الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > - 92 -

(92) ⁽¹⁾

ويتصل اليوم كسابقه بموضوع البيان الملكي استمراراً مع ما دار في الجلسات إياها جمعت في المستويات الاجتماعية بين أمير.. ثم وزير.. مع مدير مؤسسة عام.. ورئيس تحرير جريدة محلية كبرى.. والعبد لله.. فيقول:

ومن المفروغ منه أن يحمل واجبات توضيح روح البيان ومضمونه وأهدافه أولئك الذين تقع على عواتقهم.. وتجيء في أولى قائمات مهماتهم وظائف التوعية الدينية.. والإرشاد الإسلامي.. والتبصير والتذكير.. تحبيباً إلى الفضائل.. وتحذيراً من الرذائل بمبتدعاتها المحدثات.. لا تصلح جوهراً.. ولا تقيم كياناً.. بل تقف عند حد التبرج والشخلعة.. والجري وراء الزخارف المستوردة بكل أشكالها.. ومجال اصحاب السماحة والفضيلة في هذا المجال معلوم.. ومتفرد.. وأن لهم أن يجددوا فيه مداخل ومخارج ومقامات.. ومنابر.. وهم الأهل لكل ذلك..

ويأتي الرديف لهؤلاء وأولئك.. في مكان التجمعات اليومية والجمعية في المساجد.. نأمل من خطبائها أن يكونوا كالظن بهم في المستوى الذي يدعو إليه البيان جملة.. ويترك لهم التفصيل.. تبصيراً وتوجيهاً لا ببغاوية فيهما حيث أن النهج واضح.. والطريق كله نور.. ومكشوف..

ولقد بقي أخطر العناصر في مجال الرقابة.. ثم التنفيذ لمضمون البيان الملكي رقابة وتنفيذاً يقومان على المفهوم النظيف والسامي سمو الهدف في رحابة صدر.. وحلاوة لسان.. وبباعث من الإيمان بارتفاع القصد عن الدنيويات الزائلة وحماية المثل العليا لذاتها.. فلم تعد العصا أداة جذب واجتذاب وتآلف ومحبة.. بعد أن أصبحت السجون ذاتها أداة تهذيب وإصلاح.. ولقد قيل قديماً.. رب إشارة أبلغ من عبارة.. والعبارة نفسها مع الإشارة خير ألف مرة في الوصول إلى قاع النفس وحدوث المراد.. من الطويلة أو القصيرة لا يتعدى أثرها حدود الجسد من لحم وعظام!.. تدفع إلى الإصرار وللعناد أكثر مما تقرب بين الداعي باللسان والملبي بالقلب.

ولقد قلت في ذلك الوضع والموضوع أياماً جاهلية الفهم والأداء من الديوان الموءود والمكرور الذكر في المناسبات الداعية إلى نشره بعد طي طال عليه:

قيل.. هذا آمر بالخير.. ناه عن سواه

من عصاه اليوم.. قادته إلى الدرب عصاه!

قلت: عسف الدرب لا ترضاه بالحي الحياه

إنما تخشى عصا الراعي.. فتنقاد الشياه!

* * *