شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رؤى
ابن دهيش.. رمز التربية والتعليم (1)
بقلم: فهد محمد علي الغزاوي
ما أجمل أن يقدر المجتمع رجاله المفكرين والمنتجين والمشاركين والنابهين منهم وتحتفي النخبة منهم بالإعلام والرموز المضيئة والشموع المنيرة في حياة الأمة.
فالمجتمع الحضاري المدرك لدوره وعصره ينمّي المواهب ويحيي التراث ويقدِّر المواهب ويعزز الإبداع.. وفي مجتمعنا الإسلامي في أرض الحرمين الشريفين أرض القداسة أرض الرسالة ومهبط الوحي بلد (اقرأ) بلد الوفاء والكرم والتقدير والإنصاف والحب والفخر والاعتزاز بنتاج الأمة وتراثها وفكرها فمجتمعنا ولله الحمد هو ذلك المجتمع الوفي الغني بأبنائه وعلمائه ومفكريه تمثل دوره في المنطقة الغربية من مملكتنا الحبيبة اثنينية (الخوجه) لها السبق في الفضل باعتلاء حلقة الوصل وهمزة الحب بين أبنائه الموهوبين المبدعين وتحقيق التواصل والتكريم والاحتفاء بالمشاعل والرموز المضيئة في حياة أمتهم. فبالأمس القريب احتفلت الاثنينية بعالم من علماء هذا الوطن الغالي ورمز مضيء في حياة الأمة والعلم والمتعلمين هو شخص معالي الدكتور الشيخ عبد الملك بن دهيش. وقد شعرنا نحن أبناء مكة والحطيم وزمزم بالفخر والاعتزاز في تكريم شخص معالي الشيخ عبد الملك بن دهيش صاحب التحقيقات العلمية والأدبية والدينية والتاريخية والباحث المنهجي في إحياء التراث الإسلامي والقاضي الملهم في تحرّي الحقائق والكشف عن ملابسات القضايا المنظورة لديه حين كان يعمل قاضياً في محاكم مكة أو مساعداً لها.. أو رئيساً لإدارتها وقد زاده الله تشريفاً وتكريماً للعمل في أرض مكة المكرمة فاستفاد معاليه من علمائها وحلقاتها العلمية في المسجد الحرام. أحب علماءها وأهلها فأحبوه.. وبادلوه الحب بالوفاء والشكر بالتقدير وأقبل عليه الكثير منهم تقديراً لحنكته ونبل أخلاقه في التعامل مع القضايا المطروحة في ساحة القضاء عموماً والأخذ بمرئياته واستشاراته ونصائحه.. أقول عاش هذا العلم البارز في قلوب مكة وأهلها وتداخل مع أهلها واندمج مع أوساطها وفئاتها المختلفة من عامة وخاصة وعرف شعابها وسهولها وجبالها وأحياءها وخصائص أهلها فكان مع البسطاء بسيطاً ومع العلماء عالماً ومع المثقفين مثقفاً له القدرة على التوافق والتكيّف والانسجام مع أفراد المجتمع المكي الشريف كافة ولكل مجلس له مكانته وأسلوبه وخصوصيته، لقد عاش الشيخ عبد الملك بن دهيش مع العظماء والمفكرين والأدباء والشعراء واحتك بالعلماء فالشيخ عبد الملك تراه في مجلسه القضائي تعلوه الابتسامة وترتسم على جبينه الحكمة له القدرة على الاستيعاب والاستحواذ.. زادته الأيام حنكة فنظراته ثاقبة وآراؤه سديدة بفضل ذكائه وفطرته.. ولقد سمعت الكثير من أهالي مكة المكرمة وعلمائها وشعرائها ومفكريها يستشهدون بآرائه ويستنيرون بأفكاره، وقد عملت مع معاليه وتحت ريادته وتوجيهاته حين كان رئيساً لتعليم البنات وقد نال إعجابي واستحساني في خلقه وعمله وآرائه فهو إداري من الطراز الأول وله تطلعات تنظيمية وتطوير إداري فقد عمل على تطوير وتحديث الجهاز الإداري والتربوي وركّز على التخطيط واستحدث وكالة للتخطيط والتطوير الإداري والتربوي وفتح مجال البعثات الخارجية للإداريين في جهاز الرئاسة آنذاك والابتعاث الداخلي للبنات والتدريب التربوي للمعلمات والتفرغ الجزئي والانتساب لأول مرة في تاريخ الرئاسة وعمل على إدخال الحاسب الآلي في أجهزة الرئاسة الإدارية والمالية وشؤون الموظفين.
وفي عهده خطت الرئاسة خطوات شاسعة في تقدمها وتطورها وخصوصاً في مجال الدراسات والبحوث التربوية وعقدت العديد من الاجتماعات التعليمية الإدارية التي تجمع القيادات التعليمية والتربوية لتدارس أوضاع الهموم التعليمية التي تواجه التعليم والقيادات وكان حازماً في الإنجاز وعطوفاً على من يعمل معه حليماً على من يخالفه الرأي رحب الصدر في مقابلة المشاكل الإدارية كنت أراه يعمل حتى في داره وفي مكتبه إلى منتصف الليل ويستقبل الحقائب المرسلة لمكان إقامته في المناطق التعليمية أثناء زياراته التعليمية ويعمل على توجيهها وشرحها بما يراه مناسباً. هكذا كان ابن دهيش في عمله وفي داره وفي زيارته وفي رئاسته للمؤتمرات والاجتماعات، الكل أحبه وأقبل عليه صدره متسع وداره مفتوحة لمن عرف ولمن لم يعرف تراه مبتسماً مرحباً بمن يقصده متفهماً لوضعه مستبشراً وليس منفراً يخرج من قابله بابتسامة وفرحة والدعاء له بالتوفيق ترك الرئاسة العامة لتعليم البنات والكل يذكره بالخير ويثني على أعماله وطرقه في معالجة الأوضاع التربوية والإدارية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :472  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 185 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.