شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذة بديعة قشقري))
حقيقتان هامتان ناضلت من أجلهما الشاعرة د. فوزية أبو خالد.. هما (الشعر والفكر)، كرّست قلمها لتكون عميدة الشاعرات الحداثيات السعوديات، اقترفت قصيدة النثر حين كان اقتحام هذا الشكل الكتابي يُعد إثماً حقيقياً.
هكذا، أهدت إلينا فوزية "إثمها" فقرأناه خلسة في عنوان يمسّ ذاكرة كل فتاة تنتمي لهذه البقعة التي تسمى الوطن. (إلى متى يختطفونك في ليلة العرس؟).
فمن أسئلة الصبا الأولى واحتجاجات العقل الأنثوي على شريكه (في السبعينيات) إلى أسئلة (السر للصمت العربي) في الثمانينيات حيث ذاكرة الهزائم والحروب والخرائب..
كانت فوزية تواكب الأحداث إبداعاً، كما تسطِّر الوطن قلماً وبحثاً حيناً، وتخلده حيناً آخر أدباً يحكى طفل الوطن "طيارات من ورق" و "أجنحة" تحلق في واقع الطفولة بل سماواتها الجديرة بالتحليق، كيف لا وهي أم "غسان الوطن والمستقبل" و "طفول التي تكبر وتترك أمها طفلة لا تكبر".
كيف لا وهي صاحبة الخيال المجنّح الذي يرسم "السراب ماءً" كما "يرثي الماء شعراً"، ويشخص "الجماد شجناً"؟
في "تمرد عذري" أقرأ فوزية بعين كاميرتها الشعرية الخاصة، فأعيش مع تفاصيل عمتها طرفه ومعلمتها نهى العبوة وصديقتها مزنة، كل ذلك في تصوير شفيف وشحنات شعرية عالمية مشبعة بنكهة الزمان والمكان معاً حيث تتداعى أسماء الشخوص مثل "الرويعي وفاطمة الناهض" وتتنوع مسميات الأمكنة مثل "الصفا والمروة والرويس وتراب حجر الرياض" وغيرها من أسماء الأماكن الحميمة في أرجاء هذا الوطن الأكثر حميمية.
ما أود أن أختتم به هو أنني تشرفت بمعرفة فوزية "الإنسان" أيضاً تلك التي تستوعب دورها الجميل في منزلها الأسري الحميم حيث كنت أقيم عندها عندما أزور الرياض في أوائل التسعينيات. وما يحضرني أو يدهشني بشكل جميل أنها كانت ترفض وجود الشغالة في منزلها، وبينما كنا نعد لطبخ وجبة لم أتمالك نفسي سوى بالتعليق: "وكمان بتقمعي بامية؟" تلك الجملة التي ربما نسيتها لكنها علقت بذهن "طفول" وذاكرة المكان التي يذكراني بها.
(كيف تجدين الوقت يا فوزية؟) تلك هي فوزية الاسم والمحتوى أهدتنا الشعر فكراً والفكر شعراً فما أجدرها بالتكريم وكم نحن "فائزون" بوجودها بيننا نبضاً شعرياً يدعونا للدخول في مرحلة "النشيد الأصفى" في زمن يعج بالهدير والصخب..!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :462  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 155 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.