شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
 
عصفاً بهم
حاشاكَ تنثرُ للغزاةِ وُرُودا
فَلَقَدْ خُلِقْتَ كما النخيلِ عنيدا
لا زال فيكَ من ((الحسينِ)) بَقيَّةٌ
تأْبى الخنوعَ وإِنْ تُباحَ وريدا
وَمُكَبِّرون يَرونَ في وَثَباتهِمِ
باسمِ الحنيفِ على الغُزاةِ سجودا
ومُرابطون يَشِدُّهُم لترابِهِم
ما شَدَّ لِلكَتِفِ السليمِ زنودا
يا ابنَ الأُباةِ المُرْخصينَ نفوسَهُمْ
ونفيسَهم ـ عن عِرْضِهِمْ ـ ووليدا
كُنْ مثلَ طينِ الرافدين.. ولا تكنْ
إن أوقَدوا نارَ الضَلالِ ـ حديدا
سُلَّ الضلوعَ إذا عُدِمْتَ أَسِنَّةً
وأَقِمْ عليهم بالجهادِ حدودا
واكْنسْ بمَجرفَةِ الرصاص قِمامةً
بَشَرِيَّةً لا تستحقُّ وجودا
شَطْباً لها من لَوْح طينِكَ.. حَسْبُها
أنْ شَرَّعَتْ يومَ احتلالِكَ عيدا
المُفْتَرون على الإله بِسَنِّهِمْ
فتوىً تُنيبُ عن الجهادِ قُعودا
الناقصونَ مروءةً وعروبةً
الكاملونَ نذالةً وجحودا
رقصوا على قَرْعِ الطبول كأنَّهم
خُلِقوا لطبلِ الأجنبيِّ قرودا
ظَنّوا الكرامةَ منصباً فاسْتَرْخصوا
كِبَراً فكانوا للغزاةِ عَبيدا
مَدُّوا لأحذيةِ الجُناةِ رؤوسَهمْ
جسراً.. ومدُّوا للأَكُفّ خدودا
أولاءِ شَرٌّ فاضْرِبَنَّ جذورَهُ
إنْ شئتَ أمراً للعبادِ حميدا
تَخَذوا من الدولارِ ربًّا واشتروا
بالدين دُنياً والضميرِ نقودا
وإذا تفَحَّصْتَ السنين وَجدْتَهُمْ
كانوا لطاغيةِ العراقِ جنودا
خَسِيءَ الغزاةُ.. فما العراقُ بعاقِرٍ
عَقُمَ الزمانُ وما يزال ولُودا
مرَّ الغُزاةُ به فخَضَّبَهُمْ دماً
وأذَلَّ راياتٍ لهم وحشودا
بالأمسِ زانَ فَمَ العصور ((رشيدُهُ))
وغداً سينجبُ للرشيدِ حفيدا
يا مُرْخِصاً لِغَدِ العقيدةِ روحَهُ
يومَ اللقاءِ وطارفاً وَتَليدا
إنْ لم تكن ناراً يُهابُ لهيبُها
فَلِنار مَوقِدِهِم غَدَوْتَ وقودا
فاكفُرْ بتحريرٍ يُذِلُّ عروبةً
وَيُعِزُّ ((بيت خطيئةٍ)) ويهودا
أَمُحَرِّرونَ؟ إذنْ علام مدائنُ
دُكَّتْ وجمعُ القانتينَ أُبيدا؟
جَهِّزْ لهم يا ابنَ العراقِ جَهَنَّماً
أرضيَّةً.. وأقِمْ لهم أُخْدودا
وأعِدْ لهم غَضَبَ الحليمِ يسومُهُ
ذُلاَّ ـ غريبٌ طامعٌ ـ ووَعيدا
قد أوْجَبَ اللَّهُ القصاصَ.. كفى بهِ
حَكَماً.. وبالدمِ والخرابِ شهودا
فَتْواكَ؟ خُذْها من كتابِكَ بعدما
جعلوا بيوتَ الآمنينَ لحودا
ما دام أنَّ الموتَ حَتْمُكَ فاقْتَحِمْ
ميدانَهُ حتى تقومَ شَهيدا
لا تَطْمَئِنَّ إلى الوعودِ فإنَّها
خَدَرٌ يُزيدُ الراقدينَ رقودا
عصفاً بهِ حتى يثوبَ لرشدِهِ
مُتَجبِّرٌ سام الشعوبَ قيودا
فُرَصُ الخلودِ كثيرةٌ.. وأَعزُّها
أنْ تلتقي وجهَ الكريمِ سعيدا
واللَّهِ ما وطأ الغزاةُ تُرابَنا
لو أننا نَتَهَجَّدُ ((التلمودا))
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1212  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.