم، حيث أنها تمثل تاريخ وطن عبر فرد نعتز به.
 
وأجاب المحتفى به على السائلين بقوله:
- شكراً جزيلاً، إن الناس اعتادوا أن يكتبوا ذكريات عندما يتركون العمل ويتقاعدون، لكن الحاصل بالنسبة لي أنني انتقلت من عمل إلى عمل آخر، يحتاج - أيضاً - إلى جهد ووقت، لذلك - وللأسف الشديد - فليس لدي الوقت لكتابة هذه الذكريات، وإذا مد الله في عمري وحافظت على ذاكرتي، ربما حينما أتقاعد - إن شاء الله - أحاول أن أفعل شيئاً من ذلك؛ وشكراً.
 
وورد سؤال من الأستاذ عبد الله عبد الرحمن جاء فيه:
- قضيت وقتاً من الزمن تعمل في مدينة عدن، فهل هذا تم قبل أن تنال شهادة الدكتوراة أم بعدها؟ وما هو انطباعك الذاتي عن هذه المدينة؟ وكذلك ما مدى مساهمتك الأكاديمية في التعليم العام عندما كنت وكيلاً لوزارة المعارف؟
 
ورد معالي الدكتور أحمد علي السائل بقوله:
- بالنسبة لعدن: كنت هناك إبان الاحتلال البريطاني، وبالتحديد عام 1378، وكانت هناك جمعية إسلامية يرأسها الشيخ سالم البيحاني - رحمه الله - وذلك في فترة الحج، وطلب من حكومة المملكة العربية السعودية إرسال بعثة تعليمية سعودية إلى عدن، حيث أنشؤوا معهداً اسمه المعهد الإسلامي في عدن، وتم اختيار عدد من الإخوة من وزارة المعارف. وكنت من بينهم، وأرسلنا في ذلك العام وهو عام 1378هـ للمعهد الإسلامي في عدن، وعملت أنا في تلك الفترة كمدير ذلك المعهد، وكان معي بعض الإخوة الزملاء الَّذين عملوا كمدرسين بالمعهد في ذلك الوقت، أذكر منهم: د. محمد الشامخ، والأستاذ عبد المحسن التويجري، والأستاذ عبد الله القاسم؛ قضينا سنة دراسية في المعهد، حيث أسهمنا بقدر استطاعتنا في خدمة ذلك المعهد، وكان في المستوى المتوسط والمستوى الثانوي.
 
- بالنسبة لفترة عملي في وزارة المعارف كانت لمدة ثلاث سنوات، وطبعاً وزارة المعارف كجهاز قائم، وكنت - فقط - كمساهم في أعمال الوازرة في بعض المجالات المختلفة، التي كانت تدخل في اختصاصي بصفتي وكيل وزارة المعارف للشؤون الفنية، ويصعب التحدث عن شيء محدد عن تلك الفترة، وأترك ذلك لبعض الزملاء الَّذين عملنا سوية في تلك الفترة في وزارة المعارف.
 
وورد سؤال من الأستاذ غياث عبد الباقي يقول فيه:
- إن للإعلام دوراً هاماً في حياة الشعوب والأمم، ونلاحظ أنَّ الإعلام الإسلامي - بشتى صوره - دون المستوى المطلوب، بل يمكننا إطلاق صفة الضعف الشديد عليه؛ وأنتم بما لديكم من مقومات الرجال الأكفاء المخلصين لدينهم ولأمتهم، وتقلدكم لمسؤوليات هامة ولمراكز قيادية، كيف ترون النهوض بالإعلام الإسلامي ليصبح ممارساً لدوره المطلوب؟ وما هو دور رابطة العالم الإسلامي في هذا المجال، وخاصةً أنّ لديكم جريدة أسبوعية، ومجلة شهرية، وإصداراً شهرياً؟
 
وكان جواب معالي المحتفى به هو:
- شكراً، كما تفضل الأخ غياث، بالنسبة للإعلام الإسلامي هو ليس في المستوى المطلوب، وإعلامنا بصفة عامة. سواء في الإعلام العربي أو الإعلام الإسلامي، ليس في المستوى المطلوب بالنسبة للرابطة، كما تفضل لديها بعض الدوريات، سواء كانت الأسبوعية أو الشهرية، وستسعى الرابطة إلى تطوير هذه الدوريات بصفة تدريجية بقدر المستطاع، ولكن الحقيقة ينقصنا - أو ينقص الإعلام بصفة عامة، سواء في العالم العربي أو العالم الإسلامي - ينقصنا أشياء كثيرة؛ والسبب كما تعلمون أننا نواجه إعلاماً غربياً قوياً جداً، لديه إمكانات كبيرة جداً، بالنسبة لتقدمهم التكنولوجي، ولأسباب عديدة - للأسف الشديد - قدرتنا على التنافس قدرة محدودة، فلذلك نحن نحتاج إلى جهد مضاعف حتى نستطيع أن نسمع الآخرين صوتنا.
 
- والآن أصبح هذا الأمر أكثر إلحاحاً في الوقت الحاضر بالنسبة للتطور السريع والسريع جداً بالنسبة للإعلام، سواء بالنسبة للأقمار الصناعية أو مختلف وسائل الإعلام، ولذلك فنحن في أمس الحاجة إلى مضاعفة الجهد وإلى استثمار كل ما نستطيع من الناحية المالية وناحية الرجال، من أجل أن نواجه - ولو بقدر محدود - الهجمة الإعلامية الغربية التي أخذت في الفترة الأخيرة بسبب الضغط الصهيوني، بدأت تشوه سمعة المسلمين في الغرب، فلا بد أنكم سمعتم عن بعض المحاضرات التي ألقاها بعض الصهاينة في الولايات المتحدة الأمريكية عن ما يسمونه - أو ما يزعمونه - عن الصراع بين الإسلام وبين الغرب، وكما تعلمون ليس هناك أي أساس من الصحة لهذه المزاعم.
 
- فلذلك هناك مسؤولية كبيرة جداً على إعلامنا الإسلامي للتصدي لهذه الهجمات الصهيونية عبر الإعلام الغربي، لإيقاف أو لتوضيح الموقف الإسلامي الصحيح من معايشة الإسلام لمختلف أنواع الحضارات، وللتسامح الإسلامي الَّذي ثبت عبر العصور، فكل هذه الأكاذيب الصهيونية تحتاج منا إلى جهد وجهد متواصل ومكثف لمواجهتها، وأرجو أن تتمكن الرابطة عن طريق تطوير ما لديها من نشرات، أن تقوم ولو بجزء بسيط جداً من الواجب، وهذا لا يقل من مسؤولية وأهمية وسائل الإعلام الأخرى في أن تقوم بدورها الإسلامي في هذا المجال.
 
وورد سؤال من معالي الأستاذ محمد المصمودي جاء فيه قوله:
هناك الشعوذة والانحرافات التي ذكرها أحد السائلين، هل تعتبرون أن الغلو والتنطع خطر على الدين السمح، والعمل الهادئ الرصين علم الدعاة الخيرين بالحكمة والموعظة الحسنة؟
وكان رد معالي الضيف ما يلي:
- كما هو معروف إنَّ الإسلام ضد الغلو وضد التطرف، فكلنا يعلم أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم نهى وشدد وغلظ في النهي عن الغلو؛ فنحن أمة وسط ولا بد من أن نتكاتف - جميعاً - لنوضح هذه الحقيقة لأصدقاء الإسلام في الخارج ولأعداء الإسلام، وفي نفس الوقت - أيضاً - إرشاد وتوعية شباب المسلمين، لأن الإسلام ضد الغلو، وأنَّ الإسلام هو دين وسط، ونحن أمة وسطية؛ وهذا السعي لمحاربة الغلو في نفس الوقت يجب أن نميز بين التدين وما يسمى بالغلو والتطرف؛ فالَّذي نخشاه - الآن - هو أن بعض الجهات في محاربتها للغلو والتطرف، هم أيضاً يتطرفون، بمعنى يقاومون التدين، فعلينا - واجب - يجب ألاَّ نخلط بين التطرف وبين التدين، ولا بد أن نوضح هذه الحقيقة لجميع من يهمهم أمر الأمة الإسلامية، سواء من الدعاة، أو المرشدين، أو المسؤولين؛ وشكراً.
 
أما سؤال الأستاذ عبد السميع محمد فكان:
- رابطة العالم الإسلامي عبارة ثلاثية الألفاظ، تعنى ضمن ما تعني وحدة وتضامن المسلمين في كل مكان، عقائدياً، وفكرياً، حسياً، وروحياً؛ كما تعني في مضمونها العام نصرة قضايا الإسلام والمسلمين في كل شبر من الكرة الأرضية، دينياً، واجتماعياً ثقافياً، وإعلامياً سياسياً واقتصادياً، وغير ذلك مما يعد من أسباب النهوض بالمسلمين في كل مكان.
- ترى هل الرابطة استطاعت - عبر تاريخها المديد - أن تحقق تلك المقاصد الشرعية والإنسانية النبيلة، كما تفعل الهيئات الصليبية والمنظمات الكنسية في أنحاء العالم، بما لها من صلاحيات وإمكانات؟ مع تمنياتنا المخلصة للرابطة أن يتنامى دورها في حفظ الدماء المسلمة على أرض أفغانستان المتناحرة، وكشمير المغتصبة، والبوسنة المحتسبة، والشيشان الثكلى الحزينة، ورأب الصدع العربي الَّذي تمزقه الخلافات والمشاحنات بين الحين والآخر؛ باعتبار الرابطة هيئة إسلامية عالمية رفيعة الشأن مرموقة المكانة، تنطلق في عملها من أرض الوحي ومهبط الرسالات، ويشترك في عضويتها نخبة من جهابذة علماء الأمة الثقاة.
ورد معالي الضيف على سؤال السائل بقوله:
- الحقيقة كما تعلمون جميعاً: أن التطلعات أكبر بكثير مما نستطيع تحقيقه، فلا شك أن الآمال والتطلعات من الرابطة أكبر بكثير مما أمكن تحقيقه، فنحن نتطلع إلى أن تقوم الرابطة بدور أكبر بكثير مما قامت وتقوم به.
- وبالنسبة لهذه القضايا، طبعاً كل قضية الرابطة سعت وبذلت بعض الجهد فيها، بالنسبة للقضية الأفغانية، الرابطة خلال فترة الجهاد دعمت وبكل حماس المجاهدين، ثم حينما نكبنا بالصراع بين الإخوة في أفغانستان قامت الرابطة، بإرسال العديد من الوفود من أجل لم الصفوف وتوحيد الكلمة؛ وشاركت - أيضاً - في هذه المجهودات مع مؤسسات أخرى، وكانت هناك بعثات مشتركة بين الرابطة وعلماء في باكستان، وعلماء من العالم الإسلامي؛ وفي هذا المجال نفس الشيء بالنسبة للشيشان، رابطة العالم الإسلامي - عبر هيئة الإغاثة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية - سعت لتقديم العون للاجئين في الشيشان، وهذا يعني أن الرابطة سعت في حدود إمكاناتها لبذل الجهد ومساعدة المسلمين لمواجهة هذه القضايا، وإيجاد الحلول لها؛ ولكن بطبيعة الحال هذه القضايا أكبر بكثير من جهد الرابطة لوحدها، أو حتى المؤسسات المشتركة؛ وندعو الله - سبحانه وتعالى - أن تتمكن الأمة الإسلامية مجتمعة مؤسسات وحكومات، للتعاون لمواجهة هذه التحديات الكبيرة وهذه القضايا العظمى، التي أشار إليها الأخ عبد السلام.
 
وسأل كل من الأستاذ محمد صادق دياب، والأستاذ محمد أمان أحمد سليم، عن انحراف الأحباش، ونشأتهم، وكيفية انتشارهم؟
 
فأجاب معالي الدكتور أحمد محمد علي على السائلين بقوله:
- للأسف الشديد هذه الفئة على ما يبدو أنها بدأت في لبنان، وهناك - للأسف الشديد - بعض القوى التي تساندها مادياً وأدبياً، وللأسف الشديد انتشرت هذه الفئة الضالة من لبنان إلى مناطق في ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي، وكذلك في مناطق عديدة في أوروبا، كما ذكرت لكم ما شاهدته الأسبوع الماضي في الدنمارك؛ هذه الفئة - للأسف الشديد - يكفرون العديد من الشخصيات الإسلامية، وكثير من فقهاء المسلمين الَّذين أجمعت الأمة على صلاحهم وعلى رشدهم، فهم يكفرونهم ويصدرون العديد من الفتاوى التي فيها خروج واضح على الإسلام، وبعضها فيه نوع من الإباحية إلى غير ذلك؛ فالحقيقة هذا شر تعاني منه الأمة، ونحتاج إلى أن نكثف الجهود لمواجهة هذه الفئة الضالة، قبل أن تستشري ويزداد انتشارها في العالم.
 
د. سامي حمودة أورد قبل سؤاله بيتين من الشعر فقال:
بوادر الخير قد جاءت لتنهمرا
تقـول أهلاً بكـم فالقصـد قـد ظهـرا
تواصل العزم في إخلاص منهجكم
حتى وصلتم دياراً أبكت النظرا
 
- فما هو أكثر موقف أثر في نفسكم من خلال زياراتكم لمختلف بقاع المآسي الإنسانية في العالم الإسلامي؟
ورد الضيف قائلاً:
- والله السؤال ليس بالسهل نظراً لكثرة مآسي العالم الإسلامي، وللأسف الشديد فمظاهر الفقر في كثير من عالمنا الإسلامي تحزن الرائي، ولكن - طبعاً - أحدث مأساة شاهدتها هي مأساة سراييفو، فكما تعلمون في الأسبوع الأخير من شهر رمضان أتيحت لي فرصة زيارة سراييفو، ومن المحزن هناك حينما تشاهد الملاعب والحدائق كلها تحولت إلى مقابر، يعني ملعب أولمبي حتى خشبان الكرة لا تزال موجودة فيه وهو عبارة عن مقبرة، وكلها مقابر حديثة، دفن فيها الأطفال الَّذين كان مفروضاً أن يلعبوا فيها؛ أحد الإخوة الَّذين اجتمعت بهم - وهو مساعد رئيس المشيخة الإسلامية في سراييفو - في يوم واحد فقد خمسة من أقاربه، ذهبوا للبحث عن ماء الآبار بعد انقطاع الماء عن المنازل، وكانوا واقفين صفوفاً ينتظرون دورهم ليأخذوا حاجتهم من الماء، فانفجرت قنبلة من قنابل الصرب التي يقذفونها بين آن وآخر من قمم الجبال التي تحيط بسراييفو، فأودت بحياتهم في لحظة واحدة؛ فهذه من المناظر المؤثرة المحزنة التي شاهدتها قبل أسابيع.
 
- وورد سؤال متعلق بهذه الزيارة للسائل علي أحمد بارائد، يطلب فيه أن يتحدث معالي الضيف عما يحتاج إليه المسلمون في سراييفو من إخوانهم المسلمين عامة، ومن إخوانهم في المملكة بصفة خاصة؟
ورد معاليه قائلاً:
- كما تعلمون أن البوسنة والهرسك ككل، تعرضت لما تعلمون به من العدوان الصربي، وهو أبشع عدوان يمكن أن نعرفه - جميعاً - لسبب بسيط، لأنه كان يحدث أمام عدسات آلات التصوير، وكان العالم كله يشاهد المآسي بأم عينيه ليل نهار على شاشة التلفاز، وللأسف الشديد يقف العالم متفرجاً على ما يحدث في البوسنة والهرسك، وطبعاً هذه المأساة كلنا يعلمها ويعيشها ويشاهدها؛ أما ماذا يحتاج أهل البوسنة والهرسك، وأهل سراييفو الصامدون والمرابطون في البوسنة والهرسك، وفي سراييفو؛ فهم في أمس الحاجة إلى كل أنواع الدعم الَّذي نستطيعهُ طبعاً فهم في أمس الحاجة إلى أن نرفع أصواتنا عالياً، فالعالم الإسلامي ضعيف ليس في مقدوره أن يقدم لهم العون العسكري الَّذي يحتاجونه، فالأقل أن نرفع صوتنا عالياً في العالم لكي نسمعهم استنكارنا، ونسمعهم استياءنا من تفرج العالم على هذه المأساة.
- الجانب الآخر: طبعاً تقديم ما يمكن من عون مادي ومن مساعدات، وكلنا يعلم ما تقوم به الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان؛ ولقد شاهدت المشاريع التي تقوم بها الهيئة في سراييفو من إيصال الغاز إلى المساكن، ومشاريع كافل اليتيم، ومشاريع توزيع المواد الغذائية؛ فهم في أمس الحاجة إلى كل شيء؛ وهنا أيضاً هيئة الإغاثة الإسلامية في المملكة العربية السعودية تقوم أيضاً، هي طبعاً أول هيئة كان لها تدخل في البوسنة والهرسك تقوم بدور فاعل هناك.
- فأي مساعدة نستطيع أن نقدمها عبر الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك، تصل إلى من يحتاج إليها في البوسنة والهرسك بصفة عامة، وفي سراييفو بصفة خاصة؛ وكما تعلمون - بالنظر - إلى أن سراييفو مدينة محاصرة في فصل الشتاء حينما تنقطع عليهم الكهرباء، وكثيراً ما تنقطع وتنقطع عليهم وسائل المواصلات، كما هو حاصل الآن نتيجة إغلاق مطار سراييفو، هناك ما يسمى بالخط الأزرق الَّذي يغذي سراييفو.
- وعلى كل حال، فهم في أمس حاجة لأي مساعدة أو عون يقدم لهم عن طريق الهيئات والمؤسسات التي تقدم لهم العون الإغاثي؛ إذن نحن - أولاً - في حاجة إلى الناحية الإعلامية لكي ندعو ونبصر العالم أننا مهتمون بما يجري في البوسنة والهرسك، ثم تقديم ما نستطيع من عون مادي لهم؛ وشكراً.
 
وورد سؤال من الأستاذ طلعت محمد نور عطار يقول:
- ما هو موقف رابطة العالم الإسلامي من ظاهرة التطرف التي ارتبطت بالسلاح.
وجاء رد معالي الضيف كالتالي:
- التطرف نحن نسميه الغلو، فالاسم الشرعي للتطرف هو الغلو، فالغلو - طبعاً - أمر منهي عنه، والشيء المنهي عنه نقاومه بالوسائل المعروفة في الشرع؛ بالنسبة للشخص العادي فعليه أن يستنكر لقوله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه" والإمام هو الَّذي له السلطة في استعمال السلاح خاصة في حالة الغلو، فمن واجب الإمام أن يوقفه بكل الوسائل بما في ذلك استعمال السلاح، هذا شيء طبيعي؛ فلا بد أن يقاوم الغلو بكل الوسائل المتاحة، المجتمع الإسلامي لا بد أن يقاوم الغلو بكل أنواعه، لما فيه من خطورة على المجتمع الإسلامي لكل نوع من أنواع الغلو مهما كان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :432  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 116 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج