صاحب المعالي الأخ الكريم الشيخ عبد المقصود خوجه حفظه الله ونفع به(1)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فأبتهل إلى الله العلي القدير أن يزيد في أجركم ويجزل في مثوبتكم على هذا الاهتمام المشهود الذي لا أعرف له سبقاً فردياً مماثلاً لما تقومون به في الاحتفاء بمن هم أهل للاحتفاء من الروّاد أهل الفكر والدعوة والفصاحة والعلم، وتزويد المكتبة العربية بما سطرته أقلامهم في مجلدات ثقافية وسجلات في الدفاع عن الإسلام ودواوين ينساب فيها وجدانٌ إسلامي خالص في أغراضه التي حفلت تعبيراً عن العلاقة بين المعبود جل جلاله وعبده الإنسان، وبين الإنسان وأخيه الإنسان، وبين الإنسان وذاته أو بينه وبين وطنه وبلاده وشعبه وأمته.. ومن ثم بينه وبين حبيبه.. وحق لهؤلاء الروّاد أن تشتغل اللجان بآثارهم وجمع كتبهم والأدباء بلملمة أشعارهم في ديوان كالذي تم بكتاب ((الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية)) للشاعر الكبير الأستاذ أحمد بن إبراهيم الغزاوي، رحمه الله، الذي تسلّمته بيد السرور هدية من هداياكم وهو آخر إصدارات الاثنينية الرائدة التي ملأت المكتبة العربية كتباً قيمة.
لقد أسعدني إتقان العمل الذي أديتموه واللجنة المكلفة من قبلكم جمعاً وتصنيفاً وتعليقاً وتقديماً لكتاب شاعرنا الغزاوي، رحمه الله، فكان ذلك عملاً غير مسبوق.. بل واحد من نتاج ضخم للاثنينية وصاحبها لا أعرف مثيلاً يسابقه.
إن جهدكم في هذا الكتاب ليس محل نقد أبداً، فهو إبداع لحفظ الإبداع، وما بذلتموه من أجل هذا الكتاب شاهد كبير على ما منحكم المولى سبحانه من الأناة، وحسن النظر وحكمة أهل الحرص على أن يكون الإبداع قد أخذ انسيابه عبر مداخل القلوب.
فحيا الله جهدكم وبارك في عمركم وحيا هذه الاثنينية العامرة بصاحبها وبضيوفها من رجالات الدعوة والفكر والثقافة والأدب والعلم، ونفع بها وبكم.