فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > محمد سعيد عبد المقصود خوجه - حياته وآثاره > الإجتماعيات > الكشف الصحي ضروري للمتزوجين من الرجَال
الكشف الصحي ضروري للمتزوجين من الرجَال (1) من المؤلم أننا نبقى متمسكين بالعادات القديمة التي تنخر في كياننا وتقضي في مجتمعنا ويجب أن نعرف أن اليوم غير أمس وأن في العادات الطيبة والفاسدة، كما أنه يجب أن نفتش عن كل ما يقوي أجسامنا ويحسّن صحتنا غير ملتفتين إلى أن ذلك ينافي عاداتنا القديمة، لأن صحتنا مقدمة على كل شيء وهي فوق كل شيء (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه غير المرضى) وما دامت كذلك فلماذا نتحاشى الطريق التي توصلنا إلى سلامتنا. إن الواجب يقضي علينا بأن ندخل على عاداتنا كثيراً من التعديل فنلفظ السيئ ونستبقي الحسن ونضيف بعض الأشياء ضرورية لحياتنا، فنقدسها العادة الآن وليس هذا التقديس من أجل أنها عادة لا، بل من أجل أنها مفيدة لنا ولحياتنا. جرت العادة وهي عادة مبنية على غير شيء من الحكمة والتروي ـ بأن الزوج إذ اتفق مع أهل العروس على الزواج يقدمون حالاً لإعداد معدات الأفراح دون أن يفتشوا أو يبحثوا عن الحالة الصحية وإني أرى في ذلك خطراً عظيماً لا على حياتها فقط بل على حياة نسلهما أيضاً وإن النظر الخارجي لا يكفي لنفي المرض لأنه قد يكون الإِنسان مريضاً وهو نفسه لا يشعر بذلك إلا بعد أن يحمل عليه المرض بخيله ورجله، نسأل الله السلامة والحماية كما أن كثيراً من الأمراض تكون داخلية فلا يعلم بها أحد غير المرضى ومن أراد أن يطلعه على ذلك ومع الأسف فإن هذه الأشياء كلها لم نلاحظها ولم نعتن بها لأن أكثرنا يعتقد أن بحثها أو التفتيش عنها فضيحة وعيب، وهذا الاعتقاد فاسد يجب أن نضرب عنه صفحاً ونتغلب عليه بقوة حديدية ما دام في ذلك سلامة مجموعنا وتحسين حياتنا الزوجية وسلامة نسلنا أفلاذ أكبادنا. من المؤسف أن نقيد أنفسنا بقيود مهلكة في أشياء لا طائل من ورائها كما أنه من المؤسف والمؤلم معاً أن نكون في حل من تقيد نفوسنا بأشياء يقضي بها الواجب وتأمر بها المصلحة. إني أقول وأكرر قولي بضرورة إخراج كشف صحي للزوج فقط ـ ولا أقول للزوجة معه لأسباب لا تخفى على من تدبر وأبصر ـ قبل عقد النكاح لأن ذلك مفيد لنا ولازم لسلامة حياتنا، وحفظ نسلنا ـ ونظراً إلى أن هذا من واجبات مصلحة الصحة فإني ألفت نظرها إلى ذلك العمل اللازم، وهي أدرى بالطرق التي يمكنها أن تطبق هذه النظرية تطبيقاً يصونها من العبث، لأن ذلك ضروري للأمة، ومصلحة الصحة لا شك تعرف ذلك، إني أعتقد أن كثيراً من الناس سامحهم الله يسخطون عليّ لطلبي هذا وربما قالوا عنه ((هذه مجازفة)) ولكن ذلك لا يهمني لأني متيقن من أن الحاجة ماسة إليه وأعرف أن كثيراً من الزوجات المسكينات خرجن من بيوت أهلهن وهن صحيحات الأجسام فأعداهن أقرب الناس إليهن ((أزواجهن)) صدقني أيها القارئ إذا قلت هذا قد حدث وقد روى لي صديق أعتمد على صدق روايته بوقوع حوادث عديدة من هذا القبيل لطفك اللَّهم ورحمتك. إن الكشف الصحي يفيدنا من جميع الوجوه وربما كان منبهاً لأحدنا على مرض لم يشعر به ولم يعلم عنه شيئاً فيقاومه ثم لا يوجد أقل ضرر إذا نحن قمنا به فهو والحالة هذه إذا لم يفدنا وينفعنا لا يضرنا وما دام كذلك فيجب أن نجعله كعادة بيننا إذا فعلنا ذلك فنكون قد حافظنا على صحة الكثير منا وقاومنا الأمراض التي تعترض أجسام بعضنا. وإذا أهملنا ذلك فنكون مسيئين أو مذنبين فأيهما أحسن؟ أيهما أصلح.   [1] عدد 26 ـ تاريخ 2/6/1351 هـ.
طباعة تعليق  القراءات :445  التعليقات :0
صفحة 30 من 61

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج