الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > رموز الأدب والفكر والثقافة في اثنينية تكريم المبدع علوي طه الصافي

البلاد

رموز الأدب والفكر والثقافة في اثنينية تكريم المبدع علوي طه الصافي ⁽¹⁾

شاكر عبد العزيز

بدعوة كريمة من الوجيه الشيخ عبد المقصود خوجه ((صاحب الاثنينية )) الشهيرة شاركت مع عدد كبير من رموز الأدب والفكر والثقافة والصحافة في أمسية الاحتفال بالصديق العزيز المبدع الأستاذ علوي طه الصافي.. هذا الأديب الخلوق الذي تعرفت عليه وهو يتردد على القاهرة بين الحين والآخر في طريق سفره إلى بيروت ليواصل تعليمه العالي في جامعة بيروت العربية وينهي دراسته للحقوق.

كم كانت سعادتي وأنا أتابع هذا الجمع الغفير من المثقفين الذين جاءوا في حفل تكريم علوي الصافي ابن جازان.

تحدّث في البداية صاحب الاثنينية مقدماً هذا المبدع الأصيل وقال إنه واحة من واحات الثقافة والأدب والفكر.. وأن أسلوبه في الكتابة ينم عن ثقافة واسعة واطلاع كبير ودأب في التحصيل أحسبه أنه تجذر فيه عبر دراسته الحقوقية التي جعلته يطلب الاستقصاء في كل مادة يتصدى لها. ونجده دائماً يتحدى الصعاب ويسعى باستمرار لترتيب أفكاره ويستكمل أدواته ويختلق الشوارد والسوانح ليرتقي بعمله إلى آفاق الإبداع من حيث الفكرة والمضمون ليستوفي ذلك المقال الصحفي أو القصة. فهو يتقمص شخوصه لدرجة الذوبان فهو فنان يرسم بالقلم لوحات منفردة محلقة في الخيال.. لكنه ليس خيالاً روتينياً منزوعاً من أرض الواقع بل خيال يتمسك بجذور الأرض فهو ((ابن الأرض)) الذي يلتمس الصدق في كل تضاريسها ووديانها وسهولها، تلك الأرض الولود التي أنجبت الكثير من الأدباء والأساتذة الأفذاذ منهم على سبيل المثال محمد علي السنوسي ومحمد أحمد العقيلي رحمه الله.. وأضاف: أن الأستاذ علوي طه الصافي ساهم في إثراء الساحة الثقافية بما أمتعنا وشكل لبنة في تطوير ((فن القصة)) لدرجة مميزة وفي ساحة الصحافة كانت مقالاته ومناوشاته تلقى العديد من اللقاءات الصحفية التي نشرت تباعاً في الملحق الأسبوعي لجريدة الجزيرة والتي تمكّن مؤخراً من إصدارها في كتاب تحت عنوان ((هؤلاء مروا على جسر حياتي)) وأشار إلى إسهاماته في أدب الطفل وترؤسه لتحرير ((مجلة الفيصل)) لسنوات عديدة ولا بد من دراسة منتجه الأدبي بصورة أكاديمية. وقال إنني أوجه دعوة صادقة لإعادة اكتشاف ((علوي طه الصافي)).

خجول عندما تحدث عن نفسه

وعندها أعطيت الكلمة لضيف الاثنينية الأدبي الأستاذ علوي طه الصافي.. كان خجولاً وهو يتحدث عن نفسه مشيراً إلى أنه يشعر بالرهبة والهيبة وهو يتحدث عن نفسه أمام حشد الأدباء والمثقفين والمفكرين.. وتناول مشواره الذي بدأ من ((جازان)) هو ورفيق دربه هاشم عبده هاشم مروراً بعد ذلك بجدة.. ثم إلى بيروت.. والعودة للمملكة ليواصل الركض الوظيفي في عدة مناصب وظيفية حكومية ومشواره الجميل الناجح مع.. إصدار ((مجلة الفيصل)) مشيراً إلى أن حديثه هو حديث للأصدقاء وفيه رائحة الفل والكادي من جيزان لأحب الأصدقاء.

د. عبد الله مناع تحدث في هذه الأمسية العابقة وقال:

أريد أن أقول عن الأستاذ علوي طه الصافي أنه كان بالنسبة لي بمثل نموذجاً من نماذج الصبر والكفاح.. مثل الكثيرين من أبناء ((جيزان)) الذين حاولوا أن يشقوا طريقهم من ذلك الجبل.. وذلك السهل وذلك الشاطئ وصولاً إلى النجاح. كثيرون من الأخوة في جيزان حاولوا تلك المحاولة بنجاح أحدهم الأستاذ علوي طه الصافي وكان زميله أيضاً الدكتور هاشم عبده هاشم وكان زميلهم أيضاً الدكتور علي محمد جابر وكان زميلهم أيضاً الأستاذ محمد عبد الواحد وكنت أجدهم نماذج من الصبر والكفاح وكنت أجد ما بيني وبينهم ((قربى)) أو ((محبة)) أو علاقة.. كأنه البحر، هو الذي يصنع هذه العلاقة.

عندما جاء الأستاذ علوي طه الصافي إلى جدة ذكر في قصته أنه جاء طالباً.. ولم أعرفه في ذلك الوقت.. ولكني عرفته أول مرة ((في جريدة الرائد)) في طريق مكة المكرمة في مباني البنك الأهلي، وكانت هناك ليالٍ طويلة وذكريات طويلة وكان يحضرها كثيرون من أبناء جيزان ومن بينهم الأستاذ علوي طه الصافي والأخ الأكبر علي العميد.. وكانت الجلسات جميلة واللقاءات جميلة ولكن بعد ذلك رأيت الأستاذ علوي الصافي ذهب إلى لبنان ليدرس في جامعة بيروت العربية ويتخصص في الحقوق ثم رأيته وهو يزورني في عيادتي ليس للتطبب، ولكن كان يأتي للدردشة وللحكايات لنتذاكر ونتقارب لنتعمق لكن الكتابة التي شدتني إليه تلك الكتابات التي كان عليها كلام هي نقده لكثير من أدباء وشعراء المملكة في ((مجلة اليمامة)) عندما كان يكتب بتوقيع مسمار.. أنا الآن أريد ((ألف مسمار)). حقيقة كانت تلك الكتابات جميلة وجريئة وفيها صدق وفيها حماس.. وكان بعضهم يرى أنه يقسو على بعض الشعراء ولكنني لا أشاركهم ذلك العتب وإحدى محطات الأستاذ علوي طه الصافي الهامة هي ((مجلة الفيصل)) والحقيقة أن ينجح بمجلة اسمها ((الفيصل)). يشكل في حد ذاته ((معجزة)) وهذه المجلة من مسماها تعني تخليداً لذكرى الملك فيصل والنجاح لهذه المجلة يعتبر نجاحاً حقيقياً.

الحوار المفتوح

الحوار المفتوح مع ضيف الاثنينية علوي طه الصافي تضمن الكثير من المداخلات القيمة للدكتور عاصم حمدان والأستاذ أسامة السباعي والأستاذ عبد الحميد الدرهلي.. وجاءت المداخلات النسائية من عدد من الأكاديميات والأديبات قيمة ومفيدة ومن أهم المداخلات التي لفتت نظري مداخلة لابنة علوي طه الصافي التي قالت فيها أننا نفخر بك يا والدي وأنا وكل أخواتي..

أخي العزيز الأديب الكبير علوي طه الصافي، مشوار نجاحك يستحق منا جميعاً كل تقدير وإكبار.. متعك الله بالصحة والعافية.