رَضِينا بِما تَرْضَى، فَأَهْلاً ومَرْحَبا |
لَقَدْ زَادَ عَنْكَ البُعْدُ فِينَا تَلَهّبا |
إِلَى بَحْرِكَ الطَّامِي دَفَعْتُ سَفَائِنِي |
لِتَجْرِي مَعَ الأَنْوَاءِ - شَرْقاً ومَغْرِبَا |
وأَفْرَغْتُ فِيهَا بَعْضَ بَعْضِ مَوَدَّتِي |
لَعَلَّكَ تَرْضى بِالْحَبِيبِ، وما حَبَا |
* * * |
أَخَا الْعِلْمِ: عَفْواً فَالرِّجَالُ مَعادِنٌ |
وتَهْنِيكَ أَجْيَالٌ، دَعَتْكَ لَهَا أَبا |
لَقَدْ كُنْتَ مِصْباحاً تُنِيرُ لنا الدُّجى |
فَأَصْبَحَت بَيْنَ "المَجْلِسِ" الْيَومَ كَوْكَبَا |
شَأَوْتَ رِجالاً صَاوَلُوكَ فأَصْبَحْتَ |
تَئِنُّ، فَلاَ سَيْفٌ تَثَنَّى، ولا نَبَا |
* * * |
أمَدَّكَ مَوْصُولُ الرِّعَايَةِ بالرِّضى |
وما كُنْتَ إِلاَّ بِالسَّعَادَةِ مُعْرِبَا |
* * * |
هَنِيئاً لك الأَخْلاَقُ أَنْتَ عَمِيدُهَا |
تُقَابِلُ مَنْ تَلْقاهُ هاشّاً مُرَحِبَّا |
ويَكْفِيكَ فِي بابِ العُلُومِ مَنَاقِبٌ |
بِأَنْ كُنْتَ فِيهَا نَاسِكاً مُتَرَهِّبا |
مَنَاصِبُ يَلْقاهَا أَخُو العَجْزِ رَاضِيا |
وتُعْرِضُ عَنْهَا - وَهْيَ تَدْعُوكَ - راغِبا |
* * * |
"أَبا رَائِدٍ" تَهْنِيكَ سِتُّونَ حِجَّةً |
بَلَغْتَ بِهَا شَأْواً، وأَجْلَيَتْ غَيْهَبا |
حَيَاتُكَ مِلْكٌ لِلْبِلادِ وأَهْلِهَا |
وَصِيتُكَ في الآفاقِ - قد غَمَرَ الرُّبى |
فلا زِلْتَ مِلءَ السَّمْعِ والقَلْبِ والنُّهى |
ولا زِلْتَ فِينا أَريحِيَّاً مُهَذَّبا |