شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أصل الداء
أربعةً كُنّا مُصابينَ بِداءٍ
أَعْجَزَ الطبيبَ والعطّارَ في مدينةٍ
جميعُ أَهليها يُعانونَ من التعاسَهْ
وَمَرَّتِ الأيامُ
حتى حَلَّ في البلدةِ شيخٌ طاعنٌ
مهْنَتُهُ الفِراسَهْ
زُرْناهُ نَسْتَفْهمُ عن أمراضِنا
بادَرَني بقولهِ: من أيِّ شيءٍ تشتكي؟
قلتُ: من الضَبابِ في بَصيرتي
ومن شعورٍ غامضٍ
أَفْقَدَني الوقارَ والكِياسَهْ
فتارةً أشعرُ أَنَّ بلدتي مئذنةٌ
تَرشُّنا بالنورِ والأَريجِ
حتى تستحيلَ جَنَّةً أرضيةً..
وتارةً أَخالُها إِذاعةً
تنهى عن المعروفِ..
أو تأمرُ بالمنكرِ
حتى تستحيلَ حانةً ومخدعاً لساسَهْ
فلم أَعُدْ أُمَيِّزُ العُهرَ من القداسَهْ
* * *
أشار للثاني: وأنتَ؟ أَيَّ شيءٍ تشتكي؟
أجابَهُ: من عَدَمِ النسيانِ..
من علائمِ انتكاسَهْ
بَدَتْ على وجهِ غَدي..
فَعُمْدَةُ البلدةِ ـ قبل أَنْ يكونَ عُمْدَة ـ
كان بَشوشاً.. وَتَقِيًّا..
يبدأُ الحديثَ بالذِكْرِ
ولا يرفعُ حينما يسيرُ راسَهْ
لكنه منذ تولى منصبَ العُمْدَةِ
صار كاسراً
مثلَ كلابِ الصَّيْدِ والحِراسَهْ
* * *
والتَفَتَ الشيخ إلى ثالثِنا
وكان لا زال على مقاعدِ الدراسَهْ:
وأنتَ؟ مِمَّ تشتكي؟
أجابَهُ: أشعرُ حين أفتح الكتابَ
أَنَّ مدفعاً يطلعُ من بين السطورِ
فاتحاً شدقيهِ ليْ
فأستحيل أرنباً يَبحث في الصفِ عن الكِناسِ..
تغدو لغتي مكنسةً..
ودفتري حاويةً
وكلُّ ما حفظتُهُ كُناسَهْ (1)
وأشتكي من صَدَأ
طال مرايا الفكرِ في عالِمنا
فلستُ أدري:
مَنْ بنا البائعُ والمُباعُ
في ((عولمةِ)) النخاسَهْ؟
* * *
وقالتِ الرابعةُ: ((العانسُ)):
أشكو هاجسَ الأرْمَلَةِ الثكلى
فَهَلْ من بلسمٍ يُوقِفُ زَحْفَ العمرِ
ريثما يَمُرُّ عابراً شواطئَ البلدةِ
حُوْتُ الحربِ..
أو توقِفُ دَوَّرانَها طاحونة السياسَهْ؟
فأَطْرَقَ الشيخ مَلِيِّاً..
ثم قال جازماً:
أمراضُكم جميعُها مصدرُها:
((جرثومةُ الكرسيِّ)) في ((مُسْتَنْقَعِ الرئاسَهْ))!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :817  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج