شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > سلسلة الاثنينية > الجزء الثاني عشر (سلسلة الاثنينية) > حفل تكريم الأستاذ سعد عبد الرحمن البواردي (اثنينية - 160) > كلمة سعادة المحتفى به سعد بن عبد الرحمن البواردي وقراءة شيء من أشعاره.
 
(( كلمة المحتفى به ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الأستاذ سعد بن عبد الرحمن البواردي - ضيف الاثنينية - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- أساتذتي زملائي: السلام عليكم ورحمة الله. اسمحوا لي وقبل أن أثقل على مسامعكم بشيء من محاولاتي الشعرية، أن أتقدم بالشكر الجزيل لأخي الشيخ عبد المقصود خوجه، الَّذي دعاني فكرَّمني بحضوري وكرمني بحضوركم، وكان لقاء أحببته وتمنيته منذ زمن طويل، فله الفضل على هذه السابقة، وله الفضل على هذه المنة، وله الفضل على هذه الحسنة التي أشكره عليها.
- الإنسان حب، حينما يتجرد من حبه، يتجرد من قلبه، حين يتخلى عن ضميره يتخلى عن عقله، وبين القلب والعقل يتحدد مسار حياة الإنسان وتتشكل مشاعره..، لا أدعي لمشاعري أكثر مما تحتمل في صياغة شعرها، إن هي إلاَّ إرهاصات طفولية رغم شيخوخة صاحبها.. يكفي أنها محاولة، مجرد محاولة، لتخطي مرحلة الزحف على اليدين إلى مرحلة السير على القدمين مع الوطن الصغير حيث أنتمي كانت هذه الأبيات:
أحبك يا أرضي ولست بخيرها
ففـي غيرك الأنهـار والخصـب والفنـن
ولكنك الأبهى فأنت حبيبتي
وأنت لي التاريخُ والأهل والوطن
ومن يعشق التاريخَ أهلاً وموطناً
يبيح ربيعَ الأرض لو أنه الثمن
 
- وعن الحب الوجداني مع المعذرة قلت هذه القصيدة:
حسن في كل عين من تود
شاقني فيها تقاسيم وقد
وعيون يبحر الموج بها
شاطئاه السمر أجفان وخد
الضحى والليل في أحداقها
كتلة حوراء في جزر ومد
قال سلطان الهوى أطربتها
وتماديت فللأوصاف حد
قلت دعني غارقاً في وصفها
حسن في كل عين من تود
 
- وعن الحلم الجميل حين يتداعى على صخرة اليقظة المرة:
حلمت ذات ليلة أنَّ النجوم في فضائنا مشعة بالنور
أنَّ الزهور في فنائنا ندية العطور
أنَّ الزوايا وسط دارنا تعمرها الطيور
أنَّ الصباح منذ لاح قوض الديجور
حلمت ذات ليلة.. أنَّ الحروب والحراب والقنابل
تحولت جميعها بحبنا إلى هياكل
تحولت بغرسنا وعرسنا إلى سنابل
إلى صداح عاشق في لغة البلابل
حلمت ذات ليلة.. أنَّ الدماء أنهر من ماء
نطفئ بها الجفاف واللهيب والظمأ
ونخصب السهول والوديان والسماء
حلمت ذات ليلة.. أنَّ الذين يولدون في الحياة
يوعدون بالحياة
يوجدون للحياة
رؤوسهم مرفوعة الهامات والجباه
حلمت ذات ليلة.. أنَّ الدموع وحدها علامة
تعني ابتسامة.. لا كرهاً.. لا خصام.. لا انقصام.. لا ملامة
طريقهم رفيقهم للحب للسلامة
حلمت ذات ليلة.. أنَّ السباع لم يعد لها ناب ولا أحقاد
أن الجياع قصة قديمة ترنيمة الأولاد للأحفاد
أنَّ الضياع جملة مجهولة نقرؤها في كتب الأجداد
أنَّ الصراع حط في تابوته فلا حداد
حلمت ذات ليلة.. أنَّ البحار ألجمت فلا طوفان
أنَّ الجبال روضت فلا بركان
أنَّ النفوس هذبت فلا طغيان
أنَّ الحياة يزهو بها الإنسان
حلمت ذات ليلة.. أنَّ الربيع والغدير والبشر
تعانقوا في قبة القمر
تهامسوا في صحوة السحر
تراقصوا في نغمة الوتر
تعاقدوا على الحياة بالزهر
حلمت ذات ليلة.. وقد غفوت
أيقظني من غفوتي قذيفة وصوت
حين صحوت أيقنت أنَّني أعيش في سرداب موت
مهما غفوت لم تعد تخدعني الأحلام أنَّني صحوت..
 
- وأخيراً مع وليمة الجفاف:
- حيث الإنسان.. المعاناة، حيث التخمة والجوع، حيث الابتسامة البلهاء، وحيث الدموع.
يا أيها العروس في موسم الجفاف
أيها الزمن، مجدبة نجوعهم
سخية جموعهم
عصية دموعهم
زفوا إليك في العراء بلا وهن.. بلا ثمن.. بلا كفن
هناك أيها الزمن
في القارة السوداء عالم يموت
هناك أيها الحزن جحافل من البشر من دون قوت
الأم شح ثديها فألقمت رضيعها من جوعها
مما تبقى عندها من ريق
غريقة كادت.. ومدت يدها لفلذة من كبد كان غريق
وألف ألف جسد مهجور تطاله الذئاب والنسور
وألف ألف شبح مذعور يفزعه الصباح والديجور
يصعقه الهجران والهجير
يثقله المسير والمصير
هل أشتكيك يا زمن؟
أشتكي لمن؟
أشكو لعين أغمضت كي لا ترى موت الجياع؟
أشكو لأذن أطبقت من حولها رعد ارتياع؟
أشكو لبطن متخمة أم أشتكي قهر الضياع؟
هل أشتكي قدر السماء؟
أشكو المجاعة والظمأ؟
أم أشتكي من يلقمون القمح أفواه البحار؟
وكأنها الأجدى به من ساغب يشكو الضرار
أشكو لمن؟ قل يا شجن؟
يا كل أوتار الزمن
إنَّ الجياع يجندلون على تضاريس المساء
في كل يوم موكب باكٍ يزف إلى الأسى
وعلى وليمتك الجفاف تدق أوتار الحزن
تبكي عليك، تبكي علينا، تشتكي منا إلينا
تشتكي منا علينا
إننا نحن الزمن..
 
- معذرة وقد أطلت، والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :536  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 85 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.