شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت ندى السيوفي تقول:
نفتخر اليوم بأننا نجد بيننا أول امرأة سعودية تحصل على براءة اختراع من مدينة الملك عبد العزيز لاختراعها محراب القبلة، كيف يمكننا الاطّلاع على الاختراع؟
الأستاذة حصة العون: الأخت ندى شكراً لسؤالك بإمكانك أن تزورينا في الشركة وأطلعك عليه لأنني أخاف أن أعرض هذه المشاريع ومع أنها تعتبر خدمة للإسلام وخدمة للإنسان في حد ذاته، ولكن لم أعرض هذا العمل في أي عرض تقديمي، ويمكنك أن تشرِّفينا.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتور محمد عبد الفتاح عطوي من كلية المعلمين بجامعة الملك عبد العزيز.
العزيزة أختنا الفاضلة يبدو أنك تميلين كثيراً إلى الإلكترونيات حتى أدخلت إلى محراب المسجد الجسم والبوصلة والأذان، ألا ترين أن المحراب يكون دائماً ناحية القبلة فلا حاجة للبوصلة، ولأننا في المسجد فلا حاجة للأذان.
الأستاذة حصة العون: طبيعي صحيح هذا الكلام لأن المحراب يوجد في كل المساجد والحمد لله، لكن الاختراع الذي فكرت فيه كان مشكلة للأقليات المسلمة في كل أنحاء العالم، وللطلبة لأنني عندما فكرت في الاختراع كان الطالب يستطيع أن يحمله معه، لأن أكثر طلبتنا يسافرون إلى أمريكا وأوروبا فلا يعرفون مواعيد الصلاة وبالتالي يكون بالنسبة لهم نوعاً من الحرز أو التحصين لهم.. عندما يسمعون الأذان خمس مرات في شققهم أو غرفهم أو مكان الدراسة يمكن أن يُعيد لهم شيئاً من الالتزام وتحصين الذات.. فكان الموضوع في أساسه يتعلق بالإلكترونيات ولكني الآن بدأت أتعمم فيه.. وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يحمي هذه الأفكار والاختراعات.. ولكن للأسف لا توجد حماية لمثل هذه الاختراعات.. ولكني سعيدة جداً لأن هذا الابتكار استفاد منه كثير من الإخوان وقد أوجدته في الأسواق.. لحاجتنا للإلكترونيات في الأماكن التي ليس فيها أماكن صلاة والتي قد تُهدى للأقليات المسلمة.. بدلاً من بناء المساجد وتكلُّف الكثير، يمكن أن نهديهم هذا الاختراع فيستفيدوا منه في أي مكان..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة هدى السبيعي.. تقول:
أنا من المتابعين لكتاباتك في الصحف ويعجبني النقد الهادف لكتاباتك ولكن هل هذا النقد يسبب لك إحراجاً.
الأستاذة حصة العون: والله يا أخت هدى أنا ما شعرت أن هناك إحراج لسبب واحد وهو أننا نحن مؤمنين بالقول الكريم "صديقك من صَدَقَك لا من صدّقك" فإذا كنا نحن نناقش ونعاتب بعضاً ونبدي ملاحظاتنا السلبية والإيجابية في إعلامنا.. فإعلامنا المحلي يعتبر رسائل ودية بيننا ويجب أن نكون صادقين مع بعضنا البعض.. سواء على مستوى المسؤولين أو على مستوى الأفراد.. يمكن هناك ناس لا يعجبهم كلامي أو كتاباتي.. والحقيقة أنني لم أصادفهم حتى الآن.. وكلامي ليس عليه أي اعتراض أو اختلاف ولكن قد تكون الظروف لم تسمح لي برؤية هؤلاء الناس الذين لم يعجبهم كلامي..
سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي: يتساءل:
كيف يمكنك التوفيق بين أعمالكم الكثيرة في الإدارة والعضوية في المؤسسات الخيرية والعلاقات العامة وما شابه ذلك.. هل أثَّرت هذه الأعمال على حياتك الأسرية وهل جلبت لك المشاكل والتوتر وأثَّرت في تقصيرك في الشؤون الأسرية والمنزلية أم أن نجاحك غطى على كل أسباب التقصير وشكراً..
الأستاذة حصة العون: أولاً أشكر الله سبحانه وتعالى وأشكر الشيخ عبد المقصود خوجه الذي جعلني أرى الأستاذ عبد الحميد الدرهلي الموجود بيننا، وأنا أشكره الشكر الجزيل لأنه رجل وقف معنا وقفات شجاعة في الجمعية الفيصلية وكان هناك استضافة من وزارة التخطيط وكان هو مدير مكتب وزارة التخطيط في جدة واستضافنا أكثر من عشر سنوات لنُقيم ندواتنا ومحاضراتنا لأننا في الجمعية الفيصلية لم يكن لدينا مبنى وكنا قد أخذنا القاعة منهم وكان في منتهى الكرم ومنتهى التعاون ومكَّننا من المشاركة في الخطط الخمسية الخامسة والسادسة والسابعة ويذكر هذا الأستاذ عبد الحميد.. وأنا أشكره جداً على هذا السؤال وأشكره على وجوده في هذه الساعة المباركة.. والشيء الثاني هو التوفيق من الله سبحانه وتعالى القائل وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى (الأنفال: 17) أنا بدأت عملي التطوعي ودخلت مجال النشاط بعدما دخل أولادي المدارس في الحضانة والتمهيدي وقبل ذلك كنت زوجة وأم وما زلت حتى توفّيَ الله عبد الرحمن رحمه الله.. الحقيقة لم أهمل أولادي أبداً.. ولن أهملهم لسبب واحد وهو أن التي لا تصنع أولاداً لا تصنع مجتمعاً، ومعنى هذا الكلام أنني لست ضد المرأة بل بالعكس فالمرأة قادرة والفرصة متاحة لها وتستطيع أن تعمل وتدير منزلها، ولكن أنا أستطيع أن أجمع بين الأمرين فالأساسيات عملتها وكنت أؤمن أن العمل التطوعي سيشملني أنا وأولادي وزوجي. فجميعنا كنا أعضاء في الجمعيات وفي العمل التجاري.. والعمل التجاري الذي أعمل فيه ليس للتجارة فقط ولكنه كان بمثابة المفتاح لتنفيذ أفكاري وآرائي ومقترحاتي التي طرحتها أكثر من عشرين سنة ولم يبادر أحد لتبنِّيها. ومن الممكن، على حد قول الاقتصاديين "رأس المال جبان"، أن أكون قد اضطررت لأن أفتح شركات وأعمل مشاريع من أجل تحقيق الحلم الذي أحلم به.. لأنه لا يمكن أن نقوم بعمل تجاري بدون أن يكون هناك مورد أو مموِّل، فإما أن تكون الأوقاف وهي أحسن طريقة تموّل المشاريع التي تخدم الإنسان وقضاياه أو العمل التجاري التي هي على شكل مساهمات بحيث إننا نتعاون ونستطيع أن نحل مشكلة أكبر عدد ممكن من العاطلين عن العمل. والحمد لله وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى فمن يستثمر وقته يستطيع أن يتطوع لخدمة مجتمعه في أي مجال، وهذا الهدف هو الذي جعلني أخلق نوعاً من التوازن والحمد لله والشكر له فإنني اعتبر نفسي إلى حد ما قد نجحت وليس بالنجاح الباهر..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت أميمة البدري رئيسة جمعية الملك فهد بجدة تقول:
الأستاذة حصة يشرفني نيابة عن أبناء وبنات منطقة جيزان أن أحظى بشرف التواجد في هذه الاثنينية للاحتفاء بك.. وأسألك أين وصل مشروع مدينة جيزان الاقتصادي حتى الآن.. فالسيدة حصة العون هي المرأة الحديدية أو الفولاذية كما أسميها من أين تستمد قوتها وهل لعالم الصناعة والاقتصاد دور في تقوية شخصيتها.. شكراً لك.
الأستاذة حصة العون: أولاً أنا أحيّي الأخت الدكتورة أميمة البدري ضيفة جمعية الملك فهد بجيزان وأحيي أهل جيزان فرداً فرداً.. لأنهم احتضنوا أول مدينة صناعية للمرأة المنتجة.. وساعدوني على إنجاح هذا المشروع، وبالمناسبة وليسمح لي الشيخ عبد المقصود أن أتحدث.. المشروع ليس بتجاري وإنما هو عبارة عن شركة أعضاؤها تقريباً من أهل جيزان عامة سواء رجال الأعمال أو الناس العاديين أو الأسرة المنتجة التي تشترك في المشروع لأنها ستعمل وستكون شريكة في المشروع، يعني ليس بيننا أجير فالجميع يملك هذه المدينة وهي من أجل تحسين أوضاع الناس إلى حياة أفضل، الموظفون يحيون حياة كريمة ويتلقون خدمات التعليم والصحة والعلاج وإلى آخر ذلك من الأمور الحياتية المهمة، وبالتالي يكون لهم مساهمات في نهاية كل سنة من خلال جمعية عمومية، والحقيقة أشكرهم وبالنيابة عن الجميع أشكر جيزان وأهلها الذين استضافوا أول مدينة صناعية، وإن شاء الله خلال هذا العام سترى النور.. أنا لست امرأة حديدية ولا امرأة فولاذية أنا إنسانة مؤمنة بالله سبحانه وتعالى أستمد قوتي من الله سبحانه وتعالى وأستمد كل هذا الإصرار لأني أجد نفسي صاحبة حق وأن هذا المجتمع يجب أن نعمل ونحارب من أجله حتى ولو كان مكلِفاً من جهات أخرى.. كل إنسان مسؤول عن نفسه وحتى يشعر أنه كذلك عليه أن يقوم بواجبه.. لأنه لو أن كل واحد منا قام بواجبه أعتقد حينها لن يكون بيننا أي محتاج..
سؤال من الأستاذ خالد الأصور باحث في مركز الدراسات والمعلومات في جريدة عكاظ:
المدينة الصناعية النسائية حلمك الكبير الذي طال انتظاره بعد الفترة الأخيرة من إنشاء المدن الصناعية هل نرى قريباً تحقيق حلمك هذا الذي تعبت فيه طويلاً؟
الأستاذة حصة العون: أنا أرحب بكم وأدعوكم جميعاً للاحتفاء بهذه المدينة وهي عبارة عن خمس مدن صناعية في جميع مدن المملكة وأولها ستكون في جيزان إن شاء الله والثانية في المدينة المنورة حيث سأكون غداً لتوقيع عقد استلام أرض المدينة الصناعية في المدينة المنورة وستكون في الأحساء وفي جميع المناطق التي فيها أقليات وفيها أكبر عدد ممكن من محتاجين للعمل.. بعدما وقّعنا والحمد لله مع هيئة المدن الصناعية شراكة تجارية الآن، كذلك احتضنتنا مدينة مكة المكرمة أم القرى ووعدنا أمين العاصمة بمليون متر سوف نقيم عليها مدينة صناعية لمكة المكرمة لا نشغِّل فيها إلا أبناء مكة المكرمة ونقدّم جميع ما تحتاجه المدينة، خصوصاً الحجاج والمعتمرين من مأكل ومشرب وملبس وهدايا وإلى آخره، وخصوصاً لحوم الأضاحي وجلودها التي ترحّل دائماً بطرق غير مشروعة فيجب أن يعاد تصنيعها مرة أخرى لتصل إلى جميع المسلمين بطريقة فيها نوع من الحفظ للنعمة أولاً وحفظ للمنتج لكي لا يتعرض لأي تلوث..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من البروفسورة الدكتورة سميرة إسلام:
أنت من المبدعات وقد تطرَّقت لأوجه مختلفة وقد علمتُ بعزمك دخول ميدان التصنيع.. سواء تصنيع مواد دوائية أو طبية.. هل لك أن تذكري لنا ما الذي تمَّ فعله وما هي الصعوبات التي واجهتك.. لكي أستفيد من تجاربك؟
الأستاذة حصة العون: أولاً أحيي الدكتورة والبروفسورة وهي رائدة من رائدات المملكة العربية السعودية ولي الشرف العظيم أني زاملتها في الجمعية الفيصلية، فكانت أستاذة ونحن فخورون بها كأول أستاذة تحصل على جائزة الأستاذية في علم الأدوية.. الدكتورة سميرة كما تعرفين أنا دائماً أستشيرك في هذه المجالات، وكنت قبل سنتين قد استشرت الدكتورة سميرة في مشروع كنت أود أن أقيمه، وهو نوع من المنتج كنت أبحث عن جهة تساعدني، أن أعرف كيف أستطيع أن أضع المكونات الخاصة بالمنتج، فاكتشفت للأسف الشديد أنه حتى الآن لا يوجد لدينا هذا المختبر ليجعلنا نجري فيه نوعاً من التجربة بطريقة سليمة وصحيحة وللأسف الشديد لابد من إرسال المنتج لأحد المختبرات في لندن وبعد ذلك نستطيع أن نعيد مكوِّناته ونصنِّعه داخل المملكة.. والحقيقة أننا والحمد لله قد وصلنا مراحل متقدمة مع أحد المصانع التي ستقوم بصناعة هذا المنتج..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال الأستاذ عبد المجيد الزهراء أديب وباحث..
لا شك أن الصالح العام فن لا يحمله إلا النبلاء من البشر ومجتمع اليوم يعاني من مشكلات وهموم عديدة فما هي الآلية التي يمكن من خلالها تنفيذ حلول متميزة قد يعثر عليها بعض الناس نتيجة اهتمامهم بقضايا الناس بحيث يستفيد منها المجتمع؟
الأستاذة حصة العون: أنا أعتقد أن الإنسان الذي لا يهتم بأمر الناس ليس من الناس والإنسان لا ينتظر دعوة من أحد ليعالج قضايا مجتمعه.. وإذا كنت أنا ككاتبة أتعرض لكثير من القضايا ولم أجد تجاوباً فوضعت نفسي كأنبوبة اختبار.. أبدأ بنفسي بجهد المقل فمن لا يستطيع أن يعطي ريالاً لا يستطيع أن يعطي ملياراً.. فليس الأمر حصراً على أصحاب القدرات سواءاً من جهات حكومية أو مركزية أو ممن يستطيعون أن يخدموا مجتمعهم، فكل منا يخدم بما أعطاه الله.. فهي هبة من الله سبحانه وتعالى وأنا أعتبر أن الله سبحانه وتعالى أكرمني وأعطاني هبة وهي قدرتي على العطاء ومواصلة العطاء.. فليس عندي أي حدود للعطاء لأن هذا مجتمع يجب أن أعطيه.. وتكفيني هذه الوجوه عندما تقابلني وتعطيني هذا الحب والتقدير..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة منى مراد من جريدة البلاد.
إلى أي مدى وصلت مشاريعك في الاستثمار الإنساني كونك رائدة في هذا المجال؟
الأستاذة حصة العون: الاستثمار في الإنسان هو قضيتي واستراتيجيتي الدائمة. فمن أجل إنشاء مدن صناعية وتجهيزها، لأن الصناعة هي الوعاء الثاني بعد التعليم إذا سلمنا بالأمر بأن 80% من البنات السعوديات الخريجات سواء من الكليات أو الجامعات الحاصلات على عمل لا يستوعبهنّ إلا وعاء التعليم، فليس هناك من وعاء آخر بحكم أن المواهب الأخرى قليلة جداً.. فأعتقد أن وعاء الصناعة وعاء كبير جداً يستطيع استيعاب أكبر عدد ممكن من العاطلات عن العمل سواء من الحاصلات على شهادات علمية أو العكس.. لأن التدريب والتوظيف الصناعي هو الحل في نظري وبدأت بذلك.. فمن أجل أن نفعل ذلك يجب أن نقوم بتجهيزات ومنها على سبيل المثال شركة الموارد البشرية وشركة تدريب، فأنشأت شركة تدريب وشركة موارد بشرية.. تكاد تكون الأولى التي تدرّب وتؤهّل-وعكست المنظومة فهي توظف ثم تدرّب وتؤهّل- حتى نستطيع أن نقوم ونفعل كما فعل الآخرون وبشكل أفضل لأننا أمام تجارب كثيرة مِثال تجربة ماليزيا، ورجل مثل ماهاتير محمد عندما يأتي إلينا ويقدم تجربته ولا نستفيد منها.. فهو في خلال عشر سنوات نقل البلاد من القاع إلى القمة فأعتقد بأن تجربته كانت جديرة بأن نطبقها.. والحمد لله أني كنت أسير على هذا النهج وعندما استمعت لمحاضراته وجدت أننا والحمد لله نسير وفق منظومة جيدة..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتور محمد أحمد ناصر من جامعة الملك عبد العزيز.
نعرف دور الإعلام الذي لا يغيب عن أسماعنا وأبصارنا لحظة؟ هل ترين أن دور المرأة السعودية في الإعلام محدود إلى حد ما.. وهل القضايا جديرة بالتفاؤل أو أن المرأة شاركت أشقاءنا في إعلامنا المعاصر.
الأستاذة حصة العون: الإعلام شيء مهم جداً وحيوي وقضية نطالب بها ونناقشها منذ أكثر من عشرين سنة في جميع المحاضرات سواء التي شاركت فيها أو استُضفت فيها.. فعدم وجود كلية إعلام في المملكة أو كليات متخصصة على الأقل تصقل مواهب المرأة بالعلم والمعرفة.. وأعتقد أن الأنظار بدأت تتجه إلى هذا الجزء.. فالمفروض أن يكون لدينا إعلام جيد.. وينبغي على المرأة أن تتدرب بالإضافة إلى التعليم.. لأن التعليم نظري وللأسف لأن أغلب الجامعات ليس فيها ورش عمل فالمفروض أن يكون لدينا ورش عمل ويجب أن تساهم كل من جريدة عكاظ والرياض والمدينة وغيرها بفتح مراكز تدريب للصحافيات والإعلاميات على رأس العمل وليس بشكل نظري.. نعم نحن نحتاج إلى إعلاميات مدرَّبات لأن الإعلام لغة العصر.. والحمد لله بدأنا نتعلم من الآخرين ونقرأ للآخرين.. يجوز أنه لم يتح لأخواتنا من الإعلاميات الفرصة للتميُّز ولا ندعي أننا إعلاميات جيدات ولكننا مجتهدات.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سهيلة العطاس من جريدة عكاظ.
هل ترين أن سيدة الأعمال السعودية تجاوزت المعوِّقات الإجرائية والنظامية لتواصل أعمالها أو أن تقدم على تنفيذ المشاريع والاستثمار وفي أي مرتبة تضعين مستوى مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي الوطني.
الأستاذة حصة العون: المرأة السعودية شاركت منذ عشرات السنين في المجال الاقتصادي ويمكن أنه لم يكن هناك من ضوءٍ يُلقى عليها.. والآن أصبح كل من يشتهر يروح للأعمال أو الرياضة للأسف الشديد.. ولكن المعوِّقات تشمل الرجل والمرأة في الوقت نفسه.. لأنه عندما تريد أن تعمل سجلاً تجارياً لمصنع أو شركة فإنك تجد المعوِّقات نفسها للرجل والمرأة، وأنا لست من رافعات قضايا المرأة.. فالمرأة جزء من المجتمع ككل.. فأنا يهمني المجتمع قبل المرأة، فالإثنين لديهما معوِّقات.. والأعمال لا تؤتي ثمارها خاصة عندما يغادر رأس المال السعودي إلى دول أخرى ترحب به.. وللأسف الشديد بدأ الرأسمال الآن يهاجر مع العقول والأدمغة.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من عمدة الروضة الأستاذ عبد الهادي المكاري.
كيف ترين مشاركة المرأة في مدارس الأحياء ونشاطات الأحياء، سعودية كانت أو مقيمة؟
الأستاذة حصة العون: مسَّاك الله بالخير يا عمدتنا، أُحييك وأُرحب بك، عموماً هذه بداية فنحن في أول سنة نبدأ فيها العمل مع مجالس الأحياء والعلم. فمجلس الروضة هو المجلس الوحيد الذي طلب مني كسيِّدة أن أكون عضواً مؤسساً للمجلس وعضو مجلس إدارة معهم ورئيسة المجلس النسائي.. جميع مدارس الأحياء كان أغلبها الرجال وفي الحقيقة هم ليسوا منفصلين عن النساء.. وهذا لا يعني أنني أدعو إلى الاختلاط، لا أدعو لهذا الموضوع.. ولكن أنا أؤمن أن الحي هو مجتمع من رجل وطفل وسيدة والجميع يجب أن يشارك في خدمة الحي، وهذا ما طبقناهُ في مجلس حي الروضة كحي ريادي؛ وأنا أحيي جميع الإخوة أعضاء مجلس الحي الموجودين والله وصانا على سابع جار..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة عائشة الحسيني من جامعة الملك عبد العزيز في جدّة.
لك آراء جريئة عن الاستثمار في السوق السعودية، كيف ترين وضع السوق الآن وما هي الطرق المستخدمة لتسويق منتجات الأسر المنتجة؟
الأستاذة حصة العون: أهلاً وسهلاً بالدكتورة عائشة الحسيني والدكتورة سميرة إسلام وجميع نسائنا الاستشاريات الحقيقيات اللّواتي لهن فضل كبير عليّ أثناء مزاملتهن في الجمعية الفيصلية، ولا زلت الآن أتعامل معهم في أكثر من مشروع وأكثر من مؤتمر. الحقيقة أن آرائي واقعية إلى حد أنني أوجِع الآخرين لأني لا أؤمن بالخيال ولا أؤمن بالعروبة غير الواقعية.. فاستثمار المنتجات وكيفية بيعها لن يكون إلا إذا تصالحنا مع أنفسنا وعرفنا ما هي أولوياتنا؟ ماذا يريد المجتمع؟ هل سوف نستطيع أن نصنع أي شيء لمجتمعنا وأن نستطيع أن نصدِّر منتجاتنا الوطنية لخارج المملكة فيجب إذن أن تكون بأيد سعودية مئة في المئة.. إنما أن يكون ليس لنا من نصيبنا إلا الأرض والسماء والأموال!! ولكن 1.5% عمالة سعودية في المدن الصناعية وهي دراسة تفرغت لها ووجدت أن نسبة السعوديين في المدن الصناعية لدينا فعلاً لا تتعدى 1.5% والباقي للأسف الشديد.. ونحن أصبحنا أكبر شركة تدريب في العالم استطاعت أن تؤمِّن التدريب والتأهيل لجميع العاطلين عن العمل في العالم ومع ذلك لدينا بطالة داخل المملكة..
الأستاذة نازك الإمام: لدينا سؤال من أحد الحاضرين لم يكتب اسمه ولكن سنطرح السؤال:
جيل الآباء غير راض عن جيل الأبناء.. فما سر هذا الضجر؟
الأستاذة حصة العون: للأسف الشديد العصر الحديث عصر السرعة.. العلاقة بين الأم وأبنائها هي العلاقة الأساسية.. إذا كان هناك أسرة من الأساس بين أفرادها علاقة حميمة قائمة على الاحترام والتقدير فلن يكون هناك هذا الضجر.. وكذلك التأهيل، فأنت مثلما تستثمر في الإنسان في بيتك وتؤهله حتى يكون عنصراً إيجابياً في المجتمع كذلك في البيت فأعتقد أن الأسرة يقع عليها اللوم الكبير.. ويجب كلنا أن نسأل أنفسنا لماذا هؤلاء الأبناء ولماذا حصدنا هذا الحصاد السيء؟.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سميرة سمرقندي:
من المعروف أنك كنت في مدينة الطائف وهناك كانت بداياتك، فهل وجدت في مدينة جدة الحافز لانطلاقك وعطائك، فلو بقيتِ في مدينة الطائف افتراضاً، فهل كنت كما أنت عليه اليوم؟
الأستاذة حصة العون: أنا عشت فترات في الطائف وانطلقت ككاتبة.. كنت أراسل الجرائد والمجلات وأنا طالبة.. وعشت في جدة.. وبالعكس فإن ثلاثة أرباع المسؤولين في الوزارات والمبدعين من الطائف.. من شعراء ومؤلفين. وبالعكس فأنا أفخر جداً بأنني عشت في الطائف وجدة عروس البحر استقبلتني كما استقبلت غيري. القضية ليست في جدة وإنما هي في الإنسان نفسه هل استثمر في ذاته أم لا..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من المهندس عبد الغني حاووط.
الأستاذة حصة كثيراً ما يناقَش موضوع راتب المرأة وهل للزوج حق فيه، فهناك من ذهب يميناً وآخرين ذهبوا يساراً ما هو رأيك في هذا الموضوع الساخن.. هل ترين أن الرجل قد تنازل عن جزء من وقته مقابل هذا الراتب؟
الأستاذة حصة العون: التطرق لمثل هذا الموضوع أعتبره وصمة في جبين المجتمع السعودي.. رجالاً ونساءً.. لأننا تعوَّدنا أن الرجل هو الرجل حتى لو لم يملك ريالاً واحداً فهو الرجل هو المحترم وهو المقدر.. وليست الأموال بين المرأة والرجل هي الأساس.. ولكن للأسف الشديد اليوم انتشر بين الناس أنه قبل أن يسأل عن أخلاقها وعمرها وشكلها يسأل كم راتبها وأين تعمل.. وللأسف هذا ليس من شِيَم الإنسان المسلم أولاً والعربي ثانياً وأبناء هذا الوطن ثالثاً.. ولكن نقول الحمد لله على كل حال هذه بعض بلاوي العصر التي وصلنا إليها.. وأتذكر بالمناسبة هذه حواراً كان بيني وبين الأخ الأستاذ محمد ذياب رئيس تحرير جريدة الاقتصادية، سألوني عن هذا الموضوع بالذات راتب الزوجة.. فقالوا ما رأيك في الرجل الذي يأخذ راتب زوجته، فكتبت وقتها قصيدة طويلة زجلية وساخرة..
أول المنظر ثوب وغترة وعليها عقال
وآخر المنظر زوج نعال
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة ابتهاج نقشبندي إعلامية ومستشار إعلامي في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية.
الإخلاص والوفاء، حدثني عن رفيق دربك رحِمه الله، أتساءل عما قدَّمه لك هذا الزوج العظيم رحمه الله حتى جعلك لا ترين أحداً غيره يرافق حياتك؟ وماذا تقولين للرجال في هذا الزمان ليحسنوا معاملة نسائهم؟ علماً أن الرجال ليسوا سواءً في نظرتهم للمرأة؟
الأستاذة حصة العون: أنا أُجمل عبد الرحمن الجعيد في كلمة، رجل بمرتبة إنسان، ولكن المرأة هي أساس سر تعامل زوجها معها مع احترامي لما انتشر من العنف ضد النساء وإلى آخره من بعض الكلام.. لأن بعض النساء لا يعرفن حدودهن ولا يعرفن أبجديات كيف تكون زوجة وأم، فبمجرد أن ما تعتلي منصباً أو تمتلك "قرشين" تصبح سيدة لا أحد يستطيع أن يكلمها، وللأسف الشديد هناك أدبيات.. وأنا في الحقيقة من مجتمع بسيط مِمَّن يحيطون بي من أسرتي وأقاربي أو حتى مجتمعي، والحقيقة أنني لم أر أحداً يضرب المرأة وأنا سمعت أن المرأة.. يمكن أن أسمع في أماكن أو أقرأ في الجرائد أو أقرأ في أماكن وأستغرب وجود هذه الظاهرة.. والله العظيم لست مثالية ولا أتحدث عن مجتمع مثالي.. ولكن الحقيقة أنا ما رأيت هذا الموضوع ويؤسفني أن أسمع عنه..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذ إبراهيم السبيعي.
نحن سعيدون بهذه الأفكار الاقتصادية والوطنية المخلصة وكتاباتك الممَّيزة.. ما مدى تواصلك مع غرفة جدة وبرامجها؟
الأستاذة حصة العون: مسّاك الله بالخير الشيخ إبراهيم السبيعي وأنا يشرفني وجودك اليوم.. أطال الله في عمرك، إن غرفة جدة أصبحت شركات عائلية مع احترامي وأنا لا أود التطاول على أي جهة بوجود الشيخ عبد المقصود لأن الاثنينية لها أبجديات.. ليس لي تواصل مع الغرفة التجارية غير "ادفع بالتي هي أحسن".. ندفع الاشتراك ثم ندفع كل يوم على ورقة 30 ريالاً ولست أدري لماذا ندفع 30 ريالاً وندفع الاشتراك.. وقد أصبحت إقطاعية على ما أعتقد؛ لكن أنا أقدر الغرفة التجارية لوجودك فيها طال عمرك.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة نادية نصير مستشارة تربوية وأسرية.
هل ترين أنه يجب أن يكون لدينا مكتبات عامة للقراءة ومكتبات نسائية للقراءة حتى لو كانت ملحقة بالجمعيات النسائية؟
الأستاذة حصة العون: حسب علمي إن الجمعيات الخيرية كلها فيها مكتبات وأنا تركت الفيصلية بعد أن نقلت إليها أكثر من 200.000 كتاب جمعناها في فترة وجيزة.. أنا على كلٍ أحب القراءة ومع احترامي للجميع كل منا يستطيع أن يقرأ كيفما اتفق وأينما اتفق.. ولا نحتاج لمكتبات، إن كل ما يحتاجه الإنسان هو معرفة هل هو قادر على القراءة وهل عنده وقت للقراءة، أيحب أن يقرأ وينظم نفسه ماذا يقرأ وهل حسب هواياته وحسب احتياجاته؟.. وأنا أتمنى أن تكون هناك مكتبات بكثرة ونحتاج لمكتبات وفعلاً نحن نسعى في مجلس حي الروضة.. وقد أخذنا حديقة وسمح لنا أن نأخذ حديقة بجوار المستشفى التخصصي حيث سنقيم عليها مكتبة، وأتمنى من جميع مجالس الأحياء أن يُنشئوا مكتبات من أجل زيادة الثقافة واعذريني إذا كان جوابي واقعياً نوعاً ما..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذ محمد الحسن.
ما رأيك في تجربة بنك الفقراء؟
الأستاذة حصة العون: فلتسمحوا لي أن أتحدث عن بنك الفقراء وأنا ضد هذه الفكرة أساساً لسبب واحد، لأن الله سبحانه وتعالى خلق أغنياء وفقراء، ولكن ما معنى أن تضرب إنسان بفوائد.. أنا اعتبره استعباد للناس وأشغالهم، وأحاول أن آخذ منهم فوائد ربوية وأنا عموماً أحب أن أقول كلمة: أنا ضد أخذ قروض ربوية من أي جهة كانت ولا عمري تعاملت ولن أتعامل مع الربا لا قليله ولا كثيره.. ثاني شيء أنا كنت أتواصل مع بنجلاديش ومع كثير من الخبراء والأساتذة والسيدات، وحاولت أن أتحرّى عن هذا البنك، ووجدت عملياً أن هناك انفصام في المجتمع للأسف الشديد بدخول مثل هذا البنك يستحوذ على عقلية وأفكار وطلبات النساء.. فكانت النتيجة أن ثلاثة أرباع النساء تركن أزواجهن وذهبن من أجل تنمية الذات ليكون لكل واحدة استقلالية مالية، فضيّعت الأهم الذي هو البيت والزوج. وهذا للأسف الشديد محزن عندما يقال أنه نود أن نجرب هذه العملية، أنا أعتقد أن تطبيقها وللأسف الشديد لا يخدم المجتمع لأن المجتمع، ينبغي أن يكون فيه تكافل وتكون الأسرة أساساً متماسكاً.. إذا ما كان هناك تماسك في الأسرة فهذا يعني أننا لم نستفد شيئاً.. فإذا نظرنا إلى النساء على حساب الرجال نكون في النهاية قد ضربنا المجتمع وشللنا حركته...
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة الدكتورة لطيفة محمد بارك عميدة كلية الاقتصاد المنزلي والتربية الفنية بجدة سابقاً..
نتمنى أن تقام مصانع ملابس جاهزة في بعض مدن المملكة بأيد وإنتاج سعوديات متخصصات بمساعدة رجال الأعمال، وبالذات ملابس الأطفال والملابس المنزلية.. بدلاً من أن نستورد بعض الملابس التي ينقش عليها بعض المنقوشات وبعض الرسوم غير الملائمة لبيئتنا وتقاليدنا فما رأيك في ذلك؟
الأستاذة حصة العون: أحيي الدكتورة لطيفة بارك وأشكرها على الجهد الكبير جداً وهي أستاذة كبيرة وتقريباً تبنَّت الكثير من القضايا في هذا المجال. بالعكس أنا أؤيدها والمدن الصناعية للأسر المنتجة سوف تقوم بهذا العمل إن شاء الله.. والمفروض أن تكون أول مدينة في جدة، ولكن للأسف الإخوة في جدة كالعادة لا يقبلون إلا الأمور التجارية البحتة مائة بالمائة، فاضطررت إلى أن أهاجر واستقبلنا في مدن أخرى ونحن مع من يرحب بنا.. فلن نكون مستثمرين إذا لم نستثمر في الإنسان ونرفع من مستواه المعيشي والنفسي.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الكاتبة انتصار العقيل تقول:
تعرف المملكة طفرة اقتصادية لم تعرفها طوال تاريخها والإنسان السعودي غارق في الديون مع ارتفاع تكاليف المعيشة، ما رأيك في زيادة الخمسة في المائة.
الأستاذة حصة العون: طبعاً المفترض في الواقع أن يعرفها الطفل والحمد لله نحن في بلد غني وبلد مقتدر ويملك كل هذا الغنى، أول شيء في وجود مكة والمدينة كرم من الله سبحانه وتعالى، نحن نملك الإنتاج النفطي والاحتياط النفطي الموجود عندنا هذا يكفي جميع المملكة العربية السعودية ولكن ليس العيب إلا في البطانة والبطانة عندما تكون فاسدة للأسف الشديد تؤثر على المجتمع وأنا لا أود أن أستمر في هذا.. لأن هناك ضوابط أحترمها للشيخ عبد المقصود ولا أود أن أحرجه في أي جواب.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت آمال عبد المقصود خوجه.
هل تناولت في كتاباتك أي مواضيع بخصوص المرأة السعودية.. إذا كان نعم ما هي هذه المواضيع التي تناولتها؟
الأستاذة حصة العون: لا أستطيع أن أحدِّد كم تناولت من المواضيع فأنا أكتب في أكثر من صحيفة منذ أكثر من خمس وعشرين سنة. بصراحة إن أهم شيء أركز عليه في الفترة الأخيرة هو المرأة التي في البيت- صاحبة الأسرة الكبيرة التي لا تستطيع أن تعمل ولا تستطيع أن تلبي حاجة أطفالها.. الأسرة الكبيرة التي تحتاج إلى راتب- أنا طالبت في مثل هذا الموقف للمرأة التي تربي هذا الجيل صانعة شبابنا وصانعة الثروة الأساسية لهذا الوطن.. "لأن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأمثل للأوطان"، عندما تكون الأم بهذه التجربة وبهذا الاحتضان لأبنائها وتكون الحب والحنان والتربية والإشراف على مأكلهم ومشربهم وتعليمهم، يجب أن تكافئها الدولة براتب يغنيها عن سؤال اللئيم ويغنيها عن التردّد على أي جهة كانت لأنها تستحق أن تكرَّم سواءً كانت أرملة أو غير أرملة، لأن الشروط القسرية التي تضعها وزارة الشؤون الاجتماعية أو الجمعيات الخيرية، وأنا أعتقد أنها خارج نطاق الواقع؛ لأن الواقع المعاش للمرأة التي تحتاج إلى أمان مالي حتى لا يتعلم أبناؤها السرقة والنشل والمخدرات والإرهاب وإلى آخره من أمور الحياة التي نحن في غنى عنها..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من طالبة الماجستير في جامعة الملك عبد العزيز والكاتبة والصحفية الأستاذة ندى مبارك..
ألف مبروك على التكريم أولاً وثانياً كونك قدوة للكثير من الفتيات السعوديات، ما هي توصياتك ونصائحك للفتاة السعودية التي تَرَيْ فيها النظرة المشرقة والناجحة للمستقبل؟
الأستاذة حصة العون: والله أنا أعتبر نفسي واحدة من المجتهدات ولست قدوة لأي أحد، وأنا أشكرها الشكر الجزيل على هذا الإطراء.. والحقيقة الذي أتمناه سواء من المرأة السعودية أو من الإعلاميات، وهي كلمة لتبقى بيني وبينهن اليوم، رغم أن الرجل هو أخ المرأة والمرأة هي أخت الرجل، والمجتمع إذا لم يكن متماسكاً بهذه القوة لن يستطيع الوقوف أمام أي تحديات.. المرأة السعودية والمرأة المسلمة والمرأة عامة للأسف الشديد غُرِّر بها في الفترة الأخيرة.. وهذه مشكلة لأنها والحمد لله تملك أبجديات كثيرة وتملك قدرات كبيرة والله سبحانه وتعالى أعطاها منذ 1400 سنة، حقوقاً لن أستطيع إلا أن أقول لها لو طبَّقتْ بضع هذه الحقوق التي أعطاها الرحمن وتركها الإنسان لها لاستطاعت المرأة أن تكون في غنى عن أي حقوق تأتيها من الخارج. المشكلة أن بعض السيدات ينسقن على بعض الأمور خارج المملكة ويفكرن أن المرأة السعودية بدأت تدخل مجالات أخرى وأن المرأة السعودية بدأت وبدأت.. وللأسف هذا الخروج بعضه سلبي.. وأنا أتابع هذه القضايا وأجد أن ثلاثة أرباع، ممَّن يتواجدن على الساحة ليس هناك جدوى من طلوعهن، فإذا كان الخروج إلى الأضواء غير مفيد لمجتمعهن ووطنهن ثم ثانياً وثالثاً أعتقد إذن أن الأمر مجرد سير مع الموضة ولا بد أن أُشير إلى أن المرأة الأمريكية والأوروبية بدأت تعود إلى أمور كثيرة في حياتها.
الدكتور جميل مغربي: أرجو أن تسمح لي الأستاذة حصة وهي تملك هذه الليلة فهي ليلة تكريمها بأن أجيب عن سؤال سألتْه عن الأستاذ عبد الرحمن الجعيد للتعريف به، وأنا أتصور أن هذا الأمر مهم.. الأستاذ الجعيد رحمه الله هو من الرعيل الأول من ضباط سلاح الطيران في المملكة فقد كان ضابطاً مظلياً وكان قائداً لنادي الوحدة في مكة وكان قلباً لدفاعه وأعتقد أنه كان أيضاً قائداً لمنتخب المملكة في مراحله الأولى وأهم من هذا أنه كان شخصية اجتماعية تغلغلت في النسيج الاجتماعي، لا أقول في المنطقة الغربية فقط وإنما في المملكة، فكان قريباً من قلوب الناس رحمه الله وغفر له وأرجو أن ندعو له بظهر الغيب ولا مانع من استكمال حوارنا حتى الحادية عشرة.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت مروى الصبحي.
أرجو المطالبة بعدم طلب مدير بالسجل التجاري بالنسبة للمرأة؟
الأستاذة حصة العون: المدير أو الوكيل هذا موجود في سجل الرجل وفي سجل المرأة في الوقت ذاته، أنا ومع أن عندي الصلاحية لإدارة الشركة لي سبعة وكلاء، الوكيل يمكن تحديده.. هو مجرد مَن يذهب لمراجعة الدوائر الحكومية، يؤكِّد كلامي رجال الأعمال الموجودون هنا ومنهم الشيخ عبد المقصود خوجه، أكيد لديه عشرة أو خمسة عشر وكيلاً لأنها ليست عملية إجبارية.. لكن هناك جزئية مهمة عندما تفتتح مثلاً دكاناً أو بقالة فلا بد أن يكون هناك رجل يدير هذا العمل.. والرجل هذا يجب أن تكون لديه صفة فسموها مدير أو وكيل ولكن ليس الأمر بإجباري، وهو راجع للمرأة التي يجب أن تحدد نوع الوكالة، لأن نوع الوكالة مهمة حصرية على الأولاد أو غيرها.. أما وكالة إدارة أو مراجعة الدوائر الحكومية فلا خطر في هذا الأمر بالنسبة للمرأة، المشكلة أن كثير من السيدات يأخذن الكلمة ويقلن فيها.. ولا يعرفن القصة.. وفي النهاية تستطيع المرأة أن تدير إلا أن هناك بعض الأعمال التي لا تستطيع أن تديرها بنفسها.. أنا عن نفسي عندي شركة أديرها بنفسي وليس عندي إدارة لأنها شركة نسائية ولا أستقبل فيها إلا النساء.. أما الأعمال الأخرى التي فيها رجال فعندي مدير ووكيل فيها.. ولا يعيب الإنسان أن يكون عنده وكيل.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة هدى صالح مؤمنة تسأل.
لديّ كتاب عن التراث السعودي باللغة الإنجليزية وأنا متخوِّفة من اقتباس فكرته من الغير وأحاول توثيقه في الولايات المتحدة الأمريكية مكان إقامتي هناك، أرجوك أن تفيديني بالعمل أو الحل لتوثيقه في المملكة العربية السعودية؟
الأستاذة حصة العون: أعتقد أن وزارة الإعلام تتصرف في هذه المجالات فأصبح أي إنسان لديه كتاب أو فيلم أو برنامج بحسب تخصص الوزارة أعتقد أن وزارة الإعلام هي المعنية بهذا الشيء.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة إيمان الجبيري تسأل:
الأستاذة حصة كونك امرأة عاملة وبأنك واجهت العديد من المشاكل في عملك خصوصاً في التعامل مع الرجل أرجو أن لا تبخلي علي ببعض النصائح من خلال تجاربك العملية التي تفيدنا في هذه الحياة؟
الأستاذة حصة العون: والله للأسف ما واجهت مشاكل لأنه ليس هناك مشاكل.. لأني من الناس الذين يتعاملون مع المشاكل كواقع يجب أن أتصالح معه.. فالمشكلة تمر عليّ وعلى أخي الرجل.. المشكلة فقط مشكلة بيروقراطية وهي ليست مشكلة استقصاد المرأة، وأنا لا أدافع عن الرجل ولكن أنا أحاول أن أكون واقعية وصريحة.. القضية قضية بيروقراطية ووساطات ليس هناك أنظمة جيدة وليس هناك تحديث للأنظمة.. للأسف الشديد فللحصول على سجل يأخذ من شهر إلى شهرين ليذهب إلى وزارة العمل وللتأمينات الاجتماعية والزكاة والدخل وللغرفة التجارية وغير ذلك.. يعني يضيع وقتك في الإجراءات بالإضافة إلى عملية الغلاء.. يكون مر عليه الحول ويدفع مرة أخرى.. فليست المشكلة مشكلتي أنا فقط فهي مشكلة الجميع..
الشيخ عبد المقصود خوجه: أحب أن أوضح معلومة لتسجيل حقوق الطبع والنشر وما إلى ذلك فهذا من اختصاص مكتبة الملك فهد، وأما إجازة النص ككتاب فهذا من اختصاص وزارة الثقافة والإعلام.. وأنا أثني على ما قالته ضيفتنا هذه الأمسية الأستاذة حصة العون، فلو قضينا على الروتين وهذا يبدو أمراً صعب المنال إلا إذا سرنا في طريق جاد، ولي تجربة في دبي لا يحتاج الشخص أبداً إلى وكيل فباستطاعة الإنسان في الوقت الذي نبارك لهم نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعطينا مما أعطاهم، إذا أردت أن تسجل شركة أو مؤسسة فلا تحتاج أن تذهب لا بنفسك ولا بوكيل عليك بالإنترنت وستحصل على الترخيص، حيث يأتيك السجل التجاري وأنت جالس في بيتك في المملكة أو في أي مكان في الدنيا بمجرد أنك تدفع بشيك أو بحوالة أو ببطاقة إئتمانية.. فإذا قضينا على الروتين لا نحتاج إلى وكلاء ولا نحتاج إلى المراجعة ولا كاتب عدل ولا غرفة تجارية.. فشكراً
 
طباعة

تعليق

 القراءات :686  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.