شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذة الدكتورة سلوى الهزاع))
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ضيفاتنا وضيوفنا الكرام راعي الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه وعمو مدني وجدة بأكملها...
أشكركم على هذا التكريم والله أقولها بكل صراحة أني خجلت من كثرة ما ذكر عني، إن جميع ما أقوم به وأعمله ليس لكي أنتظر أي تكريم بل أعتبره رداً بسيطاً للبلد التي أعتبرها أعطتني الكثير، وأتمنى إن شاء الله أن ما أقوم به الليلة وفي الأيام المقبلة يكون على قدر رد الجميل، وأقولها بكل صراحة هذه أول مرة أعطي محاضرة بالعربية، فرجاء خاصاً أن تتحملوا الكلمات لأنه وكما تعلمون وأول شيء كما ذكر "عمو مدني" واسمح لي "عمو مدني" أن أسميك بهذا اللقب لأني لا أعرف غيره، تربينا في أمريكا وكانت لغتنا الأساسية هي الإنجليزية ثم دخلت الطب وكانت أيضاً اللغة الأساسية هي الإنجليزية وأتذكر عندما عدنا من الولايات المتحدة الأمريكية وجلسنا بين أقاربنا كانت الوالدة تقول: لا تتكلموا بكثرة أمام الجميع كانت لهجتنا ومع احترامي طبعاً لجميع الجاليات لا تمت بصلة للإنسان العربي في ذلك الوقت، لكن والحمد لله مع الوقت والوالد وإصراره علينا تعلمنا العربية أتمنى إن شاء الله أن أفي بالمطلوب.
لا يوجد لدي محاضرة وأقولها بكل صراحة أريد أن يكون حواري مفتوحاً لكن لا أستطيع أن أبدأ أي محاضرة أو نبذة عن حياتي قبل أن أتكلم عن والدي الكريم.
أولاً: فكما ذكر "عمو مدني" لولا الوالد لما وصلنا لهذه "المواصيل"، فنحن من أسرة محافظة جداً من القصيم من بريدة، والعلم ما كان موجوداً وقتها، جميع الأسرة كانت أمية والتجارة هي الأساس، فوالدي الكريم كان غير مسموح له أن يدرس كان لا بد أن يشتغل خلال النهار فكان الوالد وقتها يظهر للناس أنه أعمى حتى يستطيع الدخول إلى المساجد ليتعلم شيئاً بسيطاً من القراءة والكتابة، ففوجئ الجميع بأنه عندما أنهى الثانوية كان من الأوائل فعندما ذهب إلى العائلة وذكر لهم أنه جاءتني بعثة لأنه قدم أوراقه للابتعاث تفاجأ الجميع إذ كيف تُبتَعث وأنت أُميّ!! وأقولها بكل صراحة فقال الوالد أنا كنت أدرس في الليل حتى أنه كان يدرس بالفانوس ويبعدها عن جميع الأهل حتى لا يعلم أنه يدرس بالليل فأخذنا وكنا خمس بنات، الوالد كان صغيراً في السن وقتها لأنه تزوج مبكراً وكنا خمس بنات والوالدة أيضاً كانت صغيرة في السن ففي الستينات كانت هذه مغامرة كبرى أن يذهب رجل لا يعرف عن أمريكا شيئاً كثيراً ويذهب بخمس بنات وزوجته، وعلّمنا، وأرجع أقول لولا والدي الكريم لما وصلت لهذه "المواصيل".
ثانياً: أحببت أن أقسم المحاضرة وكما ذكرت والله لم أحضرها أحببت أن أقسم المحاضرة يمكن إلى أربعة أجزاء ذكرت نبذة عن حياتنا كيف بدأت، فعندما رجعت كان كثير من الأشخاص يذكر لي لماذا يا دكتورة سلوى دخلت طب العيون؟ أول شيء لماذا دخلت الطب؟ لم أفكر أبداً يوماً ما أني أكون طبيبة، فعندما رجعنا من الولايات المتحدة الأمريكية وكان لا بد إني أدخل الجامعة الوالد كان مُصرّاً بل كان نوع من الإجبار أني أدخل كلية الطب، لم أردها وقتها لكن سمعاً وطوعاً للوالد دخلت كلية الطب، وأبدعت ليس من أجل أن لديّ نوعاً من الإبداع لأنها كانت كلها باللغة الإنجليزية واللغة الإنجليزية كانت بالنسبة لي جداً سهلة، فأبدعت وتخرجت الأولى على الدفعة في آخر سنة وليس بالسنين الأولى لأن من السنة الأولى إلى السنة الرابعة كانوا يدرسون العربية والقواعد وكنت أرسب في كل سنة، فآخر سنة لم يكن هناك لا العربي ولا القواعد ولا الدراسات الإسلامية فطلعت الأولى والكل قال من أين جاء هذا الاسم؟ فهي السنة الأخيرة التي ساعدتني فعلاً وتخرجت الأولى وقتها على الدفعة، بعدها لم أعرف فعلاً ماذا أدخل؟ العائلة عندنا جداً محافظة، ولا يسمحون لابنتهم الدراسة بالخارج، فهذا هو مجتمعنا الوالد احتار لأنه يريدني أن أكمل الدراسة ولم يكن أي نوع من التعليم ما قبل الدراسات العليا موجوداً، فالشيء الوحيد الذي كان مفتوحاً وقتها كان هو التدريب في طب وجراحة العيون، كان هو أول مجال فُتِح فلم يكن أمامي إلا أن أدخل هذا المجال، لأنني كنت أريد أن أكمل وسبحان الله كان الله قد اختار لي أن أدخل هذا المجال، فإذا بي أبدعت فيه ولأنه يجمع بين الجراحة والطب، أكملت ثلاث سنوات ثم أكملت السنة الرابعة وبعدها تزوجت فذهبنا إلى الخارج وعملت لسنوات ثلاث وكنت من الناس المحظوظين جداً أنه قُبِلت في مستشفى "جون هوبكنز" وهذه تعتبر من أعرق المستشفيات فذهبت إلى مستشفى "جون هوبكنز" وكنت متخوفة كيف أستطيع أنا كطبيبة سعودية ومتخرجة من برنامج سعودي إني أكون في نفس مستوى أطباء الزمالة، وفوجئت أن ما تعلمناه في المملكة العربية السعودية كان في نفس مستوى ما دُرّس في مستشفى "جون هوبكنز" فهذا والله إن دلَّ على شيء إنما يدل على أن حكومتنا الرشيدة وما تعنيه من اهتمام في مجال التعليم ومجال الطب، فخلال السنوات الثلاث درست في مستشفى "جون هوبكنز" وعملت ثلاث سنوات زمالة، الإنسان يعمله بسنة واحدة، عملت ثلاث سنوات وكان أبو مشعل وقتها في الملحقية.
مستشفى "جون هوبكنز" كانت تبعد عن مقر عمل أبو مشعل ساعتين ونصف، فكنا ساكنين في الوسط، هو ساعة ونصف وأنا ساعة ونصف، باتجاهين مختلفين ولله الحمد خلال هذه السنوات الثلاث رغم الصعوبات التي واجهناها وكانت صعوبات كثيرة أنجزت والحمد لله السنوات الثلاث، وخلال هذه السنوات الثلاث أنجبت ثلاثة أولاد، ولله الحمد استطعت أن أكمل الزمالة وأنجبت مشعل ونايف وهالة، رجعت إلى وطني الحبيب وإلى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث اللذَين أعتبرهما بيتي الثاني إذا هما ليسا بيتي الأول.
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أنا أعتبره ليس من أهم المستشفيات في المملكة العربية السعودية فقط بل من أهم مستشفيات الشرق الأوسط، فهناك أكثر من تسعة آلاف موظف من ستين دولة وجميعنا نعمل تحت مظلة واحدة، فبعد عملي في المستشفى بضع سنين واخترت رئيسة القسم لم ينظروا هل أنا رجل أو امرأة بل نظروا إلى شهاداتي وهذا أيضاً إن دلَّ على شيء فهو يدل على حكومتنا الرشيدة وما توليه من اهتمام للمرأة السعودية. لقد توليت هذا المنصب في عام 1997م ولله الحمد ومن وقتها فُتح الباب للكثير من السيدات السعوديات لأنني كنت أول طبيبة سعودية أُعين بهذا المنصب في مستشفى الملك فيصل التخصصي والآن وبعد سنين عديدة هناك كثير من السيدات يشغلن هذا المنصب.
أشكركم على ما ذكرتموه وكما ذكرت فإنه ليس بسهل أول شيء كامرأة أن الإنسان يصل لهذه المرتبة، لكن دائماً كان والدي يقول سلوى اشتغلي ولا تنتظري الرد، اشتغلي بكل أمانة واشتغلي لربك والله سبحانه يجيب الخير، وفعلاً بدأت سبحان الله التكريمات واحدة تلي الثانية ولم أنتظر، وأتذكر أن شخصاً ما قال لي دكتورة سلوى متى ستتوقفين عن العمل؟ متى ستتوقفين عن هذه التكريمات، قلت أنا لا أنظر إلى التكريمات ما أقوم به هو عملي اليومي، التكريمات سبحان الله تأتي من إخلاص الإنسان.
وإذا سمحتم لي لدي قصتان سأذكر واحدة الآن وسأذكر واحدة عندما أقدم شيئاً بسيطاً من المحاضرة التي أعددتها، وأنا في التخصصي أنا قريبة جداً من المرضى عندي بعد الفحص عليهم دائماً أتكلم معهم حتى ولو لبضع دقائق، حتى أكسر الحاجز بيني وبين المريض، فهناك مريض اسمه رميح، رميح هذا لا أنساه يأتي من البادية، بين الإبل وبين الغنم وبين الخرفان حتى عندما يأتي تشمي رائحة الشعر عليه، فأول ما يدخل رميح مستشفى التخصصي قسم العيون، يقول فين الهزاع؟ فين أم الهزاع؟ إذا ما هي موجودة أنا أرجع، يقولوا له هي موجودة تفضل، فيأتي لي رميح وأبدأ الفحص عليه هو عنده نوع من الاعتلال الشبكي أقوم بعمل الليزر له وحافظت والحمد لله على عيونه، في مرة من الأوقات جاء رميح إلى المستشفى التخصصي لا يتكلم أنا حتى ما حسيت دخل دخلت الغرفة كان رميح جالساً، يا خالي رميح هل أنت مريض؟ لا خالي رميح ما سمعنا صوتك اليوم، قال أنا بخير، قمت بفحصه الحمد لله لم يتغير شيء، عملت الليزر، وعند خروجه قلت له خالي رميح لن أقوم بفحصك المرة القادمة إذا لم تقل لي ماذا بك، سكت، قلت رميح إذا لم تقل ماذا بك لن أجدد لك الموعد، قال: دكتورة سلوى أنا أتيت لك أمس عن طريق الخطأ قلت له طيب أنا أتي عادة في يوم معين، وقالوا لي إنك فحصت على مسؤول كبير وأستطيع أن أذكر هذا المسؤول رحمه الله لأنه الآن متوفى وهو الملك فهد، طيب الله ثراه ورحمه الله، فقلت له وإذا، قال دكتورة سلوى كيف تفحصي على أكبر شخص عندنا في المملكة العربية السعودية وتفحصي عليّ أنا الإنسان البسيط؟؟ التفت عليه وقلت له يا خالي رميح فحص المسؤول وفحصك عندي واحد لأنكم جميعاً مرضى عندي، يمكن دعوتك أنت هي تدخلني وتساعدني على دخول الجنة فجميعكم عندما أدخل عليكم فجميعكم مرضى، فهذه الأشياء أعتقد نحن كأطباء وتحت ضغوط نفسية عندما نتعامل مع الأشخاص البسيطين سواء الشيخ رميح أو تجيني الخالة نورة والعباية فيها الخروم أو يجيني الخال محمد.. هم هؤلاء الأشخاص بحاجتنا، ونكن لهم كل مودة لأن هم الذين سبحان الله دعوتهم دائماً تكون قريبة، هي هذه القصة والقصة الثانية سأذكرها عندما أقدم المحاضرة.
أحببت فقط أن أذكر ولو نبذة بسيطة عمّا قمنا به في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث فكما ذكرت أعتبر أني جداً محظوظة إني أشتغل بهذه المستشفى لأنها قدمت الكثير للمملكة العربية السعودية وقدمت الكثير لنا نحن، فأتذكر أول ما رجعت من أمريكا في عام 1993م هناك كان طفل (خديج) أرسل بالطائرة في عام 93 من أرامكو وكان الطفل الخديج هذا وبدون مبالغة ولد ووزنه أربعمائة وخمس وتسعين غراماً لم يصل النصف كيلو، نزل بالأربع وعشرين أسبوعاً نحن نحسب العرب 24 أسبوعاً من 40 أسبوعاً، يعني 24 أسبوعاً ستة أشهر عندنا لكن خمسة أشهر عند التسعة أشهر التي تحسب، فأرسلوا لي هذا الطفل وكان ينزف ومعه الطاقم دخلت إلى العمليات وكانت أول عملية لي للطفل الخديج بعد رجوعي من أمريكا، ولله الحمد عند رجوعي حضّرت جميع الأشياء التي أحتاجها للأطفال الخُدج وكانت هذه الطفلة من الأطفال المحظوظين، وقمت بالعملية والله لا أنسى عندما وضعنا الطفل على سرير العمليات والله إنه يُحمل بكفة اليد، حتى طبيب التخدير خاف من عمل أي شيء له نفس الغرفة كانوا وضعوها مثل درجة الحرارة مرتفعة جداً حتى أننا لا نستطيع نلبس القفازات، وخلعنا كثيراً من لبسنا من شدة حرارة الغرفة حتى يتحمل الطفل، الآن الطفلة عمرها 15 سنة، ورؤيتها عشرين على عشرين، وكل مرة والله تزورني أتذكر ما قمنا به. ومن حوالي خمسة أيام أتى لي طفل (خديج) الآن عمر الطفل كان تقريباً للأسف سبعة أشهر وكان أعمى كاملاً لأنه لم يقم برعايته أحد بالمستشفى راعوا كل شيء إلا عيونه، أتى لي والده قال دكتورة سلوى سمعنا إنك متخصصة بالأطفال الخدج، قلت له: للأسف الشديد لا أستطيع عمل شيء له لأنه تعدى الوقت، كان المفروض يعمل له عملية وعمره ستة أسابيع، فهذا ما نقوم به في مستشفى الملك فيصل التخصصي.
أيضاً الاعتلال الشبكي المتعلق بتقدم السن هذه من الاعتلالات الشبكية للأسف الشديد عندما يُصاب الإنسان بها يُصاب بالعمى، فكان مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أول من قام بإحضار الجهاز الذي نسميه الضوء الديناميكي وعالجنا مجموعة كبيرة من الأشخاص، ثم تقدمنا وأحضرنا إبرة "الآبستن" التي لم يستعملوها حتى في أوروبا بل فقط في أمريكا وأحضرناها، وآخر علاج توصلنا إليه هو "اللوسنتس" عندما رُخِّص في الولايات المتحدة الأمريكية في "جون" أتينا به في "جولاي" شهر يوليو ولا أنسى عندما أتينا به بالطائرة كنا نريده لمرضانا، عندما وصل إلى طاقم الطائرة وكانت السوائل حينها ممنوعة قالوا لا يدخل لأنه فيه سائل والسائل عبارة والله نقطة، فعانينا الكثير، أيضاً من الأمراض التي نعالجها بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث هو مرض الإيدز. كثير من الأشخاص يذكروا ما دخل الإيدز بالعيون! أتذكر جاء شخص وكان من منطقة الخرج وذهب إلى مستشفى ما، فعندما دخل على مستشفانا ذهب جميع الطاقم وابتعدوا عنه تماماً ولم يقربوا ولبسوا الكمامات، وعندما علم المستشفى أنني أقوم بعلاج مرضى الإيدز أتى ذلك الشخص إلي وكان عبارة عن طفل أصبح طبعاً رجلاً، وكان يأخذ "الهيموفيليا" كان عنده مرض "الهيموفيليا" وكان لا بد يأخذ دم، هذا الدم الذي يأخذه كان قبل ما يكتشفوا مرض الإيدز، فللأسف الشديد كان الدم ملوثاً، فأصيب ذلك الطفل في حينها، لكن لم يظهر عليه إلا على كبر، فعندما دخل عليّ بادرت إليه وصافحته فتفاجأ، قال دكتورة سلوى أنت أول شخص يصافحني، قلت له ولماذا لا أصافحك فمعروف أن مرض الإيدز لا ينتقل إلا من طريق الدم أو لا قدر الله بطريقة غير شرعية أو الإبر عندما تُعطى، فعالجت ذلك الطفل لمدة ثلاث سنوات وكانت الإدارة تقول إذا كان هو سيموت لماذا تقومين بعلاجه؟ فقلت لهم العلاج مكلف لكن أريد لهذا الطفل أن يبصر قبل موته، على الأقل يتمتع برؤية والديه فهذا أيضاً ما نقوم به في مستشفى الملك فيصل التخصصي وبعدها تقدمنا وصرنا نزرع الأقراص لا يريد أحد أن يقوم بزرع هذه الأقراص لأنه عندما نقوم بالعملية كل طبيب خائف أن يقرب لكن أسمي بالله وأقوم بزرع القرص ودائماً أضع بجانبي الحبوب لا قدّر الله لو الممرضة غلطت وجرحت أو أي شيء لكن ولله الحمد إلى هذا اليوم لم يحصل لأن اتكالي على الله سبحانه وتعالى وإخلاصي لمرضاي يفوق كل مصالحي الشخصية.
أيضاً ما قمنا به في مستشفى الملك فيصل التخصصي هو استعمال الليزر متعدد الألوان وكنا أول مستشفى قام بهذا الشيء، فنعالج السكري، والسكري للأسف الشديد بدا الآن متفشياً عندنا بشكل غير طبيعي وهذا للأسف راجع لعاداتنا التي تغيرت، بالأكل وبعدم الحركة وبالسهر وبالأكلات الدسمة. فعندما يأتي إليّ المرضى حتى في وقت من الأوقات كانوا يسموني "ملكة الليزر" من كثرة الليزر الذي كنت أعمله، وأتذكر في يوم لم يكن لديّ سوى تسعة ليزر عندما انتهيت من التسعة ليزر بعض المرضى يحتاج عينين، فما تكون تسعة ليزر لكن كل مريض يحتاج اثنين فيمكن يصل إلى ثلاثة عشر، والله أصل إلى البيت ما أرى إلا الألوان الحمراء أمامي، من شدة الليزر. لكن ولله الحمد كل هذا إن شاء الله لمصلحة المرضى فنحن كرّسنا حياتنا لهذا الشيء، ولكن مع ذلك في عام ألفين وواحد عندما وقعت للأسف الشديد أحداث 11 سبتمبر، والله لا أنساها، بعدها بحوالي ثلاثة أشهر كنت في غرفة العمليات أقوم بعملية لطفل خُديج أتت إلينا السكرتيرة والسكرتيرات عندنا لا يتكلمون العربية وممسكة معها ورقة تقول دكتورة جاء تلكس ومهم قلت نخلص العملية ونشوفه، خلصت العملية الحمد لله بنجاح نظرت إلى التلكس وكان مطلوباً مني أن أذهب إلى نيويورك في دابس فوراً، كانت بعد أحداث 11 سبتمبر وأني أصبحت ممثلة المملكة العربية السعودية فطبعاً لم أستطع الذهاب فوراً لأن التزامي بمرضاي ومن بعدها أصبحت ولا أعلم من الذي اختار اسمي ولماذا لجأوا إلى طبيبة جراحة فبعد أحداث 11 سبتمبر أصبحت زيادة على ما أقوم به من الناحية الطبية أمثّل المملكة العربية السعودية وكنا نقوم بكل أمانة مع زملائنا الرجال وكنا نناظرهم كإخواننا وقمت بتمثيل المملكة العربية السعودية في عدة مواقف، لم أعط أي نوع من التدريب لأنه هذه حاجة جديدة عليَّ، تعتبر حاجة سياسية، لكن وأعتقد أن الأستاذ عمر خاشقجي بينكم عندما نكون جميعاً نقوم بإعطاء المحاضرات.. المحاضرات كانت لي مصداقية أكثر من غيري ليس من أجل شيء لأن الطبيب لا يكذب، فعندما كنت أتكلم كنت أتكلم من واقعي فكان هذا له الأثر البعيد فقمت بهذا العمل لعدة سنين وبعدها ترأست رابطة أصدقاء السعودية فقط تنويه للدكتورة الفاضلة الآن انتهيت من رابطة أصدقاء السعودية كانت لمدة سنتين لكن ما زلت في المجلس وما زلت أكن كل اهتمام لهذه الرابطة.
لو سُئلت من بين كل ما عملت به ما هي أهم نقطة قمت بها فكانت وبكل أمانة في مجلس الشورى وعندما كان مجلس الشورى يريد أن يدخل البرلمان كان هناك تردد كثير من ناحية السلطات الخارجية أن تدخل المملكة العربية السعودية في البرلمان في مجلس الشورى، فنُوديت ممثلة مجلس الشورى، ومثلت مجلس الشورى مع زميلات لي وهنّ الدكتورة هيفاء جمل الليل ونورة الملحوق وقمنا وبكل أمانة بإقناع المجلس البرلماني وبعدها دخل مجلس الشورى فكنا سعيدين جداً أنه استطاعت المرأة تساعد المجلس بدخول هذا الشيء، فهذا ما نقوم به في مستشفى الملك فيصل التخصصي لا أدري إذا كان الوقت يسمح للمحاضرة التي أعددتها إذا كان الوقت لا يسمح ممكن أقولها حتى كلاماً. المحاضرة أقدر أختصرها جداً هي المحاضرة هذه أنا اخترتها بالذات فهي الموسوعة العالمية التي ذكرها الشيخ عبد المقصود خوجه فهذه الموسوعة العالمية كانت عن الأمراض الوراثية التي قمنا بنشرها، هي صور كثيرة لكن تفيد، (فالموسوعة العالمية هذه كانت من أهم الموسوعات التي قدمت وكانت كلها لمرضى سعوديين، وهذه الموسوعة كُتبت وكانت لأول مرة تُكتب موسوعة كانت لأول مرة تُقدم موسوعة احترنا كيف نصنفها ولقينا صعوبات أخذت منا سنتين على ما قمنا بتحديدها، هذا ما يبين لنا في التخصصي نسبة الأمراض الاستقلابية أو الوراثية، الأمراض الاستقلابية والوراثية جداً مهمة، ومن أهمها أن يكون هناك نقص بالأنزيمات كما هو مبين بالشريحة، فعندما ينقص أنزيم يصاب الطفل بالأمراض الاستقلابية، الأمراض الاستقلابية كثيرة، ستبين الشريحة هذه هي العين الطبيعية والشريحة ما بعدها للأسف الشديد تبين العتامة في قرنية العين بحيث إن الطفل يصاب للأسف الشديد بالعمى، هذه العين الطبيعية لا يوجد فيها الماء الأبيض وللأسف الشديد من أعراض الأمراض الاستقلابية أن يصاب الطفل والكبير بالماء الأبيض، وعندما يصاب بالماء الأبيض في كثير من الأحيان تصعب إزالته وهذا هو ما يبين بالماء الأبيض، للأسف الشديد الأمراض الاستقلابية هذه تشوه الطفل، هذه طبيعية من ناحية شبكية العين وهذه ما هي مصابة كما ترون، لما تتأثر شبكية العين كما ترون يصاب الطفل بعدم الرؤية الواضحة وللأسف الشديد لا نستطيع أن نتدخل جراحياً بهؤلاء الأطفال، هذه أيضاً شبكية مصابة بالعشى الليلي، أيضاً لا نستطيع عمل شيء لهؤلاء الأطفال، لكن نقوم بمراجعتهم، هذه أيضاً شبكية مصابة بالإعتلال الشبكي كما ترون بالسواد، الأمراض الاستقلابية تعتبر بكثرة، كما ترون هذا الطفل المشوه للأسف الشديد لا نستطيع عمل شيء غير مراجعته، كل هؤلاء الأطفال الذين ترونهم، هذا أيضاً مرض استقلابي آخر للأسف الشديد كل هذه الأمراض كل الأطفال كلهم متوفون الآن، هذه عين طبيعية وللأسف الشديد الشريحة تبين العتامة بحيث لا نستطيع مساعدة هؤلاء الأطفال، لكن ما الفائدة أنهم يرسلون إلى قسم العيون؟ هذه أيضاً شبكية سليمة هذه شبكية مصابة كثير من الأحيان نحن كأطباء عيون من خلال فحصنا للشبكية كما ترون نستطيع تشخيص المرض، ونساعد طبيب الوراثة لهذا الشيء، أيضاً هذه تغيرات في شبكية العين لطفل مصاب، فلماذا يرسلوا الأطفال إلينا حتى نقوم بمساعدة طبيب التشخيص؟ هذا المرض الذي ترونه في هذه البنت كانت هناك خمس عشرة حالة في العالم، نحن في مستشفى الملك فيصل التخصصي اكتشفنا ثلاث وعشرين حالة، فتعدينا ما هو في العالم، أيضاً ما هو موجود في شبكية العين إنها مصابة، فهذه شبكية كما ترون كأنها حبة الدونات فعندما يصاب الطفل بذلك التلاصق المركزي فإن البصر للأسف الشديد يصاب بالعمى وللأسف الشديد كما ذكرت فإن أغلب هؤلاء الأطفال متوفوّن الآن، هناك آخر ثلاث شرائح يمكن من أهم الشرائح، أيضاً طفل مصاب بمرض استقلابي وطفل آخر أيضاً شبكية العين متأثرة وجميع هؤلاء الأطفال للأسف الشديد لا يستطيعون الرؤية، هذه الأمراض الاستقلابية كما ترون متأثرة بالكبد وهنا نرسم ما هو الكبد فعندما يصاب الطفل بالعين إذاً سببه الكبد، هذه عين طبيعية والشريحة التي بعدها تبين للأسف الشديد أن العين غير طبيعية، هذه أيضاً تبين جزءاً من الماء الأبيض، هذا أيضاً طفل مصاب بالماء الأبيض وكما ترون هذه طفلة أيضاً كانت مصابة بالماء الأبيض وقمنا بإزالة العتامة، أيضاً هذه طفلة مصابة بمرض بالعين إذاً يوجد خلل حاجة بالكلى، فهي سعودية لكن شكلها أشقر لأنها متأثرة بالمرض وأيضاً القرنية هنا ليست واضحة، هذا المرض الذي يليه نحن اكتشفناه لأول مرة في مستشفى الملك فيصل التخصصي وكتبنا عنه لأول مرة في الموسوعة، وكما ترون هذه الشبكية كأنها النمر، لم يرها العالم قبل ما بيّناها، أيضاً هذه المريضة قريبة على قلبي وكما ذكرت هي قصتين هي رميح وهذه "شهلة"، أتت لي "شهلة" من الجنوب وعندما دخلت عليَّ المريضة للأسف الشديد كانت خافضة رأسها فكرت أنها خجلاً أو خوفاً مني كطبيبة فعندما قمت بالفحص عليها التفت وخلصت منها وأريد أن أعطيها الموعد بعد سنة التفت علي والدتها وقلت لها في أي صف "شهلة" طبعاً هذه صورة قديمة، لها صورة لما كان عمرها حوالي ثماني سنوات فقلت للأم كيف حال "شهلة" في أي مرحلة بالدراسة التفتت إليَّ والدتها قالت نعم!! تبيني أدخلها المدرسة وهي شكلها كده، حتى تقوم بتخويف باقي الطلبة، والله التفت إلى الأم وقلت لها حرام إنك تسمين أُمًّا، الجمال من الله وإذا هي أُصيبت وشكلها هكذا طبعاً عندما كبرت صار البروز أكثر، كيف تقولي أنها لا تدخل المدرسة؟ فعندما أُرسلت لي هذه المريضة "شهلة" لا أنساها أُرسلت لي من القسم الثاني وقالوا الدكتورة سلوى جاءت من مستشفى جامعة هوبكنز تعرف ما هو هذا المرض؟ والله عندما ذكروا المرض ولم أسمعه قبل الآن، خجلت أنهم معتمدين عليَّ قادمة من أمريكا، رفعت السماعة على أستاذي في الولايات المتحدة الأمريكية فقلت له دكتور ليس مني: جاءتني طفلة لماذا لم أر هذا المرض عندكم في مستشفى "جون هوبكنز" وأنتم عندكم أعرق شيء في "الجيناتيكس"، قال دكتورة سلوى لا يوجد عندنا إلاّ حالتان، وليست عندنا بل أُحضرت لنا، قلت له عندنا ست وثلاثون حالة في مستشفى الملك فيصل التخصصي فعلمني عن هذه الحالة بالتليفون، فرجعت وقلت بكل أمانة للأساتذة في قسم الوراثة قلت لهم كَلّمتْ أستاذي وسألت عن هذا المرض لأني لم أره من قبل، فقمنا بتدوين هذه الحالات ونُشرت وكما ترون للأسف الشديد يصابون بنوع من التغير، لكن هذا التغير ولله الحمد لا يؤثر على تلك الرؤية، هذا أيضاً مرض آخر يصيب الأطراف للأسف الشديد ومن ضمنها يصيب العيون ونحن نشخصها من ناحية العيون، هذه عين طبيعية وهذه عين فيها الماء الأبيض، أيضاً ماء أبيض، فدائماً لا بد أن العين تعتبر نافذة الجسم، هذا أيضاً مرض آخر لم يكتشفوا منه إلا حالتين بالعالم، حالة واحدة ونحن الحالة الثانية، اكتشفناها أيضاً من ناحية العين، لم يعلم أحد أو يفكر أنه فيه نوع من الالتهاب أو اكتشفنا أنه مرض متعلق بالجسم، أيضاً هذا مرض آخر قدمناه هي ثماني حالات وقمنا بجميع الفحوصات وقدمناه لأول مرة، هذا أيضاً مرض للأسف الشديد يصيب الأطفال ويسبب لهم التشنج ومن ضمن هذا المرض للأسف الشديد تصاب الشبكية وتؤخذ خزعة وترسل إلى المختبر وهذا ما نقوم به في التحليل..
عندما ألقي المحاضرة في الخارج وأقولها بكل صراحة لغتي الإنجليزية أقوى بكثير من لغتي العربية لكن عندما أقوم بتقديم أبحاثي هذه بالخارج دائماً أقول هذه الكلمة "تخيروا لنطفكم" و "تزوجوا من الحجر الصالح فإن العرق دساس" فأقولها لهم وجميع البروفسورين الذين في الخارج سواء في أمريكا أو في أوروبا أقول لهم نحن عرفنا عن الجينات الوراثية من تسعين سنة وهذه العبارة ذكرت في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن دلَّ على شيء دل على أنا كنا ملمين بما نقوم به من ناحية الطب والعلم في بلدنا السعودية والدول العربية والدول الإسلامية، فهذه كانت عبارة جداً مؤثرة طبعاً لها تأثير، هذه الغزالة في اليابان ما أجملها عندما نرى الشعر الأبيض كان اسمها "شانغهاي" هذا الاسم الذي سُمي هذه ماتت تلك الغزالة لأنها صدمتها سيارة لم يعرف أحد لماذا صدمتها السيارة، (الشريحة التي بعدها) انظروا هذه المريضة عندها البياض نفسه سبحان الله هذا المرض يُصيب البياض ويقولون لا يستطيعون السمع فكانت تلك الغزالة لا تسمع فعندما مرت السيارة ضربت هذا ما سمعت دعستها، فاكتشفنا أن هذا المرض الذي اكتشفناه في التخصصي هو مرض قريب جداً من المرض الذي كانت مصابة به تلك الغزالة، هذه عائلة أيضاً-أنا عندي عوائل كثيرة- أقوم بالأعمال الوراثية لها وأنا أعتقد أنهم لما طلبوا مني أن أقوم بهذه الموسوعة ليس لأني نابغة وليس لأني متميزة أنا أعتقد لأن الأمراض الوراثية كثيرة عندنا، رغم ما قيل في أيام الرسول قالوا لي لم يقلها الرسول مقولة أيام الرسول: "تخيروا لنطفكم" و "تزوجوا من الحجر الصالح فإن العرق دساس" للأسف الشديد ما زلنا نقوم بالتزاوج بالأقارب فتكثر الأمراض وتكثر، يقوم رجل وامرأة متزوجان ورجل وامرأة متزوجان آخران، هذا يجيب ولد وهذه تجيب بنت فيقوموا يتزوجوا من الناحية الوراثية كأنك متزوج نصف ابنك، فعندما تكون ابنة عمه بنت الخالة في الوقت نفسه تكثر الأمراض ولهذا السبب نحن عندنا الأمراض الوراثية في المملكة العربية السعودية لعدم الوعي ولكثر ما نتكلم أنا كثير من مرضاي أقعد معاهم وأشرح لهم الوضع لا تتزوجوا من بعض يمكن يسمعوا مني شوي لأني بنت البلد وعربية ومسلمة، ولكن مع ذلك سبحان الله للأسف الشديد عاداتنا وتقاليدنا تغلب ذلك الشيء، (الشريحة التي بعدها) هذه أيضاً عائلة أخرى مصابة أيضاً بالاعتلال الشبكي وأيضاً مصابة بعدم السمع، (الشريحة التي بعدها) هذه آخر شيء هذه مستشفى الملك فيصل التخصصي الذي أنا فخورة به وأشتغل به وتعتبر من المستشفيات التي قدمت الكثير أعتقد للوطن وقدمت لي، ولو بس تسمحوا لي في آخر هذا أكمل لكم قصة "شهلة" فعندما زعلت من الأم وطلعت والله من الغرفة أعطيت طبعاً "شهلة" موعداً بعد سنة وطلعت من الغرفة وكنت جداً مستاءة من والدتها أعطيتها موعداً بعد سنة، مرت السنة ودخلت عليَّ المريضة طبعاً أنا نسيت القصة صح وإلا لا؟ الواحد لا يتذكر شيئاً عمله منذ سنة، فعندما دخلت تلك المريضة بشوشة وتضحك فحصتها وجاءت الأم قالت دكتورة سلوى ما تتذكرين "شهلة"؟ قلت أتذكرها، قالت لا ما تتذكرين ماذا فعلت بي آخر مرة؟ قلت لها أبداً يا أم "شهلة"، قالت عاتبتني وقلت لي كيف تقولين على بنتي أنها قبيحة ولم أدخلها المدرسة، مرت الآن سنة دكتورة سلوى أريد أن أريك شيئاً، فتحت الكتاب وإلا "شهلة" تأتي لي بابتسامة ما أجمل تلك الابتسامة رغم أنها بعين الأم كانت تقول للأسف إنها قبيحة، أتت لي والله "شهلة" بالكتاب إلا كاتبة المدرسة "شهلة" من أشطر الطالبات لديَّ وتريد أن تكون طبيبة كالدكتورة سلوى الهزاع، يعني أنا أقدر أقول لكم أن هذه القصة أثرت بي كثيراً فالواحد لا يكون فقط في مجال الطب، يكون أيضاً في المجال الإنساني، فالتفت إلى الأم وقلت لها شكراً فقامت الطالبة وقالت لي دكتورة سلوى تكتبي لي ولو كلمة، سبحان الله المرض الذي كان فيها ما أثر فيها على حياتها، "شهلة" الآن-هذه القصة تقريباً من سبع سنوات- تعتبر من البنات المتفوقات وكل مرة تأتي وتقول لي دكتورة سلوى سأطلع طبيبة، وأقول لها ستطلعين طبيبة بإذن الله، فأعتقد أن هذا آخر ما عندي أنا متأسفة أني لم أحضر شيئاً، لكن كل ما قدمته والله هو من القلب لم أقم بالتحضير لهذه المحاضرة، وأشكر هذا التكريم الذي قمتم به، وكما ذكرت والله لا أستاهل هذا التكريم وأن كل ما أقوم به هو خدمة لهذا الوطن والمواطنين الذين يستاهلون منا كل خير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1425  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 144 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج