شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أوان التغيير (1)
بقلم: عمر جستنية
يساهم الوجيه عبد المقصود خوجه في إثراء الحياة الثقافية في مدينة جدة بصورة مباشرة من خلال الاثنينية الأشهر عربياً بمن استضافتهم من أعلام وساسة واقتصاديين وغيرهم من داخل الوطن العربي الكبير، حتى غدت ركناً من معالم مدينتنا التي نحب، يبذل فيها ولها أبو محمد سعيد الكثير من الهبات والعطايا، دعم بدون مَنِّ وعطاء بدون توقف، ويدعم من خلالها الكتاب بالطبع والتوزيع في مناحي شتى لعلّ أبرزها التراث والأدب والشعر لمختلف المبدعين والمقصرين الذين يهوون المديح أحياناً بدون وجه حق.
الاثنينية عمل فردي لرجل الأعمال الوجيه عبد المقصود خوجه استمرت على مدى الأعوام العشرين الماضية. ولم تتوقف قط لأسباب منهجية أو رقابية على رغم بعض ما فيها من السمين والغث والمنغصات التي لا تمكِّن الروّاد الباحثين من علم ينتفع به، واستزادة يستشهد بها، ومعرفة يستفاد منها، دون تملق أو رياء من الارتواء. لأسباب لا تكاد تخفى على صاحبها. ولعلّ في مقدمها وجبة العشاء الفاخرة التي يتهافت إليها البعض، وإلاّ بماذا نفسر وجود جاليات عربية على وجوهها خمر التعب والتأفف من عدم الإدراك؛ لا ناقة لهم في الاثنينية وما يطرح فيها يضعفون مستوى الحوار بالساذج من الأسئلة، والتبعية المفرطة لمذهب السلف، ولا جمل يرجونه بعد الحدث سوى العشاء. ويغيبون ذوي العلاقة من المساهمة في النقاش.. هدفي أن تبقى الاثنينية منبراً من منابر العلم والوفاء والتوثيق كما خبرتها..
غبت عن حضور الاثنينية سنوات ولم تتغير. وبرغم ما أبدته السنون عليها من وقار، وبرغم التطور النوعي الذي أدخل عليها في مشاركة السيدات بالدائرة المغلقة، وعدت إليها شاهد عيان في أمسية معالي وزير الصناعة والتجارة الدكتور هاشم يماني لمناسبة الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، هالني الحضور لجهة العدد حتى ظننت أن معاليه سيواجه سيلاً من التساؤلات التي لا تبقي ولا تذر! لكن للأسف كان الحضور باهتاً، لأن الأغلبية لا علاقة ولا صلة، والبقية مؤدبون طالما أراد صاحب الدار أن تكون الأمسية بهذا الحال. وأحزنتني مداخلات النساء، وحمدت الله كثيراً أني لم أدع يوماً أنني نصير لمن كانوا هناك أو للمرأة بصورة عامة، إذا كن بضيق الأفق الذي لمست، وبهذه الثقافة والرؤية المحدودة، على رغم أن الأسئلة تمحورت عن المستقبل والمرأة والمنظمة والغرف التجارية. وتعجبت لعميد الاثنينية المكلّف أستاذنا معالي الدكتور رضا عبيد رجل المكانة والتاريخ كيف أذن بانحدار مستوى الأسئلة إلى السطحية التي جاءت بها. وإن كنت لا أنكر الحق في مداعبة الضيف للجمهور والعكس.
معالي الوزير يقول إن الانضمام فرصة سانحة لمزيد من الإصلاح الإداري والمنهجي؛ ولم يعقب أحدهم كيف؛ والفرق بين النوايا والواقع جد كبير.
كنت أتوقع حواراً ساخناً بين الوزير والجمهور من العامة، وبالتالي رؤية أكثر شمولية لما هو غامض اليوم، وسيظل غامضاً في الغد بحكم موازين القوى، وقدرة البعض على إحداث المنغصات. خاب ظني خصوصاً وأنا أدرك أن معاليه كان جاداً وقادراً على التعامل مع كافة مستويات الأسئلة في موضوع المنظمة لما تربطني بمعاليه من معرفة صحافية امتدت لسنوات خبرته فيها مثالاً وطنياً يحترمك حتى وإن اختلفت معه، خصوصاً بعد الخطبة العباسية التي تلاها علينا الوجيه..
أعلم أن أبا محمد سعيد لا يحتاج حضورنا وهو صاحب الولاية المطلقة في داره. ولكنني أتمنى عليه، وأنا من المحبين والمعترفين بفضلة عليَّ وعلى جدّة والثقافة قبل دعمه للصم والبكم وغيرهم أن يطور أسلوب إخراج الاثنينية ويبعد عنها المتزلقين وغير ذوي العلاقة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :344  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 175 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج