شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(99) (1)
لا زال الأستاذ ((قنديل)) حايس في مهمته الجديدة التي يضطلع بها، والمجتمع الأدبي كله يمنحه ((تعظيم سلام)) لهذا النشاط الذي يخيل إلي أنه يحمل في تضاعيفه ((آفاقة)) للحركة الأدبية!
لقد أصدرت ((مؤسسة قنديل للطباعة والنشر)) التي أنشأها.. أول عمل أدبي جاد، ومشرِّف، ويكحل العين ليزينها ويزيد اتساعها.. فقدم للقرّاء قبل أيام ديوان ((نار)) من شعره الرصين.. ولهذا السبب ـ فيما يلوح! ـ نسي الأستاذ أن يمد ((عكاظ)) بعموده اليومي هذا وسافر إلى الرياض وراء مهمة توزيع الديوان.. والعمود يومي.. أو كما العنوان ((يوم ورا يوم)).. أو يوم في ((مؤخرة!)) يوم.. وقد اعتاد القارئ كل صباح على قراءة ((المزمزة)) التي يكتبها الأستاذ الكبير بأسلوبه المرح.. الساخر، وبصوره الأدبية التي لا تجفل من اقتحام أية حارة شعبية لتنبش عن التراث. وتعكس الأصل الأصيل!
و ((لم ممكن))! إلا ملء هذا العمود اليومي بسطور.. حتى لا يختنق أحد الأيام المتعاقبة.. تعاقباً على شكل ((عمود ونصف)) بتعبير الصحافة!!
ولا أبتعد.. إني أريد أن يكون هذا الحيز ((قنديلاً)) كعادته يعطي النور.. والنار!
ونار يا حبيبي نار!
نار.. هو عنوان ديوانه الشعري الجديد، والقنديل ـ كما قرأته ـ قاصٌّ أكثر منه شاعر.. إنه يكتب القصة بالشعر.. يسرد عليك حكاية.. تنازعه فكرة الملاحم.. والأساطير.. ولكنه ((معجون)) بتراثه، وتاريخه.. شعبي يقذف ((الإحرام)) على كتفه بيد مستطيلة، ويوسع خطواته إلى أمام.. ونخوة ابن البلد تفسح له الدرب!
إن كثيراً من مقطوعات هذا الديوان فيها ((نخوة ابن البلد)).. وابن البلد من هذه الأرض.. عربي، وفي كل سطر مما صاغه شعراً كنت أسمع صوتاً غريباً يصرخ: نار!! إن مناخ الشعر الذي كتبه ونشره ضمن هذا الديوان مناخ حار.. صيفاً وشتاء.. وصيف وشتاء هذا العام كله لهيب أمام عدوان إسرائيل.. فالشعر الذي قرأته هنا يعكس ملامح الصورة الحاضرة المعاصرة التي نعيشها هذه الأيام تحفزاً للثأر!
إن ما قرأته هو ـ بحق ـ أدب الواقع.. تعبير عن الحاضر الصميمي..
إن الكلمات لهب له ألسنة ممتدة.. تملأ الصدى:
لكنه هذا الصدى..
لكنه بك أنت.. بي
وبكل دار..
عربية الأنوار.. عالية المنار
سيظل ناراً سوف تحرق كل عار
سيظل مهما طال..
بالكون المدار.. سيظل نار
ويعيش في دمنا
يعيش الدهر.. نار!!
وكل قصائد الديوان على هذا النهج.. تتخذ درباً متقداً، ولقد اندفعت في ليلة واحدة إلى قراءة المحتوى كله بحماسي.. تصوروا قارئاً يتحمس وهو يقرأ شعراً.. لكن الشعر ينبغي أن يلامس الوجود الإنساني ويستشرف القضايا الإنسانية، والصميمية.. ليس كله غزلاً، وهجاء، ووصفاً.. إننا لكي نقول شعراً.. يجب أن ((نشعر))!
وأصدقكم.. إنني شعرت بإعصار يجتاح رتابتي، ويفتت كرات التثاؤب في فمي.. فإذا أنا أكثر إحساساً!
إن مشاعر الناس هذه الأيام ((حايسة)) في مشكلتنا الكبيرة فلسطين.. تترقب، وتتحفز ويستطيل أملها ويعرض.. لكني.. أرجو أن لا تستمر ((حوسة)) القنديل حتى يوم غد.. حتى يعود إلى قرائه ويمنع عنهم هذا ((الأنا)) الذي أعجبته جداً حكاية ((لضم)) الأيام.. يوم ورا يوم!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :529  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 138 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج