شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(54) (1)
حدث لي ضحى هذا اليوم أنني طلبت موظفاً مرموقاً.. بواسطة السنترال الخاص في مقر عمله.. لأجل أن أحادثه في موضوع تعهد هو.. كمسؤول مباشر.. بإنجازه.. وذلك بعد أن لمس من بعض موظفيه الثانويين مدى التهاون.. طالت معه مراجعاتي لهم دون نتيجة لي.. ودون مبرر رسمي منهم لهذا التهاون..
وكان الموظف الرئيسي المرموق. قد أعطاني منذ أسبوع.. مع الوعد القاطع بالإنجاز.. موعداً هذا اليوم لمراجعته.. على أن اتصل به تلفونياً قبل حضوري لمقر عمله ليخبرني عما كان من تعقيبه الشخصي على أوراق المعاملة.. أو الموضوع.. وسيكون الأمر منتهياً بحضوري.. بوضع الخاتمة له.. سلباً أو إيجاباً.. حسب النظام!..
وهكذا كانت مخابرتي أو طلبي التلفوني له اليوم.. نزولاً على موعد محدد منه.. ومقرر.. ولقد أخبرني مأمور السنترال الخاص في بادئ الأمر أنه موجود.. ولكنه يتكلم.. فأجبته إنني معك على التلفون في انتظار انتهاء محادثته لأكلمه.. أو ليكلمني هو على الأصح.. وإلى هنا والوضع.. والموضوع طبيعيان جداً..
ولكن الشاذ جداً.. بل وألف جداً.. إن مأمور السنترال الخاص عاد ليخبرني بعد ثواني.. أن المذكور خرج من مكتبه ولا يعلم المأمور إلى أي المكاتب قد اتجه.. وهنا شعرت بأن دمي يطالبني بأن أتصرف تصرفاً ما لأنني تيقنت أنها اللعبة القديمة يمارسها بعضهم.. للتهرب من دائن لهم بشيء ما.. أو من تقبل فارغ يهدر أوقاتهم الهانئة.. ولما لم أكن واحداً من هذين الصنفين.. فضلاً عن أنني مواطن صاحب حق في المراجعة المباشرة للمصلحة.. حتى بدون اتصال تلفوني سابق.. فقد بادرت بالذهاب حالاً للمصلحة التي لم يكن لحسن الحظ يفصل بينها وبين مكان السؤال أو المكالمة أكثر من أمتار معدودات..
وبوغت سعادته بوقوفي على رأسه.. وهو.. هو بمكتبه نفسه.. لم يغادره إلى سواه كما قال لي مأمور السنترال.. كما أنه ليس بمعقول أن يكون قد غادره.. وعاد إليه خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة..
وأشهد أن الرجل كان خامة طيبة العرق.. فقد تناثر خجله.. حبات من العرق الهاطلة من جبينه على وجهه المحمر.. وأسرف في المعذرة باعتبار أن هذه الفعلة الشنعاء لا تليق منه.. ولا تجوز.. كما لا يجوز مرورها على مثلي.. وبقدر إسرافه.. من اللخمة في الكلام.. في المعذرة مكررة بأساليب متعثرة طائشة كبعض السهام المتتالية تخطئ الهدف إرسالها في الهواء لمجرد الانطلاق.. والحركة.. فقد أوجزت الإجابة عليها.. وعليه في كلمات قلائل.. إنني أخاطبك هنا.. لا بصفتك الشخصية بل بوصفك مسؤولاً رسمياً.. وضعته الدولة لتصريف شؤون المراجعين كافة.. وبصفتي مراجعاً ذا مصلحة.. في هذه المصلحة.. أريد أن أعرف بالضبط مكان موضوعي بين هذه الأيدي.. وتلك الأدراج من المكاتب.. الآن..
ولقد تقيدت أدباً بطلبك التلفوني قبل الحضور.. شاكراً لك من قبل تلك الرقة في حينها.. بقدر ما ذممت منك وفيك الآن استعمال هذه اللعبة القديمة والمتوالية للأسف بيننا.. لا تليق بنا.. ولا بأمثالك على الأخص..
وانصرفت.. فوراً.. معلّق النظر الحائر بين الأرض والسقف من الغيظ.. تاركاً الموضوع معلقاً.. فوق أكتافه.. للذكرى.. للعظة.. للعبرة.. للتذكير الدائم بما حدث مما لا يليق أن يحدث.. للمراجع.. من مسؤول!!..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :570  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 93 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج