شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تساهيل
السوبر مان.. بين روّاد (الاثنينية)
وعذارى (هتلر) (1) !!
بقلم: محمد صادق دياب
كان يفترض أن أكتب عن (الاثنينية)وصاحبها منذ أعوام طويلة، باعتبارها أهم النوافذ التي أتاحت لجيلي فرصة التعرف إلى جيل الروّاد، والتواصل مع عطاءاتهم، لكن الكتابة كالزواج (قسمة ونصيب)، فأنت لا تدري لماذا تختار موضوعاً وتؤجل آخر رغم أهميته.. وقد وجدت نفسي اليوم مدفوعاً للكتابة عن هذا الصالون الأدبي الجميل الذي يخذله بعض روَّاده بقناني العسل التي يسكبونها أسبوعياً على رأس ضيفهم، رغم أن هذا ليس مطلب المضيف، ولا يدخل ضمن غايات (الاثنينية) ولا يشكل هدفاً من أهدافها.
فعلى مدى سنوات من متابعتي لهذا المنبر الثقافي الهام أجد أن ما يسرق شيئاً من اكتماله، منهجية المديح التي ينتهجها البعض في وصف مناقب ضيوف (الاثنينية)، فبدلاً من تعميق الرؤية الموضوعية لتجربة هؤلاء، نجد هذا (البعض) يتسلق هامة الضيف حيناً، وحيناً يرتدي عقله وعقاله!!
فإذا كان صاحب (الاثنينية) قد اختار كلمة (تكريم)، فإن بعض روّادها قد منحوا هذه المفردة دلالات سخية، فغرفوا من نهر المديح ما استطاعوا، وحوَّلوا كل من يجلس على كرسي التكريم هذا إلى الـ (سوبر مان) الذي تنبأ به (نيتشه)، وفشل (هتلر) في إيجاده حين زف أجمل عذارى ألمانيا إلى أذكى قواده العسكريين، فكانت النتيجة بيوتاً صناعية ونتاجاً مشوَّهاً!!.. لكن مدّاحي (الاثنينية) نجحوا في تحقيق ما لم يتحقق لـ (هتلر) بضغطة صوت واحدة فقط على (مايكروفوناتهم)!!
على الضفة الأخرى يقف هذا الرجل النبيل عبد المقصود خوجه ـ صاحب الاثنينية ـ بحيائه المعهود حائراً بين أحلام المثقفين وواقع المدّاحين، بين الغاية الفاضلة لصالونه، والحقيقة الغائبة لبعض روّاده، فهو على الدفة يحاول أن يدفع مشروعه الثقافي دائماً إلى تجاوز هذه الإشكاليات، رغم الألسنة الطويلة التي تمتد كالعصي لتعطل سير العجلات!
فهل يبادر المثقفون بتنقية مشاتل ثقافتهم من مثل هذه الآفات والمخلوقات الضارة لتورق المعرفة، ويُزهر الإبداع؟!.. فليس ثمة إشكالية تواجه الوعي أخطر من إشكالية ثقافة المديح، وتضخيم واقع الأشياء والناس، فكل البالونات الملونة والطائرات الورقية التي تطلق عبر مناخات الثقافة في سقط الأيام، سرعان ما تجرفها الريح إلى موانئ النسيان.
وخلاصة القول: إننا نحتاج إلى قدر كبير من الترشيد في استهلاك الكلمة، فـ (فواتير) المديح باهظة، والحقيقة وحدها تدفع الثمن!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :392  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 146 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج