شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الختام))
عريف الحفل: الحقيقة الأسئلة كثيرة والوقت لم يسعفنا كما تعلمون فالبعض يسكن في أقصى جدة والبعض يسكن في مكة المكرمة، نختتم بهذا السؤال مع اعتذارنا للأخوة الذين لم نجب على أسئلتهم ولكن سوف تسلم للضيف الكريم بعد هذه الأمسية ليجيب عليها ومن ثم ترصد في كتاب "الاثنينية" الذي سيصدر لهذا الموسم، هذا سؤال من الأستاذ منصور عطار يقول أريد بعض الأشعار عن الحرمين الشريفين- جزاكم الله خيراً.
معالي الدكتور عصام البشير: هنالك أبيات للإمام الزمخشري، وهذه من دلائل منهج الوسطية أن العلماء قديماً أياً كان الخلاف في العالم، الزمخشري كان على مذهب المعتزلة لكن الأمة أفادت منه، وكان لا يجارى في البيان وفي اللغة وفي الإعجاز اللغوي، حتى قالوا لولا الكوسج الأعرج لظل إعجاز القرآن بكرا. الكوسج هو صاحب اللحية القصيرة، والأعرج لأن إحدى رجليه سقطت بسبب الثلج في رحلته إلى الحج، وألف كتاب "الكشاف" الذي لا يستغني عنه أحد في مجال الإعجاز البياني حتى إنه قال يمدح كتابه:
إن التفاسير في الدنيا بلا عدد
وليس فيها لعمري مثل كشافي
إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته
فالجهل كالداء والكشاف كالشافي
وحق له ذلك وله أيضاً كتاب "الفائق في غريب الحديث" و "أساس البلاغة" و "ربيع البار" والزمخشري أوصى أحد أصدقائه وكان ذاهباً للحج، فقال له في أبيات أحفظ القليل منها:
فإذا أفضت إلى المحصب من منى
حيث الجماهير بالجمار حواصب
فاذكر أخاً يرمي بجمرة قلبه
أم كنتم الحضّار وهو الغائب
وإذا شغلتك زمزم لهثاً فقل
ليت الخوارزمي منها شارب
وإذا استلمت الركن في غسق الدجى
ولثمت صفحيه ودمعك ساكب
فاستوهب الرحمن أجرامي وقل
هب للفقير ذنوبه يا واهب
أيضاً من أبياته الرائعة القصيدة التي تسمى تماضر وهي رحلة بدأها من زمخشر وهي قرية من قرى خوارزم أنشأها وهو في طريقه إلى بيت الله الحرام، وفيها جاور، فمن ضمن هذه الأبيات قال:
قامت لتمنعني المسير تماضر
أنى لها وقرار عزمي باتر
شامت حقيقة عزمتي فحنينها
رعد وعيناها السحاب الماطر
من لي رويدا من يرق لظبية
فمقامها ليث العرين الزائر
إني لذو جد كما جربتني
صلب وبعض الناس رخو فاتر
سيري تماضر حيث شئت وحدثي
أني إلى بطحاء مكة سائر
متعوذ بالركن يدعو ربه
يشكو جرائر بعدهن جرائر
يشكو جرائر لا يكاثرها الحصى
لكنها مثل الجبال كبائر
فعسى المليك بحوله وبطوله
يكسو لباس البر من هو فاجر
يا من يسافر في البلاد ملبياً
إني على البلد الحرام مسافر
إن هاجر الإنسان عن أوطانه
فالله أولى من إليه يهاجر
هرفت هذا العمر غير بقية
فلعلني لك يا بقية عامر
وعهدتني في كل شر أولاً
فلعلّني في بعض خير آخر
ألقي العصا بين الحطيم وزمزم
لا يرتضيني إخوة وعشائر
ضيفاً لمولى لا يخل بضيفه
ويريه أقصى ما تمنى الزائر
سأقيم ثم وثم تدفن أعظمي
ولسوف يبعثني هناك الحاشر
ياليت شعري والحوادث جمة
والغيب فيه للحكيم سرائر
والعبديرجو أن ينفذ عزمه
ووراء عزم العبدحكم قاهر
هل في قضاء الله أني قادم
أم القرى وإلى البنية ناظر
ثم ذكر الحج وفي آخرها قال:
متى تضم قتود رحلي ضامراً
يهوي به نحو المدينة ضامر
ماضٍ على الظلماء يخبطها إلى
بلد أضاء به السراج الزاهر
لله ميت بالمدينة قبره
قصر مشيد والقصور مقابر
لله ميت كل حي لم يكن
بهداه حياً فهو عظم ناخر
فأنا النصور لوحيه بدلائل
وجه اليقين بهن أبلج زاهر
وإليك أرغب في النهوض بهمتي
حتى أفي بجميع ما أنا ناذر
وأختتم ببعض الأبيات:
بيني وبينكم ود تعهده رب السماء بتطهير وإكمال
فالدين يجمعنا والضاد يمنعنا والقدس يسألنا فك لأغلال
إذا أردتم كريم العيش فالتفتوا إلى الكتاب وحثوا كل شملال
إلا الكتاب لكم ذكر وتذكرة كم يضرب الله أمثالا بأمثال
زموا النفوس وأحيوها بتزكية تشفي وترفع من رين وأقفال
إني كفيل لو وفيتمو ذمما أن تنزل البطشة الكبرى بأنزال
إن تنصروا الله ينصركم ويجزكم كفلاً بكفل وأسجال بأسجال
الأستاذة منى مراد: عفواً لدينا إحدى السيدات من الجالية السودانية وهي رئيسة رابطة المرأة بالجالية السودانية، الأستاذة مريم، لديها سؤالان تريد أن تطرحهما على ضيفنا الكريم.
شباب اليوم موزع بين الغلاة والجفاة هل تفاكرتم بينكم وبين علماء الأمة الإسلامية في وضع منهج دراسي متكامل تتفق عليه الأمة الإسلامية في طرح أسلوب الوسطية بين الشباب الإسلامي، لتسود روح السماحة بين الجميع؟
معالي الدكتور عصام البشير: مشروع مبارك ونسعى فيه إن شاء الله.
عريف الحفل: نختم بهذه الأبيات وهي للشاعر الدكتور يوسف العارف عضو النادي الأدبي في جدة، يقول:
أي شعر جاء من فيك جميلا
يورق الصحو في مقلتيك طويلا
أيها الصادح زدنا فالمعالي
مشرعات يحفهن شوقاً جليلا
أنت بالشعر قد جملت ليلى
وسعاد زدتها حسناً بديلا
هاتها ذكراً ودوداً وقواف
تستوي طبعاً عليلا
معالي الدكتور عصام البشير: جزاكم الله خيراً، قصيدة طلبت ولكنها ليست لي يبدو أن الأخوة سمعوها في أكثر من مناسبة هي لشاعر سوداني والمواهب مغمورة في السودان، في عهد الإنجليز كان أحد الإنجليز يعمل مهندساً للري، وحينما غادر طلب من هذا الأخ قصيدة فألف له هذه الأبيات وقافيتها باللغة الإنجليزية:
ألا يا فاضل الأخلاق إني رأيتك عاشقا للأديوكيشن EDUCATION
فدم في الفضل والأخلاق بحراً كما قد كنت للآداب أوشن OCEAN
وقد كذب الذي يبغي افتخاراً عليك صناعة أو كلتفيشن CULTIVATION
تلم بكل ألسنة البرايا وتفهمها بغير ترانسليشن TRANSLATION
وأنت الأصل في عز وشرف وغيرك هابط في الامتيشن IMMITATION
ولم أسمع بمثلك هندسياً يدير معاملاً بأقل موشن MOTION
كأنك في الرياض تدير فيها جداولها مدير الاررقيشن IRRIGATION
مدحتك لست أطلب منك مالاً ولكني أريد الانفتيشن INVITATION
 
طباعة

تعليق

 القراءات :3320  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.