شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الدكتور عبد الله بن بيَّه ))
ثم أعطيت الكلمة لمعالي الشيخ عبد الله بن بيّه - أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- الحمد لله مستحقه، والصلاة والسلام على صفوة خلقه.. سيدنا محمد، وآله وصحبه.
- إخواني على جناح الود والوفاء، حضرت هنا عندما أبلغني الشيخ عبد المقصود خوجه (حفظه الله تعالى) بهذه الأمسية، كعادته في تكريم العلماء وتشريف الحكماء، ينظم هذه الأمسية، وكعادته - أيضاً - في بعض الأحيان بتكليفي شرفاً لا أطيقه وتحميلي عبئاً لا أستطيع حمله، رغب إليَّ أن أحضر وأن أتحدث في هذه الأمسية، حمل الكلام عن المفكرين وعن العلماء وعن الأعلام وعن القادة، إنه حمل صعب ولكن المسافة قد تطوى بسبب الحب، وسأتكلم كلمات قصيرة عن هذه المسافات التي طويت بيني وبين معالي الدكتور رضا عبيد؛ أستاذ في كلية الآداب وفي قسم الدراسات الإِسلامية، بينه وبين مدير الجامعة مسافات كثيرة إلاَّ أن هذه المسافات طوتها الأخلاق الحميدة، والسجايا الحسنة طوت هذه المسافة، وقلصت تلك المساحة بيني وبين مدير الجامعة.
- التقينا أول مرة بعد أن جاء إلى الجامعة، بقي فترة نسبية طويلة لم ألتق به لأن المسافة - كما قلت - طويلة، حواجز رئيس قسم وعميد ووكيل، هذه حواجز كلها لا أحسن القفز على الحواجز، إلى أن التقينا يوماً صدفة، دعيت إلى شواء يشوى على حر الشمس في كلية الهندسة - ونحن الموريتانيون من أكلة اللحوم - وحضرت، فإذا بالدكتور يستقبلني وكأنه يعرفني، وشعرت بهذا الود وكأنه فعلاً بيننا تعارف منذ سنة؛ بدأت العلاقة تتوطد شيئاً فشيئاً بيني وبين معالي الدكتور، حتى كنت من زبناء المكتب الَّذين يحضرونه من وقت لآخر لتهنئة بعيد أو لسلام، أو لقضاء بعض الحوائج، يطيب لي في كثير من الأوقات أن آتي إليه، لا أبالغ إذا قلت: إنه عندما أفتح الباب يستقبلني هاشاً حتى يعلوني الحياء والخجل من حسن الخلق ومن التكريم الَّذي يضفيه على شخصي.
- استمرت العلاقة وتوطدت وأفشي سراً، أو لا أفشي سراً، إذا قلت إني كنت أخبره بأسفاري وتنقلاتي قبل أن أخبر رئيس القسم - أرجو أن لا يؤاخذني القسم أو لا أحرض القسم عليَّ - ولم أسمع منه - أبداً - لا، فأنا آتي إلى بابه، لأستأذنه، ولأستشيره، لم أسمع - أبداً - منه لا؛ فكنت أقوم بهذه الأسفار، إلاَّ أني في وقت من الأوقات تجاوزت هذا الواجب، جاءتني دعوة من الوزير الدكتور عبد الرحمن العوضي، لحضور ندوة للعلماء، والعلماء الشرعيين، وعلماء التكنولوجيا، والطب في الكويت؛ ذهبت إلى الطائرة هذه المرة لم أستأذنه، إلاَّ أني عندما صعدت إلى الدرجة الأولى إذا بمعالي الدكتور موجود على نفس الطائرة فخجلت وقلت: يا للمصيبة، الرجل كنت أستأذنه أما هذه المرة فقد ضبطني متلبساً، فلم أستأذن؛ إلاَّ أن الدكتور استقبلني بلفظه واستقبلني بما أعهده فيه من بشاشة ومن كرم، حتى وصلنا إلى الكويت وشاركنا في هذه الندوة، وكان مدعواً للندوة كما دعيت إليها.
- هذه بعض الذكريات التي أذكرها، والذكريات مع معالي الدكتور كثيرة جداً، ذكريات اللطف، ذكريات التواضع الجم، ذكريات الأخلاق والسجايا الحميدة الحسنة، التي تجذب القلوب وتجذب الأرواح، هذا الجذب هو جذب انسجام ووئام وليس تجاذب احتكاك واصطدام، إنها الأخلاق الحميدة التي تطوي المسافات بين الرجال، وتطوي المسافات بين الأرواح.
- معالي الدكتور: بهذه المناسبة سأقول كلمتين فقط، الكلمة الأولى: يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (ضي الله عنه): "رحم الله أبا بكر لقد كان أعلم منا بالرجال" هذه كلمة قالها عمر بعد أن ودع الصّديق (رضي الله عنه) وهو يفكر في القادة الَّذين تركهم، كان قد ترك مجموعة من القادة منهم أبو عبيدة بن الجراح، يزيد بن أبي سفيان، ومنهم شرحبيل بن حسنة، وفي نهايتهم خالد بن الوليد الَّذي كان قائداً في الجبهة الشمالية، والَّذي قال عنه أبو بكر: "والله لأذهبن وساوس الرعب بخالد بن الوليد" عمر لما تولى الخلافة عزل خالداً، ولكنه بعد ذلك فكر فقال: "رحم الله أبا بكر لقد كان أعلم منا بالرجال".
- نعم معرفة الرجال هي أساس لنظام الملك، وأساس لقيام الدول، أعتقد أن خادم الحرمين الشريفين عندما اختاركم لمجلس الشورى كان يعرف الرجال، كان يعرف الرجال الَّذين جمعوا بين الأصالة والمعاصرة، نهلوا من علوم الغرب وطوعوا التكنولوجيا المتطورة، ولكنهم - في نفس الوقت - لم تغرق رؤوسهم في البحر، بل تنفسوا عبير وطنهم وروح أمتهم، هؤلاء الرجال هم الَّذين تحتاج إليهم الأمة، عندما عينكم وعين أخاً لكم آخر هو - أيضاً - نموذج من نماذج الأخلاق الدكتور عبد الله نصيف.. وزملاءكم في هذا المجلس، شعرنا بأن خادم الحرمين يعرف الرجال وأنه عليم بالرجال، وأن قراره كان موفقاً..
 
- الكلمة الثانية: ابن دريد عالم من علماء اللغة أفنى حياته في اللغة، وخبر الأيام وخبرته وجربها وجربته، وصف حالته:
إمَّا تري رأسي حاكى لونه؟
طرة صبح تحت أذيال الدجى (1)
واشتعل المبيضَّ في مسودِّهِ
مثل اشتعال النار في جزل الغضى
فصار كالليل البهيم حل في
أرجائه ضوء صباح فانجلى
وغاضَ ماءَ شِرَّتي دَهْرٌ رَمَى
خواطر القلب بتبريح الجَوى
 
- وانتهى إلى نتيجة في هذه القصيدة هي:
وإنما المرء حديث بعده
فكن حديثاً حسناً لمن وعى
 
- تلك هي النتيجة التي وصل إليها ابن دريد (المرء حديث بعده فكن حديثاً حسناً لمن وعى).. معالي الدكتور رضا أنت حديث حسن وذكريات طيبة.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :718  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 130 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج