شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 3 ـ (1)
((ولتشرق الشمس))
لست من الذين يقوِّمون الآخرين لأنني لا أملك هذا الحق، فالحق لأهله ولكن رأيت أن هذه الأيام هي أيام بهجة بالنسبة إلى جدة، حيث يتوافد إليها الآلاف من السائحين ليمتعوا أنفسهم برؤية مناظرها الجميلة، وليلقوا بأجسادهم على صدور شواطئها فتحتضنهم، وليتمتعوا بما فيها من جمال.
القصيدة التي أعددتها هي عبارة عن خواطر جاشت في صدري أحببت أن أسكبها في شيء ما يسمَّى شعراً. عنوانها ((ولتشرق الشمس)).
جُرِّي ذيول الهوى في فتنة وصبا
يا حرة تنجب الأقمار والشهبا
تَسْري نسائمك الأبكارُ ناديةً
نشوى تدغدغ ودياناً لنا ورُبَى
ما أبصر السحر في عينيك ذو صلفٍ
إلاَّ استحال رقيقاً عاشقاً طربا
يا حلوةً قبَّل التاريخ جبهتها
وكبَّر الليلُ من لألائها عجبا
جاءت إليك تَبُلُّ الشوق أفئدةٌ
فكنت يا جدتي أُماً لها وأبا
قرأت في كل ركن منك ملحمةً
تَفُوقُ ما قيل من شِعْرٍ وما كُتبا
صاغ التفاعيل قلبُ الفارسي حللاً
بديعة تسحر الأجيال والحقبا
وقلد الخوجه الأيام أوسمة
من الندى تكسر الأقلام والكُتبا
فما دعته إلى العلياء مكرمة
إلاَّ بنى لك في هاماتها قُببا
يذوب فيك هوى بذلاً وتضحية
فعنك يُكْرِمُ هذي الليلة الأدبَا
يا قائدي سفن العرفان إن لكم
من العطاء يداً تسمو بكم حسبا
ما للسفين على الشطآن جانحةٌ؟
ما للجياد كبت؟ ما للضياء خبا؟
ما للكراريس في الأدراج منهكةٌ؟
أخالها تشتكي الإخفاق والنصبا
هل غاص في لجة التهويم فارسها؟
أم الغموض على سلطانها غلبا؟
أين الأصالة هل شاخت نضارتها؟
أم غاب كوكبها أم ماؤها نضبا؟
أم غالها الجدب فاعتلت مزارعها
وطَارَ فلاحها مما رأى هربا
إن الأعاصير تعوي بين أظهرنا
تكاد تحرق في أفواهنا الخطبا
شكت إلى ربها الفصحى عقوق أخي
وكيف مزق منها القلب والعصبا
وكيف سخَّرها في داره أمةً
وكم كسى أهلها الحُمَّى وكم صلبا
فقلت يا دوحة الإبداع معذرة
ما جئت تبغينه بالأمس قد ذهبا
إنَّا نعيش بعصر لا ضمير له
نبيت نرضع في حاناته الكذبا
بعنا التراث بأسواق المزاد ضحى
وما كسبنا به جاهاً ولا نشبا
حتى غدا البعض كالأنعام سَائِمةً
لا دين لا أرض لا تاريخ لا نسبا
ما ولَّد الخلف في دارٍ يحل بها
إلاَّ القطيعة والخسران والوصبا
إن السُعاةَ إلى الفوضى ذوو دَخَلٍ
كل يحاول أن يَلْقَى له ذنبا
فإن غلا مرجلٌ زادوا عطيته
إن العطايا دواءٌ يُسكت الغضبا
قالت أخاف عليكم أن تحيق بكم
نارٌ تكونون في أحشائها حطبا
أخشى على النشءِ أن تعرى مداركهُ
فلا يقدِّس إلاَّ اللهو واللعبا
ما بين حاضنةٍ تزهو بِعُجْمتها
وخادمٍ تكره الإسلامَ والعربا
حتى إذا طرَّ للأنظار شاربه
شدّ الرحال إلى داريهما خببا
حُبلى حقائبه عطشى رغائبه
حيران في خطوه، غَصَّان مضطربا
يا ليته قبل أن يغتال عفَّته
قضى من الحب حقاً للحِمى وجبا
يا ناقشي الحرف في وجه الزمان سنًى
ما باله بغتة لما استوى غربا؟
لا تدفنوا الحرف حياً في مزابلكم
ولا يكن صمتكم في قتله سببا
للفكر حرية لا تسفكوا دمها
فالفكر يأنف أن يُسْبَى ويغتصبا
وليعبق الفجر حبًّا من محابركم
ولتشرق الشمس من أقلامكم أدبا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :379  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج