شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
على الدرب
عبد المقصود خوجه.. الاثنينية والإنسانية (1)
بقلم: مصطفى محمد كتوعة
رجل الثقافة وعاشقها ومحب المثقفين الأستاذ عبد المقصود خوجه يعرفه القاصي والداني في الوسط الثقافي بالمملكة وخارجها. ويعرف منتداه الثقافي بكل ما تحمله فعالياته من معاني الوفاء لمن أوفوا لهويتهم الثقافية انتماءً وفكراً وإبداعاً. ونافحوا عنها بالعطاء وأسهموا في التنوير، ولكن قليلاً ما نقرأ عن صاحب الاثنينية صاحب القلب المشع بالإنسانية المبادر بكل موقف. ولعلّ أستاذنا الوجيه عبد المقصود خوجه هو من يفضِّل ذلك. مع أنه أهل لكل ثناء ومحبة ومكانة في الأفئدة والعقول تقديراً واحتراماً ولا نزكي على الله أحداً.
إن الأستاذ عبد المقصود خوجه والاثنينية يمثلان جناحي حالة مميزة في الساحة الثقافية. فهي تعكس سمات وسجايا أصيلة لصاحبها. وهو متعه الله بالصحة والعافية يمنحها من فكره وثقافته وجهده وإخلاصه الكثير وبانتظام.. وهذا أمر مشهود، وفي هذا المحفل يكرِّم صاحبه الضيف ويحتفي بالمشاركين، وباسم الله وحمده يفتتح الاثنينية ليرصد مناقب وأعمال الضيف. وهذا يشعرني ويشعر كل محب لهذا الرجل أنه مكرّم من مجتمعه ومن وسطه الثقافي والمعرفي، وتجسد ذلك في تكريمه من سمو ولي العهد حفظه الله في مهرجان الجنادرية في دورته السابقة.
الوجيه عبد المقصود خوجه لا يحتاج مني ومن غيري إلى ثناء لأنه في الأساس لا يحبذ ذلك، ويؤثر إنكار الذات،ويقدِّم محبته وتقديره لكل عقل مثقف يحمل فكراً يخدم وطنه وأمته من منطلق ارتباطه بهذا الوسط وهذه الساحة العزيزة على مثله والتي يعايشها عقله إلى حد يعتبرها مسؤولية والتزاماً امتداداً لنهج سلفه الصالح والده رحمه الله. لكن الجانب الآخر في حياته وهو عالمه الإنساني الرحب قليل من يطلع عليه لأنه يمارس هذه الإنسانية باعتبارها حقاً من أهم حقوقه. وهذا في رأيي قمة الإنسانية تفوق الإحساس بالواجب. فالحقوق دائماً نسعى إليها ونمسك بها. ولكن ليس الجميع هكذا في عالم الإنسانية إلا من رحم ربي.
إن السجايا الإنسانية للأستاذ عبد المقصود خوجه دائماً متدفقة. فنراه في سباق إليها بكل الحب والإخلاص، ويفضِّل ألا يحدِّث عنها أحداً. لأنه هو لا يحدِّث بها نفسه إلا بالمزيد من الخير إلا بالمواقف تلو الأخرى.
أذكر أنه قبل سنوات اتصل بي من باريس عندما علم بوجودي في المستشفى حيث خضعت لعملية في إحدى عينيَ، سائلاً عن حالي وصحتي متمنياً وداعياً لي بالشفاء. ولأول مرة أفصح كتابة عن هذا الموقف الذي طلب فيه ـ جزاه الله خيراً ـ أن يتكفل بعلاجي في أي مكان أريد.. هذا موقف من كثير وكثير يبادر به أستاذنا الوجيه عبد المقصود خوجه ولا يعلمه إلا الله.
إحساس عالٍ بالإنسانية وقلب عامر بالمحبة وبالخير للآخرين. ومن يقرأ بعمق وإحساس كل هذا الارتباط لهذا الرجل النبيل بالبشر وبحياة العقل والثقافة وتكريم المثقفين. سيقف على حقائق كثيرة عن الثراء الإنساني من السجايا والمناقب لهذه الشخصية الكريمة. فقد أحب الناس في الله ولله، فبادلوه معنى ذلك الحب ومفرداته.. فقط أردت أن أبوح بهذه المشاعر وأنا أتابع عن كثب نشاط الاثنينية التي لم يسعدني الحظ لحضوري فيها كثيراً مع زملاء المهنة لظروفي الصحية.. وقد غلبتني هذه المشاعر لأكتبها. وليعذرني الوجيه، فكما يقول شاعرنا العربي ((لعلّ لي عذراً وأنت تلوم)) ولا أظن ملامة في أن يقول الإنسان كلمة حق في رجل الوفاء ولقاءاته وفعاليات مجلسه العامر بالحب والإنسانية، ومواقفه التي تعيد الابتسامة الصادقة لمن فقدها تحت وطأة الحياة.. نسأل الله أن يديم عليكم الصحة والعافية والسلامة. وهنيئاً لكم كل هذا الحب من الجميع فأنتم أهل له وللوفاء، لأنك من رموزه ومن صانعيه في مجتمع الوفاء.
حكمة:
((الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :388  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 168 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج