شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة سعادة الدكتور محمد التهامي ))
وساهم في الاحتفاء بضيف الاثنينية سعادة الدكتور محمد التهامي بقصيدة شعرية قدم لها بقوله:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- والحمد لله ربّ العالمين، الَّذي أتاح لي شرف حضور هذا الاجتماع الكريم، في هذا المكان الكريم، في ضيافة الرجل الكريم صاحب الاثنينية، في تكريم الدكتور حسن ظاظا، وإني - في واقع الأمر - كنت مشاركاً في مهرجان الجنادرية، وأثناء عودتي دعاني سعادة الشيخ للمشاركة فهرعت إليها، لاعتقادي بأنه كما أن الجنادرية عمل أدبي ثقافي حضاري عربي كبير، يهدف إلى دفع الثقافة العربية بوجه عام إلى الأمام، كذلك الاثنينية عمل أدبي ثقافي كبير، يهدف إلى دفع الثقافة العربية في جميع الأقطار العربية؛ وليس أدل على ذلك من تكريم الأستاذ الدكتور حسن ظاظا، الَّذي أنفق جل عمره الطويل المديد - بإذن الله - في محاولة إيقاد الشموع العلمية الثقافية الأدبية العربية في كل مكان عربي.. وقد كانت قصيدتي في مهرجان الجنادرية نفثة من شاعر عربي شاءت الظروف أن تنقطع دعوته إلى المهرجان سنتين ثم تعاد، فقال في ذلك شعراً منه:
- على اعتبار أن القصيدة كما قلت هي تكريم للدكتور حسن ظاظا:
قد هزني أن المنى تتدفق
والحلم بعد مشيبه يتحقق
يسقي جفاف الروح بين جوانحي
فتزيح أغلال السنين وتورق
من فجر هذا العمر وهي رهينة
في خاطري لهفانة تتشوق
حتى أتيح لها اللقاء فأسرعت
كبداً إلى كبد تحن وتلصق
وتصالح الدنيا وقد لمع الندى
وجرى بدمع سرورها يترقرق
وتخف للأفق البعيد تروده
لترد أنفاساً به تتعلق
ويهزها نفس العرار وقد سرى
في كل ناحية يفوح ويعبق
وتلامس الكثبان توقظ سرها
والرمل في يدها يبوح وينطق
يحكي عن المكنون من أمجاده
خلف الزمان مضمخ ومعتق
يروي عن الأقيال في أمجادهم
والمجد يصبو للكرام ويعشق
هذي وقائعهم وتلك سيوفهم
ما زال يذكرها الزمان فيفرق
ورؤى مجالسهم تلوح مهيبة
وصدى المحامد حولها يتحلق
ظل الوقار يعيد من لألائها
ما يردع العينين حين تحدق
ورؤى المضارب والحرائر بينها
وقف الجلال ببابها يتأنق
جعلوا جفاف الرمل يقطر عزة
وسيادة ناموا سهى لا يخرق
نكص الغريب وقد تقاصر باعه
عن حوزة أبوابها لا تطرق
والشعر يا للشعر كان حياتهم
والكون يرقص حولهم ويصفق
حتى الجماد صبا ورق لشعرهم
وبدا لسحر بيانه يتذوق
كم خلد الملك الضليل روائعاً
وترنم العبسي وهو يحلق
في الحب والمجد الأثيل وفي الوغى
لمع القريض جواهراً تتألق
وضعوا عيون الشعر فوق عيونهم
في قمة آفاقها لا تلحق
يكفيه من وهج القداسة أنه
بجدار كعبتهم هناك يعلق
طافوا به متبتلين كأنه
إعجاز مخلوق يقول فيخلق
وجدار بيت الله فوق ترابهم
صلة بأبواب السما تتوثق
وتحدر المختار من أصلابهم
شرف تعز به الأصول وتعرق
وتخير الذكر الحكيم لسانهم
فضلاً به أعناقهم تتطوق
شب الهدى عن طوقه في دارهم
حين الطريق إلى الهداية ضيق
وتمرد الإنسان يلهي عقله
والنور قد يعشي العيون فتطبق
حتى إذا ملك الضياء نفوسهم
وأقالها مما يشوق ويعلق
نفضوا غبار الأرض عن أكتافهم
وتسنموا فلك النجوم وحلقوا
فأضاء وجه الغرب من لمساتهم
وحبا على سنن الضياء المشرق
وبنوا بأرض العالمين حضارة
يندى لها وجه السماء ويشرق
فالخير يجري البحر تحت ركابه
والمجد تلمحه الجبال فتطرق
وتوالت الأيام وهي ملاحم
أسرارها يحتار فيها المنطق
ودهى النزاع لدى الجزيرة إخوة
فتمزقت أنسابهم وتمزقوا
عزت قبائلهم وهان كيانهم
وكأنما الليث المظفر موثق
حتى تبلج في حماهم ماجد
كالسيف في جوف الدجنة يشرق
رأي وفيه إذا استشير هداية
فرد ومنه إذا استشير الفيلق
وإرادة تجتاح آفاق المدى
وعزيمة إن صوبت لا تخفق
وأصابع نبتت بها قدراتها
وتفوقت في جمع ما يتفرق
صارت بهم كل الجزيرة دولة
أعلامها في كل واد تخفق
دستورها شرع السماء فدربها
في ظل رضوان السماء موفق
عبد العزيز بنى وفي بنيانه
عهد يدوم على الزمان وموثق
إن تستمر بدربها أنفاسه
وهاجة نحو العلا تتحرق
حمل العهود الصيد من أشباله
يمضي بها حر وحر يلحق
وبنوا وكان الله فوق بنائهم
يبني ويجزل في العطاء ويغدق
فبناؤهم آياته مزدانة
في الأرض تلحظها النجوم فتشهق
والخير يعرف أهله ويحبهم
ويجيئهم من كل باب يطرق
والأرض تندى من عزيمة أهلها
فتفيض بالخير العميم وتغرق
شغلوا بأسباب الحضارة وانثنوا
لفراسة الشورى تقول فتصدق
سل خادم الحرمين كيف أدارها
كالزهر في أكمامه يتفتق
علماؤهم قد آزروا حكماءهم
في باقة مثل الزهور تنسق
أنفاسها الرأي السديد ونبضها
من نبـض قلـب الشعب وهـو مصـدق
وحداؤها غنى به شعراؤهم
كالنجم في درب المسيرة يبرق
وأمام هذا الفيض من شعرائهم
هل يملك الشعراء أن يتفوقوا
- وشكراً.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :595  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج