شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي))
بسم الله الرحمن الرحيم.. أحمد الله بجميع محامده.. وأصلّي وأسلّم على صفوة خلقه وعلى آله الطيبين وصحابته الأكرمين والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته وأحيّي هذا الجمع المبارك وأحيّي من جمعهم و أسأله تعالى كما تسألوا له أنتم الشفاء العاجل.
الموضوع الذي كلفت به موضوع كئيب إذا كان لكم هذا الموضوع كئيباً فانه بالنسبة لي قاسٍ وهو موضوع "الفرق".. أقول كئيباً لأن موضوع الفرق قسم ظهر المسلمين وعوّق انطلاقتهم الأولى، ولكي لا أطيل في الشرح يكفي أن هذه الفرق حكمت على ثلاثة من الخلفاء بالشرك والردة والكفر ومنعوا أحداً من أن يصلِّي عليهم وقتلوا أنصارهم وأعوانهم وتفهمون الباقي، إذا كان هذا جرى كما قال سيدنا علي إذا تجرأتم عليَّ والله إنكم على غيري أشد جرأة إذا كان عمر مشرك وعثمان مشرك وعلي مشرك فمن المسلم إذاً. هذه الفرق بعثت هكذا الغريب أن هذه الفرق تزعمها الموالي والجهلة والمأفونون والنكرات واندس فيها لما اختلط الإسلام بغيرهم وانفتح عليهم من أصحاب الديانات الأخرى، وفي الديانات الأخرى أديان وفلسفات وخرافات وأقاصيص انتقلت منها إلى هذا الصرح العظيم الذي أراده الله عز وجل وأن من كان يعرف الذين قتلوا سيدنا عثمان، الذين حاصروه أربعين يوماً وبأنه بدأ المسجد النبوي كالصحابة الكرام والمهاجرين والأنصار متوافرون ويحاصر الخليفة في عاصمته وبيته وجيوش الإسلام تقارع في كل مكان في انطلاقة عجيبة وصلت إلى حدود ما يمكن للعقل البشري أن يدركه كما قال أحد المستشرقين إن الذي جرى في عصر الخلفاء لا يمكن-عقلاً- أن يقع ولكنه وقع ولا أدري كيف!! كيف وصلت مجموعة من الناس ليست لها في الحضارة شأن وقلة من الناس بلا عتاد ولا عدة بأن يصلوا إلى إسقاط إمبراطوريتين في عام واحد. إمبراطوريتان كانتا تحكمان الأرض سوياً من عين التمر في العراق إلى مشرق الشمس يحكمها كسرى ومن عين التمر في العراق إلى مغرب الشمس يحكمها قيصر، تسقط في السنة نفسها كيف يحدث هذا!! أقرب انطلاقة قسم ظهرها بهذا الذي نجتمع من أجله اليوم لكي نتكلم عن الفرق والحديث عن الفرق يقتضي سعة في الصدر وقدحاً في الفهم وصفاءاً في الذهن وتدرجاً في الطرح لأنه ما واجه المسلمون شراً كهذا الشر وأعتقد أن هذا الذي أقوله لم يعد موجوداً في أي عالم عربي أن توفر لك الحرية الكاملة أن تقول الحق بصراحة هذا شئ عجاب، كما قال عمرو بن أبي ربيعه عندما حضرته الوفاة بكى عليه أخوه الحارث رجلاً صالحاً وكان يعرف من أخيه ما يعرف من العلاقات والتشبب والشعر قال له عمر: لعلك تبكي لما تعرف مني قال له: لا والله. قال له: وأنا على فراش الموت لا يحاسبني الله على ذنب قط فلم أعصه وإنما كنت أحوم ولا أرد فأنا إذن سأحوم ولا أرد، أولاً الموضوع يستغرق أياماً وكما سألت قالوا لي أن لك ساعة واحدة والمقدمة وحدها قد تستغرق ساعة حينئذٍ لو تكلمنا عن الفرق طبعاً أقول لكم شيئاً. إن ما يحصل في العراق هو الفرق نفسها التي سوف أتحدث عنها بالكامل موجودة على الفراش وعلى الأرض والتراب وفي الأزقة. كيف حدث لأمة لها مثل هذا الدين ومثل هذا العلم ولها مثل هذه العقول كيف يمكن أن تتجذر فيها فرق أنشأها أناس مجهولون وموالي؟! والمولى على رأسي وعيني ولا فرق على أبيض ولا أسود، ولكن قطعاً من الناحية النفسية إنه يعيش عبداً لابد أن يجد في نفسه خللاً، في حقد طبقي، وحقد استعلائي وحقد انتقامي، شئ طبيعي رجل مهمّش، رجل مملوك حرره الإسلام أو هذا الذي كان يهودياً فدخل كل يهودي لا يستطيع أن يتخلى عن يهوديته حتى ولو عاش في الإسلام مائة عام كما قال سيدنا عمر حينئذ وناس غوغاء مجهولون لا حصر لهم. يقول التاريخ الإسلامي من هؤلاء الذين حاصروا سيدنا عثمان أربعين يوماً وكان صائماً وتوسل إليهم أن يسقوه ماء كي يفطر قالوا له اشرب من الركوة..-الركوة التي كان يبول فيها- أشرب من بولك، وهو عثمان ثم دخلوا عليه دخولاً كالصاعقة وكسروا الأبواب وزوجته رضي الله عنها نايلة بنت الفرادسة وهي من فضليات النساء في العالم الإسلامي يومها وهي من السبايا في العراق لها فضل وأدب كشفت عن شعرها. على أي حال هؤلاء مسلمون وحين يرون شعرها يخرجون. قال لها: يا نايلة خذي خمارك والله إن حرمة دخولهم عليّ أشد من حرمة شعرك ثم يضعون السيف في بطنه، وتحاول رفع السيف ثم ينهالون عليه بالعُمد كل واحد يحمل عموداً وكان يقرأ القرآن كما تعرفون وقد قتل والقرآن في حجره فلما حاولت أن ترفع السيف قطعوا أصابعها العشرة فربطتهم بخيط وخطبت بالمسلمين في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.. القصة معروفه لكم بتفاصيلها من هؤلاء الذين حاصروا عثمان واتهموه بأنه مشرك وكافر وقتلوه شر قتلة ومنعوا أي أحدٍ أن يكفنه أو يغسله وبقي في مكانه أربعة أيام ثم تسلل بعض الصحابة ليلاً واختطفوه لعلهم يستطيعوا أن يدفنوه ولما خرجوا به تبعهم هؤلاء الذين يهتفون الله أكبر قتلنا المجرم.. إن ما في العراق الآن.. ثم خرج الذين يحملوه وهم ورائهم حتى كان صوت رأسه يضرب بالخشب يسمع من بعيد وقريب نسبة لركضهم به وعندما أرادوا دفنه أنزلوا الجثة وكسروها تكسيراً ولم يبقوا فيها عظماً على عظم وبقاياه دفنت.. هذا عثمان ذو النورين الذي تستحي منه الملائكة والذي قال عنه بعد تجهيز جيش العسرة ماذا على عثمان بعد هذا.. إن أمة ينشأ فيها مثل هذا ثم لا يعرف أحد منا إلى يومنا هذا من علماء ومؤرخين ولا رواد من هم هؤلاء.. من أين جاءوا.. قد يكونون يهوداً أو مجوساً لا يعرف أحد.. وتمر ويحكم على عليّ بالكفر وتعرفون من هو علي وتستمر الأمة وتستمر الأمور إلى يومنا هذا لم تنقطع يوماً والناس هكذا. هذه الأمة تمر على هذا الذي يجري فيها ببرودة لا أستطيع تفسيرها والله لو تعلمون ما يجري في العراق لاقشعرت أبدانكم المعروف أن الإعلام العالمي كله واحد بلا استثناء وقع في قبضة أيدٍ حديدية. والويل لمن يتجرأ أن يذيع خبراً لا ترضى عنه هذه الأيدي الحديدية. ولو علمتم ما يجري ولعرفتم أن المؤسس والمهندس لهذا الذي يجري قال سنعمم هذه التجربة في البلاد العربية الأخرى لاقشعرت أبدانكم.. كنا بعد خمسة عشر قرناً أمام الفضائيات وأمام العالم والتلفزيونات تنقل أخبار ما يجري في العراق. الآن ما هو من الفرق يجري وهي الفرق القديمة نفسها. إذن أي فرق نتحدث عنها الآن الحديث عنها نوع من البرود الغير مقبول.. كيف تتحدث عن الفرق من غير أن تتمزق ثيابك.. مزقت ثوباً حيث ما كنت تبكي فإن من السخط أن تكون جباناً.. حينئذ أي فرق نتحدث عنها ونحن نعاني منها أكثر من خمسة عشر قرناً، أي منذ بدء الإسلام ومزقت جيوشاً وقتلت علماء بل قضت على تلك الحلقات العلمية العظيمة الرصينة التي بدأت في العالم الإسلامي في الفصل الأول تلك التي كان فيها الشيخ شيخاً وكان الناس ينهلون من علمه التزاماً وسلوكاً وتربية وكل ما يصلنا إلى هذه الساعة هو من فتات تلك الحلقات، مزقت هذه الحلقات مزقاً بالمراء. من هؤلاء الفرق ضد الاستنكار والإنكار والتكفير والتشريق إلى أن تمزقت مزقاً وتوقف سيرها. ماذا نتحدث عن الفرق كيف يمكن أن فرقاً من هذا النحو تنشأ من أغبياء وجهلة ومندسين وحمقى وأناس كانوا مهمشين وصاروا في الواجهة استمرأوا هذا وأرادوا أن يكونوا في كل واجهة، قتلوا كل العلماء وكل الصالحين ويقال كما تعلمون أن البخاري ما صلّى عليه إلا اثنان الدفّان وخاله وهو البخاري. أي فرق هذه والله إنها أقسى مما يجري للإسلام من العشرينات من استعمار من كل دولة عربية استعمرتها دولة أوروبية أقسى من هذا بألف مرة.. لماذا يجري هذا كله ما المشكلة وما هو السبب كيف يمكن أن نمتنع عن المسلمين، خصوصاً الصدر الأول وأن يفترقوا وأن يختلفوا ويشهروا سيوفهم في وجوه بعض كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم إذا وقع السيف في أمتي فإنه لن يرفع إلى يوم القيامة.. فحينئذ هذا الخلاف الذي جرى صحيح أنه قضية مقدرة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قرأ قوله تعالى قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ (الأنعام:65)، ولمّا يأتي تأويلها بعدها نحن نعرف تأويلها.. وبالذهاب في هذا المضمار قال الرسول صلى الله عليه وسلم سألت ربي لأمتي ثلاثة كما رواه مسلم وغيره بعدة صيغ سألت ربي ثلاثاً أعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألت أن لا تموت أمتي بسنة بالقحط وعدم المطر فأعطانيها وسألت ربي أن لا يسلط على أمتي عدو من سوى أنفسهم يستأصل بيضتهم فأعطانيها وسألت ربي أن لا يجعل بأس أمتي فيما بينها فمنعنيها.. حينئذ هل هذا هو القدر الذي امتحننا به رب العالمين في قوله تعالى الۤمۤ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ (العنكبوت: 1-2). والمتأمل لما لا يمكن لعقلك أن يدركه وهو لا يدرك شيئاً له قيمة من الجنة حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هذا القانون الذي يمكن لك أن تدركه والله لو أدركته لقلت إنك لو سجدت لله من ساعة ما تولد إلى ساعة ما تموت ما وفىّ حق قدمين أو خطوتين في الجنة، هل هذا هو البلاء أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ (العنكبوت:2) ولعل الله سبحانه وتعالى أن يأجرنا على هذا مما يراد له أن يجري كنا نقرأ هذه الفرق بشيء من الكآبة والحسرة وليش حصل هذا والغريب أن هذه الفرق التي سامت المسلمين خسفاً ولا تزال حوضه مشرطه قد يكون لها دول وأحزاب وجماعات ولا تزال تعيث في الأرض فساداً حتى هذه اللحظة ويراد لها أن تقوى الآن.. الآن هناك خطط عالمية أن يؤججوا هذه الفرق في كل أنحاء العالم الإسلامي لأنها أجزى من أي احتلال أو استعمار أن يجعل الله المسلمين بأسهم بينهم.. على كل حال.. الوقت محدود.. من الطروحات التي تعرفونها جميعاً تحتاج التحكيم يقتل واحد في مستوى سيدنا علي قضية يعتقدون أنها كفر والغريب أن التفاصيل تعرفونها فأشاروا عليه بالتحكيم فلما أجابهم إلى هذا قالوا له أنت كفرت لا بد أن تتوب قال أنتم أخبرتموني قالوا لا نحن تبنا.. فأنت تتوب وإلا قتلناك.. هنا تأتي قضية التحكيم.. أنت كيف حكمت غير الله.. والله يقول في كتابه العزيز.. قلت لكم مجموعة جهلة، مجموعة عبيد معظم الطروحات كان يطرحها مولى.. والمولى ما الفرق بين الحر في الإسلام لكن المولى مولى إقرأ في علم النفس أليس مولى شغّالة خادمة في بيتك قطعاً لها نفسية معينة تجاه أسيادها لأنها مقموعة فكيف مولى وأبوه وجده في الرق ثم أنقذ الإسلام رقبته من الرق أعتقها ثم صار حضر له حلقة مع العلماء وحضر كلمتين وإذا به يسوم هذا المجتمع الخسر. فمعظم هذه القضايا مجزرة من هذه الفرق.. تخيل إنك ترتكب كبيرة وتقتل شر قتله على أنك كافر خالد في النار.. والذي يصر على الصغيرة أيضا يقتل مشركاً.. ولما صار نقاش قالوا لا حقيقة هذا النقاش في نقاش الفرقة لا يعيبها تتسمى عشرين فرقة كل واحد أخذ خمسين وتزيد كما يظهر هذا بعد قليل وخلافة هذا أنت. قلت أن مرتكب الصغيرة نحن لا نرضى معاك نحن نقول أن مرتكب الصغيرة ليس كافراً ولكنه خالد في النار.. فرقة تقوم على أنه تعترض على من جعل شعار مرتكب الكبيرة.. مرتكب الصغيرة ليس كافراً ولكنه خالد في النار ما الفرق بينهما ما أدرى والله يقول من تاب وآمن وعمل صالحاً.. من ضمن نقاشاتهم كل فرقة تتشظى مع الفرقة الثانية كل فرقة لها عدة سوابق..
معظم زعماء هذه الفرق كانوا يمارون الصحابة حتى يشعروهم بالملل.. وعوقوا الحلقات العلمية بهذه المراءاة مستغلين ذلك الجو الهادئ في تلك الحلقات من العلماء والصحابة والتابعين رضي الله عنهم ورضوا عنه من أجل هذا كيف استمر.. في الآخر ماذا يقول.. اختلفوا في أولاد الكفرة الجدد مثل عثمان.. وكل من خالفهم هو كافر واختلفوا في قتل هؤلاء الناس.. اختلفوا في أطفالهم هل يقتلون معهم أو لا يقتلون وصاروا فريقين.. الفريق المنتصر قال أنا آتيكم بدليل ستتفقون معي أن قتلهم يجوز واستدلوا بقوله تعالى وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً (نوح: 26-27) يستدلون بأنه كافر فيستحق القتل.. وبعدين قالوا كل من يرتكب صغيرة أو كبيرة مشرك معنى هذا أن جميع المسلمين ما عداهم يجب أن يقتلوا.. من المسلم الذي لم يرتكب كبيرة أو صغيرة.. كلنا جالسين هنا وقد ارتكبنا كبيرة في يوم من الأيام ولا يستطيع أحد أن يقول لا أنا أستطيع أن أقولها ملء الفم كلنا خطاء.. سواء كان ذلك أنت ارتكبت صغيرة أو أصرّيت عليها أو ارتكبت كبيرة فأنت مقتول لا محالة أنت وأصحابك وأن أطفالك يولدون كافرين.. (الحارث) قال إذا كفر الحاكم وكفر كل أتباعه وأمته والشاهد من الأمة غائب.. أما حكاية خلق القرآن والإمامة والعدم.. عبث بهذه الأمة، والغريب أن هذا العبث مستمر إلى هذا اليوم. بهذه الغيرة كيف يمكن لهذه الأمة أن تكون ديمقراطية لهذا الحد.. أمة استطاعت أن تستوعب هؤلاء وتحتضنهم وتعتبر وجودهم مشروعاً لهذا فإن كل شئ نبت جميلاً.. التشيُّع معناه أن تنتصر لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم مقابل حب معاوية وبني أمية وما يلي. ومن منا لا يفعل ذلك، لكل مسلم راية وسلاحه وصوته مع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومع مرورنا بهذا نحن نصلّي عليهم.. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد.. وأنا أسأل يوم القيامة عن حبي لهم وحبي لمعاوية أي كان معاوية كل المسلمين متفقون على هذا وإذا بهم يستغلون هذا ويجعلونه ديناً آخر والله ليس هناك دين مشترك بيننا وبينهم أما نحن وإما هم ولحسن الحظ انهم كلهم يكرهون الصفويين.. ورغم أن الشيعة يتبرأون منهم كما نتبرأ نحن من الخوارج ولكن في السنة صفات من الخوارج وفي الشيعة صفات من الصفويين إلى هذا اليوم وكلكم قرأتم التاريخ وهذه الفرق وما فيها من ضلال وهذه القسوة مع أن هؤلاء كلهم في قلوبهم الرقة والتعاطف والتهذيب مع غير المسلمين مع اليهود والنصارى كما مع رب العالمين ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن لأن من رأى ذميّاً كانوا يطبقون هذه النصوص وإلى هذا اليوم في العراق الآن قتلوا لنا ما يقارب سبعين شيخاً أعمارهم فوق السبعين ربوا أجيالاً.. ذبحوهم كذبح الخراف ولكنهم مع اليهود والنصارى في غاية الرقة والدعة والأمن والسلام.. فالأمة لم تنتفض.. الأمة تدمر شيئاً فشيئاً ولم تنتفض.. ولهذا أقول الحديث عن الفرق بهذا الذي تعرفون شئ لا يحتمله عقل خاصة نحن العراقيين من حيث إننا نرى ما يحدث في أرض العراق من ذبح بدم بارد.. يفجرون في سوق.. وقبل يومين يفجرون جنازة.. تسعين قتيلاً وأربعمائة جريح لماذا بينهم أطفال ونساء.. يفجر في سوق مزدحمة.. وأولادهم كافرين في قوله تعالى وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً (نوح: 27). والناس ساكتون.. العلماء خائفون.. والحكام خائفون.. والعدو يستمرئ هذا.. من الذي صنعه؟ من الذي مكّنه؟ من الذي أعطى؟ من الذي سيّس؟ حينئذ ماذا تنتظر من أمتك هل هذا مكر الله؟ هل هو ابتلاؤه؟ هل الأمة تجدد نفسها والله أعلم؟ احتمال أن الأمة تجدد نفسها لكي تنتظر كل هذه الدمامل والفقاعات على احتمال أن كثيراً من الناس.. سمعتم قبل شهرين تلك المرأة التي قتلها الاحتلال من الشيعة حوالي ألف واحد قتلوا شيعة عن أب عن جد قاموا معترضين على هذا الذي يجري في العراق من هذه القتول ومن هذه الاعتداءات إلى آخره كل هذا وقتلوا شر قتلة بحجة أن هؤلاء يدّعون أن زعيمهم نبي.. والله لا نبي أبداً لكنهم ناس.. وأنتم تعرفون أن القبائل العربية الحجازية واليمنية الأصلية كلها لها فروع في العراق وهذه القبائل تشيعت ولكن على المودة والرحمة والمحبة كما تشيعنا جميعاً عندما أيدنا آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.. كما قال أبو حنيفة رضي الله عنه ما فتح الله عليَّ، من العلم إلا عندما اتصلت بالباقر والصادق فأصابتني منهما روح النبوة، ومن الذي ينكر جلال هذين العظيمين وأنت تصلي بهم.. هذه الفرق تعبث بهذا القرن الحادي والعشرين كما كانت تعبث في القرن الأول في السنوات الأولى في العقدين الأولين كيف هذا.. ولكن أشد وأشرس. كانوا في السابق يقتلون بالسيف عن طريق الاستعراض وقد كانت هذه من أسباب انسلاخ بعض هذه الفرق، ومن الناس من أفتوا بجواز الاستعراض كجواز الحرب.. الاستعراض كما يحدث بالعراق الآن جيش المهدي وجيش بدر وجيش القاعدة.. إيش يسمون بالاستعراض.. يطلعون أربعون.. خمسون.. ستون واحد من هذه الفرقة الأسواق والمساجد والبيوت يقتلون كل ما صادفهم رجل أو امرأة ويسمونه استعراض هكذا في العراق.. يأتي جيش المهدي أو جيش بدر أو القاعدة تدخل في أي حي تفتك بالصواريخ والمدافع والقنابل ترجم البيوت وتحرقها وتقتل النساء والأطفال، ساعة ساعتين ثم ينسحبوا.. هذا يسمونه الاستعراض.. بدا في العقود الأولى من الأمة والآن يحدث في القرن الواحد والعشرين.. أي فرق هذه التي تجري.. كيف تجذرت هكذا لماذا المذاهب الفقيهة ذابت.. المذاهب الفقهية العظيمة.. ثم لماذا كل فرقة من هذه الفرق هدفها أن تقتل الآخر.. العنوان الرئيسي بغض النظر عن كافر فاسق كبير أو صغير لا بد أن يقتل.. هل هذا صدفة.. فيما بدأ هذا الوضوح الذي لا لبس فيه.. تركتكم على السمحاء ليلها كنهارها.. دين مكون من أركان معروفه.. إقرأ الصفحة الأولى من سورة البقرة الۤمۤ . ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ . ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . وٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ . أُوْلَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ (البقرة: 1-5) كل ابن آدم خطّاء.. والخطّاء عليه أن يتوب.. وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران: 135).. أي وضوح أعظم من هذا.. والله ما فيه في الكون كله ولا مبدأ ولا حزب ولا فلسفة ولا حكومة ولا بيان سياسي أوضح من هذا الدين وكل واحد يستطيع أن يأخذ من هذا الدين على وفق فهمه سواء كان أمياً أو أستاذاً أو مفكراً. كل واحد يجد في هذا القرآن بُغيته.. هذا يعطيك عطاءً مناسباً لقدراتك وفهمك وما تريد منه.. رب العالمين سبحانه وتعالى علمنا ما هي محبطات العمل وما هي مكفرات الذنوب وانتهى الأمر.. هذا الذي جاء إلى الإسلام شبراً صار خمسمائة كيلو متر. كل واحد عمل له إسلام، كل فرقة لها إسلام وفلسفات ونقاش ومراء والمراء مصيبة هذا الدين.. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن ترك المراء وإن كان محقاً ضُمن بيت في ريض الجنة.. هذا هو الدين الرابح الذي فهمه البدو والأعراب والذي فتحوا به الدنيا.. عندما فتح المسلمون الأرض كلها ما تألف كتاب واحد.. كتاب واحد هو القرآن وكل واحد منهم ما كان يقرأ إلا جزءاً واحداً أو جزأين، وبهذين الجزأين فتحوا العالم وصار لهم مشاكل زراعية واقتصادية وتجارية، بهذين الجزأين فتحوا الدنيا كلها وهذبوها ووضعوا القواعد وحلوا المشاكل وكانت الدنيا كلها بهذا الدين حتى جاءت هذه الفرق وليس فيها واحد ولن يكون فينا واحد يعرف من هو فلان، كلما تسمع واحد هو فلان مولى فلان.. صاحب الفترة الذي قتل عثمان هو فلان مولى فلان.. وصاحب الفترة الذي قتل عليّ هو مولى فلان.. كلها فتاوى.. هل صحيح أن هؤلاء هم علماء المسلمين.. وبالتالي وما أدري أنا والله في هذا العجب.. كيف بقيت هذه الأمة على حالها مسلمة إلى هذه اللحظة وكيف بقي القرآن بعد كل هذا.. كلكم قرأتم التاريخ.. ما سر الاندفاع في هذه الفرق. كما قلنا أولاً إنهم أناس مجهولون ويغلب عليهم الجهل.. فَهْمٌ سطحي.. فهم العيال.. فهم الأطفال.. إن أهل العلم غائبون كما غابوا عند قتل عثمان وكما غابوا عند قتل علي وكما غابوا عند قتل عمر.. ولهذا هذه الأمة أساس ذلك كله ليس لها مرجعية بل مرجعيات متنافرة.. هناك مذاهب إلى الآن لها مرجعية واحدة سواء كان خيراً أو شراً.. مرجعية توجّه المسلمين توجيهاً كاملاً صحيحاً لهذا تماسكت غالبية جمهور المسلمين. تنقصهم مرجعية ولا يسمح لهم أن تكون لهم مرجعية ربما قرأتم مقررات مؤتمر كلورادو عام 1978 والكتاب مطبوع.. اجتمع في هذا المؤتمر أساطين اليهودية والنصرانية من علمائها وخبرائها وحكامها وباحثيها وبحثوا شؤون العالم الإسلامي كيف يمكن أن يقضي فكرياً على هذا العالم، أول قرار إعدام المرجعية الإسلامية. أن لا تكون هناك مرجعية توجههم تحل قضاياهم توحد كلمتهم بالإفتاء، بالفكر تأمرهم تنهاهم ممنوع.. والمادة الثانية إن وجد واحد من هؤلاء أصبح مرموقاً معروفاً اجتمعت عليه كلمة المسلمين يشترى أولاً.. تعال سيد الأمير.. تعال سيد الوزير.. فإن أبى يهدد.. تسكت ولا تعرف شغلك بعدين وإن ما سكت تشوه سمعته.. وأنتم تعرفون أن تشويه السمعة الآن من أبسط ما يكون. هذه التكنولوجيا ممكن أن تقنع إن هذا الملاك شيطان وإن هذا الشيطان ملاك. أساليب أصبحت معروفة.. على كل حال رب العالمين سبحانه وتعالى أوضح لنا كل حركة في هذا الكون وكل ما تحتاجه.. هناك آيتان وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ (الروم: 58) والأخرى وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ (الإسراء: 89) رب العالمين ما خلّى شيء وإلا وفيه وسيلة إيضاح.. وقال ضربنا في القضايا الكبرى التي تهم العالم كله كالعقيدة ضرب المثل في العقيدة ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ (إبراهيم: 24) هذه الضربنا تهم كل المسلمين كل العالم ضرب الأولى نتعامل معها للمحلية في الأسواق وضرب المثل للعالمي وتثبيت المثل المحل اجعل لي ضرب المثل ما يدخل في العقيدة وتثبيت المثل ما يخص العمل والأفعال صرف وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا (البقرة: 265).. العمل وهكذا.. صرفنا للعمل.. وضربنا للعقيدة.. ما من جزئية في هذا الدين إلا وهي واضحة وضوح الشمس ومن وضوحها أن لها حدين، الإسلام دين حدودي.. حد أدنى وحد أعلى.. تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا (البقرة: 187).. تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا (البقرة: 229).. ما من كلمتين في القرآن مترادفتان جاء وأتى وحضر لها معنى جاء غير أتى.. أتى غير حضر.. حضر غير وصل.. وبهذا القرآن يرسم لك المطلوب رسماً دقيقاً. من أجل ذلك تعرف أن القرآن يقول: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا (البقرة: 187).. وتلك فلا تعتدوها نحن في الجامعة إذا واحد أخذ خمسين ينجح هذا الحد الأدنى وتلك حدود الله فلا تقربوها.. وإذا أخذ مائة تلك حدود الله فلا تعتدوها وأنت تأخذ أقل من خمسين أنت مخل أنت راسب.. تأخذ أكثر من مائة أنت عابث أو حرامي أو غشاش.. خافيه مائة وعشرة من مائة.. لكن أنت فيما بين المائة وخمسين أنت حر تأخذ مقبول أو جيد أو جيد جداً أنت حر، هذه بدائل.. صلاة الظهر من الساعة الثانية عشرة والنصف إلى الساعة الثالثة أنت حر فيما بينها تصلي هنا.. هذه يسمونها الحنفية السمحاء، خطان مستقيمان وأنت حر فيما بينها الانحناء في الداخل مش في الخارج اللي يمشي على قدميه هذا سوي واللي يمشي على ظهر قدميه الانحناء للداخل هذا أحنف واللي يمشي بالعكس على ظهر قدميه الانحناء للخارج هذا أفلج.. لغة دقيقة وبالتالي الحنفية كل أحكام الإسلام ما عدا حكم واحد هو لا إله إلا الله ما تقبل غلط ولا تترجم ولا تقاس عليها أفعال.. وهي مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ (إبراهيم: 24).. إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه.. الكلم الطيب لا إله إلا الله تصعد لوحدها لا يرفعها ملك هي تصعد بقدرتها والعمل لا ترفعه ملائكة والعمل الصالح يرفعه إذن أنت في دين فيه حدودية فيه سعة كل واحد جاء أخذ راية وآخر يقول لك كلكم مشركون.. واحد يقولك هذا جائز وهذا جائز وآخر يقول لك لا لا هذا فقط.. فرض الآخر.. مصيبتنا اهتممنا بـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولم نهتم بـ فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والله لو علمنا كيف كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المجرمين مع الخطّائين المذنبين كيف سمح في الأحكام في الحج وفي غير الحج كلمة أجزأك هذا يجوز وهذا يفتي.. يفتي في المكان الواحد فتوتين متشابهتين.. يقول علي بن حاتم الطائي وكان معروفاً يقابله الصيد كثيراً.. وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُواْ مِمَّآ أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ (المائدة: 4) إذا جاب الفريسة كاملة ما أكل منها فكلها فجاء علي قال يا رسول الله أنا أرسلت كان "وثاب" عنده كلب مشهور في الصيد معلم قال أرسلت وثاباً وقد نهش منها نهشة قال أمسكها على نفسك ولم يمسكها عليك فهي نجسة إرمها.. وشاءت الأقدار أن الثاني أن سعد الخشم رضي الله عنه نفس القضية قال له كلها.. ليش يقول لهذا نجسه ويقول للثاني كلها.. ابن عربي في التفسير يقول والله أعلم إنه رأى عليّاً غنياً ومترفاً وكل يوم يأكل لحماً وقال له على ظاهر النص.. والثاني لا يأكل لحمة أعطاه رخصة يعني دين بهذه السعة ودين بهذه الرحمة دين عميق.. عمق لا ينتهي في كل حال له حال.. كيفما تكون.. خذ صلاتك.. صلّ وأنت واقف وأنت جالس وأنت نائم وأنت برموشك.. حسب طاقتك.. الدين يتعامل بالصلاة أنها الركن الأساسي، أول ما يسأل عنه العبديوم القيامة. بهذه السعة وما بالك بغيره من الأحكام.. كفرنا ناس.. حكاية خلق القرآن تصوروا بعدين حكاية.. أحد من الفرق المنشقة قال رأيت الله بعيني شكله كذا وطوله كذا.. وإلى آخره وصلّوا جماعة وحزب وأتباع وإلى اليوم ما زلنا متابعين.. ما الذي أرّق هذه الأمة.. تعقد زمنا هذا بل في كل الأزمنة.. فيه واحد كان من علماء الأمة اسمه علي بن مسافر كان في الشام ضايقه بنو أمية فلجأ من الشام إلى شمال العراق في منطقة لا زال موجوداً فيها قبره اسمها عين سفلي منطقة عالية جبلية من الصعب الوصول إليها.. أنا زرت قبره وقرأت له الفاتحة.. كان رضي الله عنه متديناً وكان يفتيهم، علّمهم إلى أن مات، ما كان عنده أولاد. التقليد، في العراق وفي كل مكان تقريباً إذا ما كان عنده شيخ يخلفه ابنه إذا كان ابنه من طلاب العلم وهذا الشيخ علي ابن مسافر كان عنده ابن أخته فخلّفه مكان خاله والناس بسطاء.. وحطه مكان خاله.. طلعت فتوى قالوا نحن رب العالمين استحضرنا بالشيطان.. قال إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً (فاطر: 6).. قالوا في عدو ما ممكن الواحد يتصالح معاه.. تعالى عشان تتخلص من شره.. تعالى نعبده.. خلاص نكون خلصنا المشكلة.. طبعاً سواهم ابن شيطان إلى اليوم اليزيدي كانوا حوالي مائتين الآن حوالي مليوني زيدي في شمال العراق يعبدون الشيطان.. كما قال الأخ الكريم الاختلاف صعب، الاختلاف من واقع هذا الكون، جمال هذا الكون من الاختلاف. تخيلوا لو أن الزهور بلون واحد أو الثمار بلون واحد أو نحن سحنة واحدة أو نواة لغة عربية واحدة.. لما.. وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ (الروم: 22) جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ (فاطر: 27) إلى آخره.. هذا الاختلاف وإن كان إن شاء الله يأتي سرمدياً واحداً قالوا لا كله صار مش حلو.. فيه يهودي وفيه النصارى وفيه مسلمون والإسلام فيه مذاهب إلى آخره.. وبالتالي الاختلاف من جمال هذه الدنيا على أن يكون اختلافاً رشيداً، ومن أجل هذا قال الله رب العالمين وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا (آل عمران: 105) وإياك أن تكون فرقة.. كل من له عنوان غير الإسلام في النهاية لا بد أن يكون قاسياً.. أما المذاهب، شافعي مالكي حنفي شيعي جعفري، كلهم على رأسي وكلنا بالفقه شركاء والفقه بحر لا شأن له وما من حالة مهما شدت إلا أن هناك دليلاً يمكن أن نصححها لك مع تحريف بسيط.. حنفي شافعي، مالكي شيعي، الفقه هكذا إذا كان لك عنوان عقدي أنك تنتهي بأنك قاتل التاريخ كله ما جاء عنوان عقدي إلا انقلب هؤلاء إلى قتلة بلا استثناء بلا حصر والله قال هكذا هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ (الحج: 78).. على كل حال علماء الفرق هؤلاء الغوغاء والدهماء ما يزالون يستعملون إلى هذا اليوم.. يا جماعة الحمد لله أنتم ما عندكم أحزاب نحنا عندنا أحزاب في العراق في سوريا في مصر في المغرب كله والله ما فيه واحد اثنين ثلاثة مفكرين معلومين علماء شخصيات سياسية لكن الحزب كله دهماء.. شوف العراق الآن الأسماء فلان حزب دهماء والله العظيم الحيوان خير منه يساق كما يساق الحيوان الأجرب، ولكن هناك من يسوقهم دمَّر أضرب وكسّر وريعان وشيء انتخابي هكذا كان الخوارج وغيرهم كل الفرق السياسية الأخرى التي كانت عقائدية تسعة وتسعون منها دهماء أقتل استعراض تعرفون ماذا جرى خيال أمه بهذا النشاط بهذا الاندفاع بهذا الوضوح تسقط دولتان في آن واحد يجري فيها كل هذا أنا لا أفهم. المتشابه في القرآن كان سبباً لاستكشاف العلماء. التعبئة حتى المذاهب الفقهية عندما تصطدم اصطداماً، طبعاً بعض المذاهب شرسة تنفيك نفياً قاسياً.. نحن حقيقة بدأنا بأربعة حنفية شافعية مالكية حنابلة رضي الله عنهم أجمعين علّمونا الأدب والتسامح ويصلّي الحنفي مع الشافعي ويصلّي الشافعي مع المالكي بدون أي خلاف وأي حساسية الكل مقبول عند الكل ما دام مذاهب فقهية لا ترفض الآخر بقتله تضربه تكفره تشركه إلى آخره لا بد أن تزول ما من جماعة تنفي الآخر نفياً عنيفاً لا بد أن تزول لكي تحل جماعة أخرى تتبعها أو لا تتبعها.. التعمية قسمة ما لا ينقسم كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا تعمية في الميراث، واحد مات وعنده ولدان وعنده بيتان كل واحد يأخذ بيت وعنده سيارتان كل واحد يأخذ سيارة عنده سيف السيف لا ينقسم لا تعزير تقسم شيئاً لا ينقسم يتبايعوا إما يأخذه هذا إما يأخذه هذا والذين جاءوا بالقرآن عزين أن يأخذ نصف الحقيقة واحد قال الصلاة حرام وجماعة يصلّون.. ليش قال فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (الماعون: 4) صاح لكن بس مش هكذا كلمها قال لك عن النبي صلى الله عليه وسلم.. أول قال لنا قال.. اللي يقول قول اقتله يسموه التعزير.. التعزير في كل المذاهب السياسية الإسلامية والعقائدية التعزية كاملة واحد يقول منهم مات خلاص راح ولا واحد يسأل عليه إنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ (القصص: 56) يا أخ ما كله أخ إنك لا تهدي إلى صراط مستقيم مش تأخذ واحدة وهم اثنان مع بعض وجيت تفتي والفقهاء تفتي لك إنا فهمنا الترتيل التألق في القراءة يعني مصطفى إسماعيل والسديس.. لا.. ولكن حسن الصوت إني لأحب حسن الصوت في القرآن بل الله أشد أملاً لصاحب الصوت الحسن هذا لا ترتيل الترتيل لغة كالقرآن عربياً بلسان عربي مبين، الترتيل من أرتل والرتل مجموعة من الإبل يمشي واحد خلف الآخر يقودها واحد ويسوقها واحد بطريقة واحدة لا يمكن إلا أن تكون متتابعة وإذا كانت متفرقة نفس أرتل لو أن الإبل هذه اللي هناك جالس وهناك جالس لا يسمونها رتلاً. الرتل الذي يمشي هكذا ويتلو القرآن جعله رتلاً أي نوع من الميابيع كتاب الصلاة كتاب الصوم كتاب الحج وكتاب صدقة إلى آخره جيب كل الآيات وضعها رتلاً خليها كلها مع بعض وانظر بها قائداً وسائقاً لا تنظر بمعنى الآية وتقول قال الله في الآية فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَآ (النساء: 35) الجماعة مشوهم اثنين مع بعض فالتعمية هذه من أسباب هذا الذي جرى في التاريخ مع العلماء ومن العلماء بعدي انساقوا بعد الحركة السياسية الأولى من الدهماء ومن الموالي ومن الجهلة ومن دخل في الإسلام من اليهود والنصارى (ورط) العلماء في الموقف وخاصة العلماء الذين هم موالي يا دوب دخلوا في المعركة وصار ما صار وما تعرف منهم في التاريخ.. لا أريد أن أطيل عليكم وكله معروف لديكم ولكن طلب هذا مني.. فأحاول أن أختصر.. طبعاً الخوارج مشكلتهم مشكلة بعد أن انقسموا إلى أزارقة بعد أن كفّروا عثمان وعليّاً إلى آخره نسبة إلى خالد بن الأزرق ومعروف أن خالد بن الأزرق كان من أشد الناس مراء حتى كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه إذا رآه حاول أن يغير من طريقه، كان يملل عبد الله بن عباس بالمراء بشك غير معقول عن طريق العراقيين الأرايتيين.. أرأيت إن كان كذا.. ولرأيت إن كان كذا يجاوبه.. يجاوبه.. إلى أن ينتهي.. الدور متسلسل وما باطلاً.. وهكذا يجري.. ما بعد الأزرق.. أكد أن المشركين في النار يجب قتلهم وقال من خالفنا في هذا الرأي هو مشرك حظر على كل المسلمين أن يقولوا رأياً آخر واللي يقول إنهم ليسوا من المشركين ولا يقتلون فهو مشرك أيضاً معهم وهو يقتل معهم ما هذا العبث.. بعدين رجالات.. جماعة أبي جمعة الكنزي وجماعة أخي علي نافع.. أخي علي نافع بقوله بتكفير مخالفيه قال كل من يخالفنا كافر ومشرك يقتل.. قال لا أنا أخذ جماعتي.. طلع هو وجماعته عمل جماعة أخرى.. قال بتكفير الذين قعدوا.. القعد والقاعدين عن القتال.. والله بصراحة أنا عندما أقرأ هذه الآية أقول أمكن هذه القضية الوحيدة التي يمكن أن يجدوا فيها باب.. رب العالمين قال فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ (التوبة: 81) إلى آخره إلى أن قال وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (التوبة: 84).. يعني فيه نص بالقرآن الكريم بأنهم كفروا ولكن الاتجاه الآخر طلع عنه قالوا لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ (التوبة: 91) ما على المسلمين من سبيل قامت الأمور.. ومع هذا الذي قال هكذا هو الذي أفتى بأن الذي له بنت صغيرة وليس بكافر هو خالد في النار.. أنا لا أعرف كيف هو يخلد في النار وليس كافراً ما أدري.. والأباضية كما تعرفون مصيبتهم خاصة في خلق القرآن واستحالة رؤية الله في الآخرة وحكم مرتكب الكبيرة مساوٍ للميزان والصراط.. والبيهسية.. هذا الذي قلناه قشة في أطنان في واد من التبن وأنا أعرف أن بعضكم تضايق.. المقصود كيف يستطيع المسلمون أن يجدوا مرجعية حقيقية تمثلهم لا تتبع لحاكم معين ولا تتبع كتلة مالية معينة ولا تتبع إيحاءات من الخارج كما كان في التاريخ وإنما الأمة تترشح من واقع المدارس من واقع الدعوة من واقع الناس ترشح فلان الفلاني.. أنا عاشرت بن باز رحمة الله عليه وعرفت من علمه ومن قسوته على نفسه بالعبادة الشيء الذي لا يمكن إلا أن يكون هذا بن باز بهذه المرتبة وحينئذ كل الذين ترشحوا خلفاء مذاهب ورؤساء مذاهب ومفكرين لا أحد رشحهم من بين خمسين أو أربعين مائة طالب حتى صار إلى المستوى الذي تعرفونه إذا لم تستطع الأمة من هذا المقطع وترشح لديها عشرة، عشرين، ثلاثين واحد يشكلون مرجعيات حقيقية توجد هناك مرجعيات مثل منظمة المؤتمر الإسلامي مجمع الفقه الإسلامي إلى آخره ألا لا تشمل المسلمين جميعاً ليس لها تأثير في الشارع.. كيف يمكن للمسلمين أن يتوصلوا إلى مرجعية تضم المسلمين جميعاً بهذا الفهم الذي أمرنا الله به أن نتساهل فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ (آل عمران: 159).. كيف نصل إلى مرجعية ليست فظة، الشرك لا يأتي على لسانها لا تشرك رجلاً قال لا إله إلا الله ولو شققت عن قلبه.. قالها خوفاً من السيف.. قال شققت عن قلبه.. هذا الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم.. إذا وصلنا إلى هذا فهذا هو الحل.. الحل الثاني أن ننسى إننا أرباب إياك أن تحاسب الناس كأنك رب.. كل الفرق الآن تحاسب الناس على أنهم أرباب، علينا أن نعرف أننا جميعاً في قفص الاتهام يوم القيامة والله إن رسول الله ولا أدري ماذا يفعل بي.. إذا كان هذا هو رسول الله.. فمن أنت إذا كنت تخشى الله عز وجل وترجو الأمن يوم القيامة التف مع أهلك مع إخوانك مع أصدقائك مع كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم مع الخطّائين.. أحب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كان الخطّاؤوين أتحسبون أن شفاعتي لكم.. قال لا.. شفاعتي للخطّائين المذنبين الملوثين من أمتي.. تصور هذا.. من منا يحتمل الخاطئة لو خطاءاً من منا يحتمل. نحن في زمن الفتنة التي يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :821  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 162 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.