شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مناقشة هادئة (1)
حضرة صاحب الغربال:
حبذا نزاهتك، وحبذا إخلاصك وما قامت الأمم إلا على هذا النقد البريء فسر في طريقك مغلغلاً داخل أمتك وليس في أمتك من لا يقدر لك هذه النزاهة وهذا الإخلاص وإن أول مقال طالعت فيه الناس تحت عنوان مغربل جديد وشرحت الطريق الذي ستنحوه تفاءلوا بخطوك نحو الأمام وما طلعت إليهم بعد ذلك بمطلعك ((عائلتي)) حتى تهافتوا على قراءاتك وأعجبوا بمعرفتك مواضع الداء وتدرجت بعدها إلى المدارس فكنت بحاثة جريئاً.
ودلت سطورك على نفس غيورة متألمة.. ذكرت تنظيم المدارس وعلقت عليها ثم تطرقت إلى الأستاذ ببحوث كثيرة ((لفظة أستاذ عظيم يحب أن تكون رجلاً عظيماً.. عظيماً في نظر العالم في نظر الأدب وفي نظر الأخلاق عظيماً في نظر الفضيلة)) هذه أمتك أو طلبتك تدل على إخلاصك وأن تريد أن يكون لابنك أستاذ عظيم لينشأ ابنك عظيماً والتلميذ سر أستاذه ـ ولكن الواقع غير ذلك إلا في المائة خمسة وعشرون فكيف العمل. الأمر هين: تعال نبحث عن الموضوع من جهة أخرى. العظمة قبل كل شيء ولكني أقول. إن الاستغناء عن الناس من لزوميتها فقل بربك لماذا كان كسقط المتاع عند الناس ولماذا كانت أهميته في نظر العالم لا تزيد إلا بقليل على أقل موظف وإذا كان هو الذي يهيىء رجال الغد ولنا عليه أن يكون عظيماً أفليس من الحقوق أن نساعده على عظمته فنحيطه بالعناية والتقدير أو نكفيه على الأقل عيشه ليجد هو من نفسه قوة على حفظ مركزه اللائق به والاستقرار في وظيفته المتوجه إليها.. أجل يجب على الأمانة أن تعمل لما فيه صلاح أبنائها من بث الأخلاق المرضية وتقبيح الرذائل والسخافات وإفهام كل واحد بأسلوب هادىء لا بالشتم والعنف لأنه قد يدرك باللين ما لا يدرك بالعنف. فيا أيتها الأيادي العاملة اعملي لتلافي هذا الداء ويا أيتها الرؤوس المفكرة فكري في مصلحة بلادك لأن هذا واجب عليك فما عذرك، وأنت أيتها الأمة انتشلي أبناءك من هاوية الجهل وارفعيهم إلى منار العلى وأحسني تربيتهم لأن ذلك واجب عليك..
أما أنتم أيها الأباء فنائمون ـ لأنه يوجد نائمون كثيراً ـ استيقظوا من سباتكم فلقد كفاكم نوماً ألم توقظكم كل هذه الهزات العنيفة وتؤثر فيكم كل هذه الصرخات العالية ألم تسمعوا بالتيارات الجارفة التي تكتسح النائمين أمثالكم اعملوا جميعاً لتهذيب أخلاق أبنائكم وثقوا بصدق قول الشاعر..
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :500  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج