شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من الجعبة
ما لا يملك الخوجه حجبه (1) !!
بقلم: عبد الرحمن الأنصاري
تعتبر اثنينية الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، من أبرز المنتديات التي دأبت على تكريم العلم والعلماء، في الساحل الغربي من مملكتنا الحبيبة، ومثلها في ذلك توأمتها وشقيقتها، اثنينية الشيخ عثمان الصالح في العاصمة الرياض. وهو أمر طيب وسنة حسنة، سار عليها كبراء ووجهاء أمتنا، الذين ازدهرت برعايتهم العلوم والفنون، فلا تكاد تجد موسوعة من موسوعاتنا المعرفية، إلا وتجد من ورائها كبيراً من الكبراء أو ثرياً من الأثرياء.
ومن المفارقات، أن التغيرات والتبدلات التي حصلت في كثير من الأوضاع في أزماننا، عما كان عليه أسلافنا، شملت من بين ما شملت، حتى العلاقة بين الأثرياء والعلماء والأدباء.. فالكثيرون من الأثرياء اليوم، أبت عليهم طموحاتهم أن تقف عند حدود ما قسم الله لهم وخصهم به من الثروة والجاه فقد التفتوا يمنة ويسرة، فرأوا أن المال يشترى به كل شيء من متعلقات الحياة ومستلزماتها، فإذا كان كذلك فلماذا لا يشترى به من لا موهبة له منهم، ما شاء من المواهب، بعدد ما يستطيع بذله من بيض الدراهم وصفراء الدنانير؟!
طالما أنه ما من موهبة إلا وهي معروضة للبيع، مثلما أن المؤهلات العلمية والشهادات الدراسية كذلك.. فما المانع من أن يكون هذا الثري وذلك الوجيه من الوجهاء، شاعراً وأديباً وكاتباً، وخصوصاً أن العرض أكثر من الطلب!
وإن ذلك قد أدى إلى ما أدى إليه، من إحساس الكثيرين من الأدباء بالغربة، والشعور بالمزاحمة غير الشريفة من الأدعياء والدخلاء عليهم من أهل الدثور، الذين ذهبوا بكل الأجور!
وإن مما لا جدال فيه، أن أمثال الحفلات التكريمية التي يقيمها الأستاذ عبد المقصود خوجه، للعلماء والأدباء، قد جبرت الكثير من الكسور، التي نجمت عن مزاحمة الأثرياء للأدباء في مواهبهم، بدلاً مما كان ينبغي من رعايتهم للمعرفة بتشجيع وتكريم أربابها!
ومساء الاثنين المنصرم، كانت أمسية مشهودة، بمنتدى الأستاذ عبد المقصود خوجه، حيث كان فارس الأمسية المكرم، هو الدكتور مصطفى محمود، وقد كانت مناسبة طيبة ومواتية لبحث ومناقشة الكثير من المسائل الهامة التي كان للدكتور مصطفى محمود رأي مخالف للكثيرين، وبخاصة مسألة الشفاعة يوم القيامة، المنصوص عليها في الكتاب والسنَّة، وللدكتور فيها رأي جهر به في الحفل، وهو قصرها على الله عز وجل وحده وإنكارها لغيره، استدلالاً بقوله تعالى قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً (الزمر: 44) ولم يسعف عدم تخصص الدكتور في الشريعة وعلومها، أن يهتدي إلى أوجه الجمع بين ما قد يبدو للبعض تعارضاً بين النصوص.
وقد أبدى الكثيرون من طلبة العلم والمختصين، رغبتهم في تسليط الأضواء على آراء الضيف المكرم، وتصحيح ما يحتاج إلى التصحيح منها غير أن صاحب الاثنينية، حال بينهم وبين ذلك، رغبة منه في تفادي التصادم، واعتباره عدم مجاهرة بآراء تخالف آراءه جزءاً من الضيافة والتكريم!
وهو أمر نخالف فيه صاحب الاثنينية، الذي يدرك حق الإدراك أن من ألّف فقد استهدف وأن المناسبة تقتضي البيان الذي لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة، فالضيف المكرم في محفل ثقافي مثل الاثنينية، إنما هو بين اثنتين: إما أن يقنع بحججه وآرائه وبيانه معارضيه، أو أن يظهر له من الحق ما كان غائباً عنه، ويرجع إليه بعدما يكون قد تبين له، وليس في أي من المسألتين ما نظن أن به أي إخلال بجوانب الضيافة والتكريم.. وأن حجب الآراء المخالفة لآراء ضيف الاثنينية، هو ما نقول عنه إن الأستاذ عبد المقصود خوجه لا يملكه!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :349  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 139 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.