شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في الوقت الضايع
فن الرسائل وأدب الكبار (1)
بقلم: علي محمد الرابغي
أما بعد: فإننا نذكر بكل تجلٍّ واحترام ندوة أستاذنا الرفاعي التي تتم يوم الخميس ليلة الجمعة من كل أسبوع يتجه إليها أفاضل القوم من الأدباء وكبار الشعراء من داخل البلاد وخارجها.. ويكفي أن ترى أستاذ الجامعة وشاعراً معروفاً وأديباً مذكوراً أحياناً إلى الساعة الثانية عشرة وكأنها دقائق، خلق كريم وذوق سليم وأخوة متحابون في الله والله لم تجمعهم مطامع.. ولم تربطهم مصالح إلا ثلاثة أمور هي:
الرابطة وهي الزمام الموصل.. الأولى.. محبة لله ولرسوله ولدينه.. الثانية حب هذه الدولة التي يسرت العلم وأتاحته.. وأغنى الله بها الناس فبذلوا وسخوا.. الثالثة وأن شيخاً وأديباً وعالماً وموظفاً كبيراً يعطي الزائرين من نداه وفضله.. ومن كرمه ونبله.. ومن أدبه وعلمه وشيئاً كثيراً من رأيه وفهمه.. أنعم به رجلاً كهذا لبنة ترسى عليها المكارم وتبنى عليها الفضائل. هذا في الرياض..
وفي جدة شهم نبيل يسَّر الله رزقه.. وأوفر حذقه.. وأرسى في القلوب حبه من صميم البلاد في عرقه.. ومن جذور الدين في صدقه وهو أديب سليل أديب، هذا الرجل، (( عبد المقصود خوجه )) أوجد حلقة علمية.. وندوة أدبية.. ومائدة سخية في عروس الموانئ ومدينة المدن ((جدة))، ميناء قديم العهد تام ومعروف من الزمان الجاهلي.. ومن عصر عثمان بن عفان الخليفة الراشد رضي الله عنه هذا الميناء الذي ذهب إليه عمرو بن العاص رضي الله عنه في سرية من السرايا الغازية المجاهدة.
هذا الميناء الأول في المملكة فيه عبد المقصود.. يجتمع ويتكاثف فيه الأدباء والشعراء وكبار القوم في ندوته متحدثين.. وفي بيته مغرِّدين وفي ساحاته مستأنسين بكرمه في كل اثنين يجتمع فيها نخبة القوم يسمعون ويرون أديباً ويطرون شاعراً ويجلسون في هذه الساحة المعروفة من يطرب ويعجب.. وما أجمل من ندوة فيها الفقي يجهر بشعره منشداً.. وما أحلى ندوة فيها معالي الأستاذ محمد عبده يماني مستمعاً ومعلقاً.. وما أكمل من ندوة فيها الوزير شاعر الشباب عبد الله بلخير الشاعر والوزير السابق معبِّراً ومتحدثاً والأستاذ عبد الله البغدادي.
والدكتور الغذامي وعزيز ضياء وأستاذنا الزيدان وحسين النجار وأبو تراب الظاهري ((اللغوي)) النابه وبهاء الدين الأميري والأستاذ الجفري وعبد الله عمر خياط وسمير خوجه وعبد الله أبو العينين وغيرهم مما تضيق ولا تتسع هذه الصفحة بنشر أسمائهم وإن كانت في القلوب محفورة وفي الصحف منشورة وفي مجتمعنا مذكورة.. ونرى ونجتمع بأدباء لهم قلمهم السيال كحامد عباس والمفرجي و علي محمد الرابغي الذي يكتب في غير ((الوقت الضايع)) ويوحي إلى السامع والمسامع بأسلوبه الرقيق وتفكيره السديد مشيراً إلى رجال ونماذج لها مواقف.. أمثال شيخنا الجليل والمربي الفاضل والعالم الجل عبد الله عبد الغني خياط.. الذي وهبه الله علماً جماً وعقيدة ناضجة وصراحة في الحق مع ما قدَّمه في مجال التربية والتعليم الذي كنا فيه من تلاميذه في الاستماع والاستفادة من أفكاره السديدة وأقواله المفيدة. مثل هذا يحسن أن يكون في الواجهة في مقابلات مطرزة وندوات متعددة لا تنتهي بمرة واحدة ولكن متجددة.
ومثل: أحمد علي ومثل السكيت في حائل الذي هو من أوائل من خدم التعليم في تلك المنطقة، ((حائل))، ومثل عبد الله إبراهيم السليم الذي عمل في حقل التعليم يوم لا تعليم واشترك في التعليم الحديث وأحيل على المعاش منذ سنوات. إنه عالم جليل ومربٍ كبير وفقيه في الدين وفقيه في الأدب واللغة وفقيه في علم الفلك وإليه اليوم انتهت معرفة الحساب في هذا الميدان إنه أحد أعلام الرجال ووجهائها في القصيم كافة وفي بريدة بخاصة.
وأمثال هؤلاء عندنا في مكة وجدة والمدينة وفي منطقة سدير والقصيم والحمل والوشم والرياض وغيرها من مناطق المملكة رجال لهم خدماتهم في التعليم وإدراكهم الحي في التربية وكفاحهم في هذا السبيل.. ولهم اطلاعهم الواسع على مجريات حياتنا منذ مطلع هذه الدولة في نشر الوعي والتعليم.
ولأمثل بنشء الماضي ذلك الماضي الصادق في علمه وعمله.. ولأمثل المتحدث فيه عن الذكريات ممن مارس وعانى تلك الحياة القاسية الحبيبة ثم باشر هذه الحياة المواتية التي نعيشها ونتمتع ونخوض في روضها الأريض ومجالها الواسع وعمرانها العظيم وتقدُّمها الذي لا حد له.
غلبنا من سبقنا وكنا دليلاً ورائداً وواجهة لمن بعدنا هذا ما أوحته إلي فكرة الأستاذ علي محمد الرابغي الذي أوحته إلي كلمته الجميلة ورأيه الأصيل في جريدتنا الغالية ((عكاظ)) التي لها في مجالنا الصحفي دور شجاع.. ومسار موفق ورجال مخلصون، والعبرة ليست في أن تكون الصحيفة ذات دخل مالي.. وإنما المهم بل الأهم خدمة البلد وراعي البلد في نشر الكلمة الصالحة التي تفيد السامع ويقتدي بها الواعي والتي تعطي مردوداً فكرياً واجتماعياً هادفاً..
وأتى بالفكرة الصائبة والقول النافع. أما ثناء الأديب ((الرابغي)) عليَّ فأنا أقل مما قاله ولكنه أسبغ علي صفاته.. وطبَّق عليَّ خلع مواصفاته.. فشكراً للرابغي وشكراً لعكاظ وتقديراً لكل من سعى إلى الفائدة فنشرها وسار إلى الخير فذكره.
والله الموفق.
* * *
وبعد:
هذا نص الرسالة التي بعث بها إليّ الأستاذ الفاضل الكبير والمربي الجليل شيخ الشباب وأستاذ الأجيال شيخنا عثمان الصالح وهي قطعة أدبية نادرة. وقد حاولت التصرف فيها قدر الإمكان.. بحذف ما أفضى به علي من إطراء.. وكنت في واقع الأمر قد تلذذت وسعدت.. لأن ذلك ليس إطراء.. إنما هو تقدير وتشجيع يصدر من وعاء كريم.. يحق لأمثل من التلامذة أن يفاخر به بين أقرانه.
إن المعلومات التي أفضى بها شيخنا عن بعض رموز العلم والمعرفة.. تفتح آفاقاً جديدة لروَّاد الوقوف على وجه تاريخنا القديم.. وخاصة في مجال حيوي وحساس كمجال التربية والتعليم.
لعلّ الأكاديميين.. من رجال المعرفة.. يجدون بغيتهم في أمثال الشيخ عثمان وتلك النماذج التي أشاروا إليها.. ليأخذوا منهم وعنهم تاريخ حقبة مهمة.. في عمرنا الزمني.. وهي معلومات تفيد للتوثيق المرجعي.. من مصادر حية شكراً لشيخنا الجليل.. ولكل من علمني حرفاً.. ولكل الذين يصنعون النور من خلال العلم والتعليم والثقافة والمعرفة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :378  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج