شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال
اثنينية بيروتية (3 ـ 3) (1)
بقلم: عبد الله عبد الرحمن الجفري
ـ كان بسطونه يمثل متّكأ سنين عمره الفارطة والقادمة، لكن نظرته البانورامية لم تتغير، وإن مال جفناه أحياناً إلى إغماضة خاطفة في زمن حضور (( اثنينية عبد العزيز خوجه البيروتية))، فهو الشاعر الكبير الذي أغنى الوجدان العربي بروائع القصائد، ربما كان من أشهرها: ((هذه ليلتي))، ولعلّ شاعرها دائم التألق/جورج جرداق: عبَّر عن ((الخيَّام)) أكثر من ((النواسي)) في قصيدته المزدحمة بصوره وتشبيهاته.. وبادرتُ بمصافحته في بدء دخوله إلى الصالون أعرِّفه بنفسي، فإذا بابتسامته تتسع وهو يقول: الجفري/نقطة حوار/الحياة.. أين اختفيتم جميعكم؟!
ـ قلت: أما ((الجفري)) فما زال شاخصاً ببصره إلى الأعالي، حضوره الدائم في دفء كلمة، وغيابه طواه جحود الذين بذل من أجلهم منذ أعيد إصدار (الحياة).. وأما ((نقطة حوار)) فيبدو أنها ذابت في بحر اللغط.. وأما (الحياة) فهي ممعنة في تطبيق تلك المعادلة الصعبة التي تضخم سلوكيات المراحل مع الذين تفانوا في توهجها القديم!
ـ قال الشاعر الكبير/جرداق: أعرف أن لك مئات القراء العرب كانوا يتابعون عمودك اليومي بشغف، وكنتُ واحداً منهم: أحرص على قراءتك كل صباح.. أغبطك، وأعجب بلمحاتك ورؤيتك ورؤاك.. وكنت أقول عنك: هذا شاعر ضلَّ طريقه إلى الشعر فخطفه النثر ليتوجه كاتباً ملفتاً.. وإنني أتعجب: كيف فرَّطوا فيك في الصحيفة بهذه البساطة دون أن يحفظوا للكاتب قدره وشعبيته لدى القراء؟!
ـ قلت: هذه شهادة تغنيني كثيراً وتنصفني من جحود (الحياة) الحصيفة والواقع.. ومثلك يا سيدي من يطرد النعاس عن كلماتي اليوم التي حُصرت داخل الحدود!
أما عجبك.. فالتفريط يسأل عنه الذين شاركوا في إجلائي عن الصفحة الأخيرة في (الحياة) قبل أن يُفرَّط فيهم من بعدي!!
* * *
ـ وبقيت بعض الوقت أختلس النظر إلى هذا الشاعر الرومانسي والكاتب الساخر، الذي يحاط دائماً بحسناوات دون أن يتخلى عن بسطونه.. فكأنَّ عصافير الدوري تحوم حوله وتحتضن نبض الشاعر فيه.. وقال له المضيف صاحب الاثنينية البيروتية/د. عبد العزيز خوجه: صارت أشواقنا إلى لقائك تفضح غيابك عنا، فلا تحرمنا من الإصغاء إليك.
ـ وقلت لصديقي الشاعر السفير: لقد أمتعتنا بلقاء هذه النخبة، ولكن.. سيتساءل البعض فيما بعد: ما الذي يجمع بين (( اثنينية )) خوجه جدة، واثنينية خوجه بيروت؟!
ـ قال: خدمة الثقافة والإبداع، و.. حب الوطن بلا حدود!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :481  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 76 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.