شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الله إبراهيم رجب ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ عبد الله إبراهيم رجب، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، سادتي وأساتذتي الأفاضل، أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة حاضري هذا الحفل، الوجيه الشيخ عبد المقصود خوجه صاحب (الاثنينية) السلام عليكم ورحمة الله..
- دعوني أحدثكم عن (الاثنينية) في بداياتها، في ليلة من أمسيات المحرم من عام 1403هـ وكان فارس أولى حفلات التكريم الأستاذ عبد القدوس الأنصاري، ثم توالت الحفلات وانتظمت مواعيدها، فجرى تكريم الشاعر الأستاذ طاهر زمخشري، والأستاذ عبد المجيد شبكشي رئيس تحرير البلاد (يرحمهم الله جميعاً).. وهكذا، وبلغ عدد المحتفى بهم في ذلك العام أربع عشرة شخصية، ومع بداية عـام 1404هـ استأنفت الاثنينية دعوات التكريم، وابتدأت بمعالي الأستاذ السيد حسن كتبي، وثنت بالأستاذ الشاعر إبراهيم فودة (رحمه الله) وهنا علمنا باستمرار الديمومة.
- مناسبة ما أحدثكم به، أن سعادة أخي الأستاذ عبد الكريم بن عبد الله نيازي كان يقول: لله دره، إن الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه يعيد ذكرى أبيه، ويسير على خطاه، ومن شابه أباه فما ظلم؛ وكنت أتبادل الحديث مع أخي عبد الكريم كثيراً في مسألة الاثنينية، وكيفية انتقال الرجال لتسليط الأضواء عليهم، لتعريف الحاضر بهم وكذلك الأجيال المتعاقبة؛ وكانت نظرة أخي النيازي أن ما يقوم به الشيخ عبد المقصود خوجه يفوق ما تقوم به الأندية الأدبية والثقافية، من حيث الإعداد والتنظيم والتوثيق أيضاً..
- أدام الله الصحة والسعادة على صاحب الاثنينية ليقوم بمزيد من التكريم في احتفالات الوفاء مع من قدموا ما عندهم لمجتمعهم وبلادهم، وأفنوا زهرة شبابهم في عطاء فكري وأدبي وثقافي، تشرف به الأمة في حاضرها ومستقبلها.
- والآن أستسمحكم لأتحدث عن نفسي، فقد دعيت لألقي عليكم كلمة، ولا بأس في أن أتحدث عن نفسي ولو لمرة واحدة.. فهي فرصة، أمام هذا الجمع الطيب الكريم، ونفسي التي أحدثكم عنها هي أخي الكبير سعادة الأستاذ عبد الكريم بن عبد الله نيازي.. أنا عرفت الأستاذ عبد الكريم نيازي في نصف عمره الآن، عرفته من نحو ثلاثين سنة، وارتبطت أسبابي بأسبابه، وسار دربي على دربه؛ وأقول الحق وأقول الواقع منذ أن عرفت عبد الكريم نيازي عرفت معه الكبار، الكبار من الرجال، في تعاملهم، ووفائهم، وإخلاصهم، وإرشادهم، ونصحهم..؛ عرفت معه معالي الشيخ حسين عرب، عرفت معه الأستاذ محمد حسين زيدان، الأستاذ محمد حسن عواد، الأستاذ إبراهيم فودة، الأستاذ البحاثة أحمد عبد الغفور عطار؛ كل هؤلاء الكبار كانوا يحتفون بعبد الكريم نيازي، صحيح أنه كان يحتفي هو بهم لكن والله كان احتفاؤهم به أكبر، ورعايتهم له تدل على أن لعبد الكريم نيازي خصيصة في نفس كل واحد منهم، وكان عبد الكريم نيازي في عمله، سواء في الإذاعة، أوفي الصحافة، أو حتى وهو يؤلف الكتب ويضع المؤلفات يذكر كل هؤلاء الناس، يذكرهم بما صدر عنهم من أدب وفكر في مختلف مراحل أعمارهم، وحسب تطورهم الطبيعي مع تطور الثقافة والعلم والفكر في هذه البلاد، من خلال حركتي التربية والتعليم، والصحافة.
- هذا هو عبد الكريم نيازي الَّذي عرفته، ودعوني أقول لكم بعض الأشياء التي تدل على مكانة عبد الكريم نيازي عند غير الأدباء.
- أذكر أنَّ سماحة الشيخ عبد الله بن حميد وقد وصل في آخر حياته (يرحمه الله) إلى منصب رئيس مجلس القضاء الأعلى، وكان قبلها رئيس الإدارة العامة لشؤون المسجد الحرام، ثم ألحق بها المسجد النبوي الشريف؛ سماحة الشيخ عبد الله بن حميد كلكم تعرفونه رجل قاض، فقيه، محدث..، أقنعه عبد الكريم نيازي - وبقدرة قادر - أن يقرأ كتاب حمار الحكيم؛ قال لي مرة الشيخ عبد الله بن حميد: يا عبد الله اقرأ كتاب حمار الحكيم، لتوفيق الحكيم.. فسألت سماحة الشيخ عبد الله: وأنت هل قرأت الكتاب؟ قال: والله أحضره لي عبد الكريم نيازي هداه الله.. وقرأ الرجل الكتاب وأعجب بهذا الكتاب.
- أيضاً عبد الكريم نيازي استطاع أن يقنع الشيخ أحمد عبد الغفور عطار في أن يؤلف كتابين أو كتاباً أو كتابين أو ثلاثة، واستجاب أحمد عبد الغفور عطار لذلك، لعلي أذكر من هذه الكتب كتاب بناء الكعبة والكسوة، وطبعته في ذلك الوقت وزارة الحج والأوقاف على عهد وزيرها الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع المستشار الآن بالديوان، وكان عبد الكريم نيازي من كبار موظفي وزارة الحج والأوقاف فطبع الكتاب.
- أيضاً الأستاذ عبد الكريم نيازي صاحب مبادرات وصاحب أوليَّات في نادي مكة الثقافي، وهو عضو في مجلس إدارته استطاع أن يأتي بالشباب إلى النادي ليعملوا في النادي، وأن يأتي بالشباب إلى النادي ليتحدثوا من على منبر النادي، أنا واحد من الَّذين عملوا في نادي مكة الثقافي على عهد إِبراهيم فودة (يرحمه الله) وكنت ثالث سكرتير في الإدارة، بجهود عبد الكريم نيازي؛ وجاء عبد الكريم نيازي بالشباب ليتحدثوا، الشباب الَّذين يقولون الشعر والَّذين يكتبون القصة، جاء بهم عبد الكريم نيازي وأقنع رئيس النادي ليحتلوا مكاناً في منبر النادي، وكان يحسب لهؤلاء الشباب ألف ألف حساب ليتحدثوا وليلقوا ما عندهم، وكان يستجيب إبراهيم فودة (يرحمه الله) على غير رغبة منه، في ما أعلم.
- أيضاً عبد الكريم نيازي استطاع - وبقوة شخصيته - أن يطبع كتباً لكثير من الأدباء والشباب، غير أننا نرى الآن أن النادي لا يقوم إلاَّ بطبع كتب الدكاترة المنتسبين لجامعة أم القرى، بحكم أن رئيسه معالي الحبيب الغالي الدكتور راشد بن راجح الشريف متعه الله بالصحة والعافية؛ أيضاً عبد الكريم ما نسي نفسه وطبع في نادي مكة أكثر من كتاب، قال لي إبراهيم فودة (الله يرحمه): إنَّ الكتاب الفلاني - ولا داعي لذكر اسمه - قد سلمه إلى المطبعة مع مجموعة كتب أخرى وحشره بينهم وطبعه، وفوجئت لما جاءت فاتورة الحساب أنه بينها هذا الكتاب لعبد الكريم نيازي، وطبع كتباً أخرى غيره لنفسه في هذا النادي.
- ثم جاء عهد راشد الراجح، الحبيب الغالي، الدكتور الأديب العلامة، فطبع لعبد الكريم الكريم نيازي كتاباً ليؤكد به أنَّ عبد الكريم جدير بأن يطبع له نادي مكة الثقافي الأدبي، طبع له كتاب القرآن معجزة وتشريع، وطبع هذا الكتاب طبعتين متتاليتين؛ إذن عبد الكريم نيازي جدير بهذه المكانة، أيضاً عبد الكريم نيازي في مرحلة من مراحل حياته الوظيفية بوزارة الحج والأوقاف - وقد كان كبيراً فيها على الرغم من الصعوبات والعراقيل التي توضع في طريقه عن قصد وعمد من بعض الناس - استطاع أن يقنع الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع ليكون أول أمين عام للندوة الإسلامية العالمية، التي تبنتها وزارة الحج والأوقاف لعدة سنوات؛ فلما ترك عبد الكريم نيازي موقعه في هذه الندوة تدهورت الندوة، صحيح إنها تعقد في أيام الحج وفي موسم كل عام، لكنها ليست على ما كانت عليه عندما كان المخطط لها والمنفذ لها عبد الكريم نيازي.
- أيضاً أريد أن أذكر شيئاً أخيراً حتى لا آخذ الوقت عليكم، الأستاذ عبد الكريم نيازي في أواخر الثمانينات الهجرية أصدر جريدة اسمها الاتحاد، وهي تصدر في تركيا لصاحبها الشيخ الداعية صالح أوزجان، وهو عضو الآن في المجلس التأسيسي برابطة العالم الإسلامي، أصدر عدداً خاصاً في أحد مواسم الحج، وطبع العدد وفكرنا كيف يُوزَّع هذا العدد؛ وكان وزير الإعلام في تلك الأيام - فيما أعتقد - جميل الحجيلان السفير في فرنسا الآن؛ وراح عبد الكريم إلى المطبعة وأخذ خمس نسخ أو عشر، توجهنا للوزارة لنأخذ الفسح لكي يتم توزيعه يوم العيد، فرفض الوزير أن يوزع هذا العدد لعدم وجود رخصة أصلاً في أن تصدر هذه الجريدة من مكة أو من المملكة العربية السعودية، ولم يعترض عبد الكريم وأبدى ليناً وتعاطفاً مع ما أبداه الرجل الكبير، وذهبنا إلى مكتب سيدي وزير الداخلية الأمير فهد بن عبد العزيز خادم الحرمين أطال الله عمره، وكان عنده في المكتب الخاص معالي الشيخ إبراهيم العنقري، وسلم عليه عبد الكريم نيازي وطلبنا مقابلة سمو الأمير؛ فاطلع الملك فهد على العدد، وفرح بالموضوعات التي فيه وكلها معالجات إسلامية وتدور في الفكر الإسلامي، وقال: لا مانع من توزيع العدد هنا؛ وما خرجنا من وزارة الداخلية إلاَّ ومعنا الرخصة لتوزيع هذا العدد فأسقط في يد الوزارة ووزع العدد والحمد لله، فكانت جرأة وكانت شجاعة من عبد الكريم نيازي لا يملكها إلا عبد الكريم نيازي.
- عبد الكريم نيازي شعلة من النشاط، وشعلة من الحركة، رد الله عليه صحته وأعاد إليه العافية التي نتمناها ويتمناها هو لنفسه، والأستاذ عبد الكريم الآن بيننا مكرماً معززاً في دارة هذا الوفي، في دارة هذا الكريم ابن الكريم عبد المقصود خوجه، ولا أزيد.
- شكراً لكم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :964  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.