شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار ))
افتتح باب الحوار بسؤال من الأستاذ عدنان محمد حسن فقي محامي ومستشار قانوني، جاء فيه قوله:
- هل تعتقدون بأن الإعلام العربي استطاع أن يبني لنفسه أو لذاته استراتيجية في خريطة نظام الإعلام الدولي؟ فإذا كان الجواب نعم فما هي فلسفتها وأهدافها وخططها؟
وأجاب المحتفى به قائلاً:
- لا أعتقد أنني في معين من الفكر والفلسفة يخولني الإجابة على هذا السؤال، إلاَّ أنني بإيجاز أقول: ما أكثر الفلسفات التي وضعها الإعلام العربي وغير الإعلام العربي في عالمنا العربي، وتقف أمام الإعلام وأمام أيِّ إعلامي أزمة هي أكثر من الإعلام، وهي أزمة العالم العربي نفسه؛ وأعتقد - مرةً أخرى - أنه ما دام الإعلام مكبلاً بالقيود المالية والإدارية والسياسية التي تحيط به، فإنَّ الإعلام العربي سيظل رهين مكانه، سواء وضعت له فلسفة أم لم توضع.
وورد من الدكتور غازي زين عوض الله أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز سؤال يقول:
- كيف يستطيع رجل الإعلام العربي أن يوفق بين رؤيته الإبداعية وبين الالتزام في مفهوم نظرية الإعلام؟
ورد المحتفى به قائلاً:
- أنا أعتقد أنَّ الجواب الأول يجيب على السؤال الثاني.
وسأل الأستاذ علي المنقري قائلاً:
باعتبار أن سعادتكم رمز من رموز الإعلام، هل يرى سعادتكم أن إعلامنا العربي استطاع أن ينقل صورةً حقيقية عن الوطن والمواطن العربي، والتي يحاول الإعلام الغربي تشويهها باستمرار، وماذا ينقص إعلامنا العربي ليقوم بدوره في هذا المجال؟
فأجاب سعادة الأستاذ الشبيلي قائلاً:
- الإعلام العربي في جهوده لخدمة المجتمع له إسهامات كبيرة، ولا نستطيع أن نجرد الإعلام العربي - دائماً - من كل إيجابياته؛ الإعلام العربي من أحد مشاكله ضعف الاحتراف، وضعف الاحتراف في الإعلام العربي له أسباب كثيرة، من أهمها عدم احتراف بعض القائمين عليه، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل إعادة الأمور لأسبابها على طريقة القصص المعروفة، التي تحيل - دائماً - الأمور إلى ما قبلها وما قبلها إلى ما قبلها، ولكني أعتقد أنَّ الإعلام العربي ينقصه الاحتراف، وتنقصه - أيضاً كما ذكرت في إجابتي الأولى - المرونة والحرية والانطلاق..؛ ومتى ما توفرت هذه الأسباب لوسائل الإعلام، فإنها يمكن بشيء من العمق والتركيز والإبداع..، أن تجاري وأن تخدم القضايا التي أشار إليها السائل الكريم.
 
وسأل الأستاذ عبد السميع محمد راضي قائلاً:
- في تصوركم ما هو الاتجاه الأمثل للإعلام العربي العام للنهوض بقضايا العالم العربي اقتصادياً، وسياسياً، واجتماعياً، وثقافياً؟ وهل تفلح محاولات العلمانيين العرب في فصل الدين عن الإعلام؟
ورد سعادة الدكتور الشبيلي بقوله:
- لم أفهم علاقة الجزء الثاني من السؤال بالجزء الأول منه، أما الجزء الأول فإنني أعتقد إلى حد ما أنني أجبت عليه بشكل أو بآخر، أما بالنسبة للجزء الثاني فأنا في الواقع لم أستوعب السؤال.
 
وهنا يشترك عريف الحفل ليعيد على الدكتور نص الجزء الثاني من السؤال وهو:
- وهل تفلح محاولات العلمانيين العرب في فصل الدين عن الإعلام؟
فأجاب سعادة الدكتور:
- بصراحة، أعجز عن الإجابة على هذا السؤال، لأنني - كما قلت - لم أستطع فهمه أو استيعابه، بالإضافة إلى عدم مقدرتي على إعطاء إجابة فيه، وليس تهرباً منه.
 
ومن الأستاذ عيسى عنقاوي ورد السؤال التالي:
- قد يرى سعادتكم أنَّ الإعلام المرئي - بعد أن تحقق له الكثير من التقنيات - يتفوق على الإعلام المسموع والمكتوب، ما هو تعليقكم على ذلك؟
وأجاب سعادة المحتفى به:
- لا شك أنَّ الإعلام المرئي بدأَ الآن في الفترة الأخيرة، لا أقول يتفوق على الإعلام المسموع، لأن الإعلام المسموع له خصائصه وكذلك الإعلام المقروء أيضاً، ولكني أستطيع أن أقول: إنَّ الإعلام المرئي بدأ يحقق كثيراً من أوجه التطور المهني، لعلنا كنا في السابق نأخذ على الإعلام المرئي العربي بأنَّه كان وليد الإعلام المسموع، وبأنه كان امتداداً للإعلام المسموع؛ أمَّا في الفترة الأخيرة - خصوصاً بعدما دخل على الإعلام المرئي كثير من المحطات الخاصة، التي لا تقيدها القيود الإدارية والفنية والسياسية - بدأ الإعلام المرئي يشهد كثيراً من الانطلاقات المهنية؛ إنما ليس من العدل أو الإنصاف إجراء أي مقارنة بين الإعلام المرئي أو المسموع، أو المقروء.. وأنا أعتقد أنَّ التطور كما حدث في الإعلام المرئي حدث أيضاً في الإعلام المسموع، وكلنا نعرف أمثلة كثيرة حصلت في عالمنا العربي - ومن خارج العالم العربي - عن الإعلام المسموع بالذات، فيها كثير من أوجه التطور والتفوق.
 
ومن الأستاذ محمد صادق دياب ورد السؤال التالي:
- انتقالك من حقل الإعلام إلى التعليم العالي يبعث في داخلي سؤالين دفعة واحدة، الأول ما خلفية ذلك الانتقال ولماذا؟ والثاني كيف وجد الإعلامي نفسه في التعليم بعيداً عن مجال خبرته وعشق نفسه وهو الإعلام؟
وأجاب ضيف الاثنينية على السؤالين بقوله:
- بالنسبة للسؤال الأول عن خلفية انتقالي من الإعلام إلى التعليم، أستطيع أن أوجزها بكلمات قصيرة، لا يسمح وقتكم - كما أعتقد - للاستماع إلى تفاصيل أكثر فيها، أعتقد شخصياً بأن هناك وظائف معينة إذا حصل تغيير إداري فلا بد أن يتغير القائم عليها، من تلك الوظائف - مثلاً - بعض المناصب القيادية، وهناك - مثلاً - وكلاء الوزارات على سبيل المثال، وهناك - مثلاً - مدراء المكاتب؛ هذه الوظائف لها خصوصية، وبالتالي فإن شاغلها يستعد لعملية التغيير، ولذلك يوجد في بعض الدول العربية من يعترف بهذا التغيير سلفاً؛ أنا أعلم عن دولة عربية معينة عندما تتغير الوزارة - على سبيل المثال - يضع وكلاء الوزارات استقالاتهم أمام الوزراء الجدد، حتى يتيحوا الفرصة للوزير الجديد أن يختار الصف الثاني كيف ما يشاء.
- أنا لا أريد أن يفهم السائل الكريم والإخوة الكرام بأنَّ المقصود في حالتي الوزير، ليس ذلك، لكنني جواباً على هذا السؤال أعتقد أن هناك وظائف معينة إذا حصل تغيير ما، سواء تغيير سياسي، أو تغيير إداري في المؤسسة التي يعمل فيها، فلا بد أن يصحب ذلك التغيير تغير في القيادات؛ وأرجو ألاَّ نذهب بعيداً في تفسير هذا الكلام.
- أما بالنسبة للسؤال الثاني، فأنا - في الواقع - تكيفت بسرعة مع حقل التعليم، لأنني عندما انتقلت من حقل الإعلام إلى حقل التعليم العالي، كان انتقالي انتقالاً تدريجياً جداً، من ذلك - مثلاً - أنني عملت عدة سنوات أستاذاً للإعلام في جامعة الملك سعود، ولا أعتبر نفسي حتى اليوم خرجت من حقل الإعلام، رغم أنني أنتمي وإلى اليوم إلى حقل التعليم؛ ومعظم كتاباتي ومؤلفاتي على قلتها، بالإضافة إلى أنني أمارس الإعلام من خلال مشاركتي المتواضعة في المجلس الأعلى للإعلام، منذ أن تركت وزارة الإعلام.
 
ووجه الأستاذ محمود مرسي من جريدة السياسة الكويتية السؤال التالي:
- نعرف من سيرتكم الذاتية - التي استمعنا إليها في استهلال هذه الأمسية - أنه كان لكم دور رائد في تأسيس التلفاز السعودي، ترى لو استدار بكم الزمن - ليس إلى الأمس بل إلى الغد بإذن الله - وعُهد إليكم تأسيس القناة الفضائية الإسلامية، ما هي أهم المحاور الفكرية والتنفيذية التي تبنون عليها هذه التجربة؟
فرد المحتفى به قائلاً:
- أولاً: بالنسبة لفكرة القناة الإسلامية، لقد كنت - ولا أزال - أحد الَّذين يتمنون أن تتبنى المملكة قيام مثل هذه القناة، وأشعر أنَّ قناة إسلامية تخدم الإسلام هي أهم كثيراً من أن نتبنى قنوات تعنى بالترفيه، هذه ناحية؛ الناحية الثانية: لا نستطيع أن نحرز كثيراً من التفوق في قنوات تعنى بالترفيه، ولا نستطيع أن نتصور محطاتنا التي نديرها مباشرةً أو محطاتنا التي نديرها بشكل غير مباشر، لا نستطيع أن نتصورها تحقق كثيراً من التفوق في مجال الترفيه، أقصد كثيراً من المنافسة في حقل الترفيه؛ أما في مجال خدمة الإسلام، فإنَّني وأنتم كذلك نشترك جميعاً في الرأي، بأنَّ لدينا الكثير من المقومات التي نستطيع من خلالها لا أن نحرز المنافسة فقط، ولكن أن نحرز التفوق الكامل والمطلق.. فكراً ومهنة.
- إنما بالنسبة للسؤال، لو كان بيدي هذا اليوم قرار تأسيس قناة تلفزيونية إسلامية فضائية، لحاولت أن أعمل على إعطائها أكبر قدر من الاستقلال الإداري والمالي، وهو أحد الأمور التي عجزت عن تحقيقها للتلفاز السعودي أثناء عملي فيه، وأعتقد أن مثل هذه المرونة الإدارية والمالية هي أحد أسباب النجاح التي يمكن أن تتوفر في مثل هذه القناة، وهي أحد أسباب الفشل الَّذي تعاني منه محطاتنا ومؤسساتنا الإعلامية في الوقت الحاضر.
 
وقدم الأستاذ علي محمد الشهري السؤال التالي:
- قرأت لكم منذ سنوات مقالاً عنوانه: (قدم سعادته وغادر سعادته) وقد أعجبت كغيري بهذا المقال، ألا تعتقد بأن الوقت قد حان للارتقاء بالمستوى الإعلامي إلى مستوى المتلقي، ليكون لنا إعلامنا الَّذي ننافس به في ظل تطور الاتصالات والمعرفة؟
ورد الضيف الكريم على السائل بقوله:
- كما قلت في كلمتي التي تلوتها عليكم قبل قليل، لم يكن أمام العاجز - أحياناً - إلاَّ أن يكتب، فالقلم يظل الوسيلة الوحيدة الصابرة للتعبير عن رأي الإنسان وفكره وخلجاته، خاصةً إذا عجز الإنسان بقلبه وبلسانه وبيده عن التغيير؛ فالمقال الَّذي كتبته في جريدة عكاظ - على ما أذكر - يعبر عن ظاهرة الإعلام الشخصي الَّذي تتسم به كثير من وسائل الإعلام العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص؛ وإذا كنت تعتقد بأنَّ الوقت قد حان، فقد كنت أعتقد بأن الوقت قد حان منذ زمن طويل، لأن المقال مضى عليه حتى الآن أكثر من عشر سنوات.
 
وسأل الأستاذ بكري كبه قائلاً:
- كتابكم: "نحو إعلام أفضل" أثنى عليه كثير من الإعلاميين، وفي ضوء المنافسة الشديدة بين وسائل الإعلام الدولية منها والمحلية، وما نشاهده من تطور مذهل في مجال الإعلام الدولي ومزاحمته للمحلي؛ السؤال في حالة إعادة طباعة كتابكم: "نحو إعلام أفضل" ما الأمر الذي تودون إضافته للطبعة الجديدة؟
وأجاب المحتفى به على السؤال قائلاً:
- لقد طبعت الكتاب مرتين، بينهما ثلاثة أشهر ولم أغير فيه شيئاً، وأعتقد أنني لو طبعته للمرة الثالثة سأتمسك به، وسأظل مصراً عليه، ولن أغير فيه كلمة واحدة.. بل إنني أعتقد بأنَّ كل ما جاء فيه صالح حتى اليوم.
 
وسأل الأستاذ عثمان مليباري قائلاً:
- لم تقف في محطة التدريس الجامعي طويلاً، تُرى ما هي ذكرياتك مع طلبة الإعلام في جامعة الملك سعود؟
وأجاب سعادة الدكتور الشبيلي قائلاً:
- عشر سنوات، هل هي قليلة أو كثيرة في نظر الأكاديميين من الإخوة الحاضرين هنا؟ أحدهم يقول بأن السنة بثلاث سنوات.. لقد درَّست عشر سنوات، وأعتقد أنني تعلمت أكثر مما علمت.
 
ووجه الدكتور محمود حسن زيني إلى الدكتور الشبيلي السؤال التالي:
- تجربتكم الفريدة في الترجمة الشخصية الذاتية عن قريبكم سفير السفراء إلى الهند، وباكستان، وأفغانستان، وماليزيا، سعادة الأستاذ محمد الحمد الشبيلي أبي سليمان (رحمه الله) كان لكم فيها مغزى من هذا العمل الأدبي الرفيع، ألا وهو إلقاء الضوء على هذا الدبلوماسي والاهتمام بمثل هؤلاء الرجال المنسيين، الَّذي لهم كبير الفضل في خدمة الوطن؛ فماذا كانت تجربتكم التي اختلفت كثيراً عن غيرها، وهل أضافت جديداً إلى ما سبقتم إليه في التخطيط والكتابة عن مثل هؤلاء الرجال الوزراء والكتاب والقضاة، ولكن ليس للسفراء؟ أرجو توضيح ذلك؛ ولكم تحياتي.
وأجاب سعادة المحتفى به:
- لقد كنت - في الواقع - محرجاً جداً أن أتبنى بمفردي الإعداد أو القيام على ذلك الكتاب، والسبب - كما هو معروف لديكم جميعاً - أن هذا الإنسان يمت لي بصلة القرابة، كنت ممن شجع على فكرة الكتابة عنه، وعندما توفي (يرحمه الله) كنت أحد الإخوة - كما ذكرت لكم في مقالي - الَّذين حاولوا تبني إعداد مثل هذا الكتاب، إلاَّ أن جهودنا فشلت، وإن كان الكتاب - المحاولة الأولى - كاد أن يصدر، ولكننا لم نكن راضين عن مستواه؛ هذا الإنسان - لمن يعرفه من حضراتكم - كان إنساناً عملاقاً في نظر عارفيه ومحبيه، وكان لا بد لكتاب يصدر عنه، أن يظهر في مستواه أو أن لا يظهر.
- لقد حاولت أن يصدر هذا الكتاب عن غيري، وسبقت محاولتي محاولتان، إلاَّ أن كلتا المحاولتين لم تنجحا مع الأسف، وبعدما كاد أن يمضي على وفاته خمس سنوات اضطررت - فعلاً - أن أتبنى هذه الفكرة بمفردي، كنت أٍشعر بالمسؤولية، وكان الكثير من الإخوة والأقارب والمحبين لهذا الإنسان، كانوا - دائماً - يشيرون بأصبع الاتهام بالتقصير إليَّ بالذات، ومن ذلك - مثلاً - مقال كتبه أحد الكتاب في جريدة الرياض، قبل أن أتبنى إصدار الكتاب أو إعداده بعدة أشهر، حتى أنني عندما حاولت أن أبدأ بالإعداد قررت أن أبدأه بتكتم شديد، لأنني كنت أشعر بعظم المسؤولية، وكنت أخشى - أو أتوقع - الرسوب فيها، كما حصل في التجربتين السابقتين، ولم أطلع أحداً على محاولتي إلاَّ بعد أن انهمكت فيها أكثر من ثلاثة أشهر في عمل صامت خاص متكتم، حتى أنَّ ابنه الوحيد سليمان لم يكن يعرف عَمَّا قمت به أثناء بداية العمل.
- تجربتي كانت صعبة جداً، ومن أهم أوجه الصعوبة أنه كان (يرحمه الله) عزوفاً عن شيء اسمه الأضواء والإعلام، لم أجد خلال بحثي - الَّذي استمر ما يقرب من السنة - أي مقابلة واحدة تلفازية أو إذاعية، وحتى اليوم لا أعرف شيئاً عن ذلك عنه، رغم أنه كان على صلة بعدد كبير جداً من الناس؛ كانت هذه المشكلة أحد المشكلات التي واجهتني، فبقدر ما هو معروف لدى الناس بشكل كبير، كان - أيضاً - مجهولاً لدى الناس، إلاَّ أنَّ من ألطف التجارب التي عشت فيها عندما فرغت من كتابة المسودة الأولى، وقدمتها إلى معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر - وهو أحد أصدقائه - لكتابة مقدمة للكتاب، تمكنت من الغوص في أوراقه (يرحمه الله) وفي صور تجاوزت ثلاثمائة ألبوم، عشت معها عدة أسابيع في عمل مضن صباحاً ومساءاً.
- هذه التجربة وهذه الفرصة التي تمكنت من الحصول عليها، تسببت في أن يصل عدد مسودات الكتاب إلى أكثر من ثمان مسودات، لأنني كنت في كل مرة أفرغ من إعداد الكتاب، فأجد معلومات إضافية من التجارب التي أذكرها لهذا الكتاب؛ أنني تلميذ في المرحلة الابتدائية بالنسبة للتأليف وبالنسبة للتصحيح، وتعلمت من هذا الكتاب - ومن فضل الله ثم هذه الفرصة - تعلمت أشياء كثيرة وأساسية في حقل التأليف، وما يتبع التأليف من التصحيح والتغيير والتحرير..؛ فالكتاب كان له فضل كبير عليَّ، لأن تأليفه علَّمني أشياء كثيرة، جعلني أشعر - كما قلت - بأنني تلميذ مبتدئ رغم التجارب الأخرى التي مررت بها.
 
وسأل الأستاذ عبد الله المنصور قائلاً:
- ما هو منظوركم الذاتي كرجل إعلامي كبير في تواجد القنوات الفضائية في عالمنا العربي، ومدى قدرتنا على كبح جماح البرامج الكثيرة في القنوات الفضائية الأجنبية، وأثرها في ثقافة الطفل والشاب والرجل؟
ورد الدكتور الضيف قائلاً:
- من الكلمات التي هزتني في هذا السؤال إيراد السائل الكريم للطفل، وأنا أعتقد أن الطفل - حتى الآن - هو الخاسر الرئيسي أو الضائع الوحيد في خضم القنوات الفضائية المستحدثة، والقائمة، والقديمة، ومحطات التلفاز؛ فمع الأسف الشديد أنَّ الطفل - دائماً - الإنسان الضائع المفقود في عالم التلفاز؛ أما تعليقي على هذا السؤال، فأعتقد - كما يقال - إن البقاء للأصلح، وستظل هناك محطات تظهر وتظهر..، ولكن ليس العبرة بما سيظهر ولكن بما سيبقى، وسيكون البقاء للأفضل في الموضوع، وفي التخصص، وفي الاختصاص.
 
ومن الأستاذ ماهر محمد عبد الوهاب ورد السؤال التالي:
- كما هو معروف، للإعلام المقروء قنواته وروافده الإعلامية، ومن ضمنها الإعلام الرياضي؛ فهل بإمكاننا اعتباره أقصر طريق للشهرة للإعلامي، أم ترون غير ذلك؟
وأجاب سعادة الدكتور الشبيلي قائلاً:
- يبدو أنه لدينا يعتبر أحد أقصر القنوات للشهرة، إنما في عوالم أخرى لم أحس ذلك من قبل.
 
ومن جريدة البلاد السعودية سأل الأستاذ غسان عوض الله قائلاً:
- كيف نستطيع أن نغير المفاهيم الخاطئة والمقولية في الغرب عن العرب والإسلام، في الوقت الَّذي تتشكل أساسيات الرأي العام من خلال أجهزة الإعلام؟
وأجاب ضيف الاثنينية على السؤال بقوله:
- الإعلام - دائماً - ليس إلاَّ انعكاس لأهله، وللمجتمع، وللنظام، وللبلاد التي يعيش فيها؛ وأعتقد - بإيجاز - بأننا لا يمكن أن نخدم هذا الموضوع عن طريق الإعلام قبل أن نخدمه بسلوكنا وبأنفسنا.
 
وسأل الأستاذ محسن حسني أبو زنادة قائلاً:
- أصبح الإعلام العالمي بين كفي إنسان، ويحمل بين طياته مخاوف لا يعلم مداها إلاَّ الله (سبحانه وتعالى) فما هي الرؤى الاستقلالية للإعلام الإسلامي، لكي يستطيع أن يقف صفاً بصف وسط هذا الإعلام العالمي، ويقوم بدوره الحضاري والفكري البنَّاء لهذه الأمة؟
ورد سعادة الدكتور الشبيلي قائلاً:
- أنا - أولاً - لا أعتقد أن هناك في الوقت الحاضر شيئاً اسمه إعلامٌ إسلامي - مع الأسف - إلاَّ في الجامعات، أو في الكتب، أو في أذهان الإخوة الإعلاميين والإخوة الإسلاميين بشكل عام؛ فلنبدأ بإيجاد الإعلام الإسلامي أولاً، الَّذي هو غير موجود في الواقع، أنا لا أتصور أنه يوجد في الساحة الإعلامية شيءٌ اسمه إعلام إسلامي بما تستحقه هذه الكلمة من معنى.. أقصد على المستوى المادي، لا يوجد إعلام إسلامي، ولا توجد قنوات، أو برامج، أو منهج يمكن تسميته بالإعلام الإسلامي في الوقت الحاضر.
 
وسأل الأستاذ مصطفى عطار قائلاً:
- سعادة الدكتور عبد الرحمن - كأستاذ للإعلام، وكإعلامي عريق بارز - هل أنت راض عن خريجي كليات الإعلام في بلادنا؟ إذا كان الجواب نعم فلماذا؟ وإن كان لا، فكيف الطريق للعلاج؟
وأجاب سعادة الدكتور الشبيلي قائلاً:
- الإعلام يحتاج إلى عدد من الركائز من بينها ركيزة العلم، وركيزة الموهبة؛ كنا في السابق نشتكي من افتقارنا إلى ركيزة العلم، كان هناك إخوة موهوبون إلاَّ أنهم لم يتعلموا نظريات الإعلام على أصولها ولم يتعلموها في المدارس؛ كان عندنا إعلاميون موهوبون، غير متعلمين ولم يدرسوا الإعلام ونظريات الإعلام، فجاءت أقسام الإعلام ووفرت الشق الثاني، إلاَّ أنَّها افتقرت إلى الشق الأول فوفرت الجانب النظري، ولكن بعض من التحق فيها كان يحتاج إلى الموهبة، دخل الجامعة ووجد شيئاً اسمه قسم الإعلام، التحق به يظن أنه سيتخرج إعلامياً دون توفر الموهبة لديه، طبعاً الكلام هذا ليس تعميماً على الجميع، فكلما توفرت الموهبة وتوفر العلم النظري والتطبيقي، توفر لدينا إعلامي ناجح فيما أظن.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :458  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج